Arab-Venus
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 W6w20050421014505159d978521d

اذا قمت بالتسجيل عزيزى/تى الزائر/ة قم بتفعيل عضويتك بالضغط علي رابط التفعيل في رسالة خاصة ترسلها ادارة الموقع الي بريدك الاليكترونى ... ولتصفح أفضل ننصح باستخدام متصفح فايرفوكس أو متصفح جوجل كروم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Arab-Venus
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 W6w20050421014505159d978521d

اذا قمت بالتسجيل عزيزى/تى الزائر/ة قم بتفعيل عضويتك بالضغط علي رابط التفعيل في رسالة خاصة ترسلها ادارة الموقع الي بريدك الاليكترونى ... ولتصفح أفضل ننصح باستخدام متصفح فايرفوكس أو متصفح جوجل كروم

Arab-Venus
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قلبي يؤلمني
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly

» حديث شريف
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly

» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly

» حكمة تشريع الصوم
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly

»  سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly

»  أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان و المترفون
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر

» من صام رمضان
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر

» فضائل الصيام
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر

» وصايا رمضانية
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر

» دروس من رمضان
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر

» تعلم فى رمضان
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر

» محفزات التغيير فى رمضان
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر

» فلسفة الصيام
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان وتجديد الذات
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر

» أحكام الصيام
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان والتليفزيون و ... انت
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة

» رمضان والمرأة المسلمة
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة

» رمضان طوال العام
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة

» رمضان الأخير
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة

شارك هذه الصفحة
Share |
عدد الزائرين للموقع

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:18

في مصر



يا مصر ، حلم ساحر الألوان ، رافق كل عمري

كم داعبت روحي رؤاه فرفّ روحي خلف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن اجتلي هذا الحمى . . . واضمه قلباً وعين. .

واليوم ، في حلم أنا ، أم يقظةٍ ، أم بين بين !؟

صدحت بقلبي إذ وطئت ثراك أنغامٌ سواحر

فكأنما في قلبي المأخوذ غنّى الف طائر

وغرقت في أمواج إحساسٍ بعيد الغور فائر

أأنا هنا ؟ في مصر ، في الوادي النبيل ؟!

أأنا هنا في النيل ، في الأهرام ، في ظل النخيل ؟!

وتلفتت عيناي في دهشٍ ، وفي لهف غريب . .

ماذا ؟ هنا الدنيا الخلوب تثير أهواء القلوب . .

ماذا ؟ هنا نار الحياة تؤجّ صارخة اللهيب . .

في كل مجلىً فتنةٌ رقصت ، وسحرٌ مدّ ظلّه

ماذا ؟ أمصرٌ أم رؤى أسطورةٍ من ألف ليله!؟

كيف اتجهت تجاوبٌ وصدىً لموسيقى الوجود

في النيل يعزف لحنة الأبدي للشط السعيد

في وشوشات النسمة المعطار ، في النخل الميود

حتى النجوم هنا أحسّ لهنّ الحاناً شجيّه

حتى السحاب أخاله تحدوه موسيقى خفيّه

يا مصر ، بي عطش الى فرح الحياة . . الى الصفاء . .

يا مصر ، نحن هناك أمواتٌ بمقبرة الشقاء

لا يطمئن بنا قرارٌ . . . لا يعانقنا رجاء . . .

لا شيء إلا ضحكة الهزء المرير على المباسم !

كالضحكة الخرساء قد يبست على فك الجماجم!!

نفسي مصدّعة . . فضميني لأنسى فيك نفسي

قست الحياة وأترعت بمرارة الآلام كأسي

والظلمة السوداء مطبقة على روحي وحسي

فاحني عليّ وزوّديني من مفاتنك الجميله . . .

هي نهزة لم أدر كيف سخت بها الدنيا البخيله !

يا ليتني يا مصر نجم في سمائك يخفق

يا ليتني في نيلك الأزليّ موجٌ يدفق

يا ليتني لغزٌ ، أبو الهول احتواه ، مغلق . . .

تهوى وتنسق الدهور مواكباً ، وأنا هنا

بعض خفيٌ من كيانك لست أدرك ما أنا !!

يا مصر حلم ساحر الألوان رافق كل عمري

كم داعبت روحي رؤاه ، فرف روحي خاف صدري

حلم كظل الواحة الخضراء في صحراء قفر

أن أجتلي هذا الحمى وأضمّه قلباً وعين

واليوم في حلم أنا ؟ أم يقظة ؟ أم بين بين ؟!

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:19

وأنا وحدى


في الليل ، إذ تهبط روح الظلام

مرسلة فيه الرؤى الهائمة يطيف بي في يقظتي الحالمه
طيف ولكن ما له شكل

يحضنه جفني ، ولا ظلّ

وإنما بحسّي الملهم

أعيه شيئاً ملغزاً مبهم

كأنما طلسمه الليل

وكلما رفعت في وحدتي له مصابيحي انزوى في القتام
في الليل ، اذ تنعس روح الوجود

يخطفني شيء وراء الفضاء كأنما تحملني في الخفاء
ضبابة تسير في تيه

لا لمعة تجلو دياجيه

لكن روحاً غير منظور

وإراده دوني ألف ديجور

أحسّه في لا تناهي المدى يشّدني الى بعيد بعيد
في الليل إذ تخشع روح السكون

أسمع في الهدأة صوتاً غريب صوتاً له طعم ولون رطيب
طعم ، ولكن غير أرضي

لون ، ولكن غير مرئي

طيب ، ولكن . .

لا ، فما أدري

ما كنهه ، كأنما يسري

من عالم هناك غيبيّ

تظل روحي وهي مأخوذة تصغي اليه من وراء الدجون
ما أنت يا من في ظلال الليال

احسّه ملء حنايا الوجود في الأرض ، في الأثير في اللاحدود
في قلب قلبي في سماواتي

هلاّ توضّحت لآفاقي ؟!

هلاّ تجسّدت لأشواقي ؟!

هلاّ ؟

ولكن كيف ؟

هيهات

فأنت مثل الغيب ما تنجلي يا لغز . . يا حقيقة كالخيال !

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:20

وجود


كنت على الدنيا سؤالا شريد

في الغيهب المسدول

جوابه استتر

وكنت لي إشراق نور جديد

من عتمة المجهول

أطلعه قدر

دار به الفلك

ودار مرتين . .

حتى انتهى إلي

إشعاعه الفريد

وانقشع الحلــــك

وفي انتفاضتين

وجدت في يدي

جوابي الفقيــــــــد

يا انت ، يا أنت القريب البعيد

لا تذكر الأفول

روحك يستعـــــر

الكون لي ولك

لنــــــا ، لشاعرين

رغم المدى القصي

ضمّتها وجود !!

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:21

تهويمة صوفية


أي لحن مسلسل رقراق راح ينساب في مدى الآفاق
أيقظ الكون حين منبثق الفجر على غمرةٍ من الأشواق

وإذا الحب ملء هذا الوجود الرحب يسري في روعة وانطلاق

وإذا الكائنات يغرقها الوجد الإلهيّ في سنى الاشراق !

السموات من حنين ووجدٍ خاشعات خلف الغيوم الرقاق
والجبال الشّماء تشخص نحو الله سكرى في ذهلة المشتاق

وندى الفجر في الرياض الحوالي

أدمع الشوق رقرقت في المآقي

كلّ ما في الوجود من روعة اسم الله في نشوةٍ وفي استغراق !

أي لحن مخلّد سرمديّ من لحون الآزال و الآباد
أي لحن قد صيّر الكون أغرودة حب رخيمة الإنشاد

يا لهذا النشيد تنطلق الأرواح فيه من ربقة الأجساد

يا لهذا النشيد أوغل في أعماق ذاتي محطّماً أصفادي

يا لقيدي الارضيّ يسحقه اللحن ويذروه حفنةً من رماد

وإذا الروح في تجرده يسمو مشعّاً كالكوكب الوقّاد

عانق اللحن مصعداً وتوارى يتخطى شواسع الأبعاد

غارقاً في صفائه ، قد تغشّته غواشي غيبوبةٍ وامتداد

كلّما رنّ في السكون صدى تسبيحة الله رائع الترديد

و سرت في الأثير الطهر و أوغلن في الفضاء البعيد

أهطعت أنفس و ذابت قلوب يزهيها الفناء في المبعود !
و تسامىالشعور يلهب فيها خلجات الأيمان و التمجيد
يا لهذا الصفاء ..يا لتجّلي الله .. يا روعة الجلال الفريد!

لكأني بالكون يهتف : يا رب ، و يمضي مستغرقاً في الشرود

لكأني أحسّ و شك اتصالي .. لكأني أشم عطر الخلود!

أنا يا رب ّ قطرة منك تاهت فوق أرض الشقاء و التنكيد
فمتى أهتدي الىمنبعي الأسمى و أفنى في فيضه المنشود

ضاق روحي بالأرض ،بالأسر ،بالقيد ،فحرر روحي و فك قيودي

ضمني ، ضمني ،فقد طال انفصالي ،و طال بي تشريدي

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:22

من وراء الجدران

من وراء الجدران

بنته يد الظلم سجناً رهيباً لوأد البريئات أمثاليه
وكرّت دهور عليه وما زال يمثل كاللعنة الباقيه

وقفت بجدرانه العابسات وقد عفّرت بتراب القرون
وصحت بها : يا بنات الظلام ويا بدعه الظلم والظالمين
لعنت ؛ احجبي نور حريتي وسدّي عليّ رحاب الفضاء
ولكن قلبي هذا المغرّد لن تطفئي فيه روح الغناء
فقلبي يد الله صاغته لحناً تدفقّ من عمق نبع الحياه
ورغم شموخك يا مجرمات يرنّ على كل أفق صداه
لعنت ؛ اختفي كل حلم ينضر قلبي ويغذوه عطراً ونور

فأحلام قلبي لن تنتهي ولو حجبته زوايا القبور !
وإني وإن أوثقتني لديك بألف وثاق أكفّ الغباء ..
فلي من خيالي وفنّي ودنياي ألف جناح وألف سماه

ألا كم براعم قلبي نمتها لديك هنا لعنات القدر
ذوت تحت أصفادها وانحلت على ذاتها أملأ منتحر
كما انحطم الناي واللحن فيه حبيس فما رفّ يوماً بفم
كذلك كانت تموت وفيها نشيد الحياة حبيس النغم
وكانت تموت وفي قلبها خيال الغدير وصوت الخرير
وأنت هنا كالألى شيّدوك أنانيةٌ مات فيك الشعور
لعنت ، سواي أمامك تعنو وتخرسها غضبات الطغاه
ولكن مثلي ستبقى برغمك بنت الطبيعة ،بنت الحياه!
أغني ولو سحقني القيود أغاريد نفسي وأشواقها
تبارك لحني أمي الحياة فلحني من عمق أعماقها

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:23

في سفح عيبال



ها أنا وحدي في ثنايا الجبل كأنني أسطورة تائهة
تهمسها الريح بإذن السفوح

ها أنا والفضاء حولي غزل والكون عشق ، ورؤى والهه
وأنت قلبي وعيني روح

يومىء لي نحو غدٍ أخضر

يغفو الشذا في دربه المزهر

ها انا وحدي ومعي صبوتي ترف في صدري بألفي جناح
وانت سر في كياني استتر

وكلما هتفت من فرحتي اسأل : ما أنت ؟ سمعت الرياح
تقول لي في مثل همس القدر

إنك يا حبي نشيد الخلود

وإنني صداك عبر الوجود

وتعتريني نفضة من شعور بغبطة تملأ أحنائيه
كأنها لحن مضيء النغم

فأنثني أحفر فوق الصخور إسمك في نشوة إحساسيه
وأشبع الأحرف لثماً وشم

والفرح الكبير يا حبي

تهدر موسيقاه في قلبي

وترتمي عيناي في مرتمى أفق بعيد حال ما بيننا
وكلما أشخص روحي تراك

أحسّ عينيك وما فيهما من وهج يطفر منه السّنى
حولي تشعّان بنجوى هواك

نارهما السوداء كالصاعقة

تنقضّ من نظرتك الحارقة

وأرسل ((الآوف)) غناء حنون يسيل من روحي وأوصالي
فتنتشي ((بالأوف)) حتى السفوح

لحن هوىً ، مرتعشٌ بالحنين سمعته يوماً (( بعيبال)) . .
إذ أنت في السفع غريب الجروح !

فبات وهو اليوم أغنيتي

يحملني اليك في وحدتي

هل نلتقي ؟ أواه ؛ هذي أنا سوسنة فتّح أكمامها
دفء الهوى والأمل المشرق

تلوي بها الريح ، وتبقى هنا تستودع السفوح أحلامها
وأنت عطر مسكر يعبق

في دمها . . أوّاه هذي أنا

وحدي هنا في السفح وحدي هنا !!

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:24

يتيم وأم

هاضه الوهن ، وأعياه الألم وسطا الضعف عليه والسقم
خاشع الأطراف من إعيائه ما به يقلب كفّاً أو قدم
متداعٍ جسمه ، منخذلٌ ، لجّت الحمى عليه فاضطرم

ساكن الأوصال إلا بصراً زائغاً ، يطرف حيناً ، ويجم
ابن سبع برّح اليتيم به رحمة الله له نضو يتم
كسرت من طرفه مسكنةٌ لبست هيأته منذ انفطم
وا حناناه لأمٍ أيّمٍ طوت النفس على خوف وغم
فنضت عنها الثياب السود ؛ لا لا تظنوا جرحها الدامي التأم
بل لدفع الشؤم عن واحدها يا لقلب الأم إن أشعر هم !
وبدت في اليبض من أثوابها من رأى إحدى حمامات الحرم
عطفت من رحمة تحضنه إنما دنيا اليتامى حضن أم
ومضت تمسح بالكف على جبهةٍ رهن اشتعال وضرم
ولقد تندى فتخضّل له وفرة ٌ مثل الظلام المدلهم
نظر الطفل اليها صامتاً وبعينيه حديث وكلم . . .
ليت شعري ، ما به ؟ ما يبتغي أبنفس الطفل سؤلٌ مكتتم ؟
لو أراد النجم لاحتالت له كل سؤل هيّن ، مهما عظم
وحنت تسأل عن طلبته فرنت عين له ، وافترّ فم . .
قال : يا أمي . واسأليه رجعةً فلكم يفرح قلبي لو قدم !
لا تسل عن جرحها كيف مضى

من هنا أو من هنا ينزف دم

ضمّت الطفل اليها بيدٍ وبأخرى مسحت دمعاً سجم
عزّ ما يطلبه ، يا رحمتا كيف تأتي برفات ورمم !؟
قلّب البؤس على أوجهه لن ترى كاليتيم بؤساً محتكم
ينشأ الطفل ولا ركن له ركنه من صغر السن انهدم
خائضاً في لجج العيش على ضعفه ، والعيش بحر محتدم
تائهاً في ظلمٍ ما تنتهي حائراً يخبط في تلك الظلم
ليس في الدنيا ولا في ناسها فهو يحيا في وجود كالعدم

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:23

علي القبر


(( الى روح ابراهيم))

آه يا قبر ، هنا كم طاف روحي

هائماً حولك كالطير الذبيح

أو ما أبصرته دامي الجروح

يتنزّى فرط تبريحٍ ويأس

مرهقاً مما يعنّيه الحنين

وهنا يا قبره أشوق نفسي

يا لأشواق على تربك حبس

وهنا قبلة أحلامي وهجسي

قرّبتني الدار ، أو طال نزوحي

فخيالي بك رهنٌ كل حين

إن نأى بي البعد ردّتني اليك

لاعجات ما تني وجداً عليك

لست تدري أي دنيا في يديك

من حنان وبشاشاتٍ وأنسٍ

يا قلبي ! أصبحت في الهامدين

آه يا قبراً له إشعاع نور

لا أرى أجمل منه في القبور !

فيك دنياي ، وفي قلبي الكبير

مأتم ما انفكّ مذ بات لديك

قائماً يأخذ منه بالوتـــــــــين

وإذا ينزف دمع المقل

يجهش القلب أسىً ما يأتلي

نادبـــاً عندك أغلى أمل

باكياً فيك نصيري وظهيري

ساكباً من ذوبه غير ضنين

أوحش السامر من ذاك السمير

غير أصداء فؤادٍ وشعور

نغم أفعم أمواج الأثير

بالاماني والهوى والغزل

وترامى بين أحضان السنين

زهرة عطّرت الدنيا بنشر

ثم مالت بين أحلام وشعر

وذوت عن عمر للزهر نضر

هكذا تنفذ أعمار الزهور

و الشذا باقٍ بروح العابرين

كلما أشرق في اللــــــيل القمر

مترعاً بالنور أعصاب الزهر

أظلمت نفسي و هـــــــــاجتني الذكر

كيف غيّبتك في ظلمة قبر

كيف أسلمتـــك للترب المهين

وإذا ران على الدنيا هجود

وغفا فيها شقيٌّ وسعيد

لم يزل يهتف بي صوتٌ بعيد

من وراء الغيب وافى وظهر

ومضى يهمس همس العاتبين

عتبه أخذي بأسباب البقاء

أتملـّى من وجودٍ وضياء

وعديل الروح في وادي الفناء

السّنى ضنّ عليه والوجود

فهو بالحرمان لم يبرح رهين

أيها الهاتف من خلف الغيوب

ما ترى نبع حياتي في نضوب ؟

لم أزل أضرب في عيش جــديب

موحشٍ كالقفر ، موصول الشقاء

منذ أمسى نجمه في الآفلين

أين إبراهيم مني ، أين أين؟!

حبة القلب ونور النــــاظرين

أنا من عيشٍ وموت بين بين

فلعل الحين موفٍ عن قريب

يمسح الجرح والآم الحنين

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:32

الروض المستباح


أين الغناء العذب يا طائري تسبق فيه كلّ شادٍ طروب
وأين أفراح الصبّا الزاخر باللهو ، أم أين المراح الدؤوب
مالك تلقي نظرة الحائر يريد يستجلي خفايا الغيوب ؟
وما الذي في قلبك الشاعر قل لي ، فإن البثّ يشفي القلوب
ما ترى حولك همس الورق يسكبه في أذن الجدول
كأنه نجوى محبٍ سرق هنيهةً من غفلة العذ ّل
والزّهر الرفاف إما عبق عبيره يسري مع الشمأل
وهذه الدنيا ، وهذا الألق فمتّع النفس ولا تهمل
بين الفراشات وزهر الربيع هيمنة الصبّ ، إذا يعتب
ويح الفرشات ، هواها خدوع تلهو بهذا ، و بذا تلعب
كم توهم الزهر هيام الولوع و قلبها يا طائري قلّب
فيها إلى التبديل طبع نزوع و الطبع غلاّب فما يغلب
وهذه الوردة ذات الرّواء كم تشتهي لحنك في حبها
بلبلها اليوم إليها أفاء وأرسل العطر إلى قلبها
وفيّ لها ، تلقى الوفاء أجمل ما تهداه من صحبها
غنّّ ومتّعها بهذا الصفاء أو ، لا، فلن تنجو من عتبها
سوا عجبي ! صمتك رهيب يا طائري ، ضمّن معنى الحذر
ترمي بلحظ الصقر نحو الدروب كأنما أنذرت منها بشر
ما تأتلي ترقب كالمستريب أشعر من حوليه وشك الخطر
أقعى ، على أهبته للوثوب ، في كبرياء تتحدّى القدر!
ماذا أرى ؟ هذاك (بومٌ) غريب منطلق ، حبهم المحيا ، وقاح
يحوم في الروضة حوماً مريب غدوّه متّهم .. والرواح
يطلّ من عينيه قلب جديب لكنه أرعن ، فيه جماح
اقتحم الباب اقتحام الغصوب وجاس في الروض طليق الجناح !
عيناه إذ ر أرأتا جمرتان قد شبّتا ، ما تطمعان الكرى
عن وكرك المطول لا تحسران تطلّــعاً يا طائري منكراً ..
أشرع منقاراً كحد السنان مضاؤه ، ملتويـــاً أحمرا
ومخلباً يصرع قلب الأمان يا ضيعة الوكر وقد أشهرا
ما شأن ذيّاك الدعيّ الدخيل في الروض ، والروض حماك الحبيب
وكيف يغدو مستباحا ذليل أو غرضاً يرمي بسهمٍ غريب
أغضيت عن روضك دهراً طويل يا طائري ، مغرىً بحلم كذوب
واليوم تصحو عن خيالٍ جميل مضى مع السّحرة ، غبّ الهبوب !
أنفض جناحيك من الرقدة يا طائري ، أخشى عليك المصير
لا تمكن (البوم ) من الروضة أرى لذاك (البوم ) شأناً خطير
أضبّ اليوم للوكر على شرّة فيما أراه ، وأذى مستطير
عليك بالحذر ، فكم غفلة يؤخذ منها المرء أخذاً نكير
ويلك ، لا تأمن غريب الديار فخلفه من مثله معشر
يا طائري ، إنّ وراء البحار مثل عديد الذرّ لو تنظر
تربّصوا في لهفة وانتظار ودبّروا للأمر ما دبّروا . .
تحفزهم تلك الأماني الكبار وأنت أنت المطمع الأكبر

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:33

اليقظة


أيها الشرق ، أي نور جديد لاح في عتمة الليالي السود
لف شمّ الجبال والسهل والحزن ، وهام الربى ورمل البيد

وإذا أنت يفتح النور عينك ، فتصحو على الضياء الوليد

وتمطيت من طويل خمودٍ ومسحت الجفون بعد هجود

وتطلعت في حماك ، حمى الأمجاد ، ربع العروبة الممدود

عجباً ! أين أين ما وطّدوه من صروحٍ شمٍ وملك عتيد
وتلمست يا أبا الصيد فيه أوجه الغرّ من بينك الصيد
الميا من بواقي ((المثنى)) و((المعنّى )) في فيلق ((ابن الوليد))
تتساقى الحتوف دون حماها وتهزّ السيوف تحت البنود
وإذا أنت لا ترى غير عانٍ وطليحٍ مجرّحٍ ، وشهيد
البنون البنون صرعى الرزايا يا قلب الأبوّة المفؤود !
يا لها الله صرخةً منك دوّت في شعاب وأغورٍ ونجودٍ
يا لها صرخةً أهابت فأحيت عزماتٍ وطوّحت بقيود
نفخت في بنيك ، فانطلق العاني ، وهبّ الكابي ، وحيّ المودي

وتداعوا من ههنا وهنا ، وانتظموا تحت بندك المعقود

ما تراهم تسايلوا بين عينيك خفاقاً ، من قاهم ونجيد

نفروا نفرة الأبيّ وقد ضيم ، وهبّوا بعزمه المشدود

بعث الهامدون ، آمنت بالبعث ، بآيات يومه المشهود !

يا بني الشرق ، يمّن الله يوماً قمتم فيه من هوان القعود
أتم الطيبون ، صيّابة العرب ، حماة الحمى ، بقايا الجدود

هو ذا العيد أقبل اليوم محدوّ اً بروح في بردتيه جديد

فيه شيء من اعتزاز قديم عرفته له خوالي العهود
يوم لعرب مقعد في النجوم الزهر ، يزهو بركنه الموطود

في فؤاد القدس الجريح اهتزاز لكم رغم جدّه المنكود
انثنى ، موجعاً على الجرح يشدو ويحيّي أفراحكم في العيد
قام يزجي لكم عذارى القوافي راقصاتٍ موقّعات النشيد
قدّس الشعر ، إنما الشعر أنّات شقيّ أو أغنيات سعيد!


????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:36

بعد الكارثة



يا وطني ، مالك يخني على روحك معنى الموت ، معنى العدم
أمضّك الجرح الذي خانه أسأته في المأزق المحتدم
جرحك ؛ ما أعمق أغواره كم يتنزّى تحت ناب الألم
أين الألى استصرختم ضارعاً تحسبهم ذراك والمعتصم
ما بالهم قد حال من دونهم ودون مأساتك حسٌ أصم
قلبّت فيهم طرف مستنجد فعزّك المندفع المقتحم . . .
واخلجتا ! حتّام أهواؤهم تغرقهم في لجّها الملتطم!!
هم الأنانيون . . قد أغلقوا قلوبهم دون البلاء الملم
لا روح يستنهض من عزمهم لا نخوة تحفزهم ، لا همم !
أحنوا رقاب الذل ، يا ضعفهم واستسلموا للقادر المحتكم
يا هذه الأقدار لا ترحمي فرائس الضعف ، بقايا الرمم
بالمعول المحموم أهوي على تلك الجذوع الناخرات الحطم
كوني أتياً عارماً واجرفي كل ضعيف الروح ، واهي القدم
كوني كما شئت ، لظىً يغتلي أو عاصفاً يقذف حمر الحمم
واكتسحي أنقاض هذا الحمى من كل ركن خائرٍ . . منهدم
اكتسحيها وانفضي أمّتي ممّا علاها من رماد القدم !
ستنجلي الغمرة يا موطني ويمسح الفجر غواشي الظلم
والأمل الظامىء مهما ذوى لسوف يروى بلهيب ودم
فالجوهر الكامن في أمتي ما يأتلي يحمل معنى الضرم
هو الشباب الحر ، ذخر الحمى اليقظ المستوفز المنتقم
غلّوا جناحيه وقالوا : انطلق وشارف الأفق وجز بالقمم
واستنهضوه لاقتحام اللظى . . والقيد ، ياللقيد ، يدمي القدم
لكن للثأر غداً هبّةً جارفة الهول ، عصوفاً عمم
فالضربة الصماء قد ألهبت في كل حرٍ جذوةً تضطرم
لن يقعد الأحرار عن ثأرهم وفي دم الأحرار تغلي النقم !
مع لاجئة في العيد

أختاه ، هذا العيد رفّ سناه في روح الوجود

وأشاع في قلب الحياة بشاشة الفجر السعيد

وأراك مابين الخيام قبعت تمثالا شقيا

متهالكاً ، يطوي وراء جموده ألماً عتيّا

يرنو الى اللاشيء . . منسرحاً مع الافق البعيد

أختاه ، مالك إن نظرت الى الجموع العابرين

ولمحت أسراب الصبايا من بنات المترفين . .

من كل راقصة الخطي كادت بنشوتها تطير

العيد يضحك في محيّاها ويلتمع السرور

أطرقت واجمة كأنك صورة الألم الدفين ؟

أختاه ، أيّ الذكريات طغت عليك بفيضها

وتدّفعت صوراً تثيرك في تلاحق نبضها

حتى طفا منها سحاب مظلم في مقلتيك

يهمي دموعاً أو مضت وترجرجت في وجنتيك

يا للدموع البيض ! ماذا خلف رعشة ومضها؟

أترى ذكرت مباهج الاعياد في (يافا) الجميلة ؟

أهفت بقلبك ذكريات العيد أيام الطفوله؟

اذ أنت كالحسون تنطلقين في زهوٍ غرير

والعقدة الحمراء قد رفّت على الرأس الصغير

والشعر منسدلٌ على الكتفين ، الجديلة ؟

إذ أنت تنطلقين بين ملاعب البلد الحبيب

تتراكضين مع اللّدات بموكب فرح طروب

طوراً الى ارجوحة نصبت هناك على الرمال

طوراً الى ظل المغارس في كنوز البرتقال

والعيد يملأ جوّكن بروحه المرح اللعوب ؟

واليوم ؛ ماذا اليوم غير الذكريات ونارها ؟

واليوم ، ماذا غير قصة بؤسكنّ وعارها

لا الدار دارٌ ، لا ، ولا كالأمس ، هذا العيد عيد

هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريد

عان ، تقلبّه الحياة على جحيم قفارها ؟

أختاه ، هذا العيد عيد المترفين الهانئين

عيد الألى بقصورهم وبروحهم متنعمين

عيد الألى لا العار حرّكهم ، ولا ذلّ المصير

فكأنهم جثث هناك بال حياة او شعور

أختاه ، لا تبكي ، فهذا العيد عيد الميّتين!


????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:37

رقية


من صور النكبة

تدلــّت عن الأفق أمّ الضياء ملفّعة باصفرارٍ كئيب
وقد لملمت عن صدور الهضاب وهام التلال ذيول الغروب
وجرّت خطاها رويداً رويداً وأومت إلى شرفات المغيب
فأطبقن دون رحاب الوجود وأغرقنه في الظلام الرهيب
وغشّى الدجى مهجاتٍ نبضن بشوق الحياة ، بوهج اللهيب
وأخرى تلاعب ثلج السنين بها فخبت في حنايا الجنوب
وأوغل في حاليات القصور وأوغل في كل كوخ سليب
فمدّ الجناح على بسمات الشفاه ، وفوق جراح القلوب

وضمّ السعيد بأحلامه ، وضمّ أخا البؤس نضو الكروب

وفي وحشة الليل ، ليل المواجع ،ليل المواجد ، ليل الهموم

وللريح ولولة في الشعاب وللرعد جلجلة في الغيوم
وللبرق خفق توالى دراكاً يشق حجاب الظلام البهيم
بدا ( جبل النار ) ترب الخلود له روعة الأزليّ القديم
تعالى أشمّ أمام السماء تجاذب منها حواشي الأديم
كأنّ ذراه رفعن هناك ، على الأفق ، متكأ للنجوم
وكان وراء غواشي الدجى رهيب السكون عميق الوجوم
تحسّ به رجفة الكبرياء الجريحة والعنفوان الكليم

وفي قلبه النار مكبوتة الزفير ، فيا للــّهيب الكظيم !!

هنالك ، في سفح البطولات ، والمجد ، والوثبات الكبر. !

هنالك ؛ تحت الضباب المسفّ ، والأرض غرقى بدفق المطر

كأن الرحاب العلى بعيون السحائب تبكي شقاء البشر. .

هنالك ضمّ (رقيّة) كهف رغيب عميق كجرح القدر
تدور به لفحات الصقيع فيوشك يصطكّ حتى الصخر
وتجمد حتى عروق الحياة ويطفأ فيها الدم المستعر
(رقية) يا قصة من مآسي الحمى سطّرتها أكفّ الغير

ويا صورةً من رسوم التشرد ، الذل ، والصدعات الأخر

طغى القرّ ، فانطرحت هيكلاً شقيً الظلال ، شقي الصور !!
تعلّق شيء كفرخٍ مهيضٍ على صدرها الواهن المرتعد
وقد وسّدت رأسه ساعداً وشدّت بآخر حول الجسد
ولو قدرت أودعته حنايا الضلوع ، وضمّت عليه الكبد !

عساها تقيه بدفء الحنان ضراوة ذاك المساء الصّرد
وعانقها هو يصغي الى تلاحق أنفاسها المطّرد
وكانت خلال الدجى مقلتاه كنجمتين ضاءا بصدر الجلد
تشعان في قلبها المدلهم فيوشك في جنبها يتّقد
وغمغم : أمّ؛ وراحت يداه تعثيان ما بين نحرٍ وخد
فأهوت على الطفل تشتمّ فيه روائح فردوسها المفتقد
وفي مثل تهوية الحالمين وغيبوبة الانفس الصافية
أطّلت على أفق الذكريات وفي عمقها لهفة ظاميه
تعانق بالروح طيف الديار وتلثم تربتها الزاكية . .
وأفياءها الدافئات وتلك الدهاليز في الروضة الحالية

وإلف الحياة يشيع الحياة بأجواء جنّتها الهانيه
فيا دار ما فعلته الليالي بأشيائك الحلوه الغالية
وربّك ، كيف تهاوت به يد البغي والقوة الجانيه؟
ومرّ على قلبها طيف يومٍ دجى الضحى ، عاصف مربد
وقد نفرت في جموع الإباء نسور الحمى للحمى تفتدي
دعاها نفير العلى والجهاد فهبّت خفاقاً الى الموعد
تذود عن الشرف المستباح وتدفع عنه يد المعتدي
وتقتحم الهول مستحكماً وتسخر باللهب الموقد
فتنقضّ مثل القضاء المتاح وتهبط كالأجل المرصد
وليست تبالي وجوه الردى كوالح في الموقف الأربد
فيا للحمى ، كم حميّ أبيّ تجدّل فيه ، وكم أصيد
أباجوا له المهج الغايات وأسقوا ثراه دم الأكبد
وطالعها في رؤى الذكريات فتاها ، نجيّ العلى والطماح
إباء الرجولة في بردتيه وزهو البطولة ملء الوشاح
يشدّ على الغاضب المستبد ويضرب دون الحمى المستباح

ويلقي عراك المنايا وجاهاً ويكسح الهول أي اكتساح
وتعرف منه الوغى كاسراً قوى الجناح ، عنيد الجماح
يخط على صفحات الجهاد سطور الفدى بدماء الجراح
نبيل الكفاح اذا الخصم راغ ومن شرف الحرب نبل الكفاح
فيا من رأى النسر تجتاحه وتلوي به بفتات الرياح
تهاوى صريعاً وأرخى على حطام أمانيه ريش الجناح !
وفاضت لواعجها ، لا أنيناً جريحاً ، ولا عبرة زافره
ولكن زعافاً من الحقد والبغض والضغن والنقم الغامره ؟

متى يشتفي الثأر ؟ يا للضحايا أ تهدر تلك الدماء الطاهره
ويا للحمى ! من يجيب النداء نداء جراحاته النافره
وقد أغمد السيف ، لا ردّ حقاً ولا أطفأ الغلة الساعره !.
تململ في حضنها فرخها فضمّته محمومةً ثائره . .
ومالت عليه وفي صدرها مشاعر وحشيةٌ هادرة . .
لترضعه من لظى حقدها ونار ضغائنها الفائره . .
وتسكب من سمّ خلجاتها بأعماقه دفقةً زاخره !.
هنا جبل (النار) كان يطوّف حلم بأجفانه الساهره
تغاديه فيه طيوف نسورٍ تغلّ بأفق العلى طائره
مخالبها راعفات . . وملء جوانحها نشوة ظافره
وبرد التشفي بثاراتها وراء مناسرها الكاسره!

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:38

نداء الأرض


تمثل أرضنا نمته و غذته

من صدرها الثرّ شيخاً و طفلاً

و كم نبضت تحت كفيّه قلباً

سخياً و فاضت عطاءً و بدلاً

تمثّل و هو يلوب انتفاضاً

ثراها إذا ما الربيع أهلاً

و ماج بعينه كنز السنابل

يحضنه الحقل خيراً مطلاً

و لاح له شجر البرتقال

و هو يرف عبيراً و ظلاً

و هاجت به فكرة كالعواصف لا تستقر

تواكب تلك الطيوف تساير تلك الصور :

أتغصب أرضي ؟ أيسلب حقي و أبقى أنا

حليف التشردّ أصحب ذلّة عاري هنا

أأبقى هنا لأموت غريباً بأرض غريبة

أأبقى ؟ و من قالها ؟ سأعود لأرضي الحبيبة

بلى سأعود ، هناك سيطوى كتاب حياتي

سيحنو علي ّ ثراها الكريم و يؤوي رفاتي

سأرجع لا بد من عودتي

سأرجع مهما بدت محنتي

و قصة عاري بغير نهاية

سأنهي بنفسي هذي الرواية

فلا بدّ ، لا بدّ من عودتي

و ظلّ المتشرد عن أرضه

يتمتم : لا بد من عودتي

و قد أطرق الرأس في خيمته

و أقفل روحاً على ظلمته

و أغلق صدراً على نقمته

و ما زالت الفكرة الثابته

تدوم محمومة صامته

و تغلي و تضرم في رأسه

و تلفح كالنار في حسه

سأرجع لا بد من عودتي

. . . . . . . . . . . . . ..

و في ليلة من ليالي الربيع الدفيئة

مشى ذاهل الخطو تحت النجوم المضيئة

و راح يدور بأفق خواطره الشاردات

يلاحقهن و يمعن بعداً مع الذكريات

و يبصر يافا جمالاً يضيء على الشاطىء

و يسمع غمغمة الموج في بحرها الدافىء

و يلمح بالوهم طيف القوارب و الأشرعة

تقبّل وجه الصفاء في الزرقة المتلرعة

و مرت على وجهه وهو يحلم نسمه

مضمّضة بشذى البرتقال تعطّر حلمه

وكانت كهمسٍ مصدره واستتر

كهمسٍ من الغيب وافاه يحمل صوت القدر

وأوغل تحت ضياء النجوم

يمشي ويمشي كمن يحلم

وكان بعينيه يرسب شيء

ثقيلٌ كآلامه ، مظلمٌ

لقد كان يرسب سبع سنين

انتظارٍ طواها بصبر ذليل

تخدّره عصبة المجرمين

وترقده تحت حلم ثقيل

لقد كان يرسب سبع سنين

طوال المدى عاشها في سؤال :

متى سأعود ؟ وكان الجواب

صمتاً يمدّ رهيب الظلال

وما زال يمشي سليب الإرادة

تدفعه قوّة لا تردّ

إلى أين ؟ لم يدر . كان الحنين

نداءً ألحّ به واستبدّ

كأن الأرض ، من أرضه

تصاعد يدعوه صوتٌ شرود

يجلجل في قلب أعماقه

ويجذبه ما وراء (الحدود)

هناك تناهت خطاه ، هناك

تسمّر عند السياج العتيق

هناك تيقّظ وعياً رهيفاً

وحسّاً عجيب التلقّي دقيق

وفي نفسه كان يزدحم الدمع

والشوق والسورة المفعمه

ورجع نداء ملحّ قويّ

وموجة عاطفة مبهمة

ورائحة الأرض في قلبه

مزيج حنان ونفخ شذيّ

وللصمت من حوله ألف معنىً

يعانق ألف شعور خفيّ

وأهوى على أرضه في انفعال يشمّ ثراها

يعانق أشجارها ويضمّ لآلي حصاها

ومرّغ كالطفل في صدرها الرحب خدّاً وفم

وألقى على حضنها كل ثقل سنين الألم

وهزّته أنفاسها وهي ترعش رعشة حبّ

وأصغى إلى قلبها وهو يهمس همسة عتب :

رجعت إليّ؟!

- : رجعت إليك وهذي يدي

سأبقى هنا ، سأموت هنا ، هيّئي مرقدي

وكانت عيون العدو اللئيم على خطوتين

رمته بنظرة حقد ونقمة

كما يرشق المتوحش سهمه

ومزق جوف السكون المهيب صدى طلقتين

…………………………………

بدا الفجر مرتعشاً بالندى

يذرذره في الربى والسفوح

ومرّ بطيء الخطى فوق أرضٍ

مضمّخة بنجيعٍ نفوح

تلفّ ذراعين مشتاقتين

على جسدٍ هامدٍ مستريح

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:39

شعلة الحرية


(( هدية إلى أم الأعمال العظيمة مصر الثورة في حرب السويس ))

هبة الله السخية

هذه الشعلة ، إرث البشرية

ارفعيها أنت يا مصر ارفعيها

للملايين الذين

كم حنى أعناقهم ذلّ السنين

ارفعيها للملايين الذين

لم يزالوا ظامئين

لينابيع الضياء

الضياء السمح يهمي في سخاء

ارفعيها لهمو

للملايين على الدرب فأفق الدرب داجٍ معتم

فجّري الأعماق كل السّر فيها

فانتفاضات الشعوب

وانطلاقات الشعوب

كلما تكمن فيها

من هنا تنهار جدران الظلام

من هنا تنحطم القضبان ترتدّ حطام

فجّريها هذه الأعماق كلّ السر فيها

وارفعي الشعلة يا مصر ارفعيها

انها سرّ البقاء

هي مهما أخمدوا أنفاسها ، أو

أطفأوا أقباسها

هي مهما مرّغوها

هي مهما أرخصوها

سوف يبدو وجهها الحرّ مهيب الكبرياء

للملايين الذين

عشقوها من قرون وقرون

سوف تبدو من خلال المحن .

من رزايا الوطن

سوف تبدو من ثنايا المعركة

ودخان الموت يلتفّ جبالاً بجبال

والقرابين بساحات النضال

يطرقون الباب ، باب الأبدية

وبأيديهم تراب المعركة

التراب الطيب الطاهر روّاه الفداء

هذه الشعلة من قال يلاشيها الطغاة الغادرون

البغاة المجرمون

وهي إرث البشرية

هبة الله السخيه

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:40

حلم الذكرى


إلى روح شقيقي إبراهيم

أخي ، يا أحب نداء يرفّ

على شفتيّ مثقلاً بالحنان

أخي ، لك نجواي مهما ارتطمت

بقيد المكان وقيد الزمان

أحقاً يحول الردى بيننا

ويفصلني عنك سجن كياني

فمالي إذا ما ذكرتك أشعر

إنك حولي بكل مكان

أحسّ وجودك أؤمن أنك

تسمع صوتي هنا وتراني

وكم طائف منك طاف بروحي

إذا ما الكرى لفّني واحتواني

أخي ، أمس والليل يعمق غورا

ويحضن قلب الوجود الكبير

وذكراك تعمر أقطار نفسي

وتملأ قلبي بفيض غمير

تفلّت بين انعتاق الرؤى

خيالك في غفوة من شعوري

تحدّر من فاشرت الخلود

على هودج من غمام وثير

وقوس السحاب على الأفق تحتك

تطويه معبر لون ونور

كأن يد الله مدّته درباً

إلى الخلد بين حقول الأثير

أخي ! وهتفت بها واندفعت

إليك بكل حناني وحبي

أخي ! غير أنك رحت تصوّب

عينيك نحو المدى المشرئبّ

وكنت حزيناً وكانت على

جبينك مسحة غمّ وكرب

وجرح عتيق بجنبك يدمى

شعرت به يتنزّى بجنبي

وأرسلت عينيّ حيث رنوت

وقد دبّ ثقل خقيّ بقلبي

خلال دخان علا واستدار

رأيت الحمى خربةً ماحله

على العتبات تدبّ هوام

وتعبر قافلة قافلة

وبين الزوايا عناكب تحبو

وتمعن في زحفها واغلة

وأبصرت أشلاء قومي هنا

وهناك على طرق السابلة

عيون مفقّأة بعثرت

على الأرض حباتها السائله

وأيدٍ مقطّعة ووجوه

غزا الترب ألوانها الحائلة

وكان هناك وراء الدخان

قطيع تشتت في كل بيد

قطيع وديع . . . بقية قومي

فهذا شريد وهذا طريد

تظللهم في العراء الخيام

وقد أخلدوا في هدوء بليد

براكين خامدة لا تفور

استحال اللظى في حشاها جليد

قصارى مطامحهم لقمة

مغمّسة بهوان العبيد

تجود بها كفّ جلادهم

لتخديرهم كل صبح جديد

وأرجعت نحوك طرفأً ثقيلاً

وفي شفتيّ سؤال كئيب :

(( أخي أرأيت القضية كيف

انتهت ، أرأيت المصير الرهيب

أتذكر إذ أنت ترسل شعرك

يطوي الحمى عاصفاً من لهيب

تحذّرهم من هوان المآل

كأنك تقرأ لوح الغيوب ))

ولكن طيفك كان يغيب

وراء المدى صامتاً لا يجيب

وجرحك يقطر أزكى دماء

همت في حواشي غمام خضيب

وراحت تعانق جرح الحمى

حمانا المسمّر فوق الصليب

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:41

وجدتها

وجدتها في يوم صحو جميل

وجدتها بعد ضياع طويل

جديدة التربة مخضوضرة

نديانة مزهرة

وجدتها والشمس عبر النخيل

تنثر في الحدائق المعشبة

باقاتها المذهبة

وكان نيسان السخّي المريع

والحب والدفء وشمس الربيع

وجدتها بعد ضياع طويل

غصناً طرياً دائم الاخضرار

تأوى له الاطيار

فيحتويها في حماه الظليل

إن عبرت يوماً به عاصفة

راعدة من حوله راجفة

مال خفيفاً تحتها وانحنى

أمامها ليّنا

وتهدأ الزوبعة القاصفة

ويستوي الغصن كما كانا

مشعشع الأوراق ريّانا

لم تنحطم أعصافه اللدنة

تحت يد الريح

ويمضي كما

كان ، كأن لم تثنه محنه

يضاحك الجمال في كل ما

يراه ، في إشراقه النجمة

في هفة النسمة

في الشمس في الانداء في الغيمة

وجدتها في يوم صحو جميل

بعد ضياع بعد بحث طويل

بحيرة رائقة ساجية

ان ولغت مرة

في قلبها الصافي ذئاب البشر

أو عبثت فيها رياح القدر

تعكرت فترة

ثم صفت صفاء بلّور

ورجعت مرآة وجه القمر

ومسبح الزرقة والنور

ومستحمّ الانجم الهادية

وجدتها ، يا عاصفات اعصفي

وقنّعي بالسحب وجه السما

ما شئت ، يا أيام دوري كما

قدّر لي ، مشمسةً ضاحكه

أو جهمة حالكة

فان أنواري لا تنطفئ

وكل ما قد كان من ظل

يمتد مسوداً على عمري

يلفه ليلاً على ليل

مضى ، ثوى في هوّة الأمس

يوم اهتدت نفسي الى نفسي

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:42

ذكريات

انا وحنيني البعيد اليك

ورائحة الليل والذكريات

وأنشودة عبر موج الأثير

تبارك سحر الهوى والحياة

وغيبوبة ، وانتقال بعيد

وراء القفار

وعبر الصحاري

وكان اللقاء الغريب السعيد

طوانا هناك على الشطّ ليل

نديّ الغلائل ، شفّ مضيء

وأنت بجنبي طفلي الحبيب

تنفض قصة عمر مليء

تحدثني عن الحياة الكفاح

وخوض الردى

وكان الصدى

مثيراً ، وكانت هناك جراح . .

تلمّست تلك الجراح الغوالي

وشيء بصدري كحسّ الامومة

تلمستها وحنوت عليها

بروحي الرؤوم ونفسي الرحيمة

وفي غمرة الحب مرّت يدي

بدفق الحنان

ودفء الأمان

على رعشات الجبين الندي

ووسّدت رأسك قلباً سخيّ

العطاء ، ولفّ النقاء كلينا

وغنّت بأعيننا العاطفات

وابتسم الحب في شفتينا

ومرّ نسيم طري علينا

ترشّ يداه

عبير الحياة

شربنا الشذى منه حتى ارتويتا

وكان هوانا جميلا كهذا

الوجود ، عنيفاً كعنف الحياة

وكنا معاً نغماً واحداً

وكنا معاً نغماً واحداً

عميق الرنين فسيحاً مداه

نموت ولا يتلاشى صداه

ويبقى يدور

يلف الدهور

يبارك سحر الهوى والحياة

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:46

وانتظرنى


حين تبدو الحياة في يومك المقفر مني –

كئيبة مملوله

ويلحّ الشوق اللجوج فتدعوني ودوني –

مجاهل وبراري

وأماني شوامخ الأسوار

فامض نحو الجسر الكبير مع الذكرى

ورعشاتها العذاب الجميلة

ستراني هناك أمشي إلى جنبك

أنت استغراقتي وابتهالي

وأنا كنزك الذي تحتويه

بيدي باخلٍ وحرص ضنين

وتواريه عن فضول العيون

والاصيل الملوّن الحلو يطوينا –

حبيبين ناسجي آمال

وسنمضي معاً الى الضفة الأخرى –

بعيداً عن اصطخاب المدينة

في الطريق الممدود نمشي وللصمت خشوعٌ –

يلفّ جوّ هوانا

ليس إلا النجوى ووقع خطانا

وطمأنينة تكلل روحينا وأمنٌ –

واحة وسكينة

وسنمشي ونحن نجهل من يدفعنا –

في المدى وما سنلاقي

وسنمشي معاً بعيداً ولا ندري –

متى ينتهي الطريق الوثير

أو إلى أين سوف يفضي المسير

ونداء المجهول صوت خفي

هاتف من قرارة الأعماق

وسنبقى هناك نمشي ولا نعلم إلا –

شيئاً يحسه قلبانا

هو ايماننا المقدّس بالحب –

ثوى في أغوارنا المجهولة

وحدانا على الدروب الطويلة

وزكا شعلة تضيء بعينينا –

فنمضي على سناها كلانا

هكذا كلما ألحّ عليك الشوق

عد للماضي ، وعش في الذكرى

واحي أيامنا ونحن على النهر –

ونيسان ضاحك في الضفاف

راقص الظل رائع الأطياف

وانتظري ، غداً سيجمعنا الحبّ –

شتيتين في حماه استقرّا

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:47

الانفصال


الى اين أهرب منك وتهرب مني

إلى أين أمضي وتمضي

ونحن نعيش بسجن

من العشق .

سجن بنيناه نحن اختيارا

ورحنا يداً في يد

نرسّخ في الأرض أركانه

ونعلي ونرفع جدرانه

من العشق شدناه ، من لبنات الأماني

ورسم خطوط الغد

ومن الف رائحةٍ الف لون

من الذكريات

من العاطفات

من العبرات بنيناه من

تفجّر ضحكاتنا الهانئة

وفيض مشاعرنا الدافئة

ومن كلمات لنا لا تعدّ

ومن رغبات لنا لا تحدّ

من الانتصار

سكرنا معاً بمراراته

من الرأي إذ نلتقي عنده يا حبيبي

من الفكرة الواحدة

من الشعلة العذبة الخالدة

ومن ألف حلم ندي جميل

وأشياء أخرى تقاسمتها

واياك نسيانها مستحيل

إلى أين أهرب منك وتهرب مني

إلى أين أمضي وتمضي

ونحن نعيش بسجن

نحاول منه انعتاقاً عسانا

نلاقي الخلاص كلانا

إلى أن تخور قوانا

وننهار عجزاً ، وتبقى أمامي

وأبقى أمامك وجه لوجه

وفي شفتينا

لهاث أوام

وفي وجنتينا

ظلال ضرام

ونلقي السلاح وتمضي يدانا

تلفّ هوانا

بحبٍ وعطفٍ تلفّ هوانا

ونفنى رضىً ونذوب حنانا

فكيف الفرار حبيبي وأننا

ونحن ندور ونجري ونهرب

منّا الينا

سدى ومحال

سدى لا انعتاق لنا لا انفصال

محالٌ حبيبي محال

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:48

هل كان صدفة


. . . وجمعتنا الصالة المحتشدة

وحسب الآخرون

لقاءنا محض صدفة

دخلتها في غفوة حلوةٍ

من غفوات الزمان

وامتدّ طريقي هناك

ودار في خطفه

يبحث عن عينين

ضحّاكتين

ولم يكن ضمّك بعد المكان

ما أوحش ا لفردوس إن لم تكن

فيه ،

وأقبلت فيا بهجتي

ورفّ قلبي حين مسّت خطاك

أوتاره ألف رفّه

لم ألتفت نحوك ، لا بسمه

شعّت على الشفاه

لا كلمه

لا عين ناغت عين

وبيننا خطوة

وكنت لي في وهمهم ، ماذا؟

لا شيء . . .

مخلوق غريب الديار

لا أمل يربط قلبينا

لا حب لا أسرار

من أين يدري سرّنا الآخرون

وسرنا ثروة

مخبوءة في عمق روحينا

هم يحسبون

لقاءنا محض صدفة

هل كان صدفة ؟

من قال ؟ من أين همو يعلمون ؟ أنت الذي يعلم

واحمر الشفاه

والعطر والمرآه

وزينتي هي التي تعلم

لا همو

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:48

العودة


وأطلّ وجهك مشرقاً من خلف عام

عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام

عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام

وعواصف ثلجية تصطكّ حولي والطريق

كانت تضيق كأنها أمل يضيق

ويضيع في تيه القتام

عام طويل ظلّ يفصلنا به بحر صموت

بحر دجت أمواجه و تجمدت ، بحر تموت

فيه الحياة و تغرق الجلجات في برد السكوت

و أنا على شط الأصم

أنا و الفراغ و ليل وهمي

أصغي لعل صدى يمر

بي ، علّ شيئاً منك ، همس ، نبأة ،

شيئاً يمر

بي منك عبر مدى السكوت

لا شيء ، إلا وطأة ثقلت و صمتٌ مستمر

عام ، و دبت بعده بعده في البحر معجزة الحياة

لم أدر كيف ، هناك رفّت بغتة فوق المياه

و هفت حمامه

زرقاء ، في طهر السماء ، هفت إلي على غمامه

و طوت جناحيها وقرت في يديه

و رنت إليه

و تنفست دفئاً و عطراً

و شممت فيها منك شيئاً هاجني وجداً و ذكرى

فمضيت ألثم ريشها

و جعلت صدري عشها

و شعرت أنك عدت ، أنك في الطريق

و اجتاحني فرح الغريق

حضنته شطآن النجاة

و أطل وجهك من بعيد

حلواً يرف على وجودي

و رأيت أحزاني تموت على تعانق راحتينا

و أضاء في فمك ابتسام

البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا

عادت تضيء كأنها قلب النهار

و تصب في نفسي فيشربها دمي

و يعبها قلبي الظمي

و نسيت آلامي الكبار

و نسيت في فرح اللقاء عذاب عام

عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام


????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية - صفحة 2 Empty رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية

مُساهمة من طرف ???? السبت 19 يونيو 2010 - 22:49

في الكون المسحور



كان نداء إلى نزهة قمرية في النهر

و في حلم من أحلام يقظتها ر؟أت نفسها

هناك

عيناي مغمضتان ترف بعمقها روحي و ترى

تنزاح أمامي الآن حدود

تنهار سدود

أسمع ، أبصر ما ليس يرى

أحيا في كون مسحور

و قرارة منتصف الليل

تنشر حولي

من عالميلا اللامنظور

أمواج عبير منهل

الأرض القفر تلاشت . ألمح في الصمت خيال ضفاف

النخل على الشط الغافي

تومي لي أذرعه الخضر

ألمح في الصمت خيال النهر جرى غيبي الاطياف

يتدفق من عمق الأزل

و هناك على شط النهر

تتغامر أضواء القمر

و تراقص في لحن غزل

أحلام النهر الهفهاف

النهر ، يلوِح لي النهر

رفات شراع تدعوني

عاشقة الهمس و تفتح لي

أبواب الغبطة و الأمل

أنا في الزورق روح طاف

في زورقه معه وحدي

و يدي راعشة غائبت

في الغاب الوحشي الجعد

الكون تجمع في عينين

روحي غارقة في نجمين

عبرت فترة

ينساب ، يرف صدى نبره

نبرة صوت حلوٍ عذب

منغوم يشربه قلبي :

ـ . ما الذي تشتفه عيناك من عيني ، ماذا تبصرين ؟

ـ . ما الذي أبصر في عينيك ، ماذا ، لست أدري

علمي المفقود ؟ دنياوات أحلامي و شعري ؟

ما الذي أبصر ؟ آفاقاً و أغواراً سحيقة

و بحاراً غرقت فيها موات عميقة

و بعينيك شموس تتحرق

و بعينك نجوم تتألق

و غموض مد كالمجهول ، كالغيب الخفي

و سحاب غط ّ في ليل شتائي دجيّ

هو من إعصار ماضيك بقايا

ذكريات دفنت فيها خطايا

و أرى ذاتي في عينيك زورق

تائه الغاية في لجّهما يطفو و يغرق

فقد الشط ، و في غمرة شبك و صراع

حطمت مجدافه الريح وألوت بالشراع

. . . . . . . . . . .

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى