بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
TOTO | ||||
رحيق الجنة | ||||
layaly | ||||
الشيماء | ||||
همس الحنين | ||||
محمد اليوسف | ||||
مسلمة وأفتخر | ||||
اسماء | ||||
صلاح الدين | ||||
اسيل |
عدد الزائرين للموقع
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها.
وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت -وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
موت شقيقها إبراهيم ثم والدها ثم نكبة 1948, جعلها تشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينيات, وقد استهوتها الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.
كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.
وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.
تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
مؤلفات :
على مدى 50 عامًا, أصدرت الشاعرة ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: (وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952, (وجدتها), (أعطنا حباً), (أمام الباب المغلق), (الليل والفرسان), (على قمة الدنيا وحيدًا), (تموز والشيء الآخر) و(اللحن الأخير) الصادر عام 2000, عدا عن كتابيّ سيرتها الذاتية (رحلة صعبة, رحلة جبلية) و(الرحلة الأصعب). وقد حصلت على جوائز دولية وعربية وفلسطينية عديدة وحازت تكريم العديد من المحافل الثقافية في بلدان وأقطار متعددة .
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
الكوكب الأرضي
هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ
هذا الكوكب الأرضي
لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
رجاء لا تمت
يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ
أو فخُذْ روحي معك
ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما
يوجع قلبك
لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه
صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك
يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ
نقطةُ الضوءِ بعمري أنت
نبراسي المضيء
ابْقَ لي أرجوك
ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى
وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري
وّجَت آخرَ عمري
حلمٌ
حلمتُ...
رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها
تموت واحدة بعد أخرى
حزنتُ... وقمت إليها
ألملمها جثثًا ورفاتْ
بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ
وسلّمتها لمهب الرياحْ
رجعت بخفي حنينْ
بكفين فارغتين
وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ
وذكرى
بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه
ويضئُ الشموع
لذكرى قصائد ماتتْ
وليس لها من رجوعْ
يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ
أو فخُذْ روحي معك
ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما
يوجع قلبك
لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه
صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك
يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ
نقطةُ الضوءِ بعمري أنت
نبراسي المضيء
ابْقَ لي أرجوك
ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى
وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري
وّجَت آخرَ عمري
حلمٌ
حلمتُ...
رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها
تموت واحدة بعد أخرى
حزنتُ... وقمت إليها
ألملمها جثثًا ورفاتْ
بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ
وسلّمتها لمهب الرياحْ
رجعت بخفي حنينْ
بكفين فارغتين
وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ
وذكرى
بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه
ويضئُ الشموع
لذكرى قصائد ماتتْ
وليس لها من رجوعْ
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
أنشودة للحب
كان وراء البنت الطفلةِ
عشرةُ أعوامْ
حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ:
حنانك خذني
كن لي أنت الأبَ
كن لي الأمّ
وكن لي الأهلْ
وحدي أنا
لا شيء أنا
أنا ظلّ
وحدي في كون مهجور
فيه الحبُّ تجمّدْ
فيه الحسُّ تبلّدْ
وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو
للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ
للنطّ على الحبلِ
وللغوصِ بماءِ البركةِ
للّهو مع الأطفالْ
لتسلّق أشجارِ الدارْ
القمعُ يعذبني
والسطوة ترهبني
والجسم سقيمٌ منهار
أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ
أهتفُ
أرجُو
أتوسّل:
ظلّلني تحت جناحيكَ
أغثني
خذني من عشرة أعوامِي
من ظلمةِ أيامي خذنِي
وسّعْ لي حضنَك دَعْني
أتوسَّدُ صدرَك امنحني
أمنًا وسلام
يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ
وخلاص المنبوذين المحرومينْ
خذني!
خذني!
يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ
وراءَ العامِ وراءَ العامِ
الطفلةُ تكبَرُ والأنثى
وردةُ بستانْ
تتفتّح والأطيارُ تطوفْ
وتحوم رفوفًا حول الوردةِ
بعد رفوفْ
الزّمنُ الصعْبُ يصالحها
ومجالي الكوْن تضاحكها
والحبُّ يفيضُ عليها
من كلّ جهات الدنيا
ويطوّقها بتمائمه
ويباركها بشعائِرِه
ويساقيها من كوثرِهِ
ما أحلى الحبّ وما أبهاه!
الأنثى الوردةُ بعد سُراها
وتخبّطها في ليلِ متاههْ
تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ
تصير إلههْ
هالاتُ النورِ تتوّجُها
وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي
تُمطر موسيقى وقصائدْ
وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ
الضوءَ على أملٍ واعدْ
ما أحلى الحبّْ!
تتفتح فيه عيون القلبْ
ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ
فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ
ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا
تبلغُهُ الأفهامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
كونٌ مكتملٌ ومعافى
لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ
يتناسق فيه العمرُ ويمسي
إيقاعًا كونيّ الأنغامْ
تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)
تزهو بحوارٍ موصولٍ
حتى في الصمتْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
يحيا بين يديْه رميمْ
تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ
فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ
بدقّاتِ القلبِ المبهورْ
لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا
بتوالي الأشهرِ والأعوامْ
ما أحلى الحبّْ!
كان وراء البنت الطفلةِ
عشرةُ أعوامْ
حين دعته بصوتٍ مخنوقٍ بالدمعِ:
حنانك خذني
كن لي أنت الأبَ
كن لي الأمّ
وكن لي الأهلْ
وحدي أنا
لا شيء أنا
أنا ظلّ
وحدي في كون مهجور
فيه الحبُّ تجمّدْ
فيه الحسُّ تبلّدْ
وأنا الطفلةُ تصبو للحبِّ وتهفو
للفرحِ الطفْليِّ الساذجْ
للنطّ على الحبلِ
وللغوصِ بماءِ البركةِ
للّهو مع الأطفالْ
لتسلّق أشجارِ الدارْ
القمعُ يعذبني
والسطوة ترهبني
والجسم سقيمٌ منهار
أرفعُ وجهي نحو سماءِ الليلْ
أهتفُ
أرجُو
أتوسّل:
ظلّلني تحت جناحيكَ
أغثني
خذني من عشرة أعوامِي
من ظلمةِ أيامي خذنِي
وسّعْ لي حضنَك دَعْني
أتوسَّدُ صدرَك امنحني
أمنًا وسلام
يا بلسمَ جرحِ المطحونينْ
وخلاص المنبوذين المحرومينْ
خذني!
خذني!
يجري نهرُ الأيام يمرُّ العامُ
وراءَ العامِ وراءَ العامِ
الطفلةُ تكبَرُ والأنثى
وردةُ بستانْ
تتفتّح والأطيارُ تطوفْ
وتحوم رفوفًا حول الوردةِ
بعد رفوفْ
الزّمنُ الصعْبُ يصالحها
ومجالي الكوْن تضاحكها
والحبُّ يفيضُ عليها
من كلّ جهات الدنيا
ويطوّقها بتمائمه
ويباركها بشعائِرِه
ويساقيها من كوثرِهِ
ما أحلى الحبّ وما أبهاه!
الأنثى الوردةُ بعد سُراها
وتخبّطها في ليلِ متاههْ
تتربَّعُ في ملكوتِ الحبّْ
تصير إلههْ
هالاتُ النورِ تتوّجُها
وتلاطفها قُبَلُ الأنسامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
فيه الليلُ سماءٌ تَهْمِي
تُمطر موسيقى وقصائدْ
وقناديلُ الكلماتِ تصبُّ
الضوءَ على أملٍ واعدْ
ما أحلى الحبّْ!
تتفتح فيه عيون القلبْ
ما أحلاه حين يمسُّ شغافَ القلبِ
فيبصرُ ما لا يبصرهُ العقلُ ويدرِكُ
ما لا يدركه الفكرُ ويسبرُ ما لا
تبلغُهُ الأفهامْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
كونٌ مكتملٌ ومعافى
لم يتشظَّ ولم يتمزَّقْ
يتناسق فيه العمرُ ويمسي
إيقاعًا كونيّ الأنغامْ
تتماهى فيهِ (أنا) مع (أنتْ)
تزهو بحوارٍ موصولٍ
حتى في الصمتْ
ما أحلى الحبّ وما أبهاهْ!
يحيا بين يديْه رميمْ
تندى أرضٌ, تحضرُّ عظامْ
فيه الزمنُ المسحورُ يقاسُ
بدقّاتِ القلبِ المبهورْ
لا بالسَّاعاتِ يُقاس ولا
بتوالي الأشهرِ والأعوامْ
ما أحلى الحبّْ!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
الي أين
إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه?
رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ
بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه
طيري كما شئت نحو أقاصي المدى
جناحاك من طينةِ الشمعِ الشمسُ
ملء الأقاصي وما من مفرْ
إلى أين تنأين عن جاذبية شيءٍ مقدّرْ
يشدك قسرًا إليه?
رويدك مَهْمَا تشبثت أنت بذيل القرار
ما من مفرْ
بأي جناحين أنت تطيرين هاربة منه
طيري كما شئت نحو أقاصي المدى
جناحاك من طينةِ الشمعِ الشمسُ
ملء الأقاصي وما من مفرْ
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
مع مروج
هذي فتاتك يا مروج ، فهل عرفت صدى خطاها
عادت اليك مع الربيع الحلو يا مثوى صباها
عادت اليك ولا رفيق على الدروب سوى رؤاها
كالأمس ، كالغد ، ثرة الأشواق . . مشبوبا هواها
هي يا مروج السفح مثلك ، إنها بنت الجبال
درجت على سفح الخضير ، على المنابع والظلال
روحا تفتح للطبيعة ، للطلاقة ، للجمال !
*
روحا شفيفاً رفقته لطافة الجو النضير
روحا رهيف الحس ، متقد العواطف والشعور
يهوى الجمال ، يعب لا يروى ، من الفيض الكبير
*
قد جئت ، ها انا ، فافتحي القلب الرحيب وعانقيني
قد جئت أسند ههنا رأسي الى الصدر الحنون
فهنا بحضنك أستريح ، أغيب ، أغرف في حنيني
*
وهنا ، هنا في جوُك المسحور ، جو الشاعريَة
كم رحت أستوحي الصفاء رؤى خيالاتي النقيَة
فتضمَني في نعمة الإلهام أجنحة خفيَة
*
كم رحت أرقب في انجذابي طلعة القمر الرهيف
متوحَداً ، تلقي الغيوم عليه هفهاف السجوفِ
أحلامه الفضية انتشرت على الأفق الشفيف
*
بيضاً ، كأحلامي ، نقيَاتٍ مجنحة الطيوف
كم رفَ قلبي يا مروج لكوكب الراعي الخفوقِ
سبق النجوم الى الطلوع وراح في الأفق السحيق
يصغي ، كما تصغين أنت معي ، الى الصمت العميق
ونذوب مندمجين ، متحدين بالكون الطليق !
*
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
*
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
هذي فتاتك يا مروج ، فهل عرفت صدى خطاها
عادت اليك مع الربيع الحلو يا مثوى صباها
عادت اليك ولا رفيق على الدروب سوى رؤاها
كالأمس ، كالغد ، ثرة الأشواق . . مشبوبا هواها
هي يا مروج السفح مثلك ، إنها بنت الجبال
درجت على سفح الخضير ، على المنابع والظلال
روحا تفتح للطبيعة ، للطلاقة ، للجمال !
*
روحا شفيفاً رفقته لطافة الجو النضير
روحا رهيف الحس ، متقد العواطف والشعور
يهوى الجمال ، يعب لا يروى ، من الفيض الكبير
*
قد جئت ، ها انا ، فافتحي القلب الرحيب وعانقيني
قد جئت أسند ههنا رأسي الى الصدر الحنون
فهنا بحضنك أستريح ، أغيب ، أغرف في حنيني
*
وهنا ، هنا في جوُك المسحور ، جو الشاعريَة
كم رحت أستوحي الصفاء رؤى خيالاتي النقيَة
فتضمَني في نعمة الإلهام أجنحة خفيَة
*
كم رحت أرقب في انجذابي طلعة القمر الرهيف
متوحَداً ، تلقي الغيوم عليه هفهاف السجوفِ
أحلامه الفضية انتشرت على الأفق الشفيف
*
بيضاً ، كأحلامي ، نقيَاتٍ مجنحة الطيوف
كم رفَ قلبي يا مروج لكوكب الراعي الخفوقِ
سبق النجوم الى الطلوع وراح في الأفق السحيق
يصغي ، كما تصغين أنت معي ، الى الصمت العميق
ونذوب مندمجين ، متحدين بالكون الطليق !
*
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
*
أوَاه ، لو أفنى هنا في السفح ، في السفح المديد . .
في العشب ، في تلك الصخور البيض ، في الشفق البعيد.
في كوكب الراعي يشعُ هناك ، في القمر الوحيد . .
أواه ، لو أفنى ، كما أشتاق ، في كل الوجود !.
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
خريف ومساء
ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف
عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف
تعس الإعصار ، كم جار على اشراقها
جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها
عريت ، لا زهر ، لا أفياء ، لا همس حفيف
*
ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ
وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !
الفضاء الخالد اربدَ وغشَاه السحابُ
وبنفسي ، مثله ، يجثم غيم وضباب
وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !
*
وأنا في شرفتي ، أصغي الى اللحن الأخير
وقَعته في وداع النور أجواق الطيور
فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا
ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا
أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !
*
الخريف الجهم ، والريح ، وأشجان الغروب
ووداع الطير للنور وللروض الكئيب
كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي !
رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناء
فترةً ، ثم تلفّ العمر ، أستار المغيب
*
سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ
سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ
غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي
غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي
كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ ؟!
*
آه يا موت ! ترى ما أنت ؟ قاس أم حنون
أبشوش أنت أم جهمٌ ؟ وفيٌّ أم خؤون ؟!
يا ترى من أي آفاق ستنقضّ عليّه؟
يا ترى ما كنه كأسٍ سوف تزجيها !!
قل ، أبن ، ما لونها ؟ ما طعمها ؟ كيف تكون ؟
*
ذاك جسمي تأكل الأيم منه والليّالي
وغداً تلقى الى القبر بقاياه الغوالي
وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي
ساعياً فوق حطام كان يوما بعض ذاتي
عائثاً في الهيكل الناخر ، يا تعس مآلي !
*
كلّه يأكل ، لا يشبع ، من جسمي المذاب
من جفوني ، من شغافي ، من عروقي ، من غهابي
وأنا في ضجعتي الكبرى ، وحضن الارض مهدي
لا شعورٌ ، لا انفعالات ، ولا نبضات وجد
جثّة تنحل في صمتٍ ، لتنفى في التراب
*
ليت شعري ، ما مصير الروح ، والجسم هباء ؟!
أتراها سوف تبلى ويلاشيها الفناء ؟
أم تراها سوف تنجو من دياجير العدم . .
حيث تمضي حرّةً خالدةً عبر السُدم . .
ساط النور مرغاها ، ومأواها السماء ؟!
*
عجباً ، ما قصة البعث وما لغز الخلود ؟
هل تعود الروح للجسم الملقّى في اللحود ؟
ذلك الجسم الذي كان لها يوما حجابا !
ذلك الجسم الذي في الأرض قد حال ترابا !
أو تهوى الروح بعد العتق عودا للقيود ؟!
*
حيرةٌ حائرةٌ كم خالطت ظنّي وهجسي
عكست ألوانها السود على فكري وحسّي
كم تطلعت ؛ وكم ساءلت : من أين ابتدائي؟
ولكم ناديت بالغيب : الى أين انتهائي؟
قلقٌ شوَش في نفسي طمأنينة نفسي!
ها هي الروضة قد عاثت بها أيدي الخريف
عصفت بالسَجف الخضر وألوت بالرفيف
تعس الإعصار ، كم جار على اشراقها
جرَدتها كفَه الرعناء من أوراقها
عريت ، لا زهر ، لا أفياء ، لا همس حفيف
*
ها هي الريح مضت تحسر عن وجه الشتاءِ
وعروق النور آلت لضمورٍ وانطفاء !
الفضاء الخالد اربدَ وغشَاه السحابُ
وبنفسي ، مثله ، يجثم غيم وضباب
وظلالٌ عكستها فيَ أشباح المساء !
*
وأنا في شرفتي ، أصغي الى اللحن الأخير
وقَعته في وداع النور أجواق الطيور
فيثير اللحن في نفسي غمَا واكتئابا
ويشيع اللحن في روحي ارتباكا واضطرابا
أي أصداء له تصدم أغوار شعوري !
*
الخريف الجهم ، والريح ، وأشجان الغروب
ووداع الطير للنور وللروض الكئيب
كلها تمثل في نفسي رمزاً لانتهائي !
رمز عمرٍ يتهاوى غاربا نحو الفناء
فترةً ، ثم تلفّ العمر ، أستار المغيب
*
سيعود الروض للنضرة والخصب السّريّ
سيعود النور رفّافاً مع الفجر الطّريّ
غير أني حينما أذوي وتذوي زهراتي
غير أني حينما يخبو غداً نور حياتي
كيف بعثي من ذبولي وانطفائي الأبديّ ؟!
*
آه يا موت ! ترى ما أنت ؟ قاس أم حنون
أبشوش أنت أم جهمٌ ؟ وفيٌّ أم خؤون ؟!
يا ترى من أي آفاق ستنقضّ عليّه؟
يا ترى ما كنه كأسٍ سوف تزجيها !!
قل ، أبن ، ما لونها ؟ ما طعمها ؟ كيف تكون ؟
*
ذاك جسمي تأكل الأيم منه والليّالي
وغداً تلقى الى القبر بقاياه الغوالي
وي ! كأني ألمح الدود وقد غشّى رفاتي
ساعياً فوق حطام كان يوما بعض ذاتي
عائثاً في الهيكل الناخر ، يا تعس مآلي !
*
كلّه يأكل ، لا يشبع ، من جسمي المذاب
من جفوني ، من شغافي ، من عروقي ، من غهابي
وأنا في ضجعتي الكبرى ، وحضن الارض مهدي
لا شعورٌ ، لا انفعالات ، ولا نبضات وجد
جثّة تنحل في صمتٍ ، لتنفى في التراب
*
ليت شعري ، ما مصير الروح ، والجسم هباء ؟!
أتراها سوف تبلى ويلاشيها الفناء ؟
أم تراها سوف تنجو من دياجير العدم . .
حيث تمضي حرّةً خالدةً عبر السُدم . .
ساط النور مرغاها ، ومأواها السماء ؟!
*
عجباً ، ما قصة البعث وما لغز الخلود ؟
هل تعود الروح للجسم الملقّى في اللحود ؟
ذلك الجسم الذي كان لها يوما حجابا !
ذلك الجسم الذي في الأرض قد حال ترابا !
أو تهوى الروح بعد العتق عودا للقيود ؟!
*
حيرةٌ حائرةٌ كم خالطت ظنّي وهجسي
عكست ألوانها السود على فكري وحسّي
كم تطلعت ؛ وكم ساءلت : من أين ابتدائي؟
ولكم ناديت بالغيب : الى أين انتهائي؟
قلقٌ شوَش في نفسي طمأنينة نفسي!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
الشاعرة والفراشة
هناك فوق الربوة العالية هناك في الأصائل الساجيه
فتاة أحلام خالية تسبح في أجوائها النائيه
الصمت والظلّ وأفكارها رفاقها ، والسرحة الحانية
*
حياتها قصيدة فذّة منبعها الحسّ ونيرانه
وحلم محيّر تائه من قلق اللهمة ألوانه . .
حياتها بحر نأى غوره وإن بدت للعين شطآنه
*
رنت فتاة الشعر مأخوذةً بصور الطبيعة الخالية
والأفق الغربي تطفو به ألوانه الورديه اللّاهبه
كأنه أرض خرافيّةٌ هوت اليها شمسه الغاربه
*
ودّت وفيها لهفٌ كاسح لو تأخذ الكون الى صدرها
تحضنه وتشبع الروح من آياته الكبرى ومن سحرها
تعانق الأرض . . تضمُ السنا تقبّل الغيوم في سيرها
*
ودفعت بعينها في المدى تنهبه بالنظرة الواغله
ما أجمل الوجود ! واستغرقت في نشوة فائضة شامله
تلتهم الكون بإحساسها بقلبها، بروحها الذّاهلة
*
ما أجمل الوجود !! لكنها أيقظها من حلو أحساسها
فراشة تجدَ لت في الثرى تودعه آخر أنفاسها
تموت في صمت كأن لم تفض مسارح الروض بأعراسها
*
دنت إليها و انثنت فوقها ترفعها مشفقة حانيه:
أختاه ، ماذا ؟هل جفاك الندى فمتّ في أيامك الزاهية ؟
هل صدّ عنك الزهر ؟هل ضيّعت
هواك أنسام الربى اللاهيه؟
*
كم أشعلت روحك حمّى الصبى
وأنت سكرى بالشذى و الرضاب
طافرةً بين رياض الهوى راقصة فوق الربى و الهضاب
توشوشين الزهر حتى يُرى منفعلاً من هذيانِ الشباب
*
كم بلبل بالورد ذي صبوةٍ ألهبت فيه الغيرة السّاعرة
كم زنبق عانقته كم شذى روّيت منه روحك الفائره.
فأين منك الآن دنيا الهوى وأين أحلام الهوى الساحره!!
*
ماذا ؟ تموتين ؟ فوا حسرتا على عروس الروض بنت الربيع
أهكذا في فوران الصّبى يطويك إعصار الفناء المريع
وحيدةً ، لا شيّعتك الربى ولا بكى الروض بقلب صديع
أختاه لا تأسي فهذي أنا أبكيك بالشعر الحنون الرقيق
قد أنطوي مثلك منسيّةً لا صاحب يذكرني أو رفيق
أواه : ما أقسى الردى ينتهي بنا الى كهف الفناء السحيق !
واضطربت اعماقها مثلما دوّم إعصارٌ بقلب الخضم
و انتفضت مذعورة في أسىً و ارتعدت مرعوبة في ألم
فلم يكن يصدم أحلامها إلا رؤى الموت وطيف العدم
وحدّقت في غير شيء وقد حوّمت الأشباح في رأسها
ولا صور الوجود خلابة تنبعث النشوة في نفسها
ولا رؤى الخيال رفّافة تخدّر المحموم من هجسها
و دفق الليل كبحر طغى فانحدرت تحت عباب المساء
تخبط في الدرب و قد غمغمت شاخصة المقلة نحو السماء
يا مبدع الوجود ، لو صنته من عبث الموت و طيش الفناء !.
هناك فوق الربوة العالية هناك في الأصائل الساجيه
فتاة أحلام خالية تسبح في أجوائها النائيه
الصمت والظلّ وأفكارها رفاقها ، والسرحة الحانية
*
حياتها قصيدة فذّة منبعها الحسّ ونيرانه
وحلم محيّر تائه من قلق اللهمة ألوانه . .
حياتها بحر نأى غوره وإن بدت للعين شطآنه
*
رنت فتاة الشعر مأخوذةً بصور الطبيعة الخالية
والأفق الغربي تطفو به ألوانه الورديه اللّاهبه
كأنه أرض خرافيّةٌ هوت اليها شمسه الغاربه
*
ودّت وفيها لهفٌ كاسح لو تأخذ الكون الى صدرها
تحضنه وتشبع الروح من آياته الكبرى ومن سحرها
تعانق الأرض . . تضمُ السنا تقبّل الغيوم في سيرها
*
ودفعت بعينها في المدى تنهبه بالنظرة الواغله
ما أجمل الوجود ! واستغرقت في نشوة فائضة شامله
تلتهم الكون بإحساسها بقلبها، بروحها الذّاهلة
*
ما أجمل الوجود !! لكنها أيقظها من حلو أحساسها
فراشة تجدَ لت في الثرى تودعه آخر أنفاسها
تموت في صمت كأن لم تفض مسارح الروض بأعراسها
*
دنت إليها و انثنت فوقها ترفعها مشفقة حانيه:
أختاه ، ماذا ؟هل جفاك الندى فمتّ في أيامك الزاهية ؟
هل صدّ عنك الزهر ؟هل ضيّعت
هواك أنسام الربى اللاهيه؟
*
كم أشعلت روحك حمّى الصبى
وأنت سكرى بالشذى و الرضاب
طافرةً بين رياض الهوى راقصة فوق الربى و الهضاب
توشوشين الزهر حتى يُرى منفعلاً من هذيانِ الشباب
*
كم بلبل بالورد ذي صبوةٍ ألهبت فيه الغيرة السّاعرة
كم زنبق عانقته كم شذى روّيت منه روحك الفائره.
فأين منك الآن دنيا الهوى وأين أحلام الهوى الساحره!!
*
ماذا ؟ تموتين ؟ فوا حسرتا على عروس الروض بنت الربيع
أهكذا في فوران الصّبى يطويك إعصار الفناء المريع
وحيدةً ، لا شيّعتك الربى ولا بكى الروض بقلب صديع
أختاه لا تأسي فهذي أنا أبكيك بالشعر الحنون الرقيق
قد أنطوي مثلك منسيّةً لا صاحب يذكرني أو رفيق
أواه : ما أقسى الردى ينتهي بنا الى كهف الفناء السحيق !
واضطربت اعماقها مثلما دوّم إعصارٌ بقلب الخضم
و انتفضت مذعورة في أسىً و ارتعدت مرعوبة في ألم
فلم يكن يصدم أحلامها إلا رؤى الموت وطيف العدم
وحدّقت في غير شيء وقد حوّمت الأشباح في رأسها
ولا صور الوجود خلابة تنبعث النشوة في نفسها
ولا رؤى الخيال رفّافة تخدّر المحموم من هجسها
و دفق الليل كبحر طغى فانحدرت تحت عباب المساء
تخبط في الدرب و قد غمغمت شاخصة المقلة نحو السماء
يا مبدع الوجود ، لو صنته من عبث الموت و طيش الفناء !.
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
أوهام في الزيتون
في السفح الغربي من جبل
(جرزيم) حيث تملأ مغارس الزيتون
القلوب و العيون ، هناك ، ألفت
القعود في أصل كل يوم عند زيتونة
مباركة تحنو على نفسي ظلالها،و تمسح
على رأسي غذ بات أغصانها : و طالما
خيل الي أنها تبادلني الألفة و المحبة،
فتحس أحساسي و تشعر بشعوري.
و في ظلال هذه الزيتونة الشاعرة،
كم حلمت أحلاماً ، و وهمت أوهاماً !.))
هنا،هنا، في ظل زيتونتي تحطّم الروح قيود الثرى
و تخلد النفس الى عزلة يخنق فيها الصمت لَغوَ الورى
هنا، هنا، في ظل زيتونتي في ضفة الوادي . يسفح الجبل
أصغي الى الكون و لمّا تزل آياته تروي حديث الأزل
هنا يهتم القلب في عالم تخلقه أحلامي المبهمه
لأفقه في ناظري روعة و للرؤى في مسمعي هيمنه
عالم أشواق سماويةٍ تطلق روحي في الرحاب الفساح
خفيفةً لا الأرض تثنى لها خطوا و لا الجسم يهيض الجناح
واهاً : هنا يهفو على مجلسي في عالم الأشواق روحٌ حبيب
لم تره عيناي لكنني أحسه مني قريباً قريب !
أكاد بالوهم أراه معي يغمر قلبي بالحنان الدّ فيق
يمضي به نحو سماء الهوى على جناح من شعاع طليق
زيتونتي ،الله كم هاجسٍ أوحت به أشواقي الحائره.
وكم خيالات وعى خاطري تدري بها أغصانك الشاعرة
نجيّتي أنت و قد عزّني نجيُ روحي يا عروس الجبل
دعي فؤادي يشتكي بثّه لعل في النجوى شفاءً ، لعلّ !
يا ليت شعري أن مضت بي غداً عنك يد الموت الى حفرتي
تراك تنسين مقامي هنا و أنت تحنين على مهجتي ؟!
تراك تنسين فؤداً وعت اسراره أغصانك الراحمات
باركها الله ! فكم ناغمت وهدهدت أشواقه الصارخات
زيتونتي ، بالله إما هفت نحوك بعدي النسمة الهائمة
فاذ ّكري كم نفحتنا معاً عطورها الغامرة الفاغمة
و حين يستهويك طير الربى بنغمةٍ ترعش منك الغصون
فاذّ كري كم طائرٍ شاعرٍ ألهمه شدودي شجّي اللحون!
تذكّرني كلما شعشعت أوراقك الخضراء شمس الأصيل
فكم أصيل فيه شيعتها بمهجة حرّى و طرف كليل
إن يزوها المغرب عن عرشها فالمشرق الزاهي بها يرجعُ
لكنني ،آها !غداً تنزوي شمس حياتي ثم لا تطلع !
ويحي؟ أتطويني الليالي غداً وتحتويني داجيات القبور
فأين تمضي خفقات الهوى وأين تمضي خلجات الشعور
ونور قلبي ،والرؤى والمنى وهذه النار بأعماقيه
هل تتلاشى بدداً كلها كأنها ما ألهبت ذاتيه؟!
أما لهذا القلب من رجعة للوجد ،للشعر ، لوحي الخيال؟
ايخمد المشبوب من ناره؟ واشقوة القلب بهذا المآل !
يا ربّ ، إما حان حين الردى و انعتقت روحي من هيكلي
و أعنقت نحوك مشتاقةً تهفو الى ينبوعها الأول
و بات هذا الجسم رهن الثرى لقىًعلى أيدي البلى الجائرة
فلتبعث القدرة من تربتي زيتونة ملهمةً... شاعره !.
جذورها تمتصّ من هيكلي ولم يزل بعدُ طرياً رطيب
تعبّ من قلبي أنواره ومنه تستلهم سرّ اللهيب !.
حتى إذا يا خالقي أفعمت عناصري أعصابها و الجذور
انتفضت تهتز أوراقها من وقدة الحسّ و وهج الشعور
و أفرعت غيناء فينانة مما تروّت من رحيق الحياة
نشوى بهذا البعث ما تأتلي تذكر حلماً قد تلاشت روءاه
حلم حياة سربت و انطوت طفّاحة بالوهم .. بالنشوة
لم تك إلاّ نغماً شاجياً على رباب الشوق و الصبوة!
في السفح الغربي من جبل
(جرزيم) حيث تملأ مغارس الزيتون
القلوب و العيون ، هناك ، ألفت
القعود في أصل كل يوم عند زيتونة
مباركة تحنو على نفسي ظلالها،و تمسح
على رأسي غذ بات أغصانها : و طالما
خيل الي أنها تبادلني الألفة و المحبة،
فتحس أحساسي و تشعر بشعوري.
و في ظلال هذه الزيتونة الشاعرة،
كم حلمت أحلاماً ، و وهمت أوهاماً !.))
هنا،هنا، في ظل زيتونتي تحطّم الروح قيود الثرى
و تخلد النفس الى عزلة يخنق فيها الصمت لَغوَ الورى
هنا، هنا، في ظل زيتونتي في ضفة الوادي . يسفح الجبل
أصغي الى الكون و لمّا تزل آياته تروي حديث الأزل
هنا يهتم القلب في عالم تخلقه أحلامي المبهمه
لأفقه في ناظري روعة و للرؤى في مسمعي هيمنه
عالم أشواق سماويةٍ تطلق روحي في الرحاب الفساح
خفيفةً لا الأرض تثنى لها خطوا و لا الجسم يهيض الجناح
واهاً : هنا يهفو على مجلسي في عالم الأشواق روحٌ حبيب
لم تره عيناي لكنني أحسه مني قريباً قريب !
أكاد بالوهم أراه معي يغمر قلبي بالحنان الدّ فيق
يمضي به نحو سماء الهوى على جناح من شعاع طليق
زيتونتي ،الله كم هاجسٍ أوحت به أشواقي الحائره.
وكم خيالات وعى خاطري تدري بها أغصانك الشاعرة
نجيّتي أنت و قد عزّني نجيُ روحي يا عروس الجبل
دعي فؤادي يشتكي بثّه لعل في النجوى شفاءً ، لعلّ !
يا ليت شعري أن مضت بي غداً عنك يد الموت الى حفرتي
تراك تنسين مقامي هنا و أنت تحنين على مهجتي ؟!
تراك تنسين فؤداً وعت اسراره أغصانك الراحمات
باركها الله ! فكم ناغمت وهدهدت أشواقه الصارخات
زيتونتي ، بالله إما هفت نحوك بعدي النسمة الهائمة
فاذ ّكري كم نفحتنا معاً عطورها الغامرة الفاغمة
و حين يستهويك طير الربى بنغمةٍ ترعش منك الغصون
فاذّ كري كم طائرٍ شاعرٍ ألهمه شدودي شجّي اللحون!
تذكّرني كلما شعشعت أوراقك الخضراء شمس الأصيل
فكم أصيل فيه شيعتها بمهجة حرّى و طرف كليل
إن يزوها المغرب عن عرشها فالمشرق الزاهي بها يرجعُ
لكنني ،آها !غداً تنزوي شمس حياتي ثم لا تطلع !
ويحي؟ أتطويني الليالي غداً وتحتويني داجيات القبور
فأين تمضي خفقات الهوى وأين تمضي خلجات الشعور
ونور قلبي ،والرؤى والمنى وهذه النار بأعماقيه
هل تتلاشى بدداً كلها كأنها ما ألهبت ذاتيه؟!
أما لهذا القلب من رجعة للوجد ،للشعر ، لوحي الخيال؟
ايخمد المشبوب من ناره؟ واشقوة القلب بهذا المآل !
يا ربّ ، إما حان حين الردى و انعتقت روحي من هيكلي
و أعنقت نحوك مشتاقةً تهفو الى ينبوعها الأول
و بات هذا الجسم رهن الثرى لقىًعلى أيدي البلى الجائرة
فلتبعث القدرة من تربتي زيتونة ملهمةً... شاعره !.
جذورها تمتصّ من هيكلي ولم يزل بعدُ طرياً رطيب
تعبّ من قلبي أنواره ومنه تستلهم سرّ اللهيب !.
حتى إذا يا خالقي أفعمت عناصري أعصابها و الجذور
انتفضت تهتز أوراقها من وقدة الحسّ و وهج الشعور
و أفرعت غيناء فينانة مما تروّت من رحيق الحياة
نشوى بهذا البعث ما تأتلي تذكر حلماً قد تلاشت روءاه
حلم حياة سربت و انطوت طفّاحة بالوهم .. بالنشوة
لم تك إلاّ نغماً شاجياً على رباب الشوق و الصبوة!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
مع سنابل القمح
أوت الى الحقل كطيف كئيب يرسو بعينها أسى غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب وقلق مستبهم ، خائر . . .
غامضة ، في العمق أغوارها فيض انفعالات وإحساس
صيّرها شذوذ أطوارها غريبة في عالم الناس
تأملت في السنبل الوادع يموج في الحقل زكيّا نماه
تكاد في سكونها الخاشع تسمع في السنبل نبض الحياه
وفي رؤى خيالها الشارد منجذباً بروعة السنبل
لاحت لعينيها يد الحاصد يخفق فيها شبح المنجل
رأت رغيفا جبلته دموع دموع مكدودين مستضفين
أنضاء حرمان وبؤس وجوع هانوا على الرحمة والراحمين
رأته في كفّ غنيّ بخيل سطت عليه يده الجانيه
الخبز في كيانه يستحيل خلجات شح كزّةً قاسية
ومدّت الأفكار أظلالها فلم تزل شاخصة في وجوم
من أبصر استغراقها خالها مخبولة تهيم فوق الغيوم
كانت تناجي ما وراء الفضاء قوى القضاء الغامض المبهم :
من يمطر الرزق على ذي الثراء ويمسك الرزق عن المعدم ؟
كم بائس ، كم جائع ، كم فقير يكدح لا يجني سوى بؤسه
ومترف يلهو بدنيا الفجور قد حصر الحياة في كأسه
أرحمه الله بعليا سماء تقول أن يكتظّ جوف الثري ؟!
ويحرم المعوز قوت الحياة في عيشه المضطرب الأعسر
أليس في قدرته القادره أن يمسح البؤس ويمحو الشقاء !
أليس في قوّته القاهره أن يغمر الأرض بعدل السماء !
وراعها صوت عميق مثير جلجل فيها مثل صوت القدر :
لم تحبس السماء رزق الفقير لكنه في الأرض ظلم البشر . .
وأطرقت ، نهباً لشك مريب يملؤها منه أسىً غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب وقلق مستبهم ، حائر!..
أوت الى الحقل كطيف كئيب يرسو بعينها أسى غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب وقلق مستبهم ، خائر . . .
غامضة ، في العمق أغوارها فيض انفعالات وإحساس
صيّرها شذوذ أطوارها غريبة في عالم الناس
تأملت في السنبل الوادع يموج في الحقل زكيّا نماه
تكاد في سكونها الخاشع تسمع في السنبل نبض الحياه
وفي رؤى خيالها الشارد منجذباً بروعة السنبل
لاحت لعينيها يد الحاصد يخفق فيها شبح المنجل
رأت رغيفا جبلته دموع دموع مكدودين مستضفين
أنضاء حرمان وبؤس وجوع هانوا على الرحمة والراحمين
رأته في كفّ غنيّ بخيل سطت عليه يده الجانيه
الخبز في كيانه يستحيل خلجات شح كزّةً قاسية
ومدّت الأفكار أظلالها فلم تزل شاخصة في وجوم
من أبصر استغراقها خالها مخبولة تهيم فوق الغيوم
كانت تناجي ما وراء الفضاء قوى القضاء الغامض المبهم :
من يمطر الرزق على ذي الثراء ويمسك الرزق عن المعدم ؟
كم بائس ، كم جائع ، كم فقير يكدح لا يجني سوى بؤسه
ومترف يلهو بدنيا الفجور قد حصر الحياة في كأسه
أرحمه الله بعليا سماء تقول أن يكتظّ جوف الثري ؟!
ويحرم المعوز قوت الحياة في عيشه المضطرب الأعسر
أليس في قدرته القادره أن يمسح البؤس ويمحو الشقاء !
أليس في قوّته القاهره أن يغمر الأرض بعدل السماء !
وراعها صوت عميق مثير جلجل فيها مثل صوت القدر :
لم تحبس السماء رزق الفقير لكنه في الأرض ظلم البشر . .
وأطرقت ، نهباً لشك مريب يملؤها منه أسىً غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب وقلق مستبهم ، حائر!..
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
هروب
كرهت حقائق دنيا الورى وهمت بأوهام دنيا الخيال
فما يتصبّاك إلا الرؤى وسحر الطيوف وسحر الظلال
متى يا ابنة الوهم تستيقظين متى ينجلي عنك هذا الخيال
أفيقي ، كفاك ، لقد طال مسراك عطشى وراء سراب الرمال
تعيشين في ذهلة الحالمين بعيداً بآفاق كون عجيب !
ويملأ روحك في قيده حنين المشوق وشجو الغريب
ومن فلك الأرض كم تطلقين خيالك فوق الفضاء الرحيب
يجوز مدار النجوم ويمعن في اللانهائيات ، عبر الغيوب
قفي ، أين تمضين ؟ فيم اندفاعك ، من ذا ترين بأفق الشرود
وما هذه ؟ رجفة في كيانك ممّا تشدّ عليه القيود
تمرّد روحك في سجنه يريد يحطّم تلك السدود
ليسمو طليقاً خفيف الجناح وراء الزمان ، وراء الحدود
قفي ؟ أين تمضين ؟ من ذا ترين هنالك عبر الفضاء العظيم ؟
وماذا يشوقك ؟ أم من ينادي ويومئ من شرفات السديم ؟
تمر امامك هذي الحياة مواكب مختلفات الرسوم
فتلوين وجهك لا تنظرين .. وفي مقلتيك ظلال الوجوم
ألا كم تهمين في عالم تناءى بعيداً بعيداً مداه
وفي عمق روحك شوق ملح جموح لظاه ، عنيف ظماه
تراك هنالك تستلهمين السموات سرّ الردى والحياه
تراك هنالك تستطلعين خفايا الوجود وكنه الإله ؟!
ألست في الارض ؟ فيم انخطافك ؟ فيم انجذابك نحو الاعالي
أأنكرت في الارض هول الفناء ، وظلم القضاء ، وجور الليالي
تراك افتقدت جمال العدالة فيها ، فهمت بأفق الخيال
محيّرة ولهاء ، تنشدين الحقيقة في غامضات المجالي
أراعك في الأرض سيل الدماء وبطش القوى والرزايا الكبر
أراعك فيها شقاء الحياة ؟ اراعك فيها صراع البشر ؟
أمن صرخات القلوب الدوامي تعضّ عليها نيوب القدر
تلوذين في لهف ضارعٍ . . بكونٍ تسامى نقيّ الصور
بلى ن هي هذي المآسي الكبار تعذّب فيك الشعور الرقيق
فتنأين عن واقع راعبٍ الى عالم عبقريّ سحيق . .
هو الوهم ، عالمك الشاعريّ ، المثاليّ ، مسرى الخيال الطليق
توحّدت فيه بأشواقك الحيارى ، بهذا الحنين العميق!
كرهت حقائق دنيا الورى وهمت بأوهام دنيا الخيال
فما يتصبّاك إلا الرؤى وسحر الطيوف وسحر الظلال
متى يا ابنة الوهم تستيقظين متى ينجلي عنك هذا الخيال
أفيقي ، كفاك ، لقد طال مسراك عطشى وراء سراب الرمال
تعيشين في ذهلة الحالمين بعيداً بآفاق كون عجيب !
ويملأ روحك في قيده حنين المشوق وشجو الغريب
ومن فلك الأرض كم تطلقين خيالك فوق الفضاء الرحيب
يجوز مدار النجوم ويمعن في اللانهائيات ، عبر الغيوب
قفي ، أين تمضين ؟ فيم اندفاعك ، من ذا ترين بأفق الشرود
وما هذه ؟ رجفة في كيانك ممّا تشدّ عليه القيود
تمرّد روحك في سجنه يريد يحطّم تلك السدود
ليسمو طليقاً خفيف الجناح وراء الزمان ، وراء الحدود
قفي ؟ أين تمضين ؟ من ذا ترين هنالك عبر الفضاء العظيم ؟
وماذا يشوقك ؟ أم من ينادي ويومئ من شرفات السديم ؟
تمر امامك هذي الحياة مواكب مختلفات الرسوم
فتلوين وجهك لا تنظرين .. وفي مقلتيك ظلال الوجوم
ألا كم تهمين في عالم تناءى بعيداً بعيداً مداه
وفي عمق روحك شوق ملح جموح لظاه ، عنيف ظماه
تراك هنالك تستلهمين السموات سرّ الردى والحياه
تراك هنالك تستطلعين خفايا الوجود وكنه الإله ؟!
ألست في الارض ؟ فيم انخطافك ؟ فيم انجذابك نحو الاعالي
أأنكرت في الارض هول الفناء ، وظلم القضاء ، وجور الليالي
تراك افتقدت جمال العدالة فيها ، فهمت بأفق الخيال
محيّرة ولهاء ، تنشدين الحقيقة في غامضات المجالي
أراعك في الأرض سيل الدماء وبطش القوى والرزايا الكبر
أراعك فيها شقاء الحياة ؟ اراعك فيها صراع البشر ؟
أمن صرخات القلوب الدوامي تعضّ عليها نيوب القدر
تلوذين في لهف ضارعٍ . . بكونٍ تسامى نقيّ الصور
بلى ن هي هذي المآسي الكبار تعذّب فيك الشعور الرقيق
فتنأين عن واقع راعبٍ الى عالم عبقريّ سحيق . .
هو الوهم ، عالمك الشاعريّ ، المثاليّ ، مسرى الخيال الطليق
توحّدت فيه بأشواقك الحيارى ، بهذا الحنين العميق!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
أشواق حائرة
ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي ترتجّ أهوائي و أشواقي
بي ألف إحساس يحرّقني متدافع التيار ، د فّاق
ألف انفعال ، ألف عاطفة محمومة بدمي ، بأعراقي
ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً حيران يغمر كلّ آفاقي
جفت له شفتاي و ارتعشت أظلاله العطشى بأحداقي
نفسي موزّعة ، معذّبة بحنينها ، بغموض لهفتها
شوقٌ إلى المجهول يدفعها متقحمّاً جدران عزلتها
شوقي الى ما لست أفهمه يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟ أهي الحياة تهيب بابنتها؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ عن نفسها ، تشقى بحيرتها
قلبي تفور به الحياة و قد عمقت ومد ّت فيه كالامد..
فتهتزّ أغواري نوازعه صخّابةً ، فاقة المدد
و يظل منتظراً على شغف و يظل مرتقباً على وقد
أحلام محروم تساوره متوحد في العيش منفرد
و يود لو تمضي الحياة به للحب ،مصدر فيضها الابدي!
و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي شوق إليها لاهف عارم
فأحس إحساس الغريب طغى ظمأ الحنين بروحه الهائم
و أرى كواكبها تعانقني بضيائها المترجرج الحالم
تهمي على روحي أشعتها وتلفّه بجناحها الناعم
فأودّ لو أفنى و أدمج في عمق السماء و نورها الباسم
مالي يزعزعني ويعصف بي قلق عتيٌ جائح الألم
تتضارب الأشواق حائرة في غور روحي ، في شعاب دمي
الأرض تعلق بي و تجذ بني و تشدّ قبضتها على قد مي
و هناك روحي هائم شغف بالنور فوق رفارف السدم
مستحقراً الأرض ، تفزعه دنيا التراب ، وهوّة العدم
روحي يلوب بدار غربته عطشاً الى ينبوعه السامي
فهناك أصداد يسلسلها صوت السماء بروحي الظامي
وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي صوت يقيّد خطو أقدامي
صوتان .. كم لجلجت بينهما يتنازعان شراع أيامي
أنا كيان تائه قلق يطوي الوجود حنانه الظامي !
ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي ترتجّ أهوائي و أشواقي
بي ألف إحساس يحرّقني متدافع التيار ، د فّاق
ألف انفعال ، ألف عاطفة محمومة بدمي ، بأعراقي
ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً حيران يغمر كلّ آفاقي
جفت له شفتاي و ارتعشت أظلاله العطشى بأحداقي
نفسي موزّعة ، معذّبة بحنينها ، بغموض لهفتها
شوقٌ إلى المجهول يدفعها متقحمّاً جدران عزلتها
شوقي الى ما لست أفهمه يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟ أهي الحياة تهيب بابنتها؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ عن نفسها ، تشقى بحيرتها
قلبي تفور به الحياة و قد عمقت ومد ّت فيه كالامد..
فتهتزّ أغواري نوازعه صخّابةً ، فاقة المدد
و يظل منتظراً على شغف و يظل مرتقباً على وقد
أحلام محروم تساوره متوحد في العيش منفرد
و يود لو تمضي الحياة به للحب ،مصدر فيضها الابدي!
و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي شوق إليها لاهف عارم
فأحس إحساس الغريب طغى ظمأ الحنين بروحه الهائم
و أرى كواكبها تعانقني بضيائها المترجرج الحالم
تهمي على روحي أشعتها وتلفّه بجناحها الناعم
فأودّ لو أفنى و أدمج في عمق السماء و نورها الباسم
مالي يزعزعني ويعصف بي قلق عتيٌ جائح الألم
تتضارب الأشواق حائرة في غور روحي ، في شعاب دمي
الأرض تعلق بي و تجذ بني و تشدّ قبضتها على قد مي
و هناك روحي هائم شغف بالنور فوق رفارف السدم
مستحقراً الأرض ، تفزعه دنيا التراب ، وهوّة العدم
روحي يلوب بدار غربته عطشاً الى ينبوعه السامي
فهناك أصداد يسلسلها صوت السماء بروحي الظامي
وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي صوت يقيّد خطو أقدامي
صوتان .. كم لجلجت بينهما يتنازعان شراع أيامي
أنا كيان تائه قلق يطوي الوجود حنانه الظامي !
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
أشواق حائرة
ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي ترتجّ أهوائي و أشواقي
بي ألف إحساس يحرّقني متدافع التيار ، د فّاق
ألف انفعال ، ألف عاطفة محمومة بدمي ، بأعراقي
ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً حيران يغمر كلّ آفاقي
جفت له شفتاي و ارتعشت أظلاله العطشى بأحداقي
نفسي موزّعة ، معذّبة بحنينها ، بغموض لهفتها
شوقٌ إلى المجهول يدفعها متقحمّاً جدران عزلتها
شوقي الى ما لست أفهمه يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟ أهي الحياة تهيب بابنتها؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ عن نفسها ، تشقى بحيرتها
قلبي تفور به الحياة و قد عمقت ومد ّت فيه كالامد..
فتهتزّ أغواري نوازعه صخّابةً ، فاقة المدد
و يظل منتظراً على شغف و يظل مرتقباً على وقد
أحلام محروم تساوره متوحد في العيش منفرد
و يود لو تمضي الحياة به للحب ،مصدر فيضها الابدي!
و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي شوق إليها لاهف عارم
فأحس إحساس الغريب طغى ظمأ الحنين بروحه الهائم
و أرى كواكبها تعانقني بضيائها المترجرج الحالم
تهمي على روحي أشعتها وتلفّه بجناحها الناعم
فأودّ لو أفنى و أدمج في عمق السماء و نورها الباسم
مالي يزعزعني ويعصف بي قلق عتيٌ جائح الألم
تتضارب الأشواق حائرة في غور روحي ، في شعاب دمي
الأرض تعلق بي و تجذ بني و تشدّ قبضتها على قد مي
و هناك روحي هائم شغف بالنور فوق رفارف السدم
مستحقراً الأرض ، تفزعه دنيا التراب ، وهوّة العدم
روحي يلوب بدار غربته عطشاً الى ينبوعه السامي
فهناك أصداد يسلسلها صوت السماء بروحي الظامي
وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي صوت يقيّد خطو أقدامي
صوتان .. كم لجلجت بينهما يتنازعان شراع أيامي
أنا كيان تائه قلق يطوي الوجود حنانه الظامي !
ماذا أحس ؟ هنا ، بأعماقي ترتجّ أهوائي و أشواقي
بي ألف إحساس يحرّقني متدافع التيار ، د فّاق
ألف انفعال ، ألف عاطفة محمومة بدمي ، بأعراقي
ماذا أحسّ ؟ أحسّ بي لهفاً حيران يغمر كلّ آفاقي
جفت له شفتاي و ارتعشت أظلاله العطشى بأحداقي
نفسي موزّعة ، معذّبة بحنينها ، بغموض لهفتها
شوقٌ إلى المجهول يدفعها متقحمّاً جدران عزلتها
شوقي الى ما لست أفهمه يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ؟ أهي الحياة تهيب بابنتها؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهةٍ عن نفسها ، تشقى بحيرتها
قلبي تفور به الحياة و قد عمقت ومد ّت فيه كالامد..
فتهتزّ أغواري نوازعه صخّابةً ، فاقة المدد
و يظل منتظراً على شغف و يظل مرتقباً على وقد
أحلام محروم تساوره متوحد في العيش منفرد
و يود لو تمضي الحياة به للحب ،مصدر فيضها الابدي!
و هناك تومىْْْءلي السماْْْْْْْْء وبي شوق إليها لاهف عارم
فأحس إحساس الغريب طغى ظمأ الحنين بروحه الهائم
و أرى كواكبها تعانقني بضيائها المترجرج الحالم
تهمي على روحي أشعتها وتلفّه بجناحها الناعم
فأودّ لو أفنى و أدمج في عمق السماء و نورها الباسم
مالي يزعزعني ويعصف بي قلق عتيٌ جائح الألم
تتضارب الأشواق حائرة في غور روحي ، في شعاب دمي
الأرض تعلق بي و تجذ بني و تشدّ قبضتها على قد مي
و هناك روحي هائم شغف بالنور فوق رفارف السدم
مستحقراً الأرض ، تفزعه دنيا التراب ، وهوّة العدم
روحي يلوب بدار غربته عطشاً الى ينبوعه السامي
فهناك أصداد يسلسلها صوت السماء بروحي الظامي
وهنا ،هنا ،الأرض يهتف بي صوت يقيّد خطو أقدامي
صوتان .. كم لجلجت بينهما يتنازعان شراع أيامي
أنا كيان تائه قلق يطوي الوجود حنانه الظامي !
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
ليل وقلب
هو الليل يا قلب ، فانتشر شراعك ، و اعبر خضّم الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورق ما به من رفيق
وأنك كالليل شيء كبير .. بعيد القرار سحيق سحيق
وفيك كألغازة المبهمات أفانين من كل لغز دقيق
هواجس مختلفات رؤاها تهوّم طوراً و طوراً تفيق
ولليل يا قلب أي امتدادٍ يحيط بهذا الوجود العظيم
سرى و احتوى الكون في عمقه فلف ّالبحار ولفّ الأديم
وكالليل أنت ، حويت وجوداً من العاطفات كبيراً جسم
ففيك السماء ، وفيك الخضمّ، وفيك الجديد ، وفيك القديم !
وتنتظم الكون في خفقةٍ وأنت بجنبي هنا لا تريم !
و دونك يا قلب هذا الفضاء تجوز به السحب العابرة
مراكب تمخر إثر مراكب تدفها قوّة قاهرة
كأني أرى في شكول السحاب نواتيّ أبصارهم حائره
أضلّوا المنار فهم تائهون يغذون في اللجج الكافره
كذلك أنت ببحر الحياة توهان في ظلم سادره
ورجرجة النجم كم ساجلتك بصدر السماء خفوق الحنين
أبا النجم ما بك من لهفة أبا النجم مثلك شوق دفين؟
أتجهش في قلبه الذكريات وتأخذ منه بحبل الوتين؟
فما باله قلقاً خافقاً يراعي الدجى في سهوم حزين
لعلّ أليفاً له قد هوى وبات كخذنك في الآفلين!
وأصغ معي في السكون الرياض وقد لفّها غسق الغيهب
طيور توشوش جنح الدجى وتكشف عن همّها المختبي
فهذا الخريف تدبّ خطاه ليعصف بالزهر المعجب
ويخنق ألحان أشواقها ويلوي بترجيعها المطرب
و كيف تغنّي لزهر ذوى بروضٍ سليب الحلى مجذب
وأنت ... وأنت تخاف الخريف و تشفق من ريحه العاتيه
تخاف على زهرات الصبّى تبدّدها كفّه القاسيه
فلا نور يشتاق طل الصباح و يوحي بأنغامك الظاميه
تخاف تزايلك الملهبات و تخمد أشواقك الطاغيه ...
ويفرغ نايك من لحنه ويثوى حطاماً بأضلاعه
وسعت عوالم يا قلب ماجت يحم الطيوف وشتّى الصور
أحاسيس حيرى تهيج وتطغى هياج العباب اذا ما غمر
وأخرى تهبّ ، هبوب النسيم تنفّس في جانحيه الزهر
وتظلم يا قلب حتى كأنك ليل بصدري الكظيم اعتكر
وتشرق حتى إخال الضياء بأقطار نفسي منك انتشر
وتخصب طوراً فكلك حبّ يعانق قلب الوجود الرحيب
تفيض سلاما كأن يد الله مرّت عليك بنفخ رطيب
تحبّ العدوّ وتحنو عليه وخنجره منك دام خضيب
وطوراً تغيض سوى من رواسب كرهٍ عصيٍ وبغض رهيب
كأنّ أكفّ الشياطين غلغلن فيك فأنت مخوف جديب . .
فيا قلب ، يا أحد الأصغرين ، كيف اتسّعت لهذا الوجود
وكيف احتمالك هذا الزحام ومن خلجاتٍ كثار العديد . .
تحبّ وتبغض حراً طليقاً فلا من سدود ولا من قيود
تصدّ نداء المحب القريب وتهوى نداء العدو البعيد !
فيا لك أعمى يقود زمامي كما شاء فعل اللجوج العنيد !
هو الليل يا قلب ، فانشر شراعك واعبر خضمّ الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورقٍ ما به من رفيق
هو الليل يا قلب ، فانتشر شراعك ، و اعبر خضّم الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورق ما به من رفيق
وأنك كالليل شيء كبير .. بعيد القرار سحيق سحيق
وفيك كألغازة المبهمات أفانين من كل لغز دقيق
هواجس مختلفات رؤاها تهوّم طوراً و طوراً تفيق
ولليل يا قلب أي امتدادٍ يحيط بهذا الوجود العظيم
سرى و احتوى الكون في عمقه فلف ّالبحار ولفّ الأديم
وكالليل أنت ، حويت وجوداً من العاطفات كبيراً جسم
ففيك السماء ، وفيك الخضمّ، وفيك الجديد ، وفيك القديم !
وتنتظم الكون في خفقةٍ وأنت بجنبي هنا لا تريم !
و دونك يا قلب هذا الفضاء تجوز به السحب العابرة
مراكب تمخر إثر مراكب تدفها قوّة قاهرة
كأني أرى في شكول السحاب نواتيّ أبصارهم حائره
أضلّوا المنار فهم تائهون يغذون في اللجج الكافره
كذلك أنت ببحر الحياة توهان في ظلم سادره
ورجرجة النجم كم ساجلتك بصدر السماء خفوق الحنين
أبا النجم ما بك من لهفة أبا النجم مثلك شوق دفين؟
أتجهش في قلبه الذكريات وتأخذ منه بحبل الوتين؟
فما باله قلقاً خافقاً يراعي الدجى في سهوم حزين
لعلّ أليفاً له قد هوى وبات كخذنك في الآفلين!
وأصغ معي في السكون الرياض وقد لفّها غسق الغيهب
طيور توشوش جنح الدجى وتكشف عن همّها المختبي
فهذا الخريف تدبّ خطاه ليعصف بالزهر المعجب
ويخنق ألحان أشواقها ويلوي بترجيعها المطرب
و كيف تغنّي لزهر ذوى بروضٍ سليب الحلى مجذب
وأنت ... وأنت تخاف الخريف و تشفق من ريحه العاتيه
تخاف على زهرات الصبّى تبدّدها كفّه القاسيه
فلا نور يشتاق طل الصباح و يوحي بأنغامك الظاميه
تخاف تزايلك الملهبات و تخمد أشواقك الطاغيه ...
ويفرغ نايك من لحنه ويثوى حطاماً بأضلاعه
وسعت عوالم يا قلب ماجت يحم الطيوف وشتّى الصور
أحاسيس حيرى تهيج وتطغى هياج العباب اذا ما غمر
وأخرى تهبّ ، هبوب النسيم تنفّس في جانحيه الزهر
وتظلم يا قلب حتى كأنك ليل بصدري الكظيم اعتكر
وتشرق حتى إخال الضياء بأقطار نفسي منك انتشر
وتخصب طوراً فكلك حبّ يعانق قلب الوجود الرحيب
تفيض سلاما كأن يد الله مرّت عليك بنفخ رطيب
تحبّ العدوّ وتحنو عليه وخنجره منك دام خضيب
وطوراً تغيض سوى من رواسب كرهٍ عصيٍ وبغض رهيب
كأنّ أكفّ الشياطين غلغلن فيك فأنت مخوف جديب . .
فيا قلب ، يا أحد الأصغرين ، كيف اتسّعت لهذا الوجود
وكيف احتمالك هذا الزحام ومن خلجاتٍ كثار العديد . .
تحبّ وتبغض حراً طليقاً فلا من سدود ولا من قيود
تصدّ نداء المحب القريب وتهوى نداء العدو البعيد !
فيا لك أعمى يقود زمامي كما شاء فعل اللجوج العنيد !
هو الليل يا قلب ، فانشر شراعك واعبر خضمّ الظلام العميق
وجذف بأوهامك الراعشات في زورقٍ ما به من رفيق
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
حياة
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر، وعود
حياتي ، حياتي أسىً كلهّا
اذا ما تلاشى غداً ظلّها
سيبقى على الأرض منه صدى
يردد صوتي هنا منشداً :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود
بليل الشجون
وعمق السكون
تمر أمامي كحلم سرى
طيوف أحبّاي تحت الثرى
فتزعج ناري خلف الرماد
ويغرق سيل الدموع وسادي
دموع الحنين
الى راحلين
مضوا وطواهم ظلام اللحود
بقلبي اليتيم
تنادي كلومي
أطلّ بروحك يا والدي
لتنظر من أفقك الخالد
فموتك ذلٌ لنا أيّ ذلّ
ونحن هنا بين أفعى وصل
ونفث سموم
وكيد خصوم
بدنيا العقوق ، بدنيا الجحود
ويبدو خيال
بغفو الليالي
خيال أبي شقّ حجب الغيوب
بعينيه ظلّ شعورٍ كئيب
أراه فتهم له أدمعي
ويحنو علي ويبكي معي
وأدعو : تعال
رحيلك طال
بمن نستظل وانت بعيد!
وفي ليل سهدي
يحرّك وجدي
اخٌ كان نبع حنانٍ وحبّ
وكان الضياء لعيني وقلبي
وهبّت رياح الردى العاتية
واطفأت الشعلة الغالية
وأصبحت وحدي
ولا نور يهدي
ألجلج حيري بهذا الوجود
وهذا شبابي
أمان كوابي
شباب سقاه الأسى ورواه
اذا ما دعته إليها الحياه
وأشواقها ، شدّه ألف غلّ
وطوّقه ألف طوق مذلّ
شباب عذاب
رهين اغتراب
يضيع شذاه بأسر القيود :
واطرق رأسي
بوحشة يأسي
وفي الروح تصخب أشواقها
وفي النفس ترعد آفاقها
وأفزع للشعر سلوة روحي
أصور أشواق عمر ذبيح . .
فيهدأ حسي
وتخشع نفسي
وتسكن لهفة روحي الشريد
وأجذب عودي
لقلبي الوحيد
فتخفق أوتاره باللحون
تهدهد قلبي وتجلو شجوني
بفنّي وشعري والحان عودي
أصارع آلام عمر شهيد
وهذا نشيدي
نشيد وجودي
سيبقى ورائي صداه يعيد :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود!
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر، وعود
حياتي ، حياتي أسىً كلهّا
اذا ما تلاشى غداً ظلّها
سيبقى على الأرض منه صدى
يردد صوتي هنا منشداً :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود
بليل الشجون
وعمق السكون
تمر أمامي كحلم سرى
طيوف أحبّاي تحت الثرى
فتزعج ناري خلف الرماد
ويغرق سيل الدموع وسادي
دموع الحنين
الى راحلين
مضوا وطواهم ظلام اللحود
بقلبي اليتيم
تنادي كلومي
أطلّ بروحك يا والدي
لتنظر من أفقك الخالد
فموتك ذلٌ لنا أيّ ذلّ
ونحن هنا بين أفعى وصل
ونفث سموم
وكيد خصوم
بدنيا العقوق ، بدنيا الجحود
ويبدو خيال
بغفو الليالي
خيال أبي شقّ حجب الغيوب
بعينيه ظلّ شعورٍ كئيب
أراه فتهم له أدمعي
ويحنو علي ويبكي معي
وأدعو : تعال
رحيلك طال
بمن نستظل وانت بعيد!
وفي ليل سهدي
يحرّك وجدي
اخٌ كان نبع حنانٍ وحبّ
وكان الضياء لعيني وقلبي
وهبّت رياح الردى العاتية
واطفأت الشعلة الغالية
وأصبحت وحدي
ولا نور يهدي
ألجلج حيري بهذا الوجود
وهذا شبابي
أمان كوابي
شباب سقاه الأسى ورواه
اذا ما دعته إليها الحياه
وأشواقها ، شدّه ألف غلّ
وطوّقه ألف طوق مذلّ
شباب عذاب
رهين اغتراب
يضيع شذاه بأسر القيود :
واطرق رأسي
بوحشة يأسي
وفي الروح تصخب أشواقها
وفي النفس ترعد آفاقها
وأفزع للشعر سلوة روحي
أصور أشواق عمر ذبيح . .
فيهدأ حسي
وتخشع نفسي
وتسكن لهفة روحي الشريد
وأجذب عودي
لقلبي الوحيد
فتخفق أوتاره باللحون
تهدهد قلبي وتجلو شجوني
بفنّي وشعري والحان عودي
أصارع آلام عمر شهيد
وهذا نشيدي
نشيد وجودي
سيبقى ورائي صداه يعيد :
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق ، وديوان شعر ، وعود!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
طمأنينة السماء
عج الأسى في نفسها الشاعره في ليلة مقرورة كافره
وحيدة ، ضاق بها مخدع توغل في الوحشة السادره!
كم شهد المكبوت من شجوها تثيره خلجاتها الثائرة . .
كم التوت فيه على قلبها تبكي أماني قلبها العاثرة
وكم ، وكم ، ولا يد برّةٌ تأسو جراح الزمن الغائرة !
تنهدت مما عراها ، وقد مالت على شرفتها حانيه
وقلّبته بصراً تائهاً في جوف تلك الظلمة الغاشية
لا ومضة تخفق من كوةٍ لا نبأة تصعد من ناحية
سوى هزيز الريح تهتاجها أصداؤه المفجوعة الباكيه
وقلبها المحروم ما يأتلي يدقّ خلف الأضلع الواهيه !
ورجّت الوحشة أعماقها في هيكل الليل الكئيب الضرير
فاصطرعت فيها أحاسيسها كاللج يطغي في الخضم الكبير
ووثبت أشباح آلامها مجنونة ، تشب شبّ السعير
فجمدت في جفنها دمعة تصاعدت من قلبها المستطير
ثم همت محرورةً مرةً كأنها تضرّع المستجير
تلفّتت وراءها في أسى نحو مهاوي أمها الغابر
لعلّ في أغواره لمحةً تلوح من ذكرى سني عابر
لعلّ في الماضي وأطيافه عزاءها من قسوة الحاضر
فما رأت غير حطام المنى على صخور القدر الغادر . .
وبعض أشلاء هوىً حالم مرتطم بالواقع الساخر . .
وسرّحت أمامه طرفها عبر غدٍ مكتنف بالضباب !
فأبصرت ، ما أبصرت ؟ مهمهاً مستبهم الافق مخوف الشعاب
تبعثرت فيه الصور واختفت معالم السبل وراء اليباب
وهي على الدرب ذعور الخطى . . رفيقها الوحدة والإغتراب . .
والظمأ الكاسر لا يرتوي في قلبها الهائم خلف السراب ! . .
وكان أقسى ما شجى نفسها وابتعث الراعب من هجسها
تدفق الظلمة في يومها . . في غدها المحروم . . . في أمها . .
ظلمة عمرٍ كل أيامه ليل تدجّى في مدى حسها
النور ، أين النور ؟ هل قطرة تسيل منه في دجى يأسها
من أين والأقدار قد جفّفت منابع الأضواء من نفسها
وفي شرود مبهم غامضٍ تعلقّت مقلتها بالسماء !
فانشق صدر الليل عن كوكب مشعشع الوهج دفوق الضياء
كان روح الله من فوقه تمدّه بنورها عن سخاء
فانخطفت في ذهلة روحها خلف النهايات . . وراء الفضاء
هناك حيث النور لا ينتهي هنالك حيث النور فوق الفناء
هناك غشّتها طمأنينة علويّة ما لمداها حدود
وصاح من أعماقها هاتف ينتظم الأرض صداه البعيد
يا أرض ، أحزانك مهما قست وطبّقت حولي مجالي الوجود
هيهات ان تلمس روحاً سرى فيها من الله ضياء الخلود !.
عج الأسى في نفسها الشاعره في ليلة مقرورة كافره
وحيدة ، ضاق بها مخدع توغل في الوحشة السادره!
كم شهد المكبوت من شجوها تثيره خلجاتها الثائرة . .
كم التوت فيه على قلبها تبكي أماني قلبها العاثرة
وكم ، وكم ، ولا يد برّةٌ تأسو جراح الزمن الغائرة !
تنهدت مما عراها ، وقد مالت على شرفتها حانيه
وقلّبته بصراً تائهاً في جوف تلك الظلمة الغاشية
لا ومضة تخفق من كوةٍ لا نبأة تصعد من ناحية
سوى هزيز الريح تهتاجها أصداؤه المفجوعة الباكيه
وقلبها المحروم ما يأتلي يدقّ خلف الأضلع الواهيه !
ورجّت الوحشة أعماقها في هيكل الليل الكئيب الضرير
فاصطرعت فيها أحاسيسها كاللج يطغي في الخضم الكبير
ووثبت أشباح آلامها مجنونة ، تشب شبّ السعير
فجمدت في جفنها دمعة تصاعدت من قلبها المستطير
ثم همت محرورةً مرةً كأنها تضرّع المستجير
تلفّتت وراءها في أسى نحو مهاوي أمها الغابر
لعلّ في أغواره لمحةً تلوح من ذكرى سني عابر
لعلّ في الماضي وأطيافه عزاءها من قسوة الحاضر
فما رأت غير حطام المنى على صخور القدر الغادر . .
وبعض أشلاء هوىً حالم مرتطم بالواقع الساخر . .
وسرّحت أمامه طرفها عبر غدٍ مكتنف بالضباب !
فأبصرت ، ما أبصرت ؟ مهمهاً مستبهم الافق مخوف الشعاب
تبعثرت فيه الصور واختفت معالم السبل وراء اليباب
وهي على الدرب ذعور الخطى . . رفيقها الوحدة والإغتراب . .
والظمأ الكاسر لا يرتوي في قلبها الهائم خلف السراب ! . .
وكان أقسى ما شجى نفسها وابتعث الراعب من هجسها
تدفق الظلمة في يومها . . في غدها المحروم . . . في أمها . .
ظلمة عمرٍ كل أيامه ليل تدجّى في مدى حسها
النور ، أين النور ؟ هل قطرة تسيل منه في دجى يأسها
من أين والأقدار قد جفّفت منابع الأضواء من نفسها
وفي شرود مبهم غامضٍ تعلقّت مقلتها بالسماء !
فانشق صدر الليل عن كوكب مشعشع الوهج دفوق الضياء
كان روح الله من فوقه تمدّه بنورها عن سخاء
فانخطفت في ذهلة روحها خلف النهايات . . وراء الفضاء
هناك حيث النور لا ينتهي هنالك حيث النور فوق الفناء
هناك غشّتها طمأنينة علويّة ما لمداها حدود
وصاح من أعماقها هاتف ينتظم الأرض صداه البعيد
يا أرض ، أحزانك مهما قست وطبّقت حولي مجالي الوجود
هيهات ان تلمس روحاً سرى فيها من الله ضياء الخلود !.
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
في درب العمر
أتيت درب العمر مع قلبي أغرس زهر الحب في الدرب
ليغرق الناس بأشذائه تنهل في دفق وفي سكب
ليغمر الصحب بعطر الهوى فينعموا في فيئه الرطب
فبعثروا زهري بأقدامهم و وطأوه في الثرى الجدب ! . .
وارتجّ قلبي خلف صدري أسى ولجّ في دقّ وفي وثب
فقلت : في أهلي وفي أخوتي غنىّ عن الناس ، عن الصحب
وخلتني ملأت منهم يدي وخلتهم قد ملأوا قلبي . .
فلم يطل وهمي حتى هوى خنجرهم وغاص في جنبي !
وضحكت نفسي في سرّها هازئةً منّي ومن حبي . .
وسرت مع قلبي وحيدين . . لا شيء سوى الأشواك في الدرب !
أتيت درب العمر مع قلبي أغرس زهر الحب في الدرب
ليغرق الناس بأشذائه تنهل في دفق وفي سكب
ليغمر الصحب بعطر الهوى فينعموا في فيئه الرطب
فبعثروا زهري بأقدامهم و وطأوه في الثرى الجدب ! . .
وارتجّ قلبي خلف صدري أسى ولجّ في دقّ وفي وثب
فقلت : في أهلي وفي أخوتي غنىّ عن الناس ، عن الصحب
وخلتني ملأت منهم يدي وخلتهم قد ملأوا قلبي . .
فلم يطل وهمي حتى هوى خنجرهم وغاص في جنبي !
وضحكت نفسي في سرّها هازئةً منّي ومن حبي . .
وسرت مع قلبي وحيدين . . لا شيء سوى الأشواك في الدرب !
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
في ضباب التأمل
في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة
تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة
ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ
مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري
صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر
فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله
هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة
وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد
باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . .
وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر
متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . .
تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا
أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم
ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم
وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح
دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . .
وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي
نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد :
لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟
املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟
أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟!
وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟!
إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود
صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . .
فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية !
عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية !
هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي
هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!
في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة
تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة
ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ
مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري
صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر
فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله
هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة
وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد
باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . .
وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر
متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . .
تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا
أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم
ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم
وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح
دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . .
وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي
نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد :
لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟
املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟
أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟!
وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟!
إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود
صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . .
فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية !
عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية !
هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي
هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
من الأعماق
سرت وحدي في غربة العمر ، في التيه المعمّى ، تيه الحياة السحيق
لا أرى غاية لسيري . . ولا أبصر قصداً يوفي إليه طريقي
ملل في صميم روحي ينساب ، وفيض من الظلام الدفوق
وأنا في توحّشي ، تنفض الحيرة حولي حولي أشباح رعب محيق
سرت وحدي ، في التيه ، لا قلب يهتزُّ صدى خفقه بقلبي الوحيد
سرت وحدي ، لا وقع خطو سوى خطوي على المجهل المخوف البعيد
لا رفيق ، لا صاحب لا دليل ، غير يأسي ووحدتي وشرودي
وجمود الحياة يضفي على عمري طلّ الفناء . . . طل الهمود
والتقينا . . لم أدر أي قوىً ساقتك حتى عبرت درب حياتي
كيف كان اللقاء ؟ من ذا هدى خطوك ؟ كيف انبعث في طرقاتي
لست ادري لكن رأيتك روحاً يوقظ الشوق في مسارب ذاتي
ويذرّي الرماد عن روحي الخابي ، ويذكي ناري ، ويحي مواتي
حدّقت مقلتاك فيّ ، وآلامي يغشّي ضبابها مقلتيّه
لست أدري ما استجلتاه ولا ما رأتا خلف وحدتي الأبديّه . . .
غير أني أبصرت روحك تهتّز انعطافاً ، في رقة علويّه
وهنا خلتني شعرت بروح الله رفّت من السماء عليّه!
وافترقنا ، و بين كفّي رسمٌ لم يزل كلّ زاد روحي المتيّم
كم تلمّست عمق عينيك فيه و بعينيّ أدمعٌ تتضرّم ...
يا لقلبي ، كم راح بين يديه يهتك الحجب عن هواه المكتّم..
أصغ ، تسمع عبر الصحارى صداه يترامى إليك شعراً مرنّم !
سرت وحدي في غربة العمر ، في التيه المعمّى ، تيه الحياة السحيق
لا أرى غاية لسيري . . ولا أبصر قصداً يوفي إليه طريقي
ملل في صميم روحي ينساب ، وفيض من الظلام الدفوق
وأنا في توحّشي ، تنفض الحيرة حولي حولي أشباح رعب محيق
سرت وحدي ، في التيه ، لا قلب يهتزُّ صدى خفقه بقلبي الوحيد
سرت وحدي ، لا وقع خطو سوى خطوي على المجهل المخوف البعيد
لا رفيق ، لا صاحب لا دليل ، غير يأسي ووحدتي وشرودي
وجمود الحياة يضفي على عمري طلّ الفناء . . . طل الهمود
والتقينا . . لم أدر أي قوىً ساقتك حتى عبرت درب حياتي
كيف كان اللقاء ؟ من ذا هدى خطوك ؟ كيف انبعث في طرقاتي
لست ادري لكن رأيتك روحاً يوقظ الشوق في مسارب ذاتي
ويذرّي الرماد عن روحي الخابي ، ويذكي ناري ، ويحي مواتي
حدّقت مقلتاك فيّ ، وآلامي يغشّي ضبابها مقلتيّه
لست أدري ما استجلتاه ولا ما رأتا خلف وحدتي الأبديّه . . .
غير أني أبصرت روحك تهتّز انعطافاً ، في رقة علويّه
وهنا خلتني شعرت بروح الله رفّت من السماء عليّه!
وافترقنا ، و بين كفّي رسمٌ لم يزل كلّ زاد روحي المتيّم
كم تلمّست عمق عينيك فيه و بعينيّ أدمعٌ تتضرّم ...
يا لقلبي ، كم راح بين يديه يهتك الحجب عن هواه المكتّم..
أصغ ، تسمع عبر الصحارى صداه يترامى إليك شعراً مرنّم !
عدل سابقا من قبل أوزيريس في الجمعة 18 يونيو 2010 - 19:13 عدل 1 مرات
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
غب النوى
مضيت ؟ إلى أين؟ هلاّ تعود إليّ ، إلى روحي اللاّئب
حنانك ، ضفت وضاقت حياتي بهذا الصدى المحرق اللاهب
بأشواقي العاتيات تزلزل صدري ، في عنفها الصاخب
حنانك ، قلبي يذوب وراءك ، أوّاه من قلبي الذّائب
تلفّت ، وراع بقايا تذوي و تنفى مع الأمل الغارب
مضيت ؟ و كيف ؟ ألا رجعة تردّ إلى القلب دنيا رؤاه
لقد أقفز الكون في ناظري و غشّى الظلام مجالي ضياه
وكيف أحسّ جمال الوجود ووجهك عني توارى سناه
فما أقبح العيش يا موحشي وياما أشدّ سواد الحياه
وأنت بعيد بعيد هناك ... وقلبي وحيد يعاني أساه
مضيت ؟ فيا لحني إليك وواهاً لأمسي القريب البعيد
زمان أمرّ بدرب الكروم وللدرب نفح جنان الخلود..
ويشرد طرفي ويطوي المدى ولقياك غاية طرفي الشرود
وفي القلب نار جموح الوقود ينادي بها الشوق : يا نار زيدي
وطرفي قرير بذاك الشرود وقلبي سعيد بذاك الوقود
ويفجأني وقع خطو بعيد ورائي ، إليه طويلا
ويهتف قلبي : هذي خطاه أرى في صداها عليه دليلا
خطى العنفوان ، خطى الكبرياء تنمّ عليه عظيماً نبيلا
وتختطف الروح غيبوبةٌ وقد رحت تدنو قليلاً قليلا
وأغرق في حلم ساحرٍ أحال حياتي فنـــــّا ً جميلا
وفي غمرات الذهول العميق تطالعني القــــامه الفارعه
فأشخص ، ثم أغضّ حياءً واكسر من لهفتي الجائعه
وأبدي جمود الخليّ كأن لم ترجّ دمي الطلعة الرائعه
وتحت جمـــودي اضطراب عصوف
أداريه مغضبةً وادعــــــــه
وتحت جمودي من العاطفات أعاصير جارفة دافعه
وتنهب عيناك وجهي وقد عرا مهجتي منهما ما عرا
فيمحني بعينيّ كلّ الوجود ويمحي بعينيّ كلّ الورى
وما لفتة النسر يا فتنتي تطلـّع من عاليات الذرى
وسلــّط لحظاً على إلفه عنيف التوقّد مستكـــــراً
بأروع منك وعيناك فيّ أوارٌ تلظـّى وسحر سرى
وتمضي ، وأمضي مع العابرين وما بيننا غير نجوى النظر
وطيف ابتسام على شفتيك ووهج هيام بعمقي استعر
وقد هبط الليل حلو الغموض خلوب الرؤى ، عبقري الصور
وماجت مع الريح خضر الكروم مشعشعة بضياء القمر
وفاض الوجود شعوراً و شعراً وذاب من الوجد حتى الحجر !
سل الدرب كم جئت غبّ النوى أجرّ الخطى في الغروب الحزين
وحولي من الذكريات الخوالي طيوف تثير لهيب الحنين
أخاف تكرّ عليها الليالي وتدفن تحت ركام السنين
فيبسط قلبي جناحي هواه عليها ويحنو حنوّ الضنين
وأنت بأعماقي روحي صلاة يسبّح باسمك روحي الأمين
مضيت ؟ إلى أين ؟ هلاّ تعود لروحي اللهيف ، لقلبي الغريب؟
توحّدت بعدك يا موحشي على الدرب ، درب الكروم الجديب
أسير إلى غير ما غاية وكفّي على جرح قلبي الخضيب
وفي مقلتي ّ غيوم حزانى وفوق جبيني وجوم كئيب
وسمتك في خاطري ماثل يهيج الحنين ويذكي اللهيب
إلى أين ؟ رحماك يا ابن الصحارى وبرّد ظماء الفؤاد العميد
فما برمال عطاشى نمتك كهذا الغليل الملّح العنيد
إلى أين؟ يا لك طيفاً ألمّ وعانق روحي بحلم سعيد
ويا لك وهم سراب تألق في قفز عمري لقلبي الشريد
حنانك عد؛ كيف أحيا الحياة ، وأنت هناك بعيد بعيد
مضيت ؟ إلى أين؟ هلاّ تعود إليّ ، إلى روحي اللاّئب
حنانك ، ضفت وضاقت حياتي بهذا الصدى المحرق اللاهب
بأشواقي العاتيات تزلزل صدري ، في عنفها الصاخب
حنانك ، قلبي يذوب وراءك ، أوّاه من قلبي الذّائب
تلفّت ، وراع بقايا تذوي و تنفى مع الأمل الغارب
مضيت ؟ و كيف ؟ ألا رجعة تردّ إلى القلب دنيا رؤاه
لقد أقفز الكون في ناظري و غشّى الظلام مجالي ضياه
وكيف أحسّ جمال الوجود ووجهك عني توارى سناه
فما أقبح العيش يا موحشي وياما أشدّ سواد الحياه
وأنت بعيد بعيد هناك ... وقلبي وحيد يعاني أساه
مضيت ؟ فيا لحني إليك وواهاً لأمسي القريب البعيد
زمان أمرّ بدرب الكروم وللدرب نفح جنان الخلود..
ويشرد طرفي ويطوي المدى ولقياك غاية طرفي الشرود
وفي القلب نار جموح الوقود ينادي بها الشوق : يا نار زيدي
وطرفي قرير بذاك الشرود وقلبي سعيد بذاك الوقود
ويفجأني وقع خطو بعيد ورائي ، إليه طويلا
ويهتف قلبي : هذي خطاه أرى في صداها عليه دليلا
خطى العنفوان ، خطى الكبرياء تنمّ عليه عظيماً نبيلا
وتختطف الروح غيبوبةٌ وقد رحت تدنو قليلاً قليلا
وأغرق في حلم ساحرٍ أحال حياتي فنـــــّا ً جميلا
وفي غمرات الذهول العميق تطالعني القــــامه الفارعه
فأشخص ، ثم أغضّ حياءً واكسر من لهفتي الجائعه
وأبدي جمود الخليّ كأن لم ترجّ دمي الطلعة الرائعه
وتحت جمـــودي اضطراب عصوف
أداريه مغضبةً وادعــــــــه
وتحت جمودي من العاطفات أعاصير جارفة دافعه
وتنهب عيناك وجهي وقد عرا مهجتي منهما ما عرا
فيمحني بعينيّ كلّ الوجود ويمحي بعينيّ كلّ الورى
وما لفتة النسر يا فتنتي تطلـّع من عاليات الذرى
وسلــّط لحظاً على إلفه عنيف التوقّد مستكـــــراً
بأروع منك وعيناك فيّ أوارٌ تلظـّى وسحر سرى
وتمضي ، وأمضي مع العابرين وما بيننا غير نجوى النظر
وطيف ابتسام على شفتيك ووهج هيام بعمقي استعر
وقد هبط الليل حلو الغموض خلوب الرؤى ، عبقري الصور
وماجت مع الريح خضر الكروم مشعشعة بضياء القمر
وفاض الوجود شعوراً و شعراً وذاب من الوجد حتى الحجر !
سل الدرب كم جئت غبّ النوى أجرّ الخطى في الغروب الحزين
وحولي من الذكريات الخوالي طيوف تثير لهيب الحنين
أخاف تكرّ عليها الليالي وتدفن تحت ركام السنين
فيبسط قلبي جناحي هواه عليها ويحنو حنوّ الضنين
وأنت بأعماقي روحي صلاة يسبّح باسمك روحي الأمين
مضيت ؟ إلى أين ؟ هلاّ تعود لروحي اللهيف ، لقلبي الغريب؟
توحّدت بعدك يا موحشي على الدرب ، درب الكروم الجديب
أسير إلى غير ما غاية وكفّي على جرح قلبي الخضيب
وفي مقلتي ّ غيوم حزانى وفوق جبيني وجوم كئيب
وسمتك في خاطري ماثل يهيج الحنين ويذكي اللهيب
إلى أين ؟ رحماك يا ابن الصحارى وبرّد ظماء الفؤاد العميد
فما برمال عطاشى نمتك كهذا الغليل الملّح العنيد
إلى أين؟ يا لك طيفاً ألمّ وعانق روحي بحلم سعيد
ويا لك وهم سراب تألق في قفز عمري لقلبي الشريد
حنانك عد؛ كيف أحيا الحياة ، وأنت هناك بعيد بعيد
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
الي صورة
(( لاتتكلم ، إن التفسير يقلل من طرافة الموضوع ! ))
اذهبي ، واعبري الصحارى إليه
فإذا ما احتواك بين يديه
ولمحت الأشواق في مقلتيه
مائجــــات أشعةً وظلالا
مفعمات ضراعــةً وابتهالا
فإذا الليل سفّ منه الجناح
ومضت في انسراحها الأرواح
تتلاقى على مهاد الأثير
عبر آفاق عالم مسحور اللاشعور
عالم الحلم ، مسبح اللاشعور
فاسبقني أنت كل حلم إليه
واستقرّي هناك في جفنيه
عانقي روحه ، ورفّي عليه
انشديه شعري وغنّي لحوني
في هواه ،
بثّيه كلّ شجوني
صورّي لهفتي له وحنيني
حدّثيه . . حتى يلوح الصباح
فاذا قبّل النى عينيه
وصحا ، لم يجد هناك لديه
غير (( لا شيء)) ماثلاً في يديه
وارجعي أنت صورةً بكماء
وجهها خامدٌ بلا تعبير
ميّت القلب والهوى والشعور !.
هكذا وليظل حبّي سرا
غامضاً ،
إن للغموض لسحرا
آسراً ، يجذب النفوس اليه
حيث تبقى مشدودة في يديه
ليس تقوي على الفكاك
فكوني
أنت مثلي لديه عمقاً وغورا
هكذا ، وليظلّ نهب الظنون
تائها بين شكه واليقين!.
أنت روح طائر . . يشدو على كل الغصون . .
يرتوي من خمرة الحب ، ومن نبع الفتون
وأنا روح سجين قصّت الدنيا جناحي
نغمي ينبيك عني ، عن مدى عمق جراحي !
رحمة يا شاعري ، وانظر الى اصداء روحي
إنها في شعري الباكي استغاثات ذبيح!
إنها يا شاعري أنات مظلوم طريد
إنها غصّات مخنوق بأطواق الحديد
كلّما ضمّك حضن الليل في صمت وحزن
ومضى قلبك حيران الهوى يسأل عني . .
أرهف السمع ، تجد روحي مجروح النداء .
ضارعاً في ألمٍ:
رحماك لا تظلم وفائي!
(( لاتتكلم ، إن التفسير يقلل من طرافة الموضوع ! ))
اذهبي ، واعبري الصحارى إليه
فإذا ما احتواك بين يديه
ولمحت الأشواق في مقلتيه
مائجــــات أشعةً وظلالا
مفعمات ضراعــةً وابتهالا
فإذا الليل سفّ منه الجناح
ومضت في انسراحها الأرواح
تتلاقى على مهاد الأثير
عبر آفاق عالم مسحور اللاشعور
عالم الحلم ، مسبح اللاشعور
فاسبقني أنت كل حلم إليه
واستقرّي هناك في جفنيه
عانقي روحه ، ورفّي عليه
انشديه شعري وغنّي لحوني
في هواه ،
بثّيه كلّ شجوني
صورّي لهفتي له وحنيني
حدّثيه . . حتى يلوح الصباح
فاذا قبّل النى عينيه
وصحا ، لم يجد هناك لديه
غير (( لا شيء)) ماثلاً في يديه
وارجعي أنت صورةً بكماء
وجهها خامدٌ بلا تعبير
ميّت القلب والهوى والشعور !.
هكذا وليظل حبّي سرا
غامضاً ،
إن للغموض لسحرا
آسراً ، يجذب النفوس اليه
حيث تبقى مشدودة في يديه
ليس تقوي على الفكاك
فكوني
أنت مثلي لديه عمقاً وغورا
هكذا ، وليظلّ نهب الظنون
تائها بين شكه واليقين!.
أنت روح طائر . . يشدو على كل الغصون . .
يرتوي من خمرة الحب ، ومن نبع الفتون
وأنا روح سجين قصّت الدنيا جناحي
نغمي ينبيك عني ، عن مدى عمق جراحي !
رحمة يا شاعري ، وانظر الى اصداء روحي
إنها في شعري الباكي استغاثات ذبيح!
إنها يا شاعري أنات مظلوم طريد
إنها غصّات مخنوق بأطواق الحديد
كلّما ضمّك حضن الليل في صمت وحزن
ومضى قلبك حيران الهوى يسأل عني . .
أرهف السمع ، تجد روحي مجروح النداء .
ضارعاً في ألمٍ:
رحماك لا تظلم وفائي!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
سمـــو
أحبّك للفنّ ، يسمو هواك بنفسي نحو الرحاب العلى
فيدني إليها معاني السماء ، وينأى بها عن معاني الثرى
سموت بقلبي وروحي فراحا يفيضان بالشعر شعر الهوى
ونضّرت عيشي ، فأمسى غضيراً ترف عليه زهور المنى
ورفرف في القلب حلم سعيد جميل الخيالات حلو الرؤى
وقد كنت في وحشة لا أرى لي أليفاً يبدّد عنّي الأسى
فلا النفس يسعدها فيض حب ، ولا القلب يسطع فيه السنى
الى ان تجليت روحاً مشعاً كنجم تلألأ لأبن السّرى
فضوّ أت أيامي الحالكات وأفغمتها بذكيّ الشذى
وأحييت نفسي بأسمى هوى هو الخلد أو نفحات السما
وأرويت روحي بصوب الحنان كالروض أرواه صوب الحيا.
ومن عجب أنني لا أراك ولكن أحسك روحاً هفا
يحن إليّ ويحنو عليّ وينساب حولي هنا أو هنا
إذا ما صحوت ، اذا ما غفوت ، اذا ضجّ يومي وليلي سجا
رقيقاً شفيفا كنور الصباح زكياً نقياً كقطر الندى
فيا أيها الروح ، ما أنت ؟ قل لي ، أأنت من الله روح الرضى ؟
وهل أنت ظلّ الأمان الظليل دنا ليّ من سدرة المنتهى ؟
ترى شعّ نور الإله بنفسي ليجلو الطريق ويهدي الخطى ؟
وهل للملائك الحان حبٍ فأنت بقلبي رجع الصدى ؟
فإني أحسّك روح الرضى وظلّ الأمان ونور الهدى
وأصغي لدقّات قلبي لحناً طهوراً بعيد المدى
يوقعه حبك المستفيض فيذهلني وقعه المشتهى
وتغمرني سكرات التجلي كأن الإله لعيني بدا ! . .
أخالك صورة حبس كبير جلاها لعيني وحي السما
تهيئ روحي لصوفيّةٍ وتنفض عنها غبار الثرى
أحبّك للفنّ ، يسمو هواك بنفسي نحو الرحاب العلى
فيدني إليها معاني السماء ، وينأى بها عن معاني الثرى
سموت بقلبي وروحي فراحا يفيضان بالشعر شعر الهوى
ونضّرت عيشي ، فأمسى غضيراً ترف عليه زهور المنى
ورفرف في القلب حلم سعيد جميل الخيالات حلو الرؤى
وقد كنت في وحشة لا أرى لي أليفاً يبدّد عنّي الأسى
فلا النفس يسعدها فيض حب ، ولا القلب يسطع فيه السنى
الى ان تجليت روحاً مشعاً كنجم تلألأ لأبن السّرى
فضوّ أت أيامي الحالكات وأفغمتها بذكيّ الشذى
وأحييت نفسي بأسمى هوى هو الخلد أو نفحات السما
وأرويت روحي بصوب الحنان كالروض أرواه صوب الحيا.
ومن عجب أنني لا أراك ولكن أحسك روحاً هفا
يحن إليّ ويحنو عليّ وينساب حولي هنا أو هنا
إذا ما صحوت ، اذا ما غفوت ، اذا ضجّ يومي وليلي سجا
رقيقاً شفيفا كنور الصباح زكياً نقياً كقطر الندى
فيا أيها الروح ، ما أنت ؟ قل لي ، أأنت من الله روح الرضى ؟
وهل أنت ظلّ الأمان الظليل دنا ليّ من سدرة المنتهى ؟
ترى شعّ نور الإله بنفسي ليجلو الطريق ويهدي الخطى ؟
وهل للملائك الحان حبٍ فأنت بقلبي رجع الصدى ؟
فإني أحسّك روح الرضى وظلّ الأمان ونور الهدى
وأصغي لدقّات قلبي لحناً طهوراً بعيد المدى
يوقعه حبك المستفيض فيذهلني وقعه المشتهى
وتغمرني سكرات التجلي كأن الإله لعيني بدا ! . .
أخالك صورة حبس كبير جلاها لعيني وحي السما
تهيئ روحي لصوفيّةٍ وتنفض عنها غبار الثرى
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
في محراب الأشواق
هذا مكانك ، ههنا محراب أشواقي وحبّي
كم جئته والدمع ، دمع الشوق مختلج بهدبي
كم جئته والذكريات تفيض من روحي وقلبي
يمددن حولي ظلهن ، وينتفضن بكل درب
هذا مكانك ، كم أتيت الى مكانك موهنا
تمضي بي الساعات لا أدري بها ، وأنا هنا
روح أصاخ لهتفة الذكرى ، وللماضي رنا
يتنسم الجوّ الحبيب ، ويستعيد رؤى المنى
هذا مكانك ، مثل روحي ، فيه إحساس كئيب
متحسرٌ . . يصبو الى الماضي ، الى الامس الحبيب
متسائل عن شاعرين ، هواهما حلم غريب
كم رنّحا بالشعر جوّهما ، ففاض جوى مهيب
هذا مكانك ، أين أنت ؟ وأين أطياف الفنون ؟!
المقعد الخالي يحنّ إليك مرفقه الحنون . .
أسوان ، يرمقني وقد أهويت أنشج في سكون
ومواجدي ملهوفة الثيران ، تهدر في جنون ؟
ذنبي الذي قد هاج ثورة قلبك المرتفع
كَِفَرت عنه بأدمعي ، بتنهدي بتوجعي
كفرت عنه بما ترى من ذلتي و تخشعي
و يخفض قمة كبريائي الشامخ المتمنع !
ذنبي ؟ و ما ذنبي ألا ويلاه من ظلم القيود !
ما حيلتي و الغل في عنقي على حبل الوريد
أواه ؛ حتى انت لم تنصف قلبي الشهيد؟!
أواه؛ حتى أنت تضلمني مع القدر العنيد؟!
قلبي يئن، يلوب في ألم ، يسائل في شرود:
لم لا يعود ؟ فلا يجيب سوى صدى : (لم لا يعود )
و أروح ، في شفتي أشعار، و في كفي عود
و أععاتب الأيام ..و الزمن المفّرق ..و الوجود !..
لم لا تعود ؟ أنا هنا وحدي بهيكل ذكرياتي
وحدي ، و لكني أحسّك في دمي ، في عاطفاتي
أصغي لصوتك ، للصدى المنغوم في أغوار ذاتي
و أراك من حولي ، و في ّ ،و ملء آفاق الحياة !..
هذا مكانك ، ههنا محراب أشواقي وحبّي
كم جئته والدمع ، دمع الشوق مختلج بهدبي
كم جئته والذكريات تفيض من روحي وقلبي
يمددن حولي ظلهن ، وينتفضن بكل درب
هذا مكانك ، كم أتيت الى مكانك موهنا
تمضي بي الساعات لا أدري بها ، وأنا هنا
روح أصاخ لهتفة الذكرى ، وللماضي رنا
يتنسم الجوّ الحبيب ، ويستعيد رؤى المنى
هذا مكانك ، مثل روحي ، فيه إحساس كئيب
متحسرٌ . . يصبو الى الماضي ، الى الامس الحبيب
متسائل عن شاعرين ، هواهما حلم غريب
كم رنّحا بالشعر جوّهما ، ففاض جوى مهيب
هذا مكانك ، أين أنت ؟ وأين أطياف الفنون ؟!
المقعد الخالي يحنّ إليك مرفقه الحنون . .
أسوان ، يرمقني وقد أهويت أنشج في سكون
ومواجدي ملهوفة الثيران ، تهدر في جنون ؟
ذنبي الذي قد هاج ثورة قلبك المرتفع
كَِفَرت عنه بأدمعي ، بتنهدي بتوجعي
كفرت عنه بما ترى من ذلتي و تخشعي
و يخفض قمة كبريائي الشامخ المتمنع !
ذنبي ؟ و ما ذنبي ألا ويلاه من ظلم القيود !
ما حيلتي و الغل في عنقي على حبل الوريد
أواه ؛ حتى انت لم تنصف قلبي الشهيد؟!
أواه؛ حتى أنت تضلمني مع القدر العنيد؟!
قلبي يئن، يلوب في ألم ، يسائل في شرود:
لم لا يعود ؟ فلا يجيب سوى صدى : (لم لا يعود )
و أروح ، في شفتي أشعار، و في كفي عود
و أععاتب الأيام ..و الزمن المفّرق ..و الوجود !..
لم لا تعود ؟ أنا هنا وحدي بهيكل ذكرياتي
وحدي ، و لكني أحسّك في دمي ، في عاطفاتي
أصغي لصوتك ، للصدى المنغوم في أغوار ذاتي
و أراك من حولي ، و في ّ ،و ملء آفاق الحياة !..
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
قصة الموعد
هنا في جوانحي الخافقة هنا ملء مهجتي العاشقة
نما أمل العمر يا شاعري تغذيه لهفي الحارقة
و ترويه أشواقي الدفقة
و راحت مع الأمل المسعد ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ،لقاء الغد
و كنت أقول لقلبي اللهيف :
و راحت مع الأمل المسعد ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ، لقاء الغد
وكنت أقول لقلبي اللهيف :
رويدك يا قلبي ، ماذ دهاك رويدك ، أي جنون عراك
وأي اصطخاب وأي اندفاع
وكأنك مستقبل في عراك تصارع فيه انتظار السنين !
رويدك زعزعت صدري الضعيف بهذا الخفوق القويّ الضعيف
بهذا الوثوب، بهذا الصراع
وكنت أقول لأشواقه :
تحملت دهراً عذاب الفراق وأنت على ظمأ واحتراق
فما بالك اليوم لا تصبرين
فما وقف الفلك الدائر ولا اليوم ليس له آخر
مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد
ونلقاه ، أوّاه كم تهدرين
رويدك عصفت بأضلاعه وقطّعت أنفاسي الواهيه
ورحت بأشواقي الجامحات أشق السحاب وأطوي السما
ورائي تموت ليالي العذاب أمامي ترفّ مجالي الهناء
ونفسي سكرى بحلم اللقاء تشعشع من فرح باللقاء
فكنت أحس بها تتألق في روعة .. في سنىً .. في بهاء ..
تذرّ على الكون أنوارها وتغمره ببحار الضياء ..
فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوّة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟
ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء
أتعرف ما هو ؟ قل لي ، لا ، لا تقل لي ودع سرّه في انطواء
فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء
كفافي بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنىً وامتلاء
وإني وإياك قصة حبّ يخلّدها الشعر رغم الفناء !
وكان الغد الحلو يا شاعري تنسمت في جوّه الناضر
شذى الموعد المقبل الساحر
وقلبي في نزق ثائر يعدّ خطى الزمن السائر
ويرقص في خفة الطائر ..
وأقبلت .. روح هوى خافقاً يلاقيه دربٌ ويطويه درب
أحث خطاي وملء كياني رؤى لاهثات وشعر وحب
وهل أنا إلا ّخيال يشبّ وهل أنا إلاّ شعورٌ وقلب
وكان يصوّر قلبي اللقاء وماسيجيء .. وما سيكون !
وكيف ستلقى العيون العيون
وكيف سيصرخ فيها النداء نداء الحنين .. نداء السنين
فنخنقه تحت خفض الجفون
وكيف سترجف أشواقنا وكيف سترعش كفٌ بكف
وقلبي وقلبيك معتنقان على راحتنا بشوق ولهف !!
كطيرين راحا معاً يلهثان انبهارا ، وفرط اختلاج ورفّ.
فيا لخيالات حرمانيه!
ويا لخرافة ميعاديه!
فما كنت أعلم شاعري بأن يد القدر الجانيه
تلوح لي برؤى المستحيل
وتصنع منهنّ حلمي الجميل
لتحكم ضربتها القاسية وتلهو بمأساتي الدّاميه . .
فها أنا بالدار ، ماذا ؟ فراغٌ يمد ووحشة صمت كئيب
وقفل ثقيل ، يعض على الباب كالوحش ، أبكم لا يستجيب
تمثّل لي قدراً راصداً يحدّ جني بجمود رهيب
تراجعت ، أين أنا ؟ أين أنت ؟ فواحيرتي في المكان الغريب
ويا صعقة الروح ؛ ماذا ؟ ضللت طريقي ، وغمّت عليّ الدروب
فما كانت الدرب درب اللقاء ولا كانت الدار دار الحبيب !
وأحسست في أفق روحي ظلاماً وأحسست في غور قلبي دويّا
دوّي فراديس حلم اللقاء تنهار فيه وتهوي هويا !!
وأطرقت . . يعقد يأسي المرير سحابة دمع ٍعلى مقلتيا
. . . . . . .
هناك على شاطىء كم حواك
و كم ضم من ذكريات هواك
تململ قلبي فوق الرمال يعانق ذرّاتها في ابتهال
و أجهشت في وله ضارع و قد بتّ من يأسي الفاجع
أفتش عن عالمي الضائع !!
هنا و انتهت قصة الموعد و لا شيء من أملي في يدي
سوى غصص اليقظة القاسية تبدّد أحلام أشواقيه
و تنقض وحشية ضارية على قلبي التائه المجهد!!
هنا في جوانحي الخافقة هنا ملء مهجتي العاشقة
نما أمل العمر يا شاعري تغذيه لهفي الحارقة
و ترويه أشواقي الدفقة
و راحت مع الأمل المسعد ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ،لقاء الغد
و كنت أقول لقلبي اللهيف :
و راحت مع الأمل المسعد ترف بقلبي رؤى الموعد
و حلم اللقاء ، لقاء الغد
وكنت أقول لقلبي اللهيف :
رويدك يا قلبي ، ماذ دهاك رويدك ، أي جنون عراك
وأي اصطخاب وأي اندفاع
وكأنك مستقبل في عراك تصارع فيه انتظار السنين !
رويدك زعزعت صدري الضعيف بهذا الخفوق القويّ الضعيف
بهذا الوثوب، بهذا الصراع
وكنت أقول لأشواقه :
تحملت دهراً عذاب الفراق وأنت على ظمأ واحتراق
فما بالك اليوم لا تصبرين
فما وقف الفلك الدائر ولا اليوم ليس له آخر
مساء و يمضي و يأتي الغد يجمعنا الموعد
ونلقاه ، أوّاه كم تهدرين
رويدك عصفت بأضلاعه وقطّعت أنفاسي الواهيه
ورحت بأشواقي الجامحات أشق السحاب وأطوي السما
ورائي تموت ليالي العذاب أمامي ترفّ مجالي الهناء
ونفسي سكرى بحلم اللقاء تشعشع من فرح باللقاء
فكنت أحس بها تتألق في روعة .. في سنىً .. في بهاء ..
تذرّ على الكون أنوارها وتغمره ببحار الضياء ..
فما كنت أعلم هل أنا ذاتي ، أم أنا نجم يجوب الفضاء !! أفي الحب قوّة خلق تحيل نفوس الحبين كيف تشاء ؟
ترى ما الهوى ؟ أهو روح الحياة ؟ ترى ما الهوى ؟ أهو سر البقاء
أتعرف ما هو ؟ قل لي ، لا ، لا تقل لي ودع سرّه في انطواء
فسحر الهوى هو هذا الغموض وسحر الهوى هو هذا الخفاء
كفافي بأن الهوى قد أحال فراغ حياتي غنىً وامتلاء
وإني وإياك قصة حبّ يخلّدها الشعر رغم الفناء !
وكان الغد الحلو يا شاعري تنسمت في جوّه الناضر
شذى الموعد المقبل الساحر
وقلبي في نزق ثائر يعدّ خطى الزمن السائر
ويرقص في خفة الطائر ..
وأقبلت .. روح هوى خافقاً يلاقيه دربٌ ويطويه درب
أحث خطاي وملء كياني رؤى لاهثات وشعر وحب
وهل أنا إلا ّخيال يشبّ وهل أنا إلاّ شعورٌ وقلب
وكان يصوّر قلبي اللقاء وماسيجيء .. وما سيكون !
وكيف ستلقى العيون العيون
وكيف سيصرخ فيها النداء نداء الحنين .. نداء السنين
فنخنقه تحت خفض الجفون
وكيف سترجف أشواقنا وكيف سترعش كفٌ بكف
وقلبي وقلبيك معتنقان على راحتنا بشوق ولهف !!
كطيرين راحا معاً يلهثان انبهارا ، وفرط اختلاج ورفّ.
فيا لخيالات حرمانيه!
ويا لخرافة ميعاديه!
فما كنت أعلم شاعري بأن يد القدر الجانيه
تلوح لي برؤى المستحيل
وتصنع منهنّ حلمي الجميل
لتحكم ضربتها القاسية وتلهو بمأساتي الدّاميه . .
فها أنا بالدار ، ماذا ؟ فراغٌ يمد ووحشة صمت كئيب
وقفل ثقيل ، يعض على الباب كالوحش ، أبكم لا يستجيب
تمثّل لي قدراً راصداً يحدّ جني بجمود رهيب
تراجعت ، أين أنا ؟ أين أنت ؟ فواحيرتي في المكان الغريب
ويا صعقة الروح ؛ ماذا ؟ ضللت طريقي ، وغمّت عليّ الدروب
فما كانت الدرب درب اللقاء ولا كانت الدار دار الحبيب !
وأحسست في أفق روحي ظلاماً وأحسست في غور قلبي دويّا
دوّي فراديس حلم اللقاء تنهار فيه وتهوي هويا !!
وأطرقت . . يعقد يأسي المرير سحابة دمع ٍعلى مقلتيا
. . . . . . .
هناك على شاطىء كم حواك
و كم ضم من ذكريات هواك
تململ قلبي فوق الرمال يعانق ذرّاتها في ابتهال
و أجهشت في وله ضارع و قد بتّ من يأسي الفاجع
أفتش عن عالمي الضائع !!
هنا و انتهت قصة الموعد و لا شيء من أملي في يدي
سوى غصص اليقظة القاسية تبدّد أحلام أشواقيه
و تنقض وحشية ضارية على قلبي التائه المجهد!!
????- زائر
رد: فدوى طوقان ... الأعمال الشعرية
نار ونار
بجسمي قفقفة و انخذال
فيا نار زيدي لظى و اشتعال
و مدّي يجوّي دفيء الجناح
فللبرد عربدة و اجتياح
و أما تسعين احتدام النضال
نضال العواصف فوق الجبال
وأنت اعصفي ، واملئي ليلني
بدفء بهدّيء من رعدتي
فحولي يدب صقيع الشتاء
فبثّي الحرارة في غرفتي
ألا يا إبنة الأعصر البائدة
ألا قدّست روحك الخالدة
ثبي وازفري ، ننضنضي والهبي
بلى ، هكذا ، هكذا واسربي
بروحك في عزلتي الهامدة
وفي قلب جدرانها الباردة
بلى ، هكذا عانقي ذاتية
بموجة أنفاسك الدافيه
أحسّ بقرب لظاك الحبيب
شعوراً غريب
خفياً كألغازك الخافيه
فها أنا أطفىء مصباحيه
وأعنو لغمرة إحساسيه
فتحملني نحو ماضٍ سحيق
وأرنو هناك لطيف رقيق
لطيف طفولتي الفانيه
بأيامها المرة القاسية
وإذ أنا يا نار شيء صغير
يفتش عن نبع حب كبير
سدّي ، ويظل لقىً مهملا
فيمضي الي
رؤاه ، وفي أفقهنّ يطير
وإذ انت دنيا غموض تلوح
لعين خيالي الطليق السبوح
فكنت رفيقة أوهاميه
ومسرح أحلام يقظاتيه
وادفع نحوك جسماً وروح
وأخشع قرب لظاك الجموح
وأمضي ، وفيّ انجذاب عميق
أحدّق مأخوذة بالحريق
وأرقب في سكرة وانذهال
جموح الظلال
ترجرج فوق الجدار العتيق
وألمح خلف اشتعال الحطب
وقد شبّ في ثورة والتهب
خيالا لدوحٍ قديم وريف
نمته الحياة بغابٍ كثيف
قد ازدحمت في حشاه الحقب
. . . وكنت إخال كأن اللهب
تعانق فيه ضياء القمر
ولون الغروب ، ولون السحر
وكل شعاع على الدوح مر
وظل عبر
قد ارتدّ في اللهب المستعر
وفي سبحاتي بدنيا الأوار
تباغتني حزمة من شرار
قد انقذفت من فم الموقد
تؤزّ ؛ فأرسل فيها يدي
هنا وهناك بشوقٍ مثار
لأخطف تلك النجوم الصغار
فكانت تروغ وتركض في
مداها ، وسرعان ما تختفي
وأسأل نفسي : أين يغيب
شرار اللهيب
وهل تحزن النار إذ ينطفي
وها أنا يا نار لو تعلمين
فتاة طوت حزمةً من سنين
وما زلت رغم العهود الطوال
تثيرين فيها جموح الخيال
وحين تفورين أو تزفرين
كأنك نفسٌ تقاسي الحنين
أغوص الى عمق أغواريه
أجوس عوالمها القاسيه
فألمس فيها أواراً غريب!
وما من لهب !
أوار شعوري وإحساسيه!
أمن عنصر النار أعماقيه؟
أروحك يا نار بي ثاويه
فما هذه العاطفات الحرار
لها في الجوانح أيّ استعار
وما هذه اللهفة العاتيه
تشب فتلهب خلجاتيه
وتعكس وهجاً على مقلتيّه
وتلفح لفحاً على شفتيّه
وهذا الحنين ، وهذا القلق
وهذي الحرق
كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه!
مضى الليل غير هزيع قصير
و أنت همدت كأهل القبور
و حبّات جمرك بعد اتّقاد
خبت و استحالت تلول رماد
أتخمد مثلك نار شعوري
غدا ، و تؤول لهذا المصير ؟
أيغشى أواري رماد السنين ؟
أيهمد قلبي كما تهمدين ؟
لماذا ؟ أتدرين ؟ أم أنت مثلي
أسيرة جهل
أجيبي أجيبي، أما تسمعين ؟!
بجسمي قفقفة و انخذال
فيا نار زيدي لظى و اشتعال
و مدّي يجوّي دفيء الجناح
فللبرد عربدة و اجتياح
و أما تسعين احتدام النضال
نضال العواصف فوق الجبال
وأنت اعصفي ، واملئي ليلني
بدفء بهدّيء من رعدتي
فحولي يدب صقيع الشتاء
فبثّي الحرارة في غرفتي
ألا يا إبنة الأعصر البائدة
ألا قدّست روحك الخالدة
ثبي وازفري ، ننضنضي والهبي
بلى ، هكذا ، هكذا واسربي
بروحك في عزلتي الهامدة
وفي قلب جدرانها الباردة
بلى ، هكذا عانقي ذاتية
بموجة أنفاسك الدافيه
أحسّ بقرب لظاك الحبيب
شعوراً غريب
خفياً كألغازك الخافيه
فها أنا أطفىء مصباحيه
وأعنو لغمرة إحساسيه
فتحملني نحو ماضٍ سحيق
وأرنو هناك لطيف رقيق
لطيف طفولتي الفانيه
بأيامها المرة القاسية
وإذ أنا يا نار شيء صغير
يفتش عن نبع حب كبير
سدّي ، ويظل لقىً مهملا
فيمضي الي
رؤاه ، وفي أفقهنّ يطير
وإذ انت دنيا غموض تلوح
لعين خيالي الطليق السبوح
فكنت رفيقة أوهاميه
ومسرح أحلام يقظاتيه
وادفع نحوك جسماً وروح
وأخشع قرب لظاك الجموح
وأمضي ، وفيّ انجذاب عميق
أحدّق مأخوذة بالحريق
وأرقب في سكرة وانذهال
جموح الظلال
ترجرج فوق الجدار العتيق
وألمح خلف اشتعال الحطب
وقد شبّ في ثورة والتهب
خيالا لدوحٍ قديم وريف
نمته الحياة بغابٍ كثيف
قد ازدحمت في حشاه الحقب
. . . وكنت إخال كأن اللهب
تعانق فيه ضياء القمر
ولون الغروب ، ولون السحر
وكل شعاع على الدوح مر
وظل عبر
قد ارتدّ في اللهب المستعر
وفي سبحاتي بدنيا الأوار
تباغتني حزمة من شرار
قد انقذفت من فم الموقد
تؤزّ ؛ فأرسل فيها يدي
هنا وهناك بشوقٍ مثار
لأخطف تلك النجوم الصغار
فكانت تروغ وتركض في
مداها ، وسرعان ما تختفي
وأسأل نفسي : أين يغيب
شرار اللهيب
وهل تحزن النار إذ ينطفي
وها أنا يا نار لو تعلمين
فتاة طوت حزمةً من سنين
وما زلت رغم العهود الطوال
تثيرين فيها جموح الخيال
وحين تفورين أو تزفرين
كأنك نفسٌ تقاسي الحنين
أغوص الى عمق أغواريه
أجوس عوالمها القاسيه
فألمس فيها أواراً غريب!
وما من لهب !
أوار شعوري وإحساسيه!
أمن عنصر النار أعماقيه؟
أروحك يا نار بي ثاويه
فما هذه العاطفات الحرار
لها في الجوانح أيّ استعار
وما هذه اللهفة العاتيه
تشب فتلهب خلجاتيه
وتعكس وهجاً على مقلتيّه
وتلفح لفحاً على شفتيّه
وهذا الحنين ، وهذا القلق
وهذي الحرق
كأن بذاتي ّ ناراً خفيّه!
مضى الليل غير هزيع قصير
و أنت همدت كأهل القبور
و حبّات جمرك بعد اتّقاد
خبت و استحالت تلول رماد
أتخمد مثلك نار شعوري
غدا ، و تؤول لهذا المصير ؟
أيغشى أواري رماد السنين ؟
أيهمد قلبي كما تهمدين ؟
لماذا ؟ أتدرين ؟ أم أنت مثلي
أسيرة جهل
أجيبي أجيبي، أما تسمعين ؟!
????- زائر
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» فوزية أبو خالد ... الأعمال الشعرية
» غادة السمان ... الأعمال الشعرية
» قاسم حداد .. الأعمال الأدبية كاملة
» نازك الملائكة ... الأعمال الأدبية كاملة
» اتحاد العمال يتهم "البرعى" بالعمل لصالح رجال الأعمال
» غادة السمان ... الأعمال الشعرية
» قاسم حداد .. الأعمال الأدبية كاملة
» نازك الملائكة ... الأعمال الأدبية كاملة
» اتحاد العمال يتهم "البرعى" بالعمل لصالح رجال الأعمال
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly
» حديث شريف
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly
» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly
» حكمة تشريع الصوم
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly
» سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly
» أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
السبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان و المترفون
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» من صام رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» فضائل الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» وصايا رمضانية
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» دروس من رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر
» تعلم فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر
» محفزات التغيير فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر
» فلسفة الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان وتجديد الذات
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر
» أحكام الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان والتليفزيون و ... انت
الخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة
» رمضان والمرأة المسلمة
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة
» رمضان طوال العام
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة
» رمضان الأخير
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة