Arab-Venus
أمير الشعراء .. أحمد شوقى W6w20050421014505159d978521d

اذا قمت بالتسجيل عزيزى/تى الزائر/ة قم بتفعيل عضويتك بالضغط علي رابط التفعيل في رسالة خاصة ترسلها ادارة الموقع الي بريدك الاليكترونى ... ولتصفح أفضل ننصح باستخدام متصفح فايرفوكس أو متصفح جوجل كروم



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Arab-Venus
أمير الشعراء .. أحمد شوقى W6w20050421014505159d978521d

اذا قمت بالتسجيل عزيزى/تى الزائر/ة قم بتفعيل عضويتك بالضغط علي رابط التفعيل في رسالة خاصة ترسلها ادارة الموقع الي بريدك الاليكترونى ... ولتصفح أفضل ننصح باستخدام متصفح فايرفوكس أو متصفح جوجل كروم

Arab-Venus
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قلبي يؤلمني
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالسبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly

» حديث شريف
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly

» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly

» حكمة تشريع الصوم
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly

»  سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly

»  أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالسبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان و المترفون
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر

» من صام رمضان
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر

» فضائل الصيام
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر

» وصايا رمضانية
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر

» دروس من رمضان
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر

» تعلم فى رمضان
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر

» محفزات التغيير فى رمضان
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر

» فلسفة الصيام
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان وتجديد الذات
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر

» أحكام الصيام
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر

» رمضان والتليفزيون و ... انت
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة

» رمضان والمرأة المسلمة
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة

» رمضان طوال العام
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة

» رمضان الأخير
أمير الشعراء .. أحمد شوقى I_icon_minitimeالخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة

شارك هذه الصفحة
Share |
عدد الزائرين للموقع

أمير الشعراء .. أحمد شوقى

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 23:19



أمير الشعراء .. أحمد شوقى 167

شوقي الملقب بأمير الشعراء من مواليد ( 16 أكتوبر 1869) في القاهرة، وهو شاعر مصري يعتبره منير البعلبكي أحد أعظم شعراء العربية في جميع العصور حسبما ذكر ذلك في قاموسه الشهير (قاموس المورد).
وحسب موسوعة ويكيبيديا، ولد شوقي لأب ذي أصول كردية من مدينة السليمانية العراقية وأمه تركية الأصل وكانت جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية.

دخل شوقي مدرسة "المبتديان" وأنهى الابتدائية والثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره، فالتحق بمدرسة الحقوق، ثم بمدرسة الترجمة، ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق ابن الخديوي إسماعيل.
أقام شوقي في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 يوليو 1893م.

ونفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م(الأندلس هي إسبانيا حالياً) وبقي في المنفى حتى عام1920. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927م. وتوفي في 14 أكتوبر 1932م وخلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما.

واشتهر شوقي كشاعـرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفى التاريخ.

وكان ينظم مما يجول في خاطره، تارة والرثاء والغزل وأجاد في كلها وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الادب العربي. وتأثر أمير الشعراء بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير و راسين.
مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 23:20

قم في فم الدنيا و حيي الأزهرا


قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا"
"وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ"
"في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا"
"لِمَساجِدِ اللهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاخشَع مَلِيًّا وَاقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ"
"طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً"
"وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُمْ"
"حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
مِن كُلِّ بَحرٍ في الشَريعَةِ زاخِرٍ"
"وَيُريكَهُ الخُلُقُ العَظيمُ غَضَنفَرا
لا تَحذُ حَذوَ عِصابَةٍ مَفتونَةٍ"
"يَجِدونَ كُلَّ قَديمِ شَيءٍ مُنكَرا
وَلَوِ استَطاعوا في المَجامِعِ أَنكَروا"
"مَن ماتَ مِن آبائِهِم أَو عُمِّرا
مِن كُلِّ ماضٍ في القَديمِ وَهَدمِهِ"
"وَإِذا تَقَدَّمَ لِلبِنايَةِ قَصَّرا
وَأَتى الحَضارَةَ بِالصِناعَةِ رَثَّةً"
"وَالعِلمِ نَزرًا وَالبَيانِ مُثَرثِرا
يا مَعهَدًا أَفنى القُرونَ جِدارُهُ"
"وَطَوى اللَيالِيَ رَكنُهُ وَالأَعصُرا
وَمَشى عَلى يَبَسِ المَشارِقِ نورُهُ"
"وَأَضاءَ أَبيَضَ لُجِّها وَالأَحمَرا
وَأَتى الزَمانُ عَلَيهِ يَحمي سُنَّةً"
"وَيَذودُ عَن نُسُكٍ وَيَمنَعُ مَشعَرا
في الفاطِمِيّينَ انتَمى يَنبوعُهُ"
"عَذبَ الأُصولِ كَجَدِّهِم مُتَفَجِّرا
عَينٌ مِنَ الفُرقانِ فاضَ نَميرُها"
"وَحيًا مِنَ الفُصحى جَرى وَتَحَدَّرا
ما ضَرَّني أَن لَيسَ أُفقُكَ مَطلَعي"
"وَعَلى كَواكِبِهِ تَعَلَّمتُ السُرى
لا وَالَّذي وَكَلَ البَيانَ إِلَيكَ لَم"
"أَكُ دونَ غاياتِ البَيانِ مُقَصِّرا
لَمّا جَرى الإِصلاحُ قُمتَ مُهَنِّئًا"
"بِاسمِ الحَنيفَةِ بِالمَزيدِ مُبَشِّرا
نَبَأٌ سَرى فَكَسا المَنارَةَ حَبرَةً"
"وَزَها المُصَلّى وَاستَخَفَّ المِنبَرا
وَسَما بِأَروِقَةِ الهُدى فَأَحَلَّها"
"فَرعَ الثُرَيّا وَهيَ في أَصلِ الثَرى
وَمَشى إِلى الحَلَقاتِ فَانفَجَرَت لَهُ"
"حَلقًا كَهالاتِ السَماءِ مُنَوِّرا
حَتّى ظَنَنّا الشافِعِيَّ وَمالِكًا"
"وَأَبا حَنيفَةِ وَابنَ حَنبَلِ حُضَّرا
إِنَّ الَّذي جَعَلَ العَتيقَ مَثابَةً"
"جَعَلَ الكِنانِيَّ المُبارَكَ كَوثَرا
العِلمُ فيهِ مَناهِلًا وَمَجانِيًا"
"يَأتي لَهُ النُزّاعُ يَبغونَ القِرى
يا فِتيَةَ المَعمورِ سارَ حَديثُكُمْ"
"نَدًّا بِأَفواهِ الرِكابِ وَعَنبَرا
المَعهَدُ القُدسِيُّ كانَ نَدِيُّهُ"
"قُطبًا لِدائِرَةِ البِلادِ وَمِحوَرا
وُلِدَت قَضِيَّتُها عَلى مِحرابِهِ"
"وَحَبَت بِهِ طِفلا وَشَبَّتْ مُعصِرا
وَتَقَدَّمَت تُزجي الصُفوفَ كَأَنَّها"
"«جاندَركُ» في يَدِها اللِواءُ مُظَفَّرا
هُزّوا القُرى مِن كَهفِها وَرَقيمِها"
"أَنتُم لَعَمرُ اللهِ أَعصابُ القُرى
الغافِلُ الأُمِّيُّ يَنطُقُ عِندَكُمْ"
"كَالبَبَّغاءِ مُرَدِّدًا وَمُكَرِّرا
يُمسي وَيُصبِحُ في أَوامِرِ دينِهِ"
"وَأُمورِ دُنياهُ بِكُمْ مُستَبصِرا
لَو قُلتُمُ اختَر لِلنِيابَةِ جاهِلا"
"أَو لِلخَطابَةِ باقِلا لَتَخَيَّرا
ذُكِرَ الرِجالُ لَهُ فَأَلَّهَ عُصبَةً"
"مِنهُم وَفَسَّقَ آخَرينَ وَكَفَّرا
آباؤُكُم قَرَؤوا عَلَيهِ وَرَتَّلوا"
"بِالأَمسِ تأريخَ الرِجالِ مُزَوَّرا
حَتّى تَلَفَّتَ عَن مَحاجِرِ رَومَةٍ"
"فَرَأى «عُرابي» في المَواكِبِ قَيصَرا
وَدَعا لِمَخلوقٍ وَأَلَّهَ زائِلاً"
"وَارتَدَّ في ظُلَمِ العُصورِ القَهقَرى
وَتَفَيَّؤوا الدُستورَ تَحتَ ظِلالِهِ"
"كَنَفًا أَهَشَّ مِنَ الرِياضِ وَأَنضَرا
لا تَجعَلوهُ هَوًى وَخُلقًا بَينَكُمْ"
"وَمَجَرَّ دُنيا لِلنُفوسِ وَمَتجَرا
اليَومَ صَرَّحَتِ الأُمورُ فَأَظهَرَتْ"
"ما كانَ مِن خُدَعِ السِياسَةِ مُضمَرا
قَد كانَ وَجهُ الرَأيِ أَن نَبقى يَدًا"
"وَنَرى وَراءَ جُنودِها إِنكِلتِرا
فَإِذا أَتَتنا بِالصُفوفِ كَثيرَةً"
"جِئنا بِصَفٍّ واحِدٍ لَن يُكسَرا
غَضِبَتْ فَغَضَّ الطَرفَ كُلُّ مُكابِرٍ"
"يَلقاكَ بِالخَدِّ اللَطيمِ مُصَعَّرا
لَم تَلقَ إِصلاحًا يُهابُ وَلَم تَجِد"
"مِن كُتلَةٍ ما كانَ أَعيا «مِلنَرا»
حَظٌّ رَجَونا الخَيرَ مِن إِقبالِهِ"
"عاثَ المُفَرِّقُ فيهِ حَتّى أَدبَرا
دارُ النِيابَةِ هَيَّأَت دَرَجاتُها"
"فَليَرقَ في الدَرَجِ الذَوائِبُ وَالذُرا
الصارِخونَ إِذا أُسيءَ إِلى الحِمى"
"وَالزائِرونَ إِذا أُغيرَ عَلى الشَرى
لا الجاهِلونَ العاجِزونَ وَلا الأُلى"
"يَمشونَ في ذَهَبِ القُيودِ تَبَختُرا
مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 23:29

ولد الهدى فالكائنات ضياء

وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ"
"وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ"
"لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي"
"وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا"
"بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ"
"وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ"
"في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ"
"أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً"
"مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِيّينَ الَّذي لا يَلتَقي"
"إِلّا الحَنائِفُ فيهِ وَالحُنَفاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حازَهُمْ لَكَ آدَمٌ"
"دونَ الأَنامِ وَأَحرَزَت حَوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت"
"فيها إِلَيكَ العِزَّةُ القَعساءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها"
"إِنَّ العَظائِمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت"
"وَتَضَوَّعَت مِسكًا بِكَ الغَبراءُ
وَبَدا مُحَيّاكَ الَّذي قَسَماتُهُ"
"حَقٌّ وَغُرَّتُهُ هُدىً وَحَياءُ
وَعَلَيهِ مِن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ"
"وَمِنَ الخَليلِ وَهَديِهِ سيماءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ"
"وَتَهَلَّلَت وَاهتَزَّتِ العَذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ"
"وَمَساؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضّاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ"
"في المُلكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ
ذُعِرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت"
"وَعَلَت عَلى تيجانِهِم أَصداءُ
وَالنارُ خاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُمْ"
"خَمَدَت ذَوائِبُها وَغاضَ الماءُ
وَالآيُ تَترى وَالخَوارِقُ جَمَّةٌ"
"جِبريلُ رَوّاحٌ بِها غَدّاءُ
نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ"
"وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ
في المَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ"
"وَبِقَصدِهِ تُستَدفَعُ البَأساءُ
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم"
"يَعرِفهُ أَهلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا"
"مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها"
"دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ
زانَتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ"
"يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ
أَمّا الجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ"
"وَمَلاحَةُ الصِدّيقِ مِنكَ أَياءُ
وَالحُسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ"
"ما أوتِيَ القُوّادُ وَالزُعَماءُ
فَإِذا سَخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى"
"وَفَعَلتَ ما لا تَفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَفَوتَ فَقادِرًا وَمُقَدَّرًا"
"لا يَستَهينُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
وَإِذا رَحِمتَ فَأَنتَ أُمٌّ أَو أَبٌ"
"هَذانِ في الدُنيا هُما الرُحَماءُ
وَإِذا غَضِبتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ"
"في الحَقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ
وَإِذا رَضيتَ فَذاكَ في مَرضاتِهِ"
"وَرِضا الكَثيرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ
وَإِذا خَطَبتَ فَلِلمَنابِرِ هِزَّةٌ"
"تَعرو النَدِيَّ وَلِلقُلوبِ بُكاءُ
وَإِذا قَضَيتَ فَلا ارتِيابَ كَأَنَّما"
"جاءَ الخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ
وَإِذا حَمَيتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو"
"أَنَّ القَياصِرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ
وَإِذا أَجَرتَ فَأَنتَ بَيتُ اللهِ لَم"
"يَدخُل عَلَيهِ المُستَجيرَ عَداءُ
وَإِذا مَلَكتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها"
"وَلَوَ اَنَّ ما مَلَكَت يَداكَ الشاءُ
وَإِذا بَنَيتَ فَخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً"
"وَإِذا ابتَنَيتَ فَدونَكَ الآباءُ
وَإِذا صَحِبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّمًا"
"في بُردِكَ الأَصحابُ وَالخُلَطاءُ
وَإِذا أَخَذتَ العَهدَ أَو أَعطَيتَهُ"
"فَجَميعُ عَهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
وَإِذا مَشَيتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ"
"وَإِذا جَرَيتَ فَإِنَّكَ النَكباءُ
وَتَمُدُّ حِلمَكَ لِلسَفيهِ مُدارِيًا"
"حَتّى يَضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ
في كُلِّ نَفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ"
"وَلِكُلِّ نَفسٍ في نَداكَ رَجاءُ
وَالرَأيُ لَم يُنضَ المُهَنَّدُ دونَهُ"
"كَالسَيفِ لَم تَضرِب بِهِ الآراءُ
يأَيُّها الأُمِيُّ حَسبُكَ رُتبَةً"
"في العِلمِ أَن دانَت بِكَ العُلَماءُ
الذِكرُ آيَةُ رَبِّكَ الكُبرى الَّتي"
"فيها لِباغي المُعجِزاتِ غَناءُ
صَدرُ البَيانِ لَهُ إِذا التَقَتِ اللُغى"
"وَتَقَدَّمَ البُلَغاءُ وَالفُصَحاءُ
نُسِخَت بِهِ التَوراةُ وَهيَ وَضيئَةٌ"
"وَتَخَلَّفَ الإِنجيلُ وَهوَ ذُكاءُ
لَمّا تَمَشّى في الحِجازِ حَكيمُهُ"
"فُضَّت عُكاظُ بِهِ وَقامَ حِراءُ
أَزرى بِمَنطِقِ أَهلِهِ وَبَيانِهِمْ"
"وَحيٌ يُقَصِّرُ دونَهُ البُلَغاءُ
حَسَدوا فَقالوا شاعِرٌ أَو ساحِرٌ"
"وَمِنَ الحَسودِ يَكونُ الاستِهزاءُ
قَد نالَ بِالهادي الكَريمِ وَبِالهُدى"
"ما لَم تَنَل مِن سُؤدُدٍ سيناءُ
أَمسى كَأَنَّكَ مِن جَلالِكَ أُمَّةٌ"
"وَكَأَنَّهُ مِن أُنسِهِ بَيداءُ
يوحى إِلَيكَ الفَوزُ في ظُلُماتِهِ"
"مُتَتابِعًا تُجلى بِهِ الظَلماءُ
دينٌ يُشَيَّدُ آيَةً في آيَةٍ"
"لَبِناتُهُ السوراتُ وَالأَدواءُ
الحَقُّ فيهِ هُوَ الأَساسُ وَكَيفَ لا"
"وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ البَنّاءُ
أَمّا حَديثُكَ في العُقولِ فَمَشرَعٌ"
"وَالعِلمُ وَالحِكَمُ الغَوالي الماءُ
هُوَ صِبغَةُ الفُرقانِ نَفحَةُ قُدسِهِ"
"وَالسينُ مِن سَوراتِهِ وَالراءُ
جَرَتِ الفَصاحَةُ مِن يَنابيعَ النُهى"
"مِن دَوحِهِ وَتَفَجَّرَ الإِنشاءُ
في بَحرِهِ لِلسابِحينَ بِهِ عَلى"
"أَدَبِ الحَياةِ وَعِلمِها إِرساءُ
أَتَتِ الدُهورُ عَلى سُلافَتِهِ وَلَم"
"تَفنَ السُلافُ وَلا سَلا النُدَماءُ
بِكَ يا ابنَ عَبدِ اللهِ قامَت سَمحَةٌ"
"بِالحَقِّ مِن مَلَلِ الهُدى غَرّاءُ
بُنِيَت عَلى التَوحيدِ وَهيَ حَقيقَةٌ"
"نادى بِها سُقراطُ وَالقُدَماءُ
وَجَدَ الزُعافَ مِنَ السُمومِ لِأَجلِها"
"كَالشَهدِ ثُمَّ تَتابَعَ الشُهَداءُ
وَمَشى عَلى وَجهِ الزَمانِ بِنورِها"
"كُهّانُ وادي النيلِ وَالعُرَفاءُ
إيزيسُ ذاتُ المُلكِ حينَ تَوَحَّدَت"
"أَخَذَت قِوامَ أُمورِها الأَشياءُ
لَمّا دَعَوتَ الناسَ لَبّى عاقِلٌ"
"وَأَصَمَّ مِنكَ الجاهِلينَ نِداءُ
أَبَوا الخُروجَ إِلَيكَ مِن أَوهامِهِمْ"
"وَالناسُ في أَوهامِهِمْ سُجَناءُ
وَمِنَ العُقولِ جَداوِلٌ وَجَلامِدٌ"
"وَمِنَ النُفوسِ حَرائِرٌ وَإِماءُ
داءُ الجَماعَةِ مِن أَرِسطاليسَ لَم"
"يوصَف لَهُ حَتّى أَتَيتَ دَواءُ
فَرَسَمتَ بَعدَكَ لِلعِبادِ حُكومَةً"
"لا سوقَةٌ فيها وَلا أُمَراءُ
اللهُ فَوقَ الخَلقِ فيها وَحدَهُ"
"وَالناسُ تَحتَ لِوائِها أَكفاءُ
وَالدينُ يُسرٌ وَالخِلافَةُ بَيعَةٌ"
"وَالأَمرُ شورى وَالحُقوقُ قَضاءُ
الإِشتِراكِيّونَ أَنتَ إِمامُهُمْ"
"لَولا دَعاوي القَومِ وَالغُلَواءُ
داوَيتَ مُتَّئِدًا وَداوَوا ظَفرَةً"
"وَأَخَفُّ مِن بَعضِ الدَواءِ الداءُ
الحَربُ في حَقٍّ لَدَيكَ شَريعَةٌ"
"وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ
وَالبِرُّ عِندَكَ ذِمَّةٌ وَفَريضَةٌ"
"لا مِنَّةٌ مَمنونَةٌ وَجَباءُ
جاءَت فَوَحَّدَتِ الزَكاةُ سَبيلَهُ"
"حَتّى التَقى الكُرَماءُ وَالبُخَلاءُ
أَنصَفَت أَهلَ الفَقرِ مِن أَهلِ الغِنى"
"فَالكُلُّ في حَقِّ الحَياةِ سَواءُ
فَلَوَ اَنَّ إِنسانًا تَخَيَّرَ مِلَّةً"
"ما اختارَ إِلّا دينَكَ الفُقَراءُ
يأَيُّها المُسرى بِهِ شَرَفًا إِلى"
"ما لا تَنالُ الشَمسُ وَالجَوزاءُ
يَتَساءَلونَ وَأَنتَ أَطهَرُ هَيكَلٍ"
"بِالروحِ أَم بِالهَيكَلِ الإِسراءُ
بِهِما سَمَوتَ مُطَهَّرَينِ كِلاهُما"
"نورٌ وَرَيحانِيَّةٌ وَبَهاءُ
فَضلٌ عَلَيكَ لِذي الجَلالِ وَمِنَّةٌ"
"وَاللهُ يَفعَلُ ما يَرى وَيَشاءُ
تَغشى الغُيوبَ مِنَ العَوالِمِ كُلَّما"
"طُوِيَت سَماءٌ قُلِّدَتكَ سَماءُ
في كُلِّ مِنطَقَةٍ حَواشي نورُها"
"نونٌ وَأَنتَ النُقطَةُ الزَهراءُ
أَنتَ الجَمالُ بِها وَأَنتَ المُجتَلى"
"وَالكَفُّ وَالمِرآةُ وَالحَسناءُ
اللهُ هَيَّأَ مِن حَظيرَةِ قُدسِهِ"
"نَزُلًا لِذاتِكَ لَم يَجُزهُ عَلاءُ
العَرشُ تَحتَكَ سُدَّةً وَقَوائِمًا"
"وَمَناكِبُ الروحِ الأَمينِ وِطاءُ
وَالرُسلُ دونَ العَرشِ لَم يُؤذَن لَهُمْ"
"حاشا لِغَيرِكَ مَوعِدٌ وَلِقاءُ
الخَيلُ تَأبى غَيرَ أَحمَدَ حامِيًا"
"وَبِها إِذا ذُكِرَ اسمُهُ خُيَلاءُ
شَيخُ الفَوارِسِ يَعلَمونَ مَكانَهُ"
"إِن هَيَّجَت آسادَها الهَيجاءُ
وَإِذا تَصَدّى لِلظُبا فَمُهَنَّدٌ"
"أَو لِلرِماحِ فَصَعدَةٌ سَمراءُ
وَإِذا رَمى عَن قَوسِهِ فَيَمينُهُ"
"قَدَرٌ وَما تُرمى اليَمينُ قَضاءُ
مِن كُلِّ داعي الحَقِّ هِمَّةُ سَيفِهِ"
"فَلِسَيفِهِ في الراسِياتِ مَضاءُ
ساقي الجَريحِ وَمُطعِمُ الأَسرى وَمَن"
"أَمِنَت سَنابِكَ خَيلِهِ الأَشلاءُ
إِنَّ الشَجاعَةَ في الرِجالِ غَلاظَةٌ"
"ما لَم تَزِنها رَأفَةٌ وَسَخاءُ
وَالحَربُ مِن شَرَفِ الشُعوبِ فَإِن بَغَوا"
"فَالمَجدُ مِمّا يَدَّعونَ بَراءُ
وَالحَربُ يَبعَثُها القَوِيُّ تَجَبُّرًا"
"وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُعَفاءُ
كَم مِن غُزاةٍ لِلرَسولِ كَريمَةٍ"
"فيها رِضىً لِلحَقِّ أَو إِعلاءُ
كانَت لِجُندِ اللهِ فيها شِدَّةٌ"
"في إِثرِها لِلعالَمينَ رَخاءُ
ضَرَبوا الضَلالَةَ ضَربَةٌ ذَهَبَت بِها"
"فَعَلى الجَهالَةِ وَالضَلالِ عَفاءُ
دَعَموا عَلى الحَربِ السَلامَ وَطالَما"
"حَقَنَت دِماءً في الزَمانِ دِماءُ
الحَقُّ عِرضُ اللهِ كلُّ أَبِيَّةٍ"
"بَينَ النُفوسِ حِمىً لَهُ وَوِقارُ
هَل كانَ حَولَ مُحَمَّدٍ مِن قَومِهِ"
"إِلا صَبِيٌّ واحِدٌ وَنِساءُ
فَدَعا فَلَبّى في القَبائِلِ عُصبَةٌ"
"مُستَضعَفونَ قَلائِلٌ أَنضاءُ
رَدّوا بِبَأسِ العَزمِ عَنهُ مِنَ الأَذى"
"ما لا تَرُدُّ الصَخرَةُ الصَمّاءُ
وَالحَقُّ وَالإيمانُ إِن صُبّا عَلى"
"بُردٍ فَفيهِ كَتيبَةٌ خَرساءُ
نَسَفوا بِناءَ الشِركِ فَهوَ خَرائِبٌ"
"وَاستَأصَلوا الأَصنامَ فَهيَ هَباءُ
يَمشونَ تُغضي الأَرضُ مِنهُمْ هَيبَةً"
"وَبِهِمْ حِيالَ نَعيمِها إِغضاءُ
حَتّى إِذا فُتِحَت لَهُمْ أَطرافُها"
"لَم يُطغِهِمْ تَرَفٌ وَلا نَعماءُ
يا مَن لَهُ عِزُّ الشَفاعَةِ وَحدَهُ"
"وَهوَ المُنَزَّهُ ما لَهُ شُفَعاءُ
عَرشُ القِيامَةِ أَنتَ تَحتَ لِوائِهِ"
"وَالحَوضُ أَنتَ حِيالَهُ السَقاءُ
تَروي وَتَسقي الصالِحينَ ثَوابَهُمْ"
"وَالصالِحاتُ ذَخائِرٌ وَجَزاءُ
أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطَوى"
"وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ
لي في مَديحِكَ يا رَسولُ عَرائِسٌ"
"تُيِّمنَ فيكَ وَشاقَهُنَّ جَلاءُ
هُنَّ الحِسانُ فَإِن قَبِلتَ تَكَرُّمًا"
"فَمُهورُهُنَّ شَفاعَةٌ حَسناءُ
أَنتَ الَّذي نَظَمَ البَرِيَّةَ دينُهُ"
"ماذا يَقولُ وَيَنظُمُ الشُعَراءُ
المُصلِحونَ أَصابِعٌ جُمِعَت يَدًا"
"هِيَ أَنتَ بَل أَنتَ اليَدُ البَيضاءُ
ما جِئتُ بابَكَ مادِحًا بَل داعِيًا"
"وَمِنَ المَديحِ تَضَرُّعٌ وَدُعاءُ
أَدعوكَ عَن قَومي الضِعافِ لِأَزمَةٍ"
"في مِثلِها يُلقى عَلَيكَ رَجاءُ
أَدرى رَسولُ اللهِ أَنَّ نُفوسَهُمْ"
"رَكِبَت هَواها وَالقُلوبُ هَواءُ
مُتَفَكِّكونَ فَما تَضُمُّ نُفوسَهُمْ"
"ثِقَةٌ وَلا جَمَعَ القُلوبَ صَفاءُ
رَقَدوا وَغَرَّهُمُ نَعيمٌ باطِلٌ"
"وَنَعيمُ قَومٍ في القُيودِ بَلاءُ
ظَلَموا شَريعَتَكَ الَّتي نِلنا بِها"
"ما لَم يَنَل في رومَةَ الفُقَهاءُ
مَشَتِ الحَضارَةُ في سَناها وَاهتَدى"
"في الدينِ وَالدُنيا بِها السُعَداءُ
صَلّى عَلَيكَ اللهُ ما صَحِبَ الدُجى"
"حادٍ وَحَنَّت بِالفَلا وَجناءُ
وَاستَقبَلَ الرِضوانَ في غُرُفاتِهِمْ"
"بِجِنانِ عَدنٍ آلُكَ السُمَحاءُ
خَيرُ الوَسائِلِ مَن يَقَع مِنهُم عَلى"
"سَبَبٍ إِلَيكَ فَحَسبِيَ الزَهراءُ


مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 23:36

إلى عرفات الله ياخير زائر


إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ"
"عَلَيكَ سَلامُ اللهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِرًا"
"وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ"
"تَزُفُّ تَحايا اللهِ وَالبَرَكاتِ
إِذا حُدِيَت عيسُ المُلوكِ فَإِنَّهُمْ"
"لِعيسِكَ في البَيداءِ خَيرُ حُداةِ
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ"
"رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ"
"بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما"
"أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُنًا"
"مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي"
"وَشانيكَ نيرانًا مِنَ الجَمَراتِ
يُحَيّيكَ طَهَ في مَضاجِعِ طُهرِهِ"
"وَيَعلَمُ ما عالَجتَ مِن عَقَباتِ
وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِحٍ"
"وَرُبَّ ثَناءٍ مِن لِسانِ رُفاتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُمْ"
"لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ"
"إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ"
"لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
عَنَت لَكَ في التُربِ المُقَدَّسِ جَبهَةٌ"
"يَدينُ لَها العاتي مِنَ الجَبَهاتِ
مُنَوِّرَةٌ كَالبَدرِ شَمّاءُ كَالسُها"
"وَتُخفَضُ في حَقٍّ وَعِندَ صَلاةِ
وَيا رَبِّ لَو سَخَّرتَ ناقَةَ صالِحٍ"
"لِعَبدِكَ ما كانَت مِنَ السَلِساتِ
وَيا رَبِّ هَل سَيّارَةٌ أَو مَطارَةٌ"
"فَيَدنو بَعيدُ البيدِ وَالفَلَواتِ
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ"
"وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الهَفَواتِ
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفسًا وَلَم أَضِر"
"وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي
وَلا غَلَبَتني شِقوَةٌ أَو سَعادَةٌ"
"عَلى حِكمَةٍ آتَيتَني وَأَناةِ
وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَينَ سَرائِري"
"لَدى سُدَّةٍ خَيرِيَّةِ الرَغَباتِ
وَلا بِتُّ إِلّا كَابنِ مَريَمَ مُشفِقًا"
"عَلى حُسَّدي مُستَغفِرًا لِعِداتي
وَلا حُمِّلَت نَفسٌ هَوىً لِبِلادِها"
"كَنَفسِيَ في فِعلي وَفي نَفَثاتي
وَإِنّي وَلا مَنٌّ عَلَيكَ بِطاعَةٍ"
"أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتي
أُبلَغُ فيها وَهيَ عَدلٌ وَرَحمَةٌ"
"وَيَترُكُها النُسّاكُ في الخَلَواتِ
وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَامحُ بِناصِعٍ"
"مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي
وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِر"
"يَمُت كَقَتيلِ الغيدِ بِالبَسَماتِ
وَرَكِبَ كَإِقبالِ الزَمانِ مُحَجَّلٍ"
"كَريمِ الحَواشي كابِرِ الخُطُواتِ
يَسيرُ بِأَرضٍ أَخرَجَت خَيرَ أُمَّةٍ"
"وَتَحتَ سَماءِ الوَحيِ وَالسُوَراتِ
يُفيضُ عَلَيها اليُمنَ في غَدَواتِهِ"
"وَيُضفي عَلَيها الأَمنَ في الرَوَحاتِ
إِذا زُرتَ يا مَولايَ قَبرَ مُحَمَّدٍ"
"وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظَمِ العَطِراتِ
وَفاضَت مَعَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَةً"
"لِأَحمَدَ بَينَ السِترِ وَالحُجُراتِ
وَأَشرَقَ نورٌ تَحتَ كُلِّ ثَنِيَّةٍ"
"وَضاعَ أَريجٌ تَحتَ كُلِّ حَصاةِ
لِمُظهِرِ دينِ اللهِ فَوقَ تَنوفَةٍ"
"وَباني صُروحِ المَجدِ فَوقَ فَلاةِ
فَقُل لِرَسولِ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَلٍ"
"أَبُثُّكَ ما تَدري مِنَ الحَسَراتِ
شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها"
"كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ
بِأَيمانِهِمْ نورانِ ذِكرٌ وَسُنَّةٌ"
"فَما بالُهُمْ في حالِكِ الظُلُماتِ
وَذَلِكَ ماضي مَجدِهِمْ وَفَخارِهِمْ"
"فَما ضَرَّهُمْ لَو يَعمَلونَ لِآتي
وَهَذا زَمانٌ أَرضُهُ وَسَماؤُهُ"
"مَجالٌ لِمِقدامٍ كَبيرِ حَياةِ
مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَؤوا"
"بَوارِجَ في الأَبراجِ مُمتَنِعاتِ
فَقُل رَبِّ وَفِّق لِلعَظائِمِ أُمَّتي"
"وَزَيِّن لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 23:47

سلام من صبا بردى أرق


سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ"
"وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي"
"جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي"
"إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي"
"جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ"
"وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ
وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري"
"وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ
وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ"
"لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ
عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ"
"وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ
رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ"
"بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ
غَمَزتُ إِباءَهُمْ حَتّى تَلَظَّتْ"
"أُنوفُ الأُسدِ وَاضطَرَمَ المَدَقُّ
وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ"
"أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ
لَحاها اللهُ أَنباءً تَوالَتْ"
"عَلى سَمعِ الوَلِيِّ بِما يَشُقُّ
يُفَصِّلُها إِلى الدُنيا بَريدٌ"
"وَيُجمِلُها إِلى الآفاقِ بَرقُ
تَكادُ لِرَوعَةِ الأَحداثِ فيها"
"تُخالُ مِنَ الخُرافَةِ وَهيَ صِدقُ
وَقيلَ مَعالِمُ التاريخِ دُكَّتْ"
"وَقيلَ أَصابَها تَلَفٌ وَحَرقُ
أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئرًا"
"وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ
صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ"
"وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ
وَكُلُّ حَضارَةٍ في الأَرضِ طالَتْ"
"لَها مِن سَرحِكِ العُلوِيِّ عِرقُ
سَماؤُكِ مِن حُلى الماضي كِتابٌ"
"وَأَرضُكِ مِن حُلى التاريخِ رَقُّ
بَنَيتِ الدَولَةَ الكُبرى وَمُلكًا"
"غُبارُ حَضارَتَيهِ لا يُشَقُّ
لَهُ بِالشامِ أَعلامٌ وَعُرسٌ"
"بَشائِرُهُ بِأَندَلُسٍ تَدُقُّ
رُباعُ الخلدِ وَيحَكِ ما دَهاها"
"أَحَقٌّ أَنَّها دَرَسَت أَحَقُّ
وَهَل غُرَفُ الجِنانِ مُنَضَّداتٌ"
"وَهَل لِنَعيمِهِنَّ كَأَمسِ نَسقُ
وَأَينَ دُمى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ"
"مُهَتَّكَةٍ وَأَستارٍ تُشَقُّ
بَرَزنَ وَفي نَواحي الأَيكِ نارٌ"
"وَخَلفَ الأَيكِ أَفراخٌ تُزَقُّ
إِذا رُمنَ السَلامَةَ مِن طَريقٍ"
"أَتَت مِن دونِهِ لِلمَوتِ طُرقُ
بِلَيلٍ لِلقَذائِفِ وَالمَنايا"
"وَراءَ سَمائِهِ خَطفٌ وَصَعقُ
إِذا عَصَفَ الحَديدُ احمَرَّ أُفقٌ"
"عَلى جَنَباتِهِ وَاسوَدَّ أُفقُ
سَلي مَن راعَ غيدَكِ بَعدَ وَهنٍ"
"أَبَينَ فُؤادِهِ وَالصَخرِ فَرقُ
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانوا"
"قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا تَرِقُّ
رَماكِ بِطَيشِهِ وَرَمى فَرَنسا"
"أَخو حَربٍ بِهِ صَلَفٌ وَحُمقُ
إِذاما جاءَهُ طُلّابُ حَقٍّ"
"يَقولُ عِصابَةٌ خَرَجوا وَشَقّوا
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا"
"وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ
جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ"
"كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ
بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا"
"وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا
وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها"
"فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ
بَني سورِيَّةَ اطَّرِحوا الأَماني"
"وَأَلقوا عَنكُمُ الأَحلامَ أَلقوا
فَمِن خِدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا"
"بِأَلقابِ الإِمارَةِ وَهيَ رِقُّ
وَكَمْ صَيَدٍ بَدا لَكَ مِن ذَليلٍ"
"كَما مالَتْ مِنَ المَصلوبِ عُنقُ
فُتوقُ المُلكِ تَحدُثُ ثُمَّ تَمضي"
"وَلا يَمضي لِمُختَلِفينَ فَتقُ
نَصَحتُ وَنَحنُ مُختَلِفونَ دارًا"
"وَلَكِن كُلُّنا في الهَمِّ شَرقُ
وَيَجمَعُنا إِذا اختَلَفَت بِلادٌ"
"بَيانٌ غَيرُ مُختَلِفٍ وَنُطقُ
وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ"
"فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ"
"يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا"
"إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا"
"وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ"
"وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ"
"بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جَزاكُمْ ذو الجَلالِ بَني دِمَشقٍ"
"وَعِزُّ الشَرقِ أَوَّلُهُ دِمَشقُ
نَصَرتُمْ يَومَ مِحنَتِهِ أَخاكُمْ"
"وَكُلُّ أَخٍ بِنَصرِ أَخيهِ حَقُّ
وَما كانَ الدُروزُ قَبيلَ شَرٍّ"
"وَإِن أُخِذوا بِما لَم يَستَحِقّوا
وَلَكِن ذادَةٌ وَقُراةُ ضَيفٍ"
"كَيَنبوعِ الصَفا خَشُنوا وَرَقُّوا
لَهُم جَبَلٌ أَشَمُّ لَهُ شَعافٌ"
"مَوارِدُ في السَحابِ الجُونِ بُلقُ
لِكُلِّ لَبوءَةٍ وَلِكُلِّ شِبلٍ"
"نِضالٌ دونَ غايَتِهِ وَرَشقُ
كَأَنَّ مِنَ السَمَوأَلِ فيهِ شَيئًا"
"فَكُلُّ جِهاتِهِ شَرَفٌ وَخَلقُ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:33

هنيئا أمير المؤمنين

هَنيئًا أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما"
"نَجاتُكَ لِلدينِ الحَنيفِ نَجاةُ
هَنيئًا لِطَهَ وَالكِتابِ وَأُمَّةٍ"
"بَقاؤُكَ إِبقاءٌ لَها وَحَياةُ
أَخَذتَ عَلى الأَقدارِ عَهدًا وَمَوثِقًا"
"فَلَستَ الَّذي تَرقى إِلَيهِ أَذاةُ
وَمَن يَكُ في بُردِ النَبِيِّ وَثَوبِهِ"
"تَجُزهُ إِلى أَعدائِهِ الرَّمَياتُ
يَكادُ يَسيرُ البَيتُ شُكرًا لِرَبِّهِ"
"إِلَيكَ وَيَسعى هاتِفًا عَرَفاتُ
وَتَستَوهِبُ الصَفحَ المَساجِدُ خُشَّعًا"
"وَتَبسُطُ راحَ التَوبَةِ الجُمُعاتُ
وَتَستَغفِرُ الأَرضُ الخَصيبُ وَما جَنَتْ"
"وَلَكِن سَقاها قاتِلونَ جُناةُ
وَتُثني مِنَ الجَرحى عَلَيكَ جِراحُهُمْ"
"وَتَأتي مِنَ القَتلى لَكَ الدَعَواتُ
ضَحِكتَ مِنَ الأَهوالِ ثُمَّ بَكَيتَهُمْ"
"بِدَمعٍ جَرَت في إِثرِهِ الرَحَماتُ
تُثابُ بِغاليهِ وَتُجزى بِطُهرِهِ"
"إِلى البَعثِ أَشلاءٌ لَهُمْ وَرُفاتُ
وَما كُنتَ تُحييهِمْ فَكِلهُمْ لِرَبِّهِمْ"
"فَما ماتَ قَومٌ في سَبيلِكَ ماتوا
رَمَتهُمْ بِسَهمِ الغَدرِ عِندَ صَلاتِهِمْ"
"عِصابَةُ شَرٍّ لِلصَلاةِ عُداةُ
تَبَرَّأَ عيسى مِنهُمُ وَصِحابِهِ"
"أَأَتباعُ عيسى ذي الحَنانِ جُفاةُ
يُعادونَ دينًا لا يُعادونَ دَولَةً"
"لَقَد كَذِبَت دَعوى لَهُمْ وَشُكاةُ
وَلا خَيرَ في الدُنيا وَلا في حُقوقِها"
"إِذا قيلَ طُلّابُ الحُقوقِ بُغاةُ
بِأَيِّ فُؤادٍ تَلتَقي الهَولَ ثابِتًا"
"وَما لِقُلوبِ العالَمينَ ثَباتُ
إِذا زُلزِلَت مِن حَولِكَ الأَرضُ رادَها"
"وَقارُكَ حَتّى تَسكُنَ الجَنَباتُ
وَإِن خَرَجَت نارٌ فَكانَت جَهَنَّمًا"
"تُغَذّى بِأَجسادِ الوَرى وَتُقاتُ
وَتَرتَجُّ مِنها لُجَّةٌ وَمَدينَةٌ"
"وَتَصلى نَواحٍ حَرَّها وَجِهاتُ
تَمَشَّيتَ في بُردِ الخَليلِ فَخُضتَها"
"سَلامًا وَبُردًا حَولَكَ الغَمَراتُ
وَسِرتَ وَمِلءُ الأَرضِ حولَك أَدرُعٌ"
"وَدِرعُكَ قَلبٌ خاشِعٌ وَصَلاةُ
ضَحوكًا وَأَصنافُ المَنايا عَوابِسٌ"
"وَقورًا وَأَنواعُ الحُتوفِ طُغاةُ
يَحوطُكَ إِن خانَ الحُماةَ انتِباهُهُمْ"
"مَلائِكُ مِن عِندِ الإِلَهِ حُماةُ
تُشيرُ بِوَجهٍ أَحمَدِيٍّ مُنَوِّرٍ"
"عُيونُ البَرايا فيهِ مُنحَسِراتُ
يُحَيِّ الرَعايا وَالقَضاءُ مُهَلِّلٌ"
"يُحَييهِ وَالأَقدارُ مُعتَذِراتُ
نَجاتُكَ نُعمى لِلإِلَهِ سَنِيَّةٌ"
"لَها فيكَ شُكرٌ واجِبٌ وَزَكاةُ
فَصَيِّرْ أَميرَ المُؤمِنينَ ثَناءَها"
"مَآثِرَ تُحيِ الأَرضَ وَهيَ مَواتُ
إِذا لَم يَفُتنا مِن وُجودِكَ فائِتٌ"
"فَلَيسَ لِآمالِ النُفوسِ فَواتُ
بَلَوناكَ يَقظانَ الصَوارِمِ وَالقَنا"
"إِذا ضَيَّعَ الصيدَ المُلوكَ سُباتُ
سَهِرتَ وَلَذَّ النَومُ وَهوَ مَنِيَّةٌ"
"رَعايا تَوَلّاها الهَوى وَرُعاةُ
فَلَولاكَ مُلكُ المُسلِمينَ مُضَيَّعٌ"
"وَلَولاكَ شَملُ المُسلِمينَ شَتاتُ
لَقَد ذَهَبَت راياتُهُمْ غَيرَ رايَةٍ"
"لَها النَصرُ وَسمٌ وَالفُتوحُ شِياتُ
تَظَلُّ عَلى الأَيّامِ غَرّاءَ حُرَّةً"
"مُحَجَّلَةً في ظِلِّها الغَزَواتُ
حَنيفِيَّةٌ قَد عَزَّها وَأَعَزَّها"
"ثَلاثونَ مَلكًا فاتِحونَ غُزاةُ
حَماها وَأَسماها عَلى الدَهرِ مِنهُمُ"
"مُلوكٌ عَلى أَملاكِهِ سَرَواتُ
غَمائِمُ في مَحلِ السِنينِ هَواطِلٌ"
"مَصابيحُ في لَيلِ الشُكوكِ هُداةُ
تَهادَت سَلامًا في ذَراكَ مَطيفَةً"
"لَها رَغَباتُ الخَلقِ وَالرَهَباتُ
تَموتُ سِباعُ الجَوِّ غَرثى حِيالَها"
"وَتَحيا نُفوسُ الخَلقِ وَالمُهَجاتِ
سَنَنتَ اعتِدالَ الدَهرِ في أَمرِ أَهلِهِ"
"فَباتَ رَضِيًّا في دَراكَ وَباتوا
فَأَنتَ غَمامٌ وَالزَمانُ خَميلَةٌ"
"وَأَنتَ سِنانٌ وَالزَمانُ قَناةُ
وَأَنتَ مِلاكُ السِلمِ إِنْ مادَ رُكنُهُ"
"وَأَشفَقَ قُوّامٌ عَلَيهِ ثُقاتُ
أَكانَ لِهَذا الأَمرِ غَيرُكَ صالِحٌ"
"وَقَد هَوَّنَتهُ عِندَكَ السَنَواتُ
وَمَن يَسُسِ الدُنيا ثَلاثينَ حِجَّةً"
"تُعِنهُ عَلَيها حِكمَةٌ وَأَناةُ
مَلَكتَ أَميرَ المُؤمِنينَ ابنَ هانِئٍ"
"بِفَضلٍ لَهُ الأَلبابُ مُمتَلَكاتُ
وَمازِلتُ حَسّانَ المَقامِ وَلَم تَزَل"
"تَليني وَتَسري مِنكَ لي النَفَحاتُ
زَهِدتُ الَّذي في راحَتَيكَ وَشاقَني"
"جَوائِزُ عِندَ اللهِ مُبتَغَياتُ
وَمَن كانَ مِثلي أَحمَدَ الوَقتِ لَم تَجُز"
"عَلَيهِ وَلَو مِن مِثلِكَ الصَدَقاتُ
وَلي دُرَرُ الأَخلاقِ في المَدحِ وَالهَوى"
"وَلِلمُتَنَبّي دُرَّةٌ وَحَصاةُ
نَجَت أُمَّةٌ لَمّا نَجَوتَ وَدورِكَتْ"
"بِلادٌ وَطالَت لِلسَريرِ حَياةُ
وَصينَ جَلالُ المُلكِ وَامتَدَّ عِزُّهُ"
"وَدامَ عَلَيهِ الحُسنُ وَالحَسَناتُ
وَأُمِّنَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها"
"يَتامى عَلى أَقواتِهِم وَعُفاةُ
سَلامِيَ عَن هَذا المَقامِ مُقَصِّرٌ"
"عَلَيكَ سَلامُ اللهِ وَالبَرَكاتُ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:36

فى الموت ما أعيا وفى أسبابه

في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ"
"كُلُّ اِمرِئٍ رَهنٌ بِطَيِّ كِتابِهِ
أَسَدٌ لَعَمرُكَ مَن يَموتُ بِظُفرِهِ"
"عِندَ اللِقاءِ كَمَن يَموتُ بِنابِهِ
إِن نامَ عَنكَ فَكُلُّ طِبٍّ نافِعٌ"
"أَو لَم يَنَم فَالطِبُّ مِن أَذنابِهِ
داءُ النُفوسِ وَكُلُّ داءٍ قَبلَهُ"
"هَمٌّ نَسينَ مَجيئَهُ بِذَهابِهِ
النَفسُ حَربُ المَوتِ إِلّا أَنَّها"
"أَتَتِ الحَياةَ وَشُغلَها مِن بابِهِ
تَسَعُ الحَياةَ عَلى طَويلِ بَلائِها"
"وَتَضيقُ عَنهُ عَلى قَصيرِ عَذابِهِ
هُوَ مَنزِلُ الساري وَراحَةُ رائِحٍ"
"كَثُرَ النَهارُ عَلَيهِ في إِنعابِهِ
وَشَفاءُ هَذي الروحِ مِن آلامِها"
"وَدَواءُ هَذا الجِسمِ مِن أَوصابِهِ
مَن سَرَّهُ أَلّا يَموتَ فَبِالعُلا"
"خَلُدَ الرِجالُ وَبِالفِعالِ النابِهِ
ما ماتَ مَن حازَ الثَرى آثارَهُ"
"وَاِستَولَتِ الدُنيا عَلى آدابِهِ
قُل لِلمُدِلِّ بِمالِهِ وَبِجاهِهِ"
"وَبِما يُجِلُّ الناسُ مِن أَنسابِهِ
هَذا الأَديمُ يَصُدُّ عَن حُضّارِهِ"
"وَيَنامُ مِلءَ الجَفنِ عَن غُيّابِهِ
إِلّا فَتًىً يَمشي عَلَيهِ مُجَدِّدًا"
"ديباجَتَيهِ مُعَمِّرًا بِخَرابِهِ
صادَت بِقارِعَةِ الصَعيدِ بَعوضَةٌ"
"في الجَوِّ صائِدَ بازِهِ وَعُقابِهِ
وَأَصابَ خُرطومُ الذُبابَةِ صَفحَةً"
"خُلِقَت لِسَيفِ الهِندِ أَو لِذُبابِهِ
طارَت بِخافِيَةِ القَضاءِ وَرَأرَأَت"
"بِكَريمَتَيهِ وَلامَسَت بِلُعابِهِ
لا تَسمَعَنَّ لِعُصبَةِ الأَرواحِ ما"
"قالوا بِباطِلِ عِلمِهِم وَكِذابِهِ
الروحُ لِلرَحمَنِ جَلَّ جَلالُهُ"
"هِيَ مِن ضَنائِنِ عِلمِهِ وَغِيابِهِ
غُلِبوا عَلى أَعصابِهِم فَتَوَهَّموا"
"أَوهامَ مَغلوبٍ عَلى أَعصابِهِ
ما آبَ جَبّارُ القُرونِ وَإِنَّما"
"يَومُ الحِسابِ يَكونُ يَومَ إِيابِهِ
فَذَروهُ في بَلَدِ العَجائِبِ مُغمَدًا"
"لا تَشهَروهُ كَأَمسِ فَوقَ رِقابِهِ
المُستَبِدُّ يُطاقُ في ناووسِهِ"
"لا تَحتَ تاجَيهِ وَفَوقَ وِثابِهِ
وَالفَردُ يُؤمَنُ شَرُّهُ في قَبرِهِ"
"كَالسَيفِ نامَ الشَرُّ خَلفَ قِرابِهِ
هَل كانَ توتَنخٌ تَقَمَّصُ روحُهُ"
"قُمُصَ البَعوضِ وَمُستَخَسَّ إِهابِهِ
أَو كانَ يَجزيكَ الرَدى عَن صُحبَةٍ"
"وَهوَ القَديمُ وَفاؤُهُ لِصِحابِهِ
تَاللَهِ لَو أَهدى لَكَ الهَرَمَينِ مِن"
"ذَهَبٍ لَكانَ أَقَلَّ ما تُجزى بِهِ
أَنتَ البَشيرُ بِهِ وَقَيِّمُ قَصرِهِ"
"وَمُقَدِّمُ النُبَلاءِ مِن حُجّابِهِ
أَعلَمتَ أَقوامَ الزَمانِ مَكانَهُ"
"وَحَشَدتَهُم في ساحِهِ وَرِحابِهِ
لولا بَنانُكَ في طَلاسِمِ تُربِهِ"
"ما زادَ في شَرَفٍ عَلى أَترابِهِ
أَخنى الحِمامُ عَلى اِبنِ هِمَّةِ نَفسِهِ"
"في المَجدِ وَالباني عَلى أَحسابِهِ
الجائِبُ الصَخرَ العَتيدَ بِحاجِرٍ"
"دَبَّ الزَمانُ وَشَبَّ في أَسرابِهِ
لَو زايَلَ المَوتى مَحاجِرَهُم بِهِ"
"وَتَلَفَّتوا لَتَحَيَّروا كَضَبابِهِ
لَم يَألُهُ صَبرًا وَلَم يَنِ هِمَّةً"
"حَتّى اِنثَنى بِكُنوزِهِ وَرِغابِهِ
أَفضى إِلى خَتمِ الزَمانِ فَفَضَّهُ"
"وَحَبا إِلى التاريخِ في مِحرابِهِ
وَطَوى القُرونَ القَهقَرى حَتّى أَتى"
"فِرعَونَ بَينَ طَعامِهِ وَشَرابِهِ
المَندَلُ الفَيّاحُ عودُ سَريرِهِ"
"وَاللُؤلُؤُ اللَمّاحُ وَشيُ ثِيابِهِ
وَكَأَنَّ راحَ القاطِفينَ فَرَغنَ مِن"
"أَثمارِهِ صُبحًا وَمِن أَرطابِهِ
جَدَثٌ حَوى ما ضاقَ غُمدانٌ بِهِ"
"مِن هالَةِ المُلكِ الجَسيمِ وَغابِهِ
بُنيانُ عُمرانٍ وَصَرحُ حَضارَةٍ"
"في القَبرِ يَلتَقِيانِ في أَطنابِهِ
فَتَرى الزَمانَ هُناكَ عِندَ مَشيبِهِ"
"مِثلَ الزَمانِ اليَومَ بَعدَ شَبابِهِ
وَتُحِسُّ ثَمَّ العِلمَ عِندَ عُبابِهِ"
"تَحتَ الثَرى وَالفَنُّ عِندَ عُجابِهِ
يا صاحِبَ الأُخرى بَلَغتَ مَحَلَّةً"
"هِيَ مِن أَخي الدُنيا مُناخُ رِكابِهِ
نُزُلٌ أَفاقَ بِجانِبَيهِ مِنَ الهَوى"
"مَن لا يُفيقُ وَجَدَّ مِن تَلعابِهِ
نامَ العَدُوُّ لَدَيهِ عَن أَحقادِهِ"
"وَسَلا الصَديقُ بِهِ هَوى أَحبابِهِ
الراحَةُ الكُبرى مِلاكُ أَديمِهِ"
"وَالسَلوَةُ الطولى قِوامُ تُرابِهِ
وادي المُلوكِ بَكَت عَلَيكَ عُيونُهُ"
"بِمُرَقرَقٍ كَالمُزنِ في تَسكابِهِ
أَلقى بَياضَ الغَيمِ عَن أَعطافِهِ"
"حُزنًا وَأَقبَلَ في سَوادِ سَحابِهِ
يَأسى عَلى حَرباءِ شَمسِ نَهارِهِ"
"وَنَزيلُ قيعَتِهِ وَجارُ سَرابِهِ
وَيَوَدُّ لَو أُلبِستَ مِن بَردِيَّهِ"
"بُردَينِ ثُمَّ دُفِنتَ بَينَ شِعابِهِ
نَوَّهتَ في الدُنيا بِهِ وَرَفَعتَهُ"
"فَوقَ الأَديمِ بِطاحِهِ وَهِضابِهِ
أَخرَجتَ مِن قَبرٍ كِتابَ حَضارَةٍ"
"الفَنُّ وَالإِعجازُ مِن أَبوابِهِ
فَصَّلتَهُ فَالبَرقُ في إيجازِهِ"
"يُبنى البَريدُ عَلَيهِ في إِطنابِهِ
طَلَعا عَلى لَوزانَ وَالدُنيا بِها"
"وَعَلى المُحيطِ ما وَراءَ عُبابِهِ
جِئتَ الشُعوبَ المُحسِنينَ بِشافِعٍ"
"مِن مِثلِ مُتقَنِ فَنِّهِم وَلُبابِهِ
فَرَفَعتَ رُكنًا لِلقَضِيَّةِ لَم يَكُن"
"سَحبانُ يَرفَعُهُ بِسِحرِ خِطابِهِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:39

عادت أغانى العرس رجع نواح


عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ"
"وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ"
"وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ"
"في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ"
"وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ
الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ"
"تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ
وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ"
"أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ
وَأَتَت لَكِ الجُمَعُ الجَلائِلُ مَأتَمًا"
"فَقَعَدنَ فيهِ مَقاعِدَ الأَنواحِ
يا لَلرِجالِ لَحُرَّةٍ مَوؤودَةٍ"
"قُتِلَت بِغَيرِ جَريرَةٍ وَجُناحِ
إِنَّ الَّذينَ أَسَتْ جِراحَكِ حَربُهُمْ"
"قَتَلَتكِ سَلمُهُمُ بِغَيرِ جِراحِ
هَتَكوا بِأَيديهِمْ مُلاءَةَ فَخرِهِمْ"
"مَوشِيَّةً بِمَواهِبِ الفَتّاحِ
نَزَعوا عَنِ الأَعناقِ خَيرَ قِلادَةٍ"
"وَنَضَوا عَنِ الأَعطافِ خَيرَ وِشاحِ
حَسَبٌ أَتى طولُ اللَيالي دونَهُ"
"قَد طاحَ بَينَ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ
وَعَلاقَةٌ فُصِمَت عُرى أَسبابِها"
"كانَت أَبَرَّ عَلائِقِ الأَرواحِ
جَمَعَتْ عَلى البِرِّ الحُضورَ وَرُبَّما"
"جَمَعَتْ عَلَيهِ سَرائِرَ النُزّاحِ
نَظَمَتْ صُفوفَ المُسلِمينَ وَخَطوَهُمْ"
"في كُلِّ غَدوَةِ جُمعَةٍ وَرَواحِ
بَكَتِ الصَلاةُ وَتِلكَ فِتنَةُ عابِثٍ"
"بِالشَرعِ عِربيدِ القَضاءِ وَقاحِ
أَفتى خُزَعبِلَةً وَقالَ ضَلالَةً"
"وَأَتى بِكُفرٍ في البِلادِ بَواحِ
إِنَّ الَّذينَ جَرى عَلَيهِمْ فِقهُهُ"
"خُلِقوا لِفِقهِ كَتيبَةٍ وَسِلاحِ
إِن حَدَّثوا نَطَقوا بِخُرسِ كَتائِبٍ"
"أَو خوطِبوا سَمِعوا بِصُمِّ رِماحِ
أَستَغفِرُ الأَخلاقَ لَستُ بِجاحِدٍ"
"مَن كُنتُ أَدفَعُ دونَهُ وَأُلاحي
مالي أُطَوِّقُهُ المَلامَ وَطالَما"
"قَلَّدتُهُ المَأثورَ مِن أَمداحي
هُوَ رُكنُ مَملَكَةٍ وَحائِطُ دَولَةٍ"
"وَقَريعُ شَهباءٍ وَكَبشُ نِطاحِ
أَأَقولُ مَن أَحيا الجَماعَةَ مُلحِدٌ"
"وَأَقولُ مَن رَدَّ الحُقوقَ إِباحي
الحَقُّ أَولى مِن وَلِيِّكَ حُرمَةً"
"وَأَحَقُّ مِنكَ بِنُصرَةٍ وَكِفاحِ
فَامدَح عَلى الحَقِّ الرِجالَ وَلُمهُمُ"
"أَو خَلِّ عَنكَ مَواقِفَ النُصّاحِ
وَمِنَ الرِجالِ إِذا انبَرَيتَ لِهَدمِهِمْ"
"هَرَمٌ غَليظُ مَناكِبِ الصُفّاحِ
فَإِذا قَذَفتَ الحَقَّ في أَجلادِهِ"
"تَرَكَ الصِراعَ مُضَعضَعَ الأَلواحِ
أَدُّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِحْ"
"إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ جِماحِ
إِنَّ الغُرورَ سَقى الرَئيسَ بِراحِهِ"
"كَيفَ احتِيالُكَ في صَريعِ الراحِ
نَقَلَ الشَرائِعَ وَالعَقائِدَ وَالقُرى"
"وَالناسَ نَقْلَ كَتائِبٍ في الساحِ
تَرَكَتهُ كَالشَبَحِ المُؤَلَّهِ أُمَّةٌ"
"لَم تَسلُ بَعدُ عِبادَةَ الأَشباحِ
هُمْ أَطلَقوا يَدَهُ كَقَيصَرَ فيهُمُ"
"حَتّى تَناوَلَ كُلَّ غَيرِ مُباحِ
غَرَّتهُ طاعاتُ الجُموعِ وَدَولَةٌ"
"وَجَدَ السَوادُ لَها هَوى المُرتاحِ
وَإِذا أَخَذتَ المَجدَ مِن أُمِّيَّةٍ"
"لَم تُعطَ غَيرَ سَرابِهِ اللَمّاحِ
مَن قائِلٌ لِلمُسلِمينَ مَقالَةً"
"لَم يوحِها غَيرَ النَصيحَةِ واحِ
عَهدُ الخِلافَةِ فِيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ"
"عَن حَوضِها بِبَراعَةٍ نَضّاحِ
حُبٌّ لِذاتِ اللهِ كانَ وَلَم يَزَلْ"
"وَهَوًى لِذاتِ الحَقِّ وَالإِصلاحِ
إِنّي أَنا المِصباحُ لَستُ بِضائِعٍ"
"حَتّى أَكونَ فَراشَةَ المِصباحِ
غَزَواتُ «أَدهَمَ» كُلِّلَت بَذَوابِلٍ"
"وَفُتوحُ «أَنوَرَ» فُصِّلَت بِصِفاحِ
وَلَّتْ سُيوفُهُما وَبانَ قَناهُما"
"وَشَبا يَراعي غَيرُ ذاتِ بَراحِ
لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ"
"عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ
بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً"
"وَاليَومَ مَدَّ لَهُمْ يَدَ الجَرّاحِ
فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِيًا"
"يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ
وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً"
"فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ
يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ"
"وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:45

سلوا قلبى غداة سلى وثابا

سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا"
"لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ"
"فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا
وَكُنتُ إِذا سَأَلتُ القَلبَ يَومًا"
"تَوَلّى الدَمعُ عَن قَلبي الجَوابا
وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ"
"هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ:وَلّى"
"وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ: ثابا
وَلَو خُلِقَتْ قُلوبٌ مِن حَديدٍ"
"لَما حَمَلَتْ كَما حَمَلَ العَذابا
وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِمْ سُلافًا"
"وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا
وَنادَمنا الشَبابَ عَلى بِساطٍ"
"مِنَ اللَذاتِ مُختَلِفٍ شَرابا
وَكُلُّ بِساطِ عَيشٍ سَوفَ يُطوى"
"وَإِن طالَ الزَمانُ بِهِ وَطابا
كَأَنَّ القَلبَ بَعدَهُمُ غَريبٌ"
"إِذا عادَتهُ ذِكرى الأَهلِ ذابا
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي"
"كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا
أَخا الدُنيا أَرى دُنياكَ أَفعى"
"تُبَدِّلُ كُلَّ آوِنَةٍ إِهابا
وَأَنَّ الرُقطَ أَيقَظُ هاجِعاتٍ"
"وَأَترَعُ في ظِلالِ السِلمِ نابا
وَمِن عَجَبٍ تُشَيِّبُ عاشِقيها"
"وَتُفنيهِمْ وَما بَرِحَتْ كَعابا
فَمَن يَغتَرُّ بِالدُنيا فَإِنّي"
"لَبِستُ بِها فَأَبلَيتُ الثِيابا
لَها ضَحِكُ القِيانِ إِلى غَبِيٍّ"
"وَلي ضَحِكُ اللَبيبِ إِذا تَغابى
جَنَيتُ بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا"
"وَذُقتُ بِكَأسِها شَهدًا وَصابا
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ اللهِ حُكمًا"
"وَلَم أَرَ دونَ بابِ اللَهِ بابا
وَلا عَظَّمتُ في الأَشياءِ إِلا"
"صَحيحَ العِلمِ وَالأَدَبَ اللُبابا
وَلا كَرَّمتُ إِلا وَجهَ حُرٍّ"
"يُقَلِّدُ قَومَهُ المِنَنَ الرَغابا
وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً"
"وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا
فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها"
"كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا
وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخرًا"
"وَأَعطِ اللهَ حِصَّتَهُ احتِسابا
فَلَو طالَعتَ أَحداثَ اللَيالي"
"وَجَدتَ الفَقرَ أَقرَبَها انتِيابا
وَأَنَّ البِرَّ خَيرٌ في حَياةٍ"
"وَأَبقى بَعدَ صاحِبِهِ ثَوابا
وَأَنَّ الشَرَّ يَصدَعُ فاعِليهِ"
"وَلَم أَرَ خَيِّرًا بِالشَرِّ آبا
فَرِفقًا بِالبَنينَ إِذا اللَيالي"
"عَلى الأَعقابِ أَوقَعَتِ العِقابا
وَلَم يَتَقَلَّدوا شُكرَ اليَتامى"
"وَلا ادَّرَعوا الدُعاءَ المُستَجابا
عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا"
"عَواهِرَ خِشيَةً وَتُقى كِذابا
وَتُلفيهُمْ حِيالَ المالِ صُمًّا"
"إِذا داعي الزَكاةِ بِهِمْ أَهابا
لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللهِ مِنهُ"
"كَأَنَّ اللهَ لَم يُحصِ النِصابا
وَمَن يَعدِل بِحُبِّ اللهِ شَيئًا"
"كَحُبِّ المالِ ضَلَّ هَوًى وَخابا
أَرادَ اللَهُ بِالفُقَراءِ بِرًّا"
"وَبِالأَيتامِ حُبًّا وَارتِبابا
فَرُبَّ صَغيرِ قَومٍ عَلَّموهُ"
"سَما وَحَمى المُسَوَّمَةَ العِرابا
وَكانَ لِقَومِهِ نَفعًا وَفَخرًا"
"وَلَو تَرَكوهُ كانَ أَذًى وَعابا
فَعَلِّمْ ما استَطَعتَ لَعَلَّ جيلاً"
"سَيَأتي يُحدِثُ العَجَبَ العُجابا
وَلا تُرهِقْ شَبابَ الحَيِّ يَأسًا"
"فَإِنَّ اليَأسَ يَختَرِمُ الشَبابا
يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اشتِراكًا"
"وَإِن يَكُ خَصَّ أَقوامًا وَحابى
فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ"
"وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا
وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِكْ فَريقٌ"
"عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمْ غِضابا
تَعِبتُ بِأَهلِهِ لَومًا وَقَبلي"
"دُعاةُ البِرِّ قَد سَئِموا الخِطابا
وَلَو أَنّي خَطَبتُ عَلى جَمادٍ"
"فَجَرْتُ بِهِ اليَنابيعَ العِذابا
أَلَم تَرَ لِلهَواءِ جَرى فَأَفضى"
"إِلى الأَكواخِ وَاختَرَقَ القِبابا
وَأَنَّ الشَمسَ في الآفاقِ تَغشى"
"حِمى كِسرى كَما تَغشى اليَبابا
وَأَنَّ الماءَ تُروى الأُسدُ مِنهُ"
"وَيَشفي مِن تَلَعلُعِها الكِلابا
وَسَوّى اللهُ بَينَكُمُ المَنايا"
"وَوَسَّدَكُمْ مَعَ الرُسلِ التُرابا
وَأَرسَلَ عائِلاً مِنكُمْ يَتيمًا"
"دَنا مِن ذي الجَلالِ فَكانَ قابا
نَبِيُّ البِرِّ بَيَّنَهُ سَبيلاً"
"وَسَنَّ خِلالَهُ وَهَدى الشِعابا
تَفَرَّقَ بَعدَ عيسى الناسُ فيهِ"
"فَلَمّا جاءَ كانَ لَهُمْ مَتابا
وَشافي النَفسِ مِن نَزَعاتِ شَرٍّ"
"كَشافٍ مِن طَبائِعِها الذِئابا
وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلاً"
"وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا
وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى"
"أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اغتِصابا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي"
"وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ"
"إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
تَجَلّى مَولِدُ الهادي وَعَمَّتْ"
"بَشائِرُهُ البَوادي وَالقِصابا
وَأَسدَتْ لِلبَرِيَّةِ بِنتُ وَهبٍ"
"يَدًا بَيضاءَ طَوَّقَتِ الرِقابا
لَقَد وَضَعَتهُ وَهّاجًا مُنيرًا"
"كَما تَلِدُ السَماواتُ الشِهابا
فَقامَ عَلى سَماءِ البَيتِ نورًا"
"يُضيءُ جِبالَ مَكَّةَ وَالنِقابا
وَضاعَت يَثرِبُ الفَيحاءُ مِسكًا"
"وَفاحَ القاعُ أَرجاءً وَطابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري"
"بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ انتِسابا
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ"
"إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا"
"فَحينَ مَدَحتُكَ اقتَدتُ السَحابا
سَأَلتُ اللهَ في أَبناءِ ديني"
"فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا
وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ"
"إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا
كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِمْ"
"أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا
وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نورًا"
"وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُمْ حِجابا
بَنَيتَ لَهُمْ مِنَ الأَخلاقِ رُكنًا"
"فَخانوا الرُكنَ فَانهَدَمَ اضطِرابا
وَكانَ جَنابُهُمْ فيها مَهيبًا"
"وَلَلأَخلاقِ أَجدَرُ أَن تُهابا
فَلَولاها لَساوى اللَيثُ ذِئبًا"
"وَساوى الصارِمُ الماضي قِرابا
فَإِن قُرِنَت مَكارِمُها بِعِلمٍ"
"تَذَلَّلَتِ العُلا بِهِما صِعابا
وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ"
"يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:53

همت الفلك واحتواها الماء

هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ"
"وَحَداها بِمَن تُقِلُّ الرَجاءُ
ضَرَبَ البَحرُ ذو العُبابِ حَوالَيـ"
"ـها سَماءً قَد أَكبَرَتها السَماءُ
وَرَأى المارِقونَ مِن شَرَكِ الأَر"
"ضِ شِباكًا تَمُدُّها الدَأماءُ
وَجِبالاً مَوائِجًا في جِبالٍ"
"تَتَدَجّى كَأَنَّها الظَلماءُ
وَدَوِيًّا كَما تَأَهَّبَتِ الخَيـ"
"ـلُ وَهاجَت حُماتَها الهَيجاءُ
لُجَّةٌ عِندَ لُجَّةٍ عِندَ أُخرى"
"كَهِضابٍ ماجَت بِها البَيداءُ
وَسَفينٌ طَورًا تَلوحُ وَحينًا"
"يَتَوَلّى أَشباحَهُنَّ الخَفاءُ
نازِلاتٌ في سَيرِها صاعِداتٌ"
"كَالهَوادي يَهُزُّهُنَّ الحُداءُ
رَبِّ إِن شِئتَ فَالفَضاءُ مَضيقٌ"
"وَإِذا شِئتَ فَالمَضيقُ فَضاءُ
فَاِجعَلِ البَحرَ عِصمَةً وَاِبعَثِ الرَحـ"
"ـمَةَ فيها الرِياحُ وَالأَنواءُ
أَنتَ أُنسٌ لَنا إِذا بَعُدَ الإِنـ"
"ـسُ وَأَنتَ الحَياةُ وَالإِحياءُ
يَتَوَلّى البِحارَ مَهما اِدلَهَمَّت"
"مِنكَ في كُلِّ جانِبٍ لَألاءُ
وَإِذا ما عَلَت فَذاكَ قِيامٌ"
"وَإِذا ما رَغَت فَذاكَ دُعاءُ
فَإِذا راعَها جَلالُكَ خَرَّتْ"
"هَيبَةً فَهيَ وَالبِساطُ سَواءُ
وَالعَريضُ الطَويلُ مِنها كِتابٌ"
"لَكَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَثَناءُ
يا زَمانَ البِحارِ لَولاكَ لَم تُفـ"
"ـجَع بِنُعمى زَمانِها الوَجناءُ
فَقَديمًا عَن وَخدِها ضاقَ وَجهُ الـ"
"ـأَرضِ وَاِنقادَ بِالشِراعِ الماءُ
وَاِنتَهَت إِمرَةُ البِحارِ إِلى الشَر"
"قِ وَقامَ الوُجودُ فيما يَشاءُ
وَبَنَينا فَلَم نُخَلِّ لِبانٍ"
"وَعَلَونا فَلَم يَجُزنا عَلاءُ
وَمَلَكنا فَالمالِكونَ عَبيدٌ"
"وَالبَرايا بِأَسرِهِمْ أُسَراءُ
قُل لِبانٍ بَنى فَشادَ فَغالى"
"لَم يَجُز مِصرَ في الزَمانِ بِناءُ
لَيسَ في المُمكِناتِ أَن تُنقَلَ الأَجـ"
"بالُ شُمًّا وَأَن تُنالَ السَماءُ
أَجفَلَ الجِنُّ عَن عَزائِمَ فِرعَو"
"نَ وَدانَت لِبَأسِها الآناءُ
شادَ ما لَم يُشِد زَمانٌ وَلا أَنـ"
"ـشَأَ عَصرٌ وَلا بَنى بَنّاءُ
هَيكَلٌ تُنثَرُ الدِياناتُ فيهِ"
"فَهيَ وَالناسُ وَالقُرونُ هَباءُ
وَقُبورٌ تَحُطُّ فيها اللَيالي"
"وَيُوارى الإِصباحُ وَالإِمساءُ
تَشفَقُ الشَمسُ وَالكَواكِبُ مِنها"
"وَالجَديدانِ وَالبِلى وَالفَناءُ
زَعَموا أَنَّها دَعائِمُ شيدَت"
"بِيَدِ البَغيِ مِلؤُها ظَلماءُ
فَاِعذُرِ الحاسِدينَ فيها إِذا لا"
"موا فَصَعبٌ عَلى الحَسودِ الثَناءُ
دُمِّرَ الناسُ وَالرَعِيَّةُ في تَشـ"
"ـييدِها وَالخَلائِقُ الأُسَراءُ
أَينَ كانَ القَضاءُ وَالعَدلُ وَالحِكـ"
"ـمَةُ وَالرَأيُ وَالنُهى وَالذَكاءُ
وَبَنو الشَمسِ مِن أَعِزَّةِ مِصرٍ"
"وَالعُلومُ الَّتي بِها يُستَضاءُ
فَاِدَّعَوا ما اِدَّعى أَصاغِرُ آثيـ"
"ـنا وَدَعواهُمُ خَنًا وَاِفتِراءُ
وَرَأَوا لِلَّذينَ سادوا وَشادوا"
"سُبَّةً أَن تُسَخَّرَ الأَعداءُ
إِن يَكُن غَيرَ ما أَتَوهُ فَخارٌ"
"فَأَنا مِنكَ يا فَخارُ بَراءُ
لَيتَ شِعري وَالدَهرُ حَربُ بَنيهِ"
"وَأَياديهِ عِندَهُمْ أَفياءُ
ما الَّذي داخَلَ اللَيالِيَ مِنّا"
"في صِبانا وَلِلَّيالي دَهاءُ
فَعَلا الدَهرُ فَوقَ عَلياءِ فِرعَو"
"نَ وَهَمَّت بِمُلكِهِ الأَرزاءُ
أَعلَنَت أَمرَها الذِئابُ وَكانوا"
"في ثِيابِ الرُعاةِ مِن قَبلُ جاؤوا
وَأَتى كُلُّ شامِتٍ مِن عِدا المُلـ"
"ـكِ إِلَيهِم وَاِنضَمَّتِ الأَجزاءُ
وَمَضى المالِكونَ إِلّا بَقايا"
"لَهُمُ في ثَرى الصَعيدِ اِلتِجاءُ
فَعَلى دَولَةِ البُناةِ سَلامٌ"
"وَعَلى ما بَنى البُناةُ العَفاءُ
وَإِذا مِصرُ شاةُ خَيرٍ لِراعي السَ"
"ـسوءِ تُؤذى في نَسلِها وَتُساءُ
قَد أَذَلَّ الرِجالَ فَهيَ عَبيدٌ"
"وَنُفوسَ الرِجالِ فَهيَ إِماءُ
فَإِذا شاءَ فَالرِقابُ فِداهُ"
"وَيَسيرٌ إِذا أَرادَ الدِماءُ
وَلِقَومٍ نَوالُهُ وَرِضاهُ"
"وَلِأَقوامِ القِلى وَالجَفاءُ
فَفَريقٌ مُمَتَّعونَ بِمِصرٍ"
"وَفَريقٍ في أَرضِهِم غُرَباءُ
إِن مَلَكتَ النُفوسَ فَاِبغِ رِضاها"
"فَلَها ثَورَةٌ وَفيها مَضاءُ
يَسكُنُ الوَحشُ لِلوُثوبِ مِنَ الأَسـ"
"ـرِ فَكَيفَ الخَلائِقُ العُقَلاءُ
يَحسَبُ الظالِمونَ أَن سَيَسودو"
"نَ وَأَن لَن يُؤَيَّدَ الضُعَفاءُ
وَاللَيالي جَوائِرٌ مِثلَما جا"
"روا وَلِلدَهرِ مِثلَهُم أَهواءُ
لَبِثَت مِصرُ في الظَلامِ إِلى أَن"
"قيلَ ماتَ الصَباحُ وَالأَضواءُ
لَم يَكُن ذاكَ مِن عَمىً كُلُّ عَينٍ"
"حَجَبَ اللَيلُ ضَوءَها عَمياءُ
ما نَراها دَعا الوَفاءُ بَنيها"
"وَأَتاهُم مِنَ القُبورِ النِداءُ
لِيُزيحوا عَنها العِدا فَأَزاحوا"
"وَأُزيحَت عَن جَفنِها الأَقذاءُ
وَأُعيدَ المَجدُ القَديمُ وَقامَت"
"في مَعالي آبائِها الأَبناءُ
وَأَتى الدَهرُ تائِبًا بِعَظيمٍ"
"مِن عَظيمٍ آباؤُهُ عُظَماءُ
مَن كَرَمسيسَ في المُلوكِ حَديثًا"
"وَلِرَمسيسٍ المُلوكُ فِداءُ
بايَعَتهُ القُلوبُ في صُلبِ سيتي"
"يَومَ أَن شاقَها إِلَيهِ الرَجاءُ
وَاِستَعدَّ العُبّادُ لِلمَولِدِ الأَكـ"
"ـبَرِ وَاِزَّيَّنَت لَهُ الغَبراءُ
جَلَّ سيزوستَريسُ عَهدًا وَجَلَّت"
"في صِباهُ الآياتُ وَالآلاءُ
فَسَمِعنا عَنِ الصَبِيِّ الَّذي يَعـ"
"ـفو وَطَبعُ الصِبا الغَشومُ الإِباءُ
وَيَرى الناسَ وَالمُلوكَ سَواءً"
"وَهَلِ الناسُ وَالمُلوكُ سَواءُ
وَأَرانا التاريخُ فِرعَونَ يَمشي"
"لَم يَحُل دونَ بِشرِهِ كِبرِياءُ
يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضًّا"
"طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ
لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ"
"سٌ وَلا نالَهُ وَليدًا شَقاءُ
فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو"
"هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ
وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو"
"لِ تَراهُ مُستَعذَبًا وَهوَ داءُ
فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ"
"وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ
جَلَّ رَمسيسُ فِطرَةً وَتَعالى"
"شيعَةً أَن يَقودَهُ السُفَهاءُ
وَسَما لِلعُلا فَنالَ مَكانًا"
"لَم يَنَلهُ الأَمثالُ وَالنُظَراءُ
وَجُيوشٌ يَنهَضنَ بِالأَرضِ مَلكًا"
"وَلِواءٌ مِن تَحتِهِ الأَحياءُ
وَوُجودٌ يُساسُ وَالقَولُ فيهِ"
"ما يَقولُ القُضاةُ وَالحُكَماءُ
وَبِناءٌ إِلى بِناءٍ يَوَدُّ الخُلـ"
"ـدُ لَو نالَ عُمرَهُ وَالبَقاءُ
وَعُلومٌ تُحيِ البِلادَ وَبِنتا"
"هورُ فَخرُ البِلادِ وَالشُعَراءُ
إيهِ سيزوستَريسَ ماذا يَنالُ الـ"
"ـوَصفُ يَومًا أَو يَبلُغُ الإِطراءُ
كَبُرَت ذاتُكَ العَلِيَّةُ أَن تُحـ"
"ـصي ثَناها الأَلقابُ وَالأَسماءُ
لَكَ آمونُ وَالهِلالُ إِذا يَكـ"
"ـبُرُ وَالشَمسُ وَالضُحى آباءُ
وَلَكَ الريفُ وَالصَعيدُ وَتاجا"
"مِصرَ وَالعَرشُ عالِيًا وَالرِداءُ
وَلَكَ المُنشَآتُ في كُلِّ بَحرٍ"
"وَلَكَ البَرُّ أَرضُهُ وَالسَماءُ
لَيتَ لَم يُبلِكَ الزَمانُ وَلَم يَبـ"
"ـلَ لِمُلكِ البِلادِ فيكَ رَجاءُ
هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ"
"ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ بَقاءُ
لا رَعاكَ التاريخُ يا يَومَ قَمبيـ"
"ـزَ وَلا طَنطَنَت بِكَ الأَنباءُ
دارَتِ الدائِراتُ فيكَ وَنالَت"
"هَذِهِ الأُمَّةَ اليَدُ العَسراءُ
فَمُبصِرٌ مِمّا جَنَيتَ لِمِصرٍ"
"أَيُّ داءٍ ما إِن إِلَيهِ دَواءُ
نَكَدٌ خالِدٌ وَبُؤسٌ مُقيمٌ"
"وَشَقاءٌ يَجُدُّ مِنهُ شَقاءُ
يَومَ مَنفيسَ وَالبِلادُ لِكِسرى"
"وَالمُلوكُ المُطاعَةُ الأَعداءُ
يَأمُرُ السَيفُ في الرِقابِ وَيَنهى"
"وَلِمِصرٍ عَلى القَذى إِغضاءُ
جيءَ بِالمالِكِ العَزيزِ ذَليلًا"
"لَم تُزَلزِل فُؤادَهُ البَأساءُ
يُبصِرُ الآلَ إِذ يُراحُ بِهِم في"
"مَوقِفِ الذُلِّ عَنوَةً وَيُجاءُ
بِنتُ فِرعَونَ في السَلاسِلِ تَمشي"
"أَزعَجَ الدَهرُ عُريُها وَالحَفاءُ
فَكَأَن لَم يَنهَض بِهَودَجِها الدَهـ"
"ـرُ وَلا سارَ خَلفَها الأُمَراءُ
وَأَبوها العَظيمُ يَنظُرُ لَمّا"
"رُدِّيَت مِثلَما تُرَدّى الإِماءُ
أُعطِيَت جَرَّةً وَقيلَ إِلَيكِ النـ"
"ـنَهر قومي كَما تَقومُ النِساءُ
فَمَشَت تُظهِرُ الإِباءَ وَتَحمي الدَمـ"
"ـعَ أَن تَستَرِقَّهُ الضَرّاءُ
وَالأَعادي شَواخِصٌ وَأَبوها"
"بِيَدِ الخَطبِ صَخرَةٌ صَمّاءُ
فَأَرادوا لِيَنظُروا دَمعَ فِرعَو"
"نَ وَفِرعَونُ دَمعُهُ العَنقاءُ
فَأَرَوهُ الصَديقَ في ثَوبِ فَقرٍ"
"يَسأَلُ الجَمعَ وَالسُؤالُ بَلاءُ
فَبَكى رَحمَةً وَما كانَ مَن يَبـ"
"ـكي وَلَكِنَّما أَرادَ الوَفاءُ
هَكَذا المُلكُ وَالمُلوكُ وَإِن جا"
"رَ زَمانٌ وَرَوَّعَت بَلواءُ
لا تَسَلني ما دَولَةُ الفُرسِ ساءَت"
"دَولَةُ الفُرسِ في البِلادِ وَساؤوا
أُمَّةٌ هَمُّها الخَرائِبُ تُبلي"
"ها وَحَقُّ الخَرائِبِ الإِعلاءُ
سَلَبَت مِصرَ عِزَّها وَكَسَتها"
"ذِلَّةً ما لَها الزَمانَ اِنقِضاءُ
وَاِرتَوى سَيفُها فَعاجَلَها الـ"
"ـلَهُ بِسَيفٍ ما إِن لَهُ إِرواءُ
طِلبَةٌ لِلعِبادِ كانَت لِإِسكَنـ"
"ـدَرَ في نَيلِها اليَدُ البَيضاءُ
شادَ إِسكَندَرٌ لِمِصرَ بِناءً"
"لَم تَشِدهُ المُلوكُ وَالأُمَراءُ
بَلَدًا يَرحَلُ الأَنامُ إِلَيهِ"
"وَيَحُجُّ الطُلّابُ وَالحُكَماءُ
عاشَ عُمرًا في البَحرِ ثَغرَ المَعالي"
"وَالمَنارَ الَّذي بِهِ الاِهتِداءُ
مُطمَئِنًّا مِنَ الكَتائِبِ وَالكُتـ"
"ـبِ بِما يَنتَهي إِلَيهِ العَلاءُ
يَبعَثُ الضَوءَ لِلبِلادِ فَتَسري"
"في سَناهُ الفُهومُ وَالفُهَماءُ
وَالجَواري في البَحرِ يُظهِرنَ عِزَّ الـ"
"ـمُلكِ وَالبَحرُ صَولَةٌ وَثَراءُ
وَالرَعايا في نِعمَةٍ وَلِبَطلَي"
"موسَ في الأَرضِ دَولَةٌ عَلياءُ
فَقَضى اللَهُ أَن تُضَيِّعَ هَذا الـ"
"ـمُلكَ أُنثى صَعبٌ عَلَيها الوَفاءُ
تَخِذَتها روما إِلى الشَرِّ تَمهيـ"
"دًا وَتَمهيدُهُ بِأُنثى بَلاءُ
فَتَناهى الفَسادُ في هَذِهِ الأَر"
"ضِ وَجازَ الأَبالِسَ الإِغواءُ
ضَيَّعَت قَيصَرَ البَرِيَّةِ أُنثى"
"يا لَرَبّي مِمّا تَجُرُّ النِساءُ
فَتَنَت مِنهُ كَهفَ روما المُرَجّى"
"وَالحُسامَ الَّذي بِهِ الاِتِّقاءُ
قاهِرَ الخَصمِ وَالجَحافِلِ مَهما"
"جَدَّ هَولُ الوَغى وَجَدَّ اللِقاءُ
فَأَتاها مَن لَيسَ تَملُكُهُ أُنـ"
"ـثى وَلا تَستَرِقُّهُ هَيفاءُ
بَطَلُ الدَولَتَينِ حامى حِمى رو"
"ما الَّذي لا تَقودُهُ الأَهواءُ
أَخَذَ المُلكَ وَهيَ في قَبضَةِ الأَفـ"
"ـعى عَنِ المُلكِ وَالهَوى عَمياءُ
سَلَبَتها الحَياةَ فَاِعجَب لِرَقطا"
"ءَ أَراحَت مِنها الوَرى رَقطاءُ
لَم تُصِب بِالخِداعِ نُجحًا وَلَكِن"
"خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ
قَتَلَت نَفسَها وَظَنَّت فِداءً"
"صَغُرَت نَفسُها وَقَلَّ الفِداءُ
سَل كِلوبَترَةَ المُكايِدِ هَلّا"
"صَدَّها عَن وَلاءِ روما الدَهاءُ
فَبِروما تَأَيَّدَت وَبِروما"
"هِيَ تَشقى وَهَكَذا الأَعداءُ
وَلِروما المُلكُ الَّذي طالَما وا"
"فاهُ في السِرِّ نُصحُها وَالوَلاءُ
وَتَوَلَّت مِصرًا يَمينٌ عَلى المِصـ"
"رِيِّ مِن دونِ ذا الوَرى عَسراءُ
تُسمِعُ الأَرضُ قَيصَرًا حينَ تَدعو"
"وَعَقيمٌ مِن أَهلِ مِصرَ الدُعاءُ
وَيُنيلُ الوَرى الحُقوقَ فَإِن نا"
"دَتهُ مِصرٌ فَأُذنُهُ صَمّاءُ
فَاِصبِري مِصرُ لِلبَلاءِ وَأَنّى"
"لَكِ وَالصَبرُ لِلبَلاءِ بَلاءُ
ذا الَّذي كُنتِ تَلتَجينَ إِلَيهِ"
"لَيسَ مِنهُ إِلى سِواهُ النَجاءُ
رَبِّ شُقتَ العِبادَ أَزمانَ لا كُتـ"
"ـبٌ بِها يُهتَدى وَلا أَنبِياءُ
ذَهَبوا في الهَوى مَذاهِبَ شَتّى"
"جَمَعَتها الحَقيقَةُ الزَهراءُ
فَإِذا لَقَّبوا قَوِيًّا إِلَها"
"فَلَهُ بِالقُوى إِلَيكِ اِنتِهاءُ
وَإِذا آثَروا جَميلًا بِتَنزيـ"
"ـهٍ فَإِنَّ الجَمالَ مِنكِ حِباءُ
وَإِذا أَنشَئوا التَماثيلَ غُرًّا"
"فَإِلَيكِ الرُموزُ وَالإيماءُ
وَإِذا قَدَّروا الكَواكِبَ أَربا"
"بًا فَمِنكِ السَنا وَمِنكِ السَناءُ
وَإِذا أَلَّهوا النَباتَ فَمِن آ"
"ثارِ نُعماكِ حُسنُهُ وَالنَماءُ
وَإِذا يَمَّموا الجِبالَ سُجودًا"
"فَالمُرادُ الجَلالَةُ الشَمّاءُ
وَإِذا تُعبَدُ البِحارُ مَعَ الأَسـ"
"ـماكِ وَالعاصِفاتُ وَالأَنواءُ
وَسِباعُ السَماءِ وَالأَرضِ وَالأَر"
"حامُ وَالأُمَّهاتُ وَالآباءُ
لِعُلاكَ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ"
"خُضَّعٌ وَالمُؤَنَّثاتُ إِماءُ
جَمَعَ الخَلقَ وَالفَضيلَةَ سِرٌّ"
"شَفَّ عَنهُ الحِجابُ فَهوَ ضِياءُ
سَجَدَت مِصرُ في الزَمانِ لِإيزيـ"
"ـسَ النَدى مَن لَها اليَدُ البَيضاءُ
إِن تَلِ البَرَّ فَالبِلادُ نُضارٌ"
"أَو تَلِ البَحرَ فَالرِياحُ رُخاءُ
أَو تَلِ النَفسَ فَهيَ في كُلِّ عُضوٍ"
"أَو تَلِ الأُفقَ فَهيَ فيهِ ذُكاءُ
قيلَ إيزيسُ رَبَّةَ الكَونِ لَولا"
"أَن تَوَحَّدتِ لَم تَكُ الأَشياءُ
وَاِتَّخَذتِ الأَنوارَ حُجبًا فَلَم تُبـ"
"ـصِركِ أَرضٌ وَلا رَأَتكِ سَماءُ
أَنتِ ما أَظهَرَ الوُجودُ وَما أَخـ"
"ـفى وَأَنتِ الإِظهارُ وَالإِخفاءُ
لَكَ آبيسُ وَالمُحَبَّبُ أوزيـ"
"ـريسُ وَاِبناهُ كُلُّهُم أَولِياءُ
مُثِّلَت لِلعُيونِ ذاتُكِ وَالتَمـ"
"ـثيلُ يُدني مَن لا لَهُ إِدناءُ
وَاِدَّعاكِ اليونانُ مِن بَعدِ مِصرٍ"
"وَتَلاهُ في حُبِّكِ القُدَماءُ
فَإِذا قيلَ ما مَفاخِرَ مِصرٍ"
"قيلَ مِنها إيزيسُها الغَرّاءُ
رَبِّ هَذي عُقولُنا في صِباها"
"نالَها الخَوفُ وَاِستَباها الرَجاءُ
فعَشِقناكَ قَبلَ أَن تَأتِيَ الرُسـ"
"ـلُ وَقامَت بِحُبِّكَ الأَعضاءُ
وَوَصَلنا السُرى فَلَولا ظَلامُ الـ"
"ـجَهلِ لَم يَخطُنا إِلَيكِ اِهتِداءُ
وَاِتَّخَذنا الأَسماءَ شَتّى فَلَمّا"
"جاءَ موسى اِنتَهَت لَكَ الأَسماءُ
حَجَّنا في الزَمانِ سِحرًا بِسِحرٍ"
"وَاِطمَأَنَّت إِلى العَصا السُعَداءُ
وَيُريدُ الإِلَهُ أَن يُكرَمَ العَقـ"
"ـلُ وَأَلّا تُحَقَّرَ الآراءُ
ظَنَّ فِرعَونُ أَنَّ موسى لَهُ وا"
"فٍ وَعِندَ الكِرامِ يُرجى الوَفاءُ
لَم يَكُن في حِسابِهِ يَومَ رَبّى"
"أَن سَيَأتي ضِدَّ الجَزاءِ الجَزاءُ
فَرَأى اللَهُ أَن يَعِقَّ وَلِلَّـ"
"ـهِ تَفي لا لِغَيرِهِ الأَنبِياءُ
مِصرُ موسى عِندَ اِنتِماءٍ وَموسى"
"مِصرُ إِن كانَ نِسبَةٌ وَاِنتِماءُ
فَبِهِ فَخرُها المُؤَيَّدُ مَهما"
"هُزَّ بِالسَيِّدِ الكَليمِ اللِواءُ
إِن تَكُن قَد جَفَتهُ في ساعَةِ الشَكِّ"
"فَحَظُّ الكَبيرِ مِنها الجَفاءُ
خِلَّةٌ لِلبِلادِ يَشقى بِها النا"
"سُ وَتَشقى الدِيارُ وَالأَبناءُ
فَكَبيرٌ أَلّا يُصانَ كَبيرٌ"
"وَعَظيمٌ أَن يُنبَذَ العُظَماءُ
وُلِدَ الرِفقُ يَومَ مَولِدِ عيسى"
"وَالمُروءاتُ وَالهُدى وَالحَياءُ
وَاِزدَهى الكَونُ بِالوَليدِ وَضاءَت"
"بِسَناهُ مِنَ الثَرى الأَرجاءُ
وَسَرَت آيَةُ المَسيحِ كَما يَسـ"
"ـري مِنَ الفَجرِ في الوُجودِ الضِياءُ
تَملَأُ الأَرضَ وَالعَوالِمَ نورًا"
"فَالثَرى مائِجٌ بَهًا وَضّاءُ
لا وَعيدٌ لا صَولَةٌ لا اِنتِقامُ"
"لا حُسامٌ لا غَزوَةٌ لا دِماءُ
مَلَكٌ جاوَرَ التُرابَ فَلَمّا"
"مَلَّ نابَت عَنِ التُرابِ السَماءُ
وَأَطاعَتهُ في الإِلَهِ شُيوخٌ"
"خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ ضُعَفاءُ
أَذعَنَ الناسُ وَالمُلوكُ إِلى ما"
"رَسَموا وَالعُقولُ وَالعُقَلاءُ
فَلَهُم وَقفَةٌ عَلى كُلِّ أَرضٍ"
"وَعَلى كُلِّ شاطِئٍ إِرساءُ
دَخَلوا ثَيبَةً فَأَحسَنَ لُقيا"
"هُم رِجالٌ بِثيبَةٍ حُكَماءُ
فَهِموا السِرَّ حينَ ذاقوا وَسَهلٌ"
"أَن يَنالَ الحَقائِقَ الفُهَماءُ
فَإِذا الهَيكَلُ المُقَدَّسُ دَيرٌ"
"وَإِذا الدَيرُ رَونَقٌ وَبَهاءُ
وَإِذا ثَيبَةٌ لِعيسى وَمَنفيـ"
"ـسُ وَنَيلُ الثَراءِ وَالبَطحاءُ
إِنَّما الأَرضُ وَالفَضاءُ لِرَبّي"
"وَمُلوكُ الحَقيقَةِ الأَنبِياءُ
لَهُمُ الحُبُّ خالِصًا مِن رَعايا"
"هُم وَكُلُّ الهَوى لَهُم وَالوَلاءُ
إِنَّما يُنكِرُ الدِياناتِ قَومٌ"
"هُم بِما يُنكِرونَهُ أَشقِياءُ
هَرِمَت دَولَةُ القَياصِرِ وَالدَو"
"لاتُ كَالناسِ داؤُهُنَّ الفَناءُ
لَيسَ تُغني عَنها البِلادُ وَلا ما"
"لُ الأَقاليمِ إِن أَتاها النِداءُ
نالَ روما ما نالَ مِن قَبلُ آثيـ"
"ـنا وَسيمَتهُ ثَيبَةُ العَصماءُ
سُنَّةُ اللَهِ في المَمالِكِ مِن قَبـ"
"ـلُ وَمِن بَعدِ ما لِنُعمى بَقاءُ
أَظلَمَ الشَرقُ بَعدَ قَيصَرَ وَالغَر"
"بُ وَعَمَّ البَرِيَّةَ الإِدجاءُ
فَالوَرى في ضَلالِهِ مُتَمادٍ"
"يَفتُكُ الجَهلُ فيهِ وَالجُهَلاءُ
عَرَّفَ اللَهَ ضِلَّةً فَهوَ شَخصٌ"
"أَو شِهابٌ أَو صَخرَةٌ صَمّاءُ
وَتَوَلّى عَلى النُفوسِ هَوى الأَو"
"ثانِ حَتّى اِنتَهَت لَهُ الأَهواءُ
فَرَأى اللَهُ أَن تُطَهَّرَ بِالسَيـ"
"ـفِ وَأَن تَغسِلَ الخَطايا الدِماءُ
وَكَذاكَ النُفوسُ وَهيَ مِراضٌ"
"بَعضُ أَعضائِها لِبَعضٍ فِداءُ
لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن"
"شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ
وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت"
"فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ
أَشرَقَ النورُ في العَوالِمِ لَمّا"
"بَشَّرَتها بِأَحمَدَ الأَنباءُ
بِاليَتيمِ الأُمِّيِّ وَالبَشَرِ المو"
"حى إِلَيهِ العُلومُ وَالأَسماءُ
قُوَّةُ اللَهِ إِن تَوَلَّت ضَعيفًا"
"تَعِبَت في مِراسِهِ الأَقوِياءُ
أَشرَفُ المُرسَلينَ آيَتُهُ النُط"
"قُ مُبينًا وَقَومُهُ الفُصَحاءُ
لَم يَفُه بِالنَوابِغِ الغُرِّ حَتّى"
"سَبَقَ الخَلقَ نَحوَهُ البُلَغاءُ
وَأَتَتهُ العُقولُ مُنقادَةَ اللُبـ"
"ـبِ وَلَبّى الأَعوانُ وَالنُصَراءُ
جاءَ لِلناسِ وَالسَرائِرُ فَوضى"
"لَم يُؤَلِّف شَتاتُهُنّ لِواءُ
وَحِمى اللَهُ مُستَباحٌ وَشَرعُ الـ"
"ـلَهِ وَالحَقُّ وَالصَوابُ وَراءُ
فَلِجِبريلَ جَيئَةٌ وَرَواحٌ"
"وَهُبوطٌ إِلى الثَرى وَاِرتِقاءُ
يُحسَبُ الأُفقُ في جَناحَيهِ نورٌ"
"سُلِبَتهُ النُجومُ وَالجَوزاءُ
تِلكَ آيُ الفُرقانِ أَرسَلَها الـ"
"ـلَهُ ضِياءً يَهدي بِهِ مَن يَشاءُ
نَسَخَت سُنَّةَ النَبِيّينَ وَالرُسـ"
"ـلِ كَما يَنسَخُ الضِياءَ الضِياءُ
وَحَماها غُرٌّ كِرامٌ أَشِدّا"
"ءُ عَلى الخَصمِ بَينَهُم رُحَماءُ
أُمَّةٌ يَنتَهي البَيانُ إِلَيها"
"وَتَؤولُ العُلومُ وَالعُلَماءُ
جازَتِ النَجمَ وَاِطمَأَنَّت بِأُفقٍ"
"مُطمَئِنٍّ بِهِ السَنا وَالسَناءُ
كُلَّما حَثَّتِ الرِكابَ لِأَرضٍ"
"جاوَرَ الرُشدُ أَهلَها وَالذَكاءُ
وَعَلا الحَقُّ بَينَهُم وَسَما الفَضـ"
"ـلُ وَنالَت حُقوقَها الضُعَفاءُ
تَحمِلُ النَجمَ وَالوَسيلَةَ وَالميـ"
"ـزانَ مِن دينِها إِلى مَن تَشاءُ
وَتُنيلُ الوُجودَ مِنهُ نِظامًا"
"هُوَ طِبُّ الوُجودِ وَهوَ الدَواءُ
يَرجِعُ الناسُ وَالعُصورُ إِلى ما"
"سَنَّ وَالجاحِدونَ وَالأَعداءُ
فيهِ ما تَشتَهي العَزائِمُ إِن هَمـ"
"ـمَ ذَووها وَيَشتَهي الأَذكِياءُ
فَلِمَن حاوَلَ النَعيمَ نَعيمٌ"
"وَلِمَن آثَرَ الشَقاءَ شَقاءُ
أَيَرى العُجمُ مِن بَني الظِلِّ وَالما"
"ءِ عَجيبًا أَن تُنجِبَ البَيداءُ
وَتُثيرُ الخِيامُ آسادَ هَيجا"
"ءَ تَراها آسادَها الهَيجاءُ
ما أَنافَت عَلى السَواعِدِ حَتّى الـ"
"ـأَرضُ طُرًّا في أَسرِها وَالفَضاءُ
تَشهَدُ الصينُ وَالبِحارُ وَبَغدا"
"دُ وَمِصرٌ وَالغَربُ وَالحَمراءُ
مَن كَعَمرِو البِلادِ وَالضادُ مِمّا"
"شادَ فيها وَالمِلَّةُ الغَرّاءُ
شادَ لِلمُسلِمينَ رُكنًا جَسامًا"
"ضافِيَ الظِلِّ دَأبُهُ الإيواءُ
طالَما قامَتِ الخِلافَةُ فيهِ"
"فَاِطمَأَنَّت وَقامَتِ الخُلَفاءُ
وَاِنتَهى الدينُ بِالرَجاءِ إِلَيهِ"
"وَبَنو الدينِ إِذ هُمُ ضُعَفاءُ
مَن يَصُنهُ يَصُن بَقِيَّةَ عِزٍّ"
"غَيَّضَ التُركُ صَفوَهُ وَالثَواءُ
فَاِبكِ عَمَرًا إِن كُنتَ مُنصِفَ عَمرو"
"إِنَّ عُمَرًا لَنَيِّرٌ وَضّاءُ
جادَ لِلمُسلِمينَ بِالنيلِ وَالنيـ"
"ـلُ لِمَن يَقتَنيهِ أَفريقاءُ
فَهيَ تَعلو شَأنًا إِذا حُرِّرَ النيـ"
"ـلُ وَفي رِقِّهِ لَها إِزراءُ
وَاِذكُرِ الغُرَّ آلَ أَيّوبَ وَاِمدَح"
"فَمِنَ المَدحِ لِلرِجالِ جَزاءُ
هُم حُماةُ الإِسلامِ وَالنَفَرُ البيـ"
"ـضُ المُلوكُ الأَعِزَّةُ الصُلَحاءُ
كُلَّ يَومٍ بِالصالِحِيَّةِ حِصنٌ"
"وَبِبُلبَيسَ قَلعَةٌ شَمّاءُ
وَبِمِصرٍ لِلعِلمِ دارٌ وَلِلضَيـ"
"ـفانِ نارٌ عَظيمَةٌ حَمراءُ
وَلِأَعداءِ آلِ أَيّوبَ قَتلٌ"
"وَلِأَسراهُمُ قِرىً وَثَواءُ
يَعرِفُ الدينُ مَن صَلاحٌ وَيَدري"
"مَن هُوَ المَسجِدانِ وَالإِسراءُ
إِنَّهُ حِصنُهُ الَّذي كانَ حِصنًا"
"وَحُماهُ الَّذي بِهِ الاِحتِماءُ
يَومَ سارَ الصَليبُ وَالحامِلوهُ"
"وَمَشى الغَربُ قَومُهُ وَالنِساءُ
بِنُفوسٍ تَجولُ فيها الأَماني"
"وَقُلوبٍ تَثورُ فيها الدِماءُ
يُضمِرونَ الدَمارَ لِلحَقِّ وَالنا"
"سِ وَدينِ الَّذينَ بِالحَقِّ جاؤوا
وَيَهُدّونَ بِالتِلاوَةِ وَالصُلـ"
"ـبانِ ما شادَ بِالقَنا البَنّاءُ
فَتَلَقَّتهُمُ عَزائِمُ صِدقٍ"
"نُصَّ لِلدينِ بَينَهُنَّ خِباءُ
مَزَّقَت جَمعَهُم عَلى كُلِّ أَرضٍ"
"مِثلَما مَزَّقَ الظَلامَ الضِياءُ
وَسَبَت أَمرَدَ المُلوكِ فَرَدَّتـ"
"ـهُ وَما فيهِ لِلرَعايا رَجاءُ
وَلَو أَنَّ المَليكَ هيبَ أَذاهُ"
"لَم يُخَلِّصهُ مِن أَذاها الفِداءُ
هَكَذا المُسلِمونَ وَالعَرَبُ الخا"
"لونَ لا ما يَقولُهُ الأَعداءُ
فَبِهِم في الزَمانِ نِلنا اللَيالي"
"وَبِهِم في الوَرى لَنا أَنباءُ
لَيسَ لِلذُلِّ حيلَةٌ في نُفوسٍ"
"يَستَوي المَوتُ عِندَها وَالبَقاءُ
وَاِذكُرِ التُركَ إِنَّهُم لَم يُطاعوا"
"فَيَرى الناسُ أَحسَنوا أَم أَساؤوا
حَكَمَت دَولَةُ الجَراكِسِ عَنهُمُ"
"وَهيَ في الدَهرِ دَولَةٌ عَسراءُ
وَاِستَبَدَّت بِالأَمرِ مِنهُم فَبا"
"شا التُركِ في مِصرَ آلَةٌ صَمّاءُ
يَأخُذُ المالَ مِن مَواعيدَ ما كا"
"نوا لَها مُنجِزينَ فَهيَ هَباءُ
وَيَسومونَهُ الرِضا بِأُمورٍ"
"لَيسَ يَرضى أَقَلَّهُنَّ الرَضاءُ
فَيُداري لِيَعصِمَ الغَدَ مِنهُم"
"وَالمُداراةُ حِكمَةٌ وَدَهاءُ
وَأَتى النَسرُ يَنهَبُ الأَرضَ نَهبًا"
"حَولَهُ قَومُهُ النُسورُ ظِماءُ
يَشتَهي النيلَ أَن يُشيدَ عَلَيهِ"
"دَولَةً عَرضُها الثَرى وَالسَماءُ
حَلُمَت رومَةٌ بِها في اللَيالي"
"وَرَآها القَياصِرُ الأَقوِياءُ
فَأَتَت مِصرَ رُسلُهُم تَتَوالى"
"وَتَرامَت سودانَها العُلَماءُ
وَلَوِ اِستَشهَدَ الفَرَنسيسُ روما"
"لَأَتَتهُم مِن رومَةَ الأَنباءُ
عَلِمَت كُلُّ دَولَةٍ قَد تَوَلَّت"
"أَنَّنا سُمُّها وَأَنّا الوَباءُ
قاهِرُ العَصرِ وَالمَمالِكِ نابِلـ"
"ـيونُ وَلَّت قُوّادُهُ الكُبَراءُ
جاءَ طَيشًا وَراحَ طَيشًا وَمِن قَبـ"
"ـلُ أَطاشَت أُناسَها العَلياءُ
سَكَتَت عَنهُ يَومَ عَيَّرَها الأَهـ"
"ـرامُ لَكِن سُكوتُها اِستِهزاءُ
فَهيَ توحي إِلَيهِ أَن تِلكَ واتِر"
"لو فَأَينَ الجُيوشُ أَينَ اللِواءُ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:56

ريم على القاع بين البان والعلم

ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ"
"أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا"
"يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً"
"يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي"
"جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ"
"إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ"
"لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ"
"وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا"
"أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى"
"أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا"
"وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ
مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا"
"اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي
السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى"
"يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ
القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ"
"وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ
العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما"
"أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ
المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ"
"عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ
الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا"
"أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ
مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا"
"لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ
يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ"
"إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ
وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى"
"يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ
يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ"
"أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ
ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ"
"أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ"
"وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ
بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ"
"وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى"
"مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ
يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ"
"وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ
فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ"
"كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ
مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ"
"مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ
يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها"
"جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ
لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها"
"المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ
كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ"
"لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ
طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ"
"وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ
كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ"
"إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ
يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها"
"مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ
رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما"
"أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ
هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها"
"وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ"
"فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ"
"وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ
تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى"
"طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ"
"في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ
أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى"
"مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ
إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ"
"عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ
وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ"
"قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ
لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن"
"يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ
فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ"
"ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ
عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ"
"في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ
يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ"
"وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ"
"وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ"
"مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً"
"فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ"
"مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ
نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا"
"وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي
حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ"
"نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ
لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ"
"بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما"
"مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ
كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما"
"بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ
وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما"
"أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ
يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ"
"وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ"
"فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ
وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ"
"غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها"
"قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ
إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها"
"يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ
وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها"
"لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ
هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ"
"أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ
فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها"
"وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ
تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ"
"رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ"
"هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ"
"وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ
فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ"
"بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ"
"وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ"
"يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ
يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ"
"يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً"
"حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ"
"في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ
بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ"
"تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ
سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ"
"في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ"
"وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ
ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ"
"مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ
أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ"
"إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ
وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ"
"لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ
مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ"
"وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ
يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ"
"وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ
وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ"
"كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ
أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ"
"وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ"
"كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ"
"وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ"
"عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ
رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ"
"لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ"
"وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها"
"عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ"
"وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما"
"يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت"
"لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ"
"بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً"
"لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ
هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا"
"هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ
وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ"
"كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ
فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ"
"كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ
لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما"
"وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ
تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا"
"وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ
يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي"
"وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي
المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ"
"لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ
مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى"
"وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ
اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ"
"من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ"
"يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ
هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ"
"تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ"
"وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ
شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ"
"وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ
وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ"
"إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي
تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها"
"في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ
مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ"
"عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى"
"يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ
بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ"
"كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ
ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً"
"وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ
اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ"
"وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»"
"فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ»
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ"
"وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ
وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً"
"فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا"
"لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ
جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ"
"فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ
لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ"
"تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ
وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ"
"ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ
سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ"
"بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ
طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها"
"في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ
لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها"
"بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ
لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ"
"وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى"
"لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ
جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ"
"إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ
أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ"
"فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ
عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ"
"حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ
دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ"
"وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ
لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ"
"ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ
تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ"
"في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ"
"لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ
أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ"
"وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها"
"تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ
عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ"
"للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ
مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ"
"شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ
لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى"
"بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ"
"مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ"
"مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ
لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما"
"تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ
شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها"
"عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ
يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها"
"كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ
غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى"
"وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ
نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها"
"تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ
يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى"
"حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ
لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ"
"مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ
وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً"
"رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ
كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها"
"في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا"
"مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ
سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ"
"وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ"
"إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ"
"وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا"
"عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ
دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا"
"كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ
وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ"
"هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ
وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ"
"في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ
دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ"
"دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ
ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ"
"وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ
وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها"
"عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ
مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ"
"تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ
وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ"
"فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ
يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا"
"مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ
وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ"
"وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ
خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ"
"فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ
مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً"
"وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ
وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا"
"بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ
الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ"
"وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ
أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ"
"يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ
وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها"
"عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ
جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما"
"جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي
وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ"
"بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ"
"أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ
وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ"
"في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ
يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ"
"في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ
لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ"
"ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى"
"نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ
مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها"
"إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ
مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً"
"ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ
رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا"
"وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ
وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ"
"جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ"
"شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى
وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً"
"في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ
الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ"
"ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ
الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ"
"الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ
يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها"
"وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ
سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ"
"تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ
رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ"
"أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ
فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا"
"وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ"
"فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 7:57

خدعوها بقولهم حسناء


خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ
وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ
أَتُراها تَناسَت اسمِيَ لَمّا
كَثُرَت في غَرامِها الأَسماءُ
إِن رَأَتني تَميلُ عَنّي كَأَن لَم
تَكُ بَيني وَبَينَها أَشياءُ
نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ
فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ
فَفِراقٌ يَكونُ فيهِ دَواءٌ
أَو فِراقٌ يَكونُ مِنهُ الداءُ
يَومَ كُنّا وَلا تَسَل كَيفَ كُنّا
نَتَهادى مِنَ الهَوى ما نَشاءُ
وَعَلَينا مِنَ العَفافِ رَقيبٌ
تَعِبَت في مِراسِهِ الأَهواءُ
جاذَبَتني ثَوبي العصِيَّ وَقالَت
أَنتُمُ الناسُ أَيُّها الشُعَراءُ
فَاتَّقوا اللَهَ في قُلوبِ العَذارى
فَالعَذارى قُلوبُهُنَّ هَواءُ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:00

اثن عنان القلب واسلم به


اِثنِ عَنانَ القَلبِ وَاسلَم بِهِ"
"مِن رَبرَبِ الرَملِ وَمِن سِربِهِ
وَمِن تَثَنّي الغيدِ عَن بانِهِ"
"مُرتَجَّةَ الأَردافِ عَن كُثبِهِ
ظِباؤُهُ المُنكَسِراتُ الظُبا"
"يَغلِبنَ ذا اللُبِّ عَلى لُبِّهِ
بيضٌ رِقاقُ الحُسنِ في لَمحَةٍ"
"مِن ناعِمِ الدُرِّ وَمِن رَطبِهِ
ذَوابِلُ النَرجِسِ في أَصلِهِ"
"يَوانِعُ الوَردِ عَلى قُضبِهِ
زِنَّ عَلى الأَرضِ سَماءَ الدُجى"
"وَزِدنَ في الحُسنِ عَلى شُهبِهِ
يَمشينَ أَسرابًا عَلى هينَةٍ"
"مَشيَ القَطا الآمِنِ في سِربِهِ
مِن كُلِّ وَسنانٍ بِغَيرِ الكَرى"
"تَنتَبِهُ الآجالُ مِن هُدبِهِ
جَفنٌ تَلَقّى مَلَكا بابِلٍ"
"غَرائِبَ السِحرِ عَلى غَربِهِ
يا ظَبيَةَ الرَملِ وُقيتِ الهَوى"
"وَإِن سَمِعَت عَيناكِ في جَلبِهِ
وَلا ذَرَفتِ الدَمعَ يَومًا وَإِن"
"أَسرَفتِ في الدَمعِ وَفي سَكبِهِ
هَذي الشَواكي النُحلُ صِدنَ امرأً"
"مُلقى الصِبا أَعزَلَ مِن غَربِهِ
صَيّادَ آرامٍ رَماهُ الهَوى"
"بِشادِنٍ لا بُرءَ مِن حُبِّهِ
شابٌّ وَفي أَضلُعِهِ صاحِبٌ"
"خِلوٌ مِنَ الشَيبِ وَمِن خَطبِهِ
واهٍ بِجَنبي خافِقٌ كُلَّما"
"قُلتُ تَناهى لَجَّ في وَثبِهِ
لا تَنثَني الآرامُ عَن قاعِهِ"
"وَلا بَناتُ الشَوقِ عَن شِعبِهِ
حَمَّلتُهُ في الحُبِّ ما لَم يَكُن"
"لِيَحمِلَ الحُبُّ عَلى قَلبِهِ
ما خَفَّ إِلّا لِلهَوى وَالعُلا"
"أَو لِجَلالِ الوَفدِ في رَكبِهِ
أَربَعَةٌ تَجمَعُهُم هِمَّةٌ"
"يَنقُلُها الجيلُ إِلى عَقبِهِ
قِطارُهُم كَالقَطرِ هَزَّ الثَرى"
"وَزادَهُ خِصبًا عَلى خِصبِهِ
لَولا استِلامُ الخَلقِ أَرسانَهُ"
"شَبَّ فَنالَ الشَمسَ مِن عُجبِهِ
كُلُّهُمُ أَغيَرُ مِن وائِلٍ"
"عَلى حِماهُ وَعَلى شَعبِهِ
لَو قَدَروا جاؤوكُمُ بِالثَرى"
"مِن قُطبِهِ مُلكًا إِلى قُطبِهِ
وَما اعتِراضُ الحَظِّ دونَ المُنى"
"مِن هَفوَةِ المُحسِنِ أَو ذَنبِهِ
وَلَيسَ بِالفاضِلِ في نَفسِهِ"
"مَن يُنكِرُ الفَضلَ عَلى رَبِّهِ
ما بالُ قَومي اختَلَفوا بَينَهُمْ"
"في مِدحَةِ المَشروعِ أَو ثَلبِهِ
كَأَنَّهُمْ أَسرى أَحاديثُهُمْ"
"في لَيِّنِ القَيدِ وَفي صُلبِهِ
يا قَومِ هَذا زَمَنٌ قَد رَمى"
"بِالقَيدِ وَاستَكبَرَ عَن سَحبِهِ
لَو أَنَّ قَيدًا جاءَهُ مِن عَلِ"
"خَشيتُ أَن يَأتي عَلى رَبِّهِ
وَهَذِهِ الضَجَّةُ مِن ناسِهِ"
"جَنازَةُ الرِقِّ إِلى تُربِهِ
مَن يَخلَعُ النيرَ يَعِش بُرهَةً"
"في أَثَرِ النيرِ وَفي نَدبِهِ
يا نَشأَ الحَيِّ شَبابَ الحِمى"
"سُلالَةَ المَشرِقِ مِن نُجبِهِ
بَني الأُلى أَصبَحَ إِحسانُهُم"
"دارَت رَحى الفَنِّ عَلى قُطبِهِ
موسى وَعيسى نَشَآ بَينَهُم"
"في سَعَةِ الفِكرِ وَفي رُحبِهِ
وَعالَجا أَوَّلَ ما عالَجا"
"مِن عِلَلِ العالَمِ أَو طِبِّهِ
ما نَسِيَت مِصرُ لَكُم بِرَّها"
"في حازِبِ الأَمرِ وَفي صَعبِهِ
مَزَّقتُمُ الوَهمَ وَأَلِفتُمُ"
"أَهِلَّةَ اللهِ عَلى صُلبِهِ
حَتّى بَنَيتُم هَرَمًا رابِعًا"
"مِن فِئَةِ الحَقِّ وَمِن حِزبِهِ
يَومٌ لَكُم يَبقى كَبَدرٍ عَلى"
"أَنصارِ سَعدٍ وَعَلى صَحبِهِ
قَد صارَتِ الحالُ إِلى جِدِّها"
"وَانتَبَهَ الغافِلُ مِن لُعبِهِ
اللَيثُ وَالعالَمُ مِن شَرقِهِ"
"في هَيبَةِ اللَيثِ إِلى غَربِهِ
قَضى بِأَن نَبني عَلى نابِهِ"
"مُلكَ بَنينا وَعَلى خِلبِهِ
وَنَبلُغُ المَجدَ عَلى عَينِهِ"
"وَنَدخُلُ العَصرَ إِلى جَنبِهِ
وَنَصِلَ النازِلَ في سِلمِهِ"
"وَنَقطَعَ الداخِلَ في حَربِهِ
وَنَصرِفَ النيلَ إِلى رَأيِهِ"
"يَقسِمُهُ بِالعَدلِ في شِربِهِ
يُبيحُ أَو يَحمي عَلى قُدرَةٍ"
"حَقَّ القُرى وَالناسُ في عَذبِهِ
أَمرٌ عَلَيكُم أَو لَكُم في غَدٍ"
"ما ساءَ أَو ما سَرَّ مِن غَبِّهِ
لا تَستَقِلّوهُ فَما دَهرُكُم"
"بِحاتِمِ الجودِ وَلا كَعبِهِ
نَسمَعُ بِالحَقِّ وَلَم نَطَّلِع"
"عَلى قَنا الحَقِّ وَلا قُضبِهِ
يَنالُ بِاللينِ الفَتى بَعضَ ما"
"يَعجَزُ بِالشِدَّةِ عَن غَصبِهِ
فَإِن أَنِستُم فَليَكُن أُنسُكُم"
"في الصَبرِ لِلدَهرِ وَفي عَتبِهِ
وَفي احتِشامِ الأُسدِ دونَ القَذى"
"إِذا هِيَ اضطُرَّت إِلى شُربِهِ
قَد أَسقَطَ الطَفرَةَ في مُلكِهِ"
"مَن لَيسَ بِالعاجِزِ عَن قَلبِهِ
يا رُبَّ قَيدٍ لا تُحِبّونَهُ"
"زَمانُكُم لَم يَتَقَيَّد بِهِ
وَمَطلَبٍ في الظَنِّ مُستَبعَدٍ"
"كَالصُبحِ لِلناظِرِ في قُربِهِ
وَاليَأسُ لا يَجمُلُ مِن مُؤمِنٍ"
"ما دامَ هَذا الغَيبُ في حُجبِهِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:01

الله أكبر كم بالفتح من عجب


اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ"
"يا خالِدَ التُركِ جَدِّد خالِدَ العَرَبِ
صُلحٌ عَزيزٌ عَلى حَربٍ مُظَفَّرَةٍ"
"فَالسَيفُ في غِمدِهِ وَالحَقُّ في النُصُبِ
يا حُسنَ أُمنِيَّةٍ في السَيفِ ما كَذَبَتْ"
"وَطيبَ أُمنِيَّةٍ في الرَأيِ لَم تَخِبِ
خُطاكَ في الحَقِّ كانَت كُلُّها كَرَمًا"
"وَأَنتَ أَكرَمُ في حَقنِ الدَمِ السَرِبِ
حَذَوتَ حَربَ الصَلاحِيّينَ في زَمَنٍ"
"فيهِ القِتالُ بِلا شَرعٍ وَلا أَدَبِ
لَم يَأتِ سَيفُكَ فَحشاءً وَلا هَتَكَتْ"
"قَناكَ مِن حُرمَةِ الرُهبانِ وَالصُلُبِ
سُئِلتَ سِلمًا عَلى نَصرٍ فَجُدتَ بِها"
"وَلَو سُئِلتَ بِغَيرِ النَصرِ لَم تُجِبِ
مَشيئَةٌ قَبِلَتها الخَيلُ عاتِبَةٌ"
"وَأَذعَنَ السَيفُ مَطوِيًّا عَلى عَضَبِ
أَتَيتَ ما يُشبِهُ التَقوى وَإِن خُلِقَتْ"
"سُيوفُ قَومِكَ لا تَرتاحُ لِلقُرُبِ
وَلا أَزيدُكَ بِالإِسلامِ مَعرِفَةً"
"كُلُّ المُروءَةِ في الإِسلامِ وَالحَسَبِ
مَنَحتَهُم هُدنَةٌ مِن سَيفِكَ اِلتُمِسَت"
"فَهَب لَهُم هُدنَةٌ مِن رَأيِكَ الضَرِبِ
أَتاهُمُ مِنكَ في «لَوزانَ» داهِيَةٌ"
"جاءَت بِهِ الحَربُ مِن حَيّاتِها الرُقُبِ
أَصَمٌّ يَسمَعُ سِرَّ الكائِدينَ لَهُ"
"وَلا يَضيقُ بِجَهرِ المُحنَقِ الصَخِبِ
لَم تَفتَرِق شَهَواتُ القَومِ في أَرَبٍ"
"إِلا قَضى وَطَرًا مِن ذَلِكَ الأَرَبِ
تَدَرَّعَت لِلِقاءِ السِلمِ أَنقَرَةٌ"
"وَمَهَّدَ السَيفُ في «لوزانَ» لِلخُطَبِ
فَقُل لِبانٍ بِقَولٍ رُكنَ مَملَكَةٍ"
"عَلى الكَتائِبِ يُبنى المُلكُ لا الكُتُبِ
لا تَلتَمِس غَلَبًا لِلحَقِّ في أُمَمٍ"
"الحَقُّ عِندَهُمُ مَعنىً مِنَ الغَلَبِ
لا خَيرَ في مِنبَرٍ حَتّى يَكونَ لَهُ"
"عودٌ مِنَ السُمرِ أَو عودٌ مِنَ القُضُبِ
وَما السِلاحُ لِقَومٍ كُلُّ عُدَّتِهِمْ"
"حَتّى يكونوا مِنَ الأَخلاقِ في أُهُبِ
لَو كانَ في النابِ دونَ الخُلقِ مَنبَهَةٌ"
"تَساوَتِ الأُسدُ وَالذُؤبانُ في الرُتَبِ
لَم يُغنِ عَن قادَةِ اليونانَ ما حَشَدوا"
"مِنَ السِلاحِ وَما ساقوا مِنَ العُصَبِ
وَتَركُهُمْ آسِيا الصُغرى مُدَجَّجَةً"
"كَثُكنَةِ النَحلِ أَو كَالقُنفُذِ الخَشَبِ
لِلتُركِ ساعاتُ صَبرٍ يَومَ نَكبَتِهِمْ"
"كُتِبنَ في صُحُفِ الأَخلاقِ بِالذَهَبِ
مَغارِمٌ وَضَحايا ما صَرَخنَ وَلا"
"كُدِّرنَ بِالمَنِّ أَو أُفسِدنَ بِالكَذِبِ
بِالفِعلِ وَالأَثَرِ المَحمودِ تَعرِفُها"
"وَلَستَ تَعرِفُها بِاِسمٍ وَلا لَقَبِ
جُمِعنَ في اِثنَينِ مِن دينٍ وَمِن وَطَنٍ"
"جَمعَ الذَبائِحِ في اسمِ اللهِ وَالقُرَبِ
فيها حَياةٌ لِشَعبٍ لَم يَمُت خُلُقًا"
"وَمَطمَعٌ لِقَبيلٍ ناهِضٍ أَرَبِ
لَم يَطعَمِ الغُمضَ جَفَنُ المُسلِمينَ لَها"
"حَتّى انجَلى لَيلُها عَن صُبحِهِ الشَنِبِ
كُنَّ الرَجاءَ وَكُنَّ اليَأسَ ثُمَّ مَحا"
"نورُ اليَقينِ ظَلامَ الشَكِّ وَالرَيَبِ
تَلَمَّسَ التُركُ أَسبابًا فَما وَجَدوا"
"كَالسَيفِ مِن سُلَّمٍ لِلعِزِّ أَو سَبَبِ
خاضوا العَوانَ رَجاءً أَن تُبَلِّغَهُمْ"
"عَبرَ النَجاةِ فَكانَت صَخرَةَ العَطَبِ
سَفينَةُ اللَهِ لَم تُقهَر عَلى دُسُرٍ"
"في العاصِفاتِ وَلَم تُغلَب عَلى خُشُبِ
قَد أَمَّنَ اللَهُ مَجراها وَأَبدَلَها"
"بِحُسنِ عاقِبَةٍ مِن سوءِ مُنقَلَبِ
وَاختارَ رُبّانَها مِن أَهلِها فَنَجَتْ"
"مِن كَيدِ حامٍ وَمِن تَضليلِ مُنتَدَبِ
ما كانَ ماءُ «سَقارَيّا» سِوى سَقَرٍ"
"طَغَتْ فَأَغرَقَتِ الإِغريقَ في اللَهَبِ
لَمّا انبَرَت نارُها تَبغيهُمُ حَطَبًا"
"كانَت قِيادَتُهُم حَمّالَةَ الحَطَبِ
سَعَتْ بِهِمْ نَحوَكَ الآجالُ يَومَئِذٍ"
"يا ضَلَّ ساعٍ بِداعي الحَينِ مُنجَذِبِ
مَدّوا الجُسورَ فَحَلَّ اللهُ ما عَقَدوا"
"إِلا مَسالِكَ فِرعَونِيَّةَ السَرَبِ
كَربٌ تَغَشّاهُمُ مِن رَأيِ ساسَتِهِمْ"
"وَأَشأَمُ الرَأيِ ما أَلقاكَ في الكُرَبِ
هُم حَسَّنوا لِلسَوادِ البُلهِ مَملَكَةً"
"مِن لِبدَةِ اللَيثِ أَو مِن غيلِهِ الأَشِبِ
وَأَنشَؤوا نُزهَةً لِلجَيشِ قاتِلَةً"
"وَمَن تَنَزَّهَ في الآجامِ لَم يَؤُبِ
ضَلَّ الأَميرُ كَما ضَلَّ الوَزيرُ بِهِمْ"
"كِلا السَرابَينِ أَظماهُمْ وَلَم يَصُبِ
تَجاذَباهُمْ كَما شاءا بِمُختَلِفٍ"
"مِنَ الأَمانِيِّ وَالأَحلامِ مُختَلِبِ
وَكَيفَ تَلقى نَجاحًا أُمَّةٌ ذَهَبَتْ"
"حِزبَينِ ضِدَّينِ عِندَ الحادِثِ الحَزِبِ
زَحَفتَ زَحفَ أَتِيٍّ غَيرِ ذي شَفَقٍ"
"عَلى الوِهادِ وَلا رِفقٍ عَلى الهِضَبِ
قَذَفتَهُمْ بِالرِياحِ الهوجِ مُسرَجَةً"
"يَحمِلنَ أُسدَ الشَرى في البَيضِ وَاليَلَبِ
هَبَّتْ عَلَيهِمْ فَذابوا عَن مَعاقِلِهِمْ"
"وَالثَلجُ في قُلَلِ الأَجبالِ لَم يَذُبِ
لَمّا صَدَعتَ جَناحَيهِمْ وَقَلبَهُمُ"
"طاروا بِأَجنِحَةٍ شَتّى مِنَ الرُعبِ
جَدَّ الفِرارُ فَأَلقى كُلُّ مُعتَقَلٍ"
"قَناتَهُ وَتَخَلى كُلُّ مُحتَقِبِ
يا حُسنَ ما انسَحَبوا في مَنطِقٍ عَجَبٍ"
"تُدعى الهَزيمَةُ فيهِ حُسنَ مُنسَحَبِ
لَم يَدرِ قائِدُهُمْ لَمّا أَحَطَّتَ بِهِ"
"هَبَطتَ مِن صُعُدٍ أَم جِئتَ مِن صَبَبِ
أَخَذتَهُ وَهوَ في تَدبيرِ خُطَّتِهِ"
"فَلَم تَتِمَّ وَكانَت خُطَّةَ الهَرَبِ
تِلكَ الفَراسِخُ مِن سَهلٍ وَمِن جَبَلٍ"
"قَرَّبتَ ما كانَ مِنها غَيرَ مُقتَرِبِ
خَيلُ الرَسولِ مِنَ الفولاذِ مَعدِنُها"
"وَسائِرُ الخَيلِ مِن لَحمٍ وَمِن عَصَبِ
أَفي لَيالٍ تَجوبُ الراسِياتُ بِها"
"وَتَقطَعُ الأَرضَ مِن قُطْبٍ إِلى قُطُبِ
سَلِ الظَلامَ بِها أَيُّ المَعاقِلِ لَمْ"
"تَطفِر وَأَيُّ حُصونِ الرومِ لَم تَشبِ
آلَت لَئِن لَم تَرِد «أَزميرَ» لا نَزَلَت"
"ماءً سِواها وَلا حَلَّت عَلى عُشُبِ
وَالصَبرُ فيها وَفي فُرسانِها خُلُقٌ"
"تَوارَثوهُ أَبًا في الرَوعِ بَعدَ أَبِ
كَما وُلِدتُمْ عَلى أَعرافِها وُلِدَتْ"
"في ساحَةِ الحَربِ لا في باحَةِ الرَحَبِ
حَتّى طَلَعتَ عَلى «أَزميرَ» في فَلَكٍ"
"مِن نابِهِ الذِكرِ لَم يَسمُك عَلى الشُهُبِ
في مَوكِبٍ وَقَفَ التأريخُ يَعرِضُهُ"
"فَلَم يُكَذِّب وَلَم يَذمُم وَلَم يُرِبِ
يَومٌ كَبَدرٍ فَخَيلُ الحَقِّ راقِصَةٌ"
"عَلى الصَعيدِ وَخَيلُ اللهِ في السُحُبِ
غُرٌّ تُظَلِّلُها غَرّاءُ وارِفَةٌ"
"بَدرِيَّةُ العودِ وَالديباجِ وَالعَذَبِ
نَشوى مِنَ الظَفَرِ العالي مُرَنَّحَةٌ"
"مِن سَكرَةِ النَصرِ لا مِن سَكرَةِ النَصَبِ
تُذَكِّرُ الأَرضُ ما لَم تَنسَ مِن زَبَدٍ"
"كَالمِسكِ مِن جَنَباتِ السَكبِ مُنسَكِبِ
حَتّى تَعالى أَذانُ الفَتحِ فَاتَّأَدَت"
"مَشيَ المُجَلّي إِذا استَولى عَلى القَصَبِ
تَحِيَّةً أَيُّها الغازي وَتَهنِئَةً"
"بِآيَةِ الفَتحِ تَبقى آيَةُ الحِقَبِ
وَقَيِّمًا مِن ثَناءٍ لا كِفاءَ لَهُ"
"إِلا التَعَجُّبُ مِن أَصحابِكَ النُجُبِ
الصابِرينَ إِذا حَلَّ البَلاءُ بِهِمْ"
"كَاللَيثِ عَضَّ عَلى نابَيهِ في النُوَبِ
وَالجاعِلينَ سُيوفَ الهِندِ أَلسِنَهُمْ"
"وَالكاتِبينَ بِأَطرافِ القَنا السُلُبُ
لا الصَعبُ عِندَهُمُ بِالصَعبِ مَركَبُهُ"
"وَلا المُحالُ بِمُستَعصٍ عَلى الطَلَبِ
وَلا المَصائِبُ إِذ يَرمي الرِجالُ بِها"
"بِقاتِلاتٍ إِذا الأَخلاقُ لَم تُصَبِ
قُوّادُ مَعرَكَةٍ وُرّادُ مَهلَكَةٍ"
"أَوتادُ مَملَكَةٍ آسادُ مُحتَرَبِ
بَلَوتَهُمْ فَتَحَدَّث كَم شَدَدتَ بِهِمْ"
"مِن مُضمَحِلٍّ وَكَم عَمَّرتَ مِن خُرَبِ
وَكَم ثَلَمتَ بِهِمْ مِن مَعقِلٍ أَشِبٍ"
"وَكَم هَزَمتَ بِهِمْ مِن جَحفَلٍ لَجِبِ
وَكَم بَنَيتَ بِهِمْ مَجدًا فَما نَسَبوا"
"في الهَدمِ ما لَيسَ في البُنيانِ مِن صَخَبِ
مِن فَلِّ جَيشٍ وَمِن أَنقاضِ مَملَكَةٍ"
"وَمِن بَقِيَّةِ قَومٍ جِئتَ بِالعَجَبِ
أَخرَجتَ لِلناسِ مِن ذُلٍّ وَمِن فَشَلٍ"
"شَعبًا وَراءَ العَوالي غَيرَ مُنشَعِبِ
لَمّا أَتَيتَ بِبَدرٍ مِن مَطالِعِها"
"تَلَفَّتَ البَيتُ في الأَستارِ وَالحُجُبِ
وَهَشَّتِ الرَوضَةُ الفَيحاءُ ضاحِكَةً"
"إِنَّ المُنَوَّرَةَ المِسكِيَّةَ التُرُبِ
وَمَسَّتِ الدارُ أَزكى طيبِها وَأَتَتْ"
"بابَ الرَسولِ فَمَسَّتْ أَشرَفَ العُتُبِ
وَأَرَّجَ الفَتحُ أَرجاءَ الحِجازِ وَكَمْ"
"قَضى اللَيالِيَ لَم يَنعَمْ وَلَم يَطِبِ
وَازَّيَّنَت أُمَّهاتُ الشَرقِ وَاستَبَقَتْ"
"مَهارِجُ الفَتحِ في المُؤشِيَّةِ القُشُبِ
هَزَّت دِمَشقُ بَني أَيّوبَ فَانتَبِهوا"
"يَهنَئونَ بَني حَمدانَ في حَلَبِ
وَمُسلِمو الهِندِ وَالهِندوسُ في جَذَلٍ"
"وَمُسلِمو مِصرَ وَالأَقباطُ في طَرَبِ
مَمالِكٌ ضَمَّها الإِسلامُ في رَحِمٍ"
"وَشيجَةٍ وَحَواها الشَرقُ في نَسَبِ
مِن كُلِّ ضاحِيَةٍ تَرمي بِمُكتَحَلٍ"
"إِلى مَكانِكَ أَو تَرمي بِمُختَضَبِ
تَقولُ لَولا الفَتى التُركِيُّ حَلَّ بِنا"
"يَومٌ كَيَومِ يَهودٍ كانَ عَن كَثَبِ

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:03

لمن ذلك الملك الذى عز جانبه


لِمَن ذَلِكَ المُلكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ"
"لَقَد وَعَظَ الأَملاكَ وَالناسَ صاحِبُه
أَمُلكُكَ يا داوُدُ وَالمَلكُ الَّذي"
"يَغارُ عَلَيهِ وَالَّذي هُوَ واهِبُه
أَرادَ بِهِ أَمرًا فَجَلَّت صُدورُهُ"
"فَأَتبَعَهُ لُطفًا فَجَلَّت عَواقِبُه
رَمى وَاِستَرَدَّ السَهمَ وَالخَلقُ غافِلٌ"
"فَهَل يَتَّقيهِ خَلقُهُ أَو يُراقِبُه
أَيَبطُلُ عيدُ الدَهرِ مِن أَجلِ دُمَّلٍ"
"وَتَخبو مَجاليهِ وَتُطوى مَواكِبُه
وَيَرجِعُ بِالقَلبِ الكَسيرِ وُفودُهُ"
"وَفيهِم مَصابيحُ الوَرى وَكَواكِبُه
وَتَسمو يَدُ الدَهرِ اِرتِجالًا بِبَأسِها"
"إِلى طُنُبِ الأَقواسِ وَالنَصرُ ضارِبُه
وَيَستَغفِرُ الشَعبُ الفَخورُ لِرَبِّهِ"
"وَيَجمَعُ مِن ذَيلِ المَخيلَةِ ساحِبُه
وَيُحجَبُ رَبُّ العيدِ ساعَةَ عيدِهِ"
"وَتَنقُصُ مِن أَطرافِهِنَّ مَآرِبُه
أَلا هَكَذا الدُنيا وَذَلِكَ وُدُّها"
"فَهَلّا تَأَتّى في الأَمانِيِّ خاطِبُه
أَعَدَّ لَها إِدوَردُ أَعيادَ تاجِهِ"
"وَما في حِسابِ اللهِ ما هُوَ حاسِبُه
مَشَت في الثَرى أَنباؤُها فَتَساءَلَت"
"مَشارِقُهُ عَن أَمرِها وَمَغارِبُه
وَكاثَرَ في البَرِّ الحَصى مَن يَجوبُهُ"
"وَكاثَرَ مَوجَ في البَحرِ راكِبُه
إِلى مَوكِبٍ لَم تُخرِجِ الأَرضُ مِثلَهُ"
"وَلَن يَتهادى فَوقَها ما يُقارِبُه
إِذا سارَ فيهِ سارَتِ الناسُ خَلفَهُ"
"وَشَدَّت مَغاويرَ المُلوكِ رَكائِبُه
تُحيطُ بِهِ كَالنَملِ في البَرِّ خَيلُهُ"
"وَتَملَأُ آفاقَ البِحارِ مَراكِبُه
نِظامُ المَجالي وَالمَواكِبِ حَلَّهُ"
"زَمانٌ وَشيكٌ رَيبُهُ وَنَوائِبُه
فَبَينا سَبيلُ القَومِ أَمنٌ إِلى المُنى"
"إِذا هُوَ خَوفٌ في الظُنونِ مَذاهِبُه
إِذا جَاءَتِ الأَعيادُ في كُلِّ مَسمَعٍ"
"تَجوبُ الثَرى شَرقًا وَغَربًا جَوائِبُه
رَجاءٌ فَلَم يَلبُث فَخَوفٌ فَلَم يَدُم"
"سَلِ الدَهرَ أَيُّ الحادِثَينِ عَجائِبُه
فيا لَيتَ شِعري أَينَ كانَت جُنودُهُ"
"وَكَيفَ تَراخَت في الفِداءِ قَواضِبُه
وَرُدَّت عَلى أَعقابِهِنَّ سَفينُهُ"
"وَما رَدَّها في البَحرِ يَومًا مُحارِبُه
وَكَيفَ أَفاتَتهُ الحَوادِثُ طِلبَةً"
"وَما عَوَّدتَهُ أَن تَفوتَ رَغائِبُه
لَكَ المُلكُ يا مَن خَصَّ بِالعِزِّ ذاتَهُ"
"وَمَن فَوقَ آرابَ المُلوكِ مَآرِبُه
فَلا عَرشَ إِلّا أَنتَ وارِثُ عِزِّهِ"
"وَلا تاجَ إِلّا أَنتَ بِالحَقِّ كاسِبُه
وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي أَنتَ نورُهُ"
"وَمِنكَ أَياديهِ وَمِنكَ مَناقِبُه
تُؤامِنُ مِن خَوفٍ بِهِ كُلُّ غالِبٍ"
"عَلى أَمرِهِ في الأَرضِ وَالداءُ غالِبُه
سَلوا صاحِبَ المُلكَينِ هَل مَلَك القُوى"
"وَأُسدُ الشَرى تَعنو لَهُ وَتُحارِبُه
وَهَل رَفَعَ الداءَ العُضالَ وَزيرُهُ"
"وَهَل حَجَبَ البابَ المُمَنَّعَ حاجِبُه
وَهَل قَدَّمَت إِلّا دُعاةً شُعوبُهُ"
"وَساعَفَ إِلّا بِالصَلاةِ أَقارِبُه
هُنالِكَ كانَ العِلمُ يُبلي بَلاءَهُ"
"وَكانَ سِلاحُ النَفسِ تُغني تَجارِبُه
كَريمُ الظُبا لا يَقرُبُ الشَرَّ حَدُّهُ"
"وَفي غَيرِهِ شَرُّ الوَرى وَمَعاطِبُه
إِذا مَرَّ نَحوَ المَرءِ كانَ حَياتَهُ"
"كَإِصبَعِ عيسى نَحوَ مَيتٍ يُخاطِبُه
وَأَيسَرُ مِن جُرحِ الصُدودِ فِعالُهُ"
"وَأَسهَلُ مِن سَيفِ اللِحاظِ مَضارِبُه
عَجيبٌ يُرَجّى مِشرَطًا أَو يَهابُهُ"
"مَنِ الغَربُ راجيهِ مَنِ الشَرقُ هائِبُه
فَلَو تُفتَدى بِالبيضِ وَالسُمرِ فِديَةٌ"
"لَأَلقَت قَناها في البِلادِ كَتائِبُه
وَلَو أَنَّ فَوقَ العِلمِ تاجًا لَتَوَّجوا"
"طَبيبًا لَهُ بِالأَمسِ كانَ يُصاحِبُه
فَآمَنتُ بِاللهِ الَّذي عَزَّ شَأنُهُ"
"وَآمَنتُ بِالعِلمِ الَّذي عَزَّ طالِبُه

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:04

أنادى الرسم لو ملك الجوابا


أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا"
"وَأُجزيهِ بِدَمعِيَ لَو أَثابا
وَقَلَّ لِحَقِّهِ العَبَراتُ تَجري"
"وَإِن كانَت سَوادَ القَلبِ ذابا
سَبَقنَ مُقَبِّلاتِ التُربِ عَنّي"
"وَأَدَّينَ التَحِيَّةَ وَالخِطابا
فَنَثري الدَمعَ في الدِمَنِ البَوالي"
"كَنَظمي في كَواعِبِها الشَبابا
وَقَفتُ بِها كَما شاءَت وَشاؤوا"
"وُقوفًا عَلَّمَ الصَبرَ الذِهابا
لَها حَقٌّ وَلِلأَحبابِ حَقٌّ"
"رَشَفتُ وِصالَهُمْ فيها حَبابا
وَمَن شَكَرَ المَناجِمَ مُحسِناتٍ"
"إِذا التِبرُ انجَلى شَكَرَ التُرابا
وَبَينَ جَوانِحي وافٍ أُلوفٌ"
"إِذا لَمَحَ الدِيارَ مَضى وَثابا
رَأى مَيلَ الزَمانِ بِها فَكانَت"
"عَلى الأَيّامِ صُحبَتُهُ عِتابا
وَداعًا أَرضَ أَندَلُسٍ وَهَذا"
"ثَنائي إِن رَضيتِ بِهِ ثَوابا
وَما أَثنَيتُ إِلّا بَعدَ عِلمٍ"
"وَكَم مِن جاهِلٍ أَثنى فَعابا
تَخِذتُكِ مَوئِلًا فَحَلَلتُ أَندى"
"ذُرًا مِن وائِلٍ وَأَعَزَّ غابا
مُغَرِّبُ آدَمٍ مِن دارِ عَدنٍ"
"قَضاها في حِماكِ لِيَ اغتِرابا
شَكَرتُ الفُلكَ يَومَ حَوَيتِ رَحلي"
"فَيا لِمُفارِقٍ شَكَرَ الغُرابا
فَأَنتِ أَرَحتِني مِن كُلِّ أَنفٍ"
"كَأَنفِ المَيتِ في النَزعِ انتِصابا
وَمَنظَرِ كُلِّ خَوّانٍ يَراني"
"بِوَجهٍ كَالبَغِيِّ رَمى النِقابا
وَلَيسَ بِعامِرٍ بُنيانُ قَومٍ"
"إِذا أَخلاقُهُمْ كانَت خَرابا
أَحَقٌّ كُنتِ لِلزَهراءِ ساحًا"
"وَكُنتِ لِساكِنِ الزاهي رِحابا
وَلَم تَكُ جَورُ أَبهى مِنكِ وَردًا"
"وَلَم تَكُ بابِلٌ أَشهى شَرابا
وَأَنَّ المَجدَ في الدُنيا رَحيقٌ"
"إِذا طالَ الزَمانُ عَلَيهِ طابا
أولَئِكَ أُمَّةٌ ضَرَبوا المَعالي"
"بِمَشرِقِها وَمَغرِبِها قِبابا
جَرى كَدَرًا لَهُم صَفوُ اللَيالي"
"وَغايَةُ كُلِّ صَفوٍ أَن يُشابا
مَشَيِّبَةُ القُرونِ أُديلَ مِنها"
"أَلَم تَرَ قَرنَها في الجَوِّ شابا
مُعَلَّقَةٌ تَنَظَّرُ صَولَجانًا"
"يَخُرُّ عَنِ السَماءِ بِها لِعابا
تُعَدُّ بِها عَلى الأُمَمِ اللَيالي"
"وَما تَدري السِنينَ وَلا الحِسابا
وَيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأسٍ"
"كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَومًا"
"إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني"
"عَلَيهِ أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي"
"إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا
وَقَد سَبَقَت رَكائِبِيَ القَوافي"
"مُقَلَّدَةً أَزِمَّتَها طِرابا
تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي"
"وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا
وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجًا"
"عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقًا عُجابا
هَدانا ضَوءُ ثَغرِكَ مِن ثَلاثٍ"
"كَما تَهدي المُنَوَّرَةُ الرِكابا
وَقَد غَشِي المَنارُ البَحرَ نورًا"
"كَنارِ الطورِ جَلَّلَتِ الشِعابا
وَقيلَ الثَغرُ فَاتَّأَدَت فَأَرسَت"
"فَكانَت مِن ثَراكَ الطُهرِ قابا
فَصَفحًا لِلزَمانِ لِصُبحِ يَومٍ"
"بِهِ أَضحى الزَمانُ إِلَيَّ ثابا
وَحَيّا اللَهُ فِتيانًا سِماحًا"
"كَسَوا عِطفَيَّ مِن فَخرٍ ثِيابا
مَلائِكَةٌ إِذا حَفّوكَ يَومًا"
"أَحَبَّكَ كُلُّ مَن تَلقى وَهابا
وَإِن حَمَلَتكَ أَيديهِمْ بُحورًا"
"بَلَغتَ عَلى أَكُفِّهِمُ السَحابا
تَلَقَّوني بِكُلِّ أَغَرَّ زاهٍ"
"كَأَنَّ عَلى أَسِرَّتِهِ شَهابا
تَرى الإيمانَ مُؤتَلِقًا عَلَيهِ"
"وَنورَ العِلمِ وَالكَرَمَ اللُبابا
وَتَلمَحُ مِن وَضاءَةِ صَفحَتَيهِ"
"مُحَيّا مِصرَ رائِعَةً كَعابا
وَما أَدَبي لِما أَسدَوهُ أَهلٌ"
"وَلَكِن مَن أَحَبَّ الشَيءَ حابى
شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا"
"مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى"
"يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ"
"يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها"
"وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ"
"أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا"
"بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا"
"مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ"
"وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا
أُصيبَ مِنَ التُجارِ بِكُلِّ ضارٍ"
"أَشَدَّ مِنَ الزَمانِ عَلَيهِ نابا
يَكادُ إِذا غَذاهُ أَو كَساهُ"
"يُنازِعُهُ الحَشاشَةَ وَالإِهابا
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ"
"وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا"
"زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا"
"فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن"
"كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا"
"وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً"
"إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ"
"وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:08

أنا من بدل بالكتب الصحابا


أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا"
"لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا
صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ"
"لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني"
"وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا
صُحبَةٌ لَم أَشكُ مِنها ريبَةً"
"وَوِدادٌ لَم يُكَلِّفني عِتابا
رُبَّ لَيلٍ لَم نُقَصِّر فيهِ عَن"
"سَمَرٍ طالَ عَلى الصَمتِ وَطابا
كانَ مِن هَمِّ نَهاري راحَتي"
"وَنَدامايَ وَنَقلِيَ وَالشَرابا
إِن يَجِدني يَتَحَدَّث أَو يَجِد"
"مَلَلاً يَطوي الأَحاديثَ اقتِضابا
تَجِدُ الكُتبَ عَلى النَقدِ كَما"
"تَجِدُ الإِخوانَ صِدقًا وَكِذابا
فَتَخَيَّرها كَما تَختارُهُ"
"وَادَّخِر في الصَحبِ وَالكُتبِ اللُبابا
صالِحُ الإِخوانِ يَبغيكَ التُقى"
"وَرَشيدُ الكُتبِ يَبغيكَ الصَوابا
غالِ بِالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ"
"مِن كِتابِ اللهِ في الإِجلالِ قابا
قَلِّبِ الإِنجيلَ وَانظُر في الهُدى"
"تَلقَ لِلتاريخِ وَزنًا وَحِسابا
رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ"
"بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا
وَاطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً"
"تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا
عاشَ خَلقٌ وَمَضَوا ما نَقَصوا"
"رُقعَةَ الأَرضِ وَلا زادوا التُرابا
أَخَذَ التاريخُ مِمّا تَرَكوا"
"عَمَلاً أَحسَنَ أَو قَولاً أَصابا
وَمِنَ الإِحسانِ أَو مِن ضِدِّهِ"
"نَجَحَ الراغِبُ في الذِكرِ وَخابا
مَثَلُ القَومِ نَسوا تاريخَهُمْ"
"كَلَقيطٍ عَيَّ في الناسِ انتِسابا
أَو كَمَغلوبٍ عَلى ذاكِرَةٍ"
"يَشتَكي مِن صِلَةِ الماضي انقِضابا
يا أَبا الحُفّاظِ قَد بَلَّغتَنا"
"طِلبَةً بَلَّغَكَ اللَهُ الرِغابا
لَكَ في الفَتحِ وَفي أَحداثِهِ"
"فَتَحَ اللهُ حَديثًا وَخِطابا
مَن يُطالِعهُ وَيَستَأنِس بِهِ"
"يَجِدِ الجِدَّ وَلا يَعدَمْ دِعابا
صُحُفٌ أَلَّفَتها في شِدَّةٍ"
"يَتَلاشى دونَها الفِكرُ انتِهابا
لُغَةُ الكامِلِ في استِرسالِهِ"
"وَابنُ خَلدونَ إِذا صَحَّ وَصابا
إِنَّ لِلفُصحى زِمامًا وَيَدًا"
"تَجنِبُ السَهلَ وَتَقتادُ الصَعابا
لُغَةُ الذِكرِ لِسانُ المُجتَبى"
"كَيفَ تَعيا بِالمُنادينَ جَوابا
كُلُّ عَصرٍ دارُها إِنْ صادَفَتْ"
"مَنزِلاً رَحبًا وَأَهلاً وَجَنابا
اِئتِ بِالعُمرانِ رَوضًا يانِعًا"
"وَادعُها تَجرِ يَنابيعَ عِذابا
لا تَجِئها بِالمَتاعِ المُقتَنى"
"سَرَقًا مِن كُلِّ قَومٍ وَنِهابا
سَل بِها أَندَلُسًا هَل قَصَّرَت"
"دونَ مِضمارِ العُلا حينَ أَهابا
غُرِسَت في كُلِّ تُربٍ أَعجَمٍ"
"فَزَكَت أَصلاً كَما طابَت نِصابا
وَمَشَت مِشيَتَها لَم تَرتَكِب"
"غَيرَ رِجلَيها وَلَم تَحجِل غُرابا
إِنَّ عَصرًا قُمتَ تَجلوهُ لَنا"
"لَبِسَ الأَيّامَ دَجنًا وَضَبابا
المَماليكُ تَمَشّى ظُلمُهُمْ"
"ظُلُماتٍ كَدُجى اللَيلِ حِجابا
كُلُّهُمْ كافورُ أَو عَبدُ الخَنا"
"غَيرَ أَنَّ المُتَنَبّي عَنهُ خابا
وَلِكُلٍّ شيعَةٌ مِن جِنسِهِ"
"إِنَّ لِلشَرِّ إِلى الشَرِّ انجِذابا
ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها"
"غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا
زيدَتِ الأَخلاقُ فيهِ حائِطًا"
"فَاحتَمى فيها رِواقًا وَقِبابا
وَتَرى الأَعزالَ مِن أَشياخِهِ"
"صَيَّروهُ بِسِلاحِ الحَقِّ غابا
قَسَمًا لَولاهُ لَم يَبقَ بِها"
"رَجُلٌ يَقرَأُ أَو يَدري الكِتابا
حَفِظَ الدينَ مَلِيًّا وَمَضى"
"يُنقِذُ الدُنيا فَلَم يَملِك ذَهابا
أوذِيَت هَيبَتُهُ مِن عَجزِهِ"
"وَقُصارى عاجِزٍ أَلا يُهابا
لَم تُغادِر قَلَمًا في راحَةٍ"
"دَولَةٌ ما عَرَفَت إِلا الحِرابا
أَقعَدَ اللَهُ الجَبرَتِيَّ لَها"
"قَلَمًا عَن غائِبِ الأَقلامِ نابا
خَبَّأَ الشَيخُ لَها في رُدنِهِ"
"مِرقَمًا أَدهى مِنَ الصِلِّ انسِيابا
مَلِكٌ لَم يُغضِ عَن سَيِّئَةٍ"
"يا لَهُ مِن مَلَكٍ يَهوى السِبابا
لا يَراهُ الظُلمُ في كاهِلِهِ"
"وَهوَ يَكوي كاهِلَ الظُلمِ عِقابا
صُحُفُ الشَيخِ وَيَومِيّاتُهُ"
"كَزَمانِ الشَيخِ سُقمًا وَاضطِرابا
مِن حَواشٍ كَجَليدٍ لَم يَذُب"
"وَفُصولٍ تُشبِهُ التِبرَ المُذابا
وَالجَبَرتِيُّ عَلى فِطنَتِهِ"
"مَرَّةً يَغبى وَحينًا يَتَغابى
مُنصِفٌ ما لَم يَرُض عاطِفَةً"
"أَو يُعالِجُ لِهَوى النَفسِ غِلابا
وَإِذا الحَيُّ تَوَلّى بِالهَوى"
"سيرَةَ الحَيِّ بَغى فيها وَحابى
وَقعَةُ الأَهرامِ جَلَّت مَوقِعًا"
"وَتَعالَت في المَغازي أَن تُرابا
عِظَةُ الماضي وَمُلقى دَرسِهِ"
"لِعُقولٍ تَجعَلُ الماضي مَثابا
مِن بَناتِ الدَهرِ إِلا أَنَّها"
"تَنشُرُ الدَهرَ وَتَطويهِ كَعابا
وَمِنَ الأَيّامِ ما يَبقى وَإِن"
"أَمعَنَ الأَبطالُ في الدَهرِ احتِجابا
هِيَ مِن أَيِّ سَبيلٍ جِئتَها"
"غايَةٌ في المَجدِ لا تَدنو طِلابا
اُنظُرِ الشَرقَ تَجِدها صَرَّفَت"
"دَولَةَ الشَرقِ استِواءً وَانقِلابا
جَلَبَت خَيرًا وَشَرًّا وَسَقَت"
"أُمَمًا في مَهدِهِم شُهدًا وَصابا
في تصيبينَ لَبِسنا حُسنَها"
"وَعَلى التَلِّ لَبِسناها مَعابا
إِنَّ سِربًا زَحَفَ النَسرُ بِهِ"
"قَطَعَ الأَرضَ بِطاحًا وَهِضابا
إِن تَرامَت بَلَدًا عِقبانُهُ"
"خَطَفَت تاجًا وَاصطادَت عُقابا
شَهِدَ الجَيزِيُّ مِنهُم عُصبَةً"
"لَبِسوا الغارَ عَلى الغارِ اغتِصابا
كَذِئابِ القَفرِ مِن طولِ الوَغى"
"وَاختِلافِ النَقعِ لَونًا وَإِهابا
قادَهُمْ لِلفَتحِ في الأَرضِ فَتًى"
"لَو تَأَنّى حَظَّهُ قادَ الصَحابا
غَرَّتِ الناسَ بِهِ نَكبَتُهُ"
"جَمَعَ الجُرحُ عَلى اللَيثِ الذُبابا
بَرَزَت بِالمَنظَرِ الضاحي لَهُمْ"
"فَيلَقٌ كَالزَهرِ حُسنًا وَالتِهابا
حُلِّيَ الفُرسانُ فيها جَوهَرًا"
"وَجَلالُ الخَيلِ دُرًّا وَذَهابا
في سِلاحٍ كَحُلِيِّ الغيدِ ما"
"لَمَسَت طَعنًا وَلا مَسَّت ضِرابا
طَرِحَت مِصرٌ فَكانَت مومِيا"
"بَينَ لِصَّينِ أَراداها جُذابا
نالَها الأَعرَضُ ظَفَرًا مِنهُما"
"مِن ذِئابِ الحَربِ وَالأَطوَلُ نابا
وَبَنو الوادي رِجالاتُ الحِمى"
"وَقَفوا مِن ساقِهِ الجَيشَ ذُنابى
مَوقِفَ العاجِزِ مِن حِلفِ الوَغى"
"يَحرُسُ الأَحمالَ أَو يَسقي مُصابا

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:10

أعدت الراحة الكبرى لمن تعبا


أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا"
"وَفازَ بِالحَقِِّ مَن يَألُهُ طَلَبا
وَما قَضَت مِصرُ مِن كُلٍّ لُبانَتَها"
"حَتَّى تَجُرَّ ذُيولَ الغِبطَةِ القُشُبا
في الأَمرِ ما فيهِ مِن جِدٍّ فَلا تَقِفوا"
"مِن واقِعٍ جَزَعًا أَو طائِرٍ طَرَبا
لا تُثبِتُ العَينُ شَيئًا أَو تُحَقِِّقُهُ"
"إِذا تَحَيَّرَ فيها الدَمعُ وَاضطَرَبا
وَالصُبحُ يُظلِمُ في عَينَيكِ ناصِعُهُ"
"إِذا سَدَلتَ عَلَيكَ الشَكَّ وَالرِيَبا
إِذا طَلَبتَ عَظيمًا فَاصبِرَنَّ لَهُ"
"أَو فَاحشُدَنَّ رِماحَ الخَطِِّ وَالقُضُبا
وَلا تُعِدَّ صَغيراتِ الأُمورِ لَهُ"
"إِنَّ الصَغائِرَ لَيسَت لِلعُلا أُهُبا
وَلَن تَرى صُحبَةً تُرضى عَواقِبُها"
"كَالحَقِِّ وَالصَبرِ في أَمرٍ إِذا اصطَحَبا
إِنَّ الرِجالَ إِذا ما أُلجِئوا لَجَؤوا"
"إِلى التَعاوُنِ فيما جَلَّ أَو حَزَبا
لا رَيبَ أَنَّ خُطا الآمالِ واسِعَةٌ"
"وَأَنَّ لَيلَ سُراها صُبحُهُ اقتَرَبا
وَأَنَّ في راحَتَي مِصرٍ وَصاحِبِها"
"عَهدًا وَعَقدًا بِحَقٍّ كانَ مُغتَصَبا
قَد فَتَّحَ اللهُ أَبوابًا لَعَلَّ لَنا"
"وَراءَها فُسَحَ الآمالِ وَالرُحُبا
لَولا يَدُ اللهِ لَم نَدفَع مَناكِبَها"
"وَلَم نُعالِج عَلى مِصراعِها الأَرَبا
لا تَعدَمُ الهِمَّةُ الكُبرى جَوائِزَها"
"سِيَّانِ مَن غَلَبَ الأَيَّامَ أَو غُلِبا
وَكُلُّ سَعيٍ سَيَجزي اللهُ ساعِيَهُ"
"هَيهاتَ يَذهَبُ سَعيَ المُحسِنينَ هَبا
لَم يُبرِمِ الأَمرَ حَتَّى يَستَبينَ لَكُم"
"أَساءَ عاقِبَةً أَم سَرَّ مُنقَلَبا
نِلتُم جَليلًا وَلا تُعطونَ خَردَلَةً"
"إِلّا الذي دَفَعَ الدُستورُ أَو جَلَبا
تَمَهَّدَت عَقَباتٌ غَيرُ هَيِّنَةٍ"
"تَلقى رُكابُ السُرى مِن مِثلِها نَصَبا
وَأَقبَلَت عَقَباتٌ لا يُذَلِِّلُها"
"في مَوقِفِ الفَصلِ إِلّا الشَعبُ مُنتَخَبا
لَهُ غَدًا رَأيُهُ فيها وَحِكمَتُهُ"
"إِذا تَمَهَّلَ فَوقَ الشَوكِ أَو وَثَبا
كَم صَعَّبَ اليَومُ مِن سَهلٍ هَمَمتَ بِهِ"
"وَسَهَّلَ الغَدُ في الأَشياءِ ما صَعُبا
ضُمُّوا الجُهودَ وَخَلوُها مُنَكَّرَةً"
"لا تَملَؤوا الشَدقَ مِن تَعريفِها عَجَبا
أَفي الوَغى وَرَحى الهَيجاءِ دائِرَةٌ"
"تُحصونَ مَن ماتَ أَو تُحصونَ ما سُلِبا
خَلُّوا الأَكاليلَ لِلتأريخِ إِنَّ لَهُ"
"يَدًا تُؤَلِِّفُها دُرًّا وَمَخشَلَبا
أَمرُ الرِجالِ إِلَيهِ لا إِلى نَفَرٍ"
"مِن بَينِكُم سَبَقَ الأَنباءَ وَالكُتُبا
أَملى عَلَيهِ الهَوى وَالحِقدُ فَاندَفَعَت"
"يَداهُ تَرتَجِلانِ الماءَ وَاللَهَبا
إِذا رَأَيتَ الهَوى في أُمَّةٍ حَكَمًا"
"فَاحكُم هُنالِكَ أَنَّ العَقلَ قَد ذَهَبا
قالوا الحِمايَةُ زالَت قُلتُ لا عَجَبٌ"
"بَل كانَ باطِلُها فيكُم هُوَ العَجَبا
رَأسُ الحِمايَةِ مَقطوعٌ فَلا عَدِمَت"
"كِنانَةُ اللهِ حَزمًا يَقطَعُ الذَنَبا
لَو تَسأَلونَ (أَلِنبي) يَومَ جَندَلَها"
"بِأَيِِّ سَيفٍ عَلى يافوخِها ضَرَبا
أَبا الذي جَرَّ يَومَ السِلمِ مُتَّشِحًا"
"أَم بِالذي هَزَّ يَومَ الحَربِ مُختَضِبا
أَم بِالتَكاتُفِ حَولَ الحَقِِّ في بَلَدٍ"
"مِن أَربَعينَ يُنادي الوَيلَ وَالحَرَبا
يا فاتِحَ القُدسِ خَلِِّ السَيفَ ناحِيَةً"
"لَيسَ الصَليبُ حَديدًا كانَ بَل خَشَبا
إِذا نَظَرتَ إِلى أَينَ انتَهَت يَدُهُ"
"وَكَيفَ جاوَزَ في سُلطانِهِ القُطُبا
عَلِمتَ أَنَّ وَراءَ الضَعفِ مَقدِرَةً"
"وَأَنَّ لِلحَقِِّ لا لِلقُوَّةِ الغَلَبا

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:12

أداري العيون الفاترات السواجيا

أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا"
"وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا
قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ"
"مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا
وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ"
"فَكانَت صِحاحًا في القُلوبِ مَواضِيا
حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ"
"إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا
وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ"
"أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا
صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحًا"
"وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا
وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ"
"كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا
وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ"
"كَخَصرِكِ بَينَ النَهدِ وَالرِدفِ واهِيا
وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى"
"عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا
يَرومونَ سُلوانًا لِقَلبي يُريحُهُ"
"وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا
وَما العِشقُ إِلا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ"
"كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا
مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:12

أيها العمــال


أَيِّها العُمِّالُ أَفنوا الـ"
"ـعُمرَ كَدًّا وَاكتِسابا
وَاعمُروا الأَرضَ فَلَو لا"
"سَعيُكُم أَمسَت يَبابا
إِنِّ لي نُصحًا إِلَيكُمْ"
"إِن أَذِنتُم وَعِتابا
في زَمانٍ غَبِيَ النا"
"صِحُ فيهِ أَو تَغابى
أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ"
"خَلَّدوا هَذا التُرابا
قَلّدوهُ الأَثَرَ المُعـ"
"ـجِزَ وَالفَنَّ العُجابا
وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَهـ"
"ـرِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا
أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتِّى"
"أَخَذوا الخُلدَ اغتِصابا
إِنّ لِلمُتقِنِ عِندَ الل"
"ـه وَالناسِ ثَوابا
أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَـ"
"ـهُ وَيَرفَعكُم جَنابا
أَرَضيتُمْ أَن تُرى مِصـ"
"ـرُ مِنَ الفَنِّ خَرابا
بَعدَ ما كانَت سَماءً"
"لِلصِناعاتِ وَغابا
أَيِّها الجَمعُ لَقَد صِر"
"تَ مِنَ المَجلِسِ قابا
فَكُنِ الحُرَّ اختِيارًا"
"وَكُنِ الحُرَّ انتِخابا
إِنِّ لِلقَومِ لَعَينًا"
"لَيسَ تَألوكَ ارتِقابا
فَتَوَقَّعْ أَنْ يَقولوا"
"مَن عَنِ العُمِّالِ نابا
لَيسَ بِالأَمرِ جَديرًا"
"كُلُّ مَن أَلقى خِطابا
أَو سَخا بِالمالِ أَو قَد"
"دَمَ جاهًا وَانتِسابا
أَو رَأى أُمِّيَّةً فَاخـ"
"ـتَلَب الجَهلَ اختِلابا
فَتَخَيَّرْ كُلَّ مَن شَبـ"
"ـبَ عَلى الصِدقِ وَشابا
وَاذكُرِ الأَنصارَ بِالأَمـ"
"سِ وَلا تَنسَ الصِحابا
أَيِّها الغادونَ كَالنَحـ"
"ـلِ ارتِيادًا وَطِلابا
في بُكورِ الطَيرِ لِلرِز"
"قِ مَجيئًا وَذَهابا
اطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ"
"وَاجعَلوا الواجِبَ دابا
وَاستَقيموا يَفتَحِ اللَـ"
"ـهُ لَكُم بابًا فَبابا
اهجُروا الخَمرَ تُطيعوا الـ"
"ـلَهَ أَو تُرضوا الكِتابا
إِنِّها رِجسٌ فَطوبى"
"لِامرِئٍ كَفَّ وَتابا
تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُر"
"عِش مِنَ الصُنِّاعِ خابا
إِنِّما العاقِلُ مَن يَجـ"
"ـعَلُ لِلدَهرِ حِسابا
فَاذكُروا يَومَ مَشيبٍ"
"فيهِ تَبكونَ الشَبابا
إِنِّ لِلسِنِّ لَهَمًِّا"
"حينَ تَعلو وَعَذابا
فَاجعَلوا مِن مالِكُمْ"
"لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا
وَاذكُروا في الصَحِّةِ الدا"
"ءَ إِذا ما السُقمُ نابا
وَاجمَعوا المالَ لِيَومٍ"
"فيهِ تَلقَونَ اغتِصابا
قَد دَعاكُم ذَنبَ الهَيـ"
"ـئَةِ داعٍ فَأَصابا
هِيَ طاووسٌ وَهَل أَحـ"
"ـسَنُهُ إِلِّا الذُنابى

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:15

ركزوا رفاتك فى الرمال لواء


ركزوا رفاتك في الرمال لــواء"
" يستنهض الوادي صــباح مساء



يا ويحهم نصبــوا منارا من دم"
" توحي إلى جيل الغد البغــضاء



ما ضر لو جعلوا العلاقة في غد"
" بين الشعــوب مــودة وإخاء



جرح يصيح على المدى وضحية"
" تتلمس الحــرية الحمـــراء



يأيها السيـف المجـــرَّد بالفلا"
" يكسو السيوف على الزمان مضاء



تلك الصحارى غمد كل مهــند"
" أبلى فأحسن في العـــدو بلاء



وقبور موتى من شــباب أمية"
" وكهولهم لم يبرحــوا أحــياء



لو لاذ بالجــوزاء منهم معقل"
" دخلوا على أبــراجها الجوزاء



فتحوا الشمال سهـوله وجباله"
" وتوغلوا فاستعــمروا الخضراء



وبنوا حضارتهم فطاول ركنها"
" دار الســلام وجــلّق الشماء



*****



خُيّرت فاخترت المبيت على الطوى"
" لم تبن جاها أو تلم ثــراء



إن البطولة أن تمـوت مـن الظما"
" ليس البطـولة أن تعب الماء



أفريقيا مـهد الأسـود ولحــدها"
" ضجت عليك أراجـلا ونساء



والمسلمون على اختـلاف ديارهم"
" لا يملكون مع المصاب عزاء



والجاهلية مـن وراء قبــورهم"
""
"يبكون زيد الخــيل والفلحاء



*****



في ذمة الله الكـــريم وحفظه"
" جسد ببرقة وسـّد الصحراء



لم تبق منه رحى الوقائع أعظما"
" تبلى ولم تبـق الرماح دماء



كرفات نسر أو بقــية ضيغم"
" باتا وراء السافيات هــباء



بطل البداوة لم يكن يغزو على"
" تنك ولم يك يركب الأجواء



لكن أخو خيل حمى صهواتها"
" وأدار من أعـرافها الهيجاء



*****



لبى قضاء الأرض أمس بمهــجة"
" لم تخـش إلا للســــماء قضاء



وافاه مرفــوع الجــبين كـأنه"
" سقــراط جرّ إلى القضـاة رداء



شيــخ تمالك سـنه لم ينفــجر"
" كالطــفل من خوف العقاب بكاء



وأخو أمور عاش في ســرائها"
" فتغـــيرت فتوقع الضـــراء



الأسد تزأر في الحديد ولن ترى"
""
"في السجن ضرغاما بكى استخذاء



وأبي الأسير يجــر ثقل حديده"
""
"أسـد يُجـــرّز حـية رقـطاء



عضت بساقيه القيـــود فلم ينؤ"
" ومشت بهــــيكله السنون فناء



تسعون لو ركبت مناكب شاهـق"
" لترجــلت هضبــاته إعــياء



خفيت عن القاضي وفات نصيبها"
" مــن رفــق جــند قادة نبلاء



والسن تعصف كل قـلب مهذب"
" عرف الجـــدود وأدرك الآبـاء



*****



دفعــوا إلى الجــلاد أغلب ماجدا"
"يأسو الجراح ويُعلـق الأسراء



ويشاطر الأقــران ذخر ســلاحه"
"ويصف حول خــوانه الأعداء



وتخيروا الحـــبل المهــين منية"
" لليث يلفظ حــوله الحــوباء



حرموا الممات على الصوارم والقنا"
" من كان يعطي الطعنة النـجلاء



إني رأيت يــد الحضارة أولعـت"
" بالحــق هــدما تـارة وبناء



شرعت حقوق الناس فـي أوطانهم"
" إلا أبــاة الضيم والضعــفاء



*****



يأيها الشعب القـــريب أسامع"
" فأصوغ في عمر الشهيد رثاء



أم ألجمت فاك الخطوب وحرمت"
" أذنيك حين تخاطب الإصـغاء



ذهب الزعيم وأنت باق خـــالد"
" فانقد رجـالك واختر الزعماء



وأرح شيوخك من تكاليف الوغى"
" واحـمل على فتيانك الأعـباء

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:20

بعثوا الخلافة سيرة فى النادى


بـعثوا الـخلافة سيرة في النادي

أيـن الـمبايع بـالإمام يـنادي

من بات يلتمس الخلافة في الكرى

لـم يـلق غـير خـلافة الصياد

ومـن ابـتغاها صـاحباً فمحلها

بـين الـقواضب والـقنا المياد

أو فـي جـناحي عـبقري مارد

يـفـري الـسماء بـجنة مـراد

الـيوم لاسـمر الـرماح بـعدة

تـغني ولا بـيض الـظبا بعتاد

هـيهات عـز سـبيلها وتقطعت

دون الـمـراد وسـائل الـمرتاد

حـلت عـلى ذهب المعز طلاسم

ومشت على سيف المعز غوادي

أيـن الـكرامة والـوقار لـجثة

نـبشوا عـليها الـقبر بعد فساد

والـميت أقـرب سلوة من غائب

يـرجى فـلا يـزداد غـير بعاد

قـل فيم يجتمع الرجال وما الذي

يـبغون مـن دول لـحقن بـعاد

مـا لـم يـبد منها على يد أهله

أخـنى عـليه تـطاول الآبـاد

لـم تـستقم لـلقوم خلف عمادهم

هـل تـستقيم وهـم بغير عماد

غـلبوا عليها الراشدين وضرجوا

أم الـكـتاب بـجـبهة الـسجاد

وبـنوا عـلى الدنيا بجلق ركنها

وعـلى عـتو الـملك في بغداد

جـعلوا الهوى سلطانها ودعوا لها

مـن لا يـسد بـه مكان الهادي

وأنـا الـذي مـرضتها في دائها

وجـمعت فـيه عـواطف العواد

غـنيتها لـحناً تـغلغل في البكا

يـارب بـاك في ظواهر شادي

ونـصرتها نصر المجاهد في ذرا

عـبدالحيمد وفـي جـناح رشاد

ودفـنتها ودفـنت خير قصائدي

مـعها وطـال بـقبرها إنشادي

حـتى اتهمت فقيل تركي الهوى

صدقوا هوى الأبطال ملء فؤادي

وأخـي القريب وإن شقيت بظلمه

أدنـى إلـي من الغريب العادي

والله يـعلم مـا انـفردت وإنـما

صورت شعري من شعور الوادي

كـنـا نـعـظم لـلهلال بـقية

فـي الأرض من ثكن ومن أجناد

ونـسن رضـوان الخليفة خطة

ولـكل جـيل خـطة ومـبادي

وجـه الـقضية غـيرته حوادث

أعـطت بـأيد غـير ذات أيادي

مـن سـيّدٌ بـالأمس ننكر قوله

صـرنـا لـفعال مـن الأسـياد

إنـي هـتفت بـكل يـوم بسالة

لـلترك لـم يـؤثر مـن الآساد

فـهززت نـشأً لا يـحرك للعلا

إلا بـذكـر وقـائـع الأنـجاد

عـصف المعلم في الصبا بذكائهم

وأصـار نـار شـبابهم لـرماد

ولـو ان يـوم الـتل يوم صالح

لـحـماسة لـجـعلته إلـيـادي

وفـد الـخلافة لا أنـبهكم على

بـلـد حـفي بـالنزيل جـواد

تـنسون في واديه لو نسي الحمى

مـا قـد هجرتم من هوى ووداد

إن الـعلاقة بـيننا قـد وثـقت

فـكأن عـروتها مـن الـميلاد

جرح الليالي في ذمام الشرق في

حـبل الـعقيدة فـي ولاء الضاد

لـولا الأمـور لسار سنته القرى

وجـرى فـجاوز غـاية الأرفاد

مـا فـي بـلاد أنـتم نـزلاؤها

إلا قـضـيـة أمــة وبــلاد

أتـحاولون بـلا جـهاد خـطة

لـم يـستطعها الـترك بعد جهاد

نفضوا القنا المنصور من تبعاتها

والـظافرات الـحمر في الأغماد

كـانت هي الداء الدخيل فأدبرت

فـتماثلوا مـن كـل داء بـادي

نـزعوا مـن الأعناق نير جبابر

جـعلوا الـخلافة دولـة استعباد

مـن كل فضفاض الغرور ببرده

نـمرود أو فـرعون ذو الأوتـاد

تـروى بـطانته ويـشبع بطنه

والـملك غـرثان الرعية صادي

مضت الخلافة والإمام فهل مضى

مــا كـان بـين الله والـعبّاد

والله مـا نـسي الـشهادة حاضر

فـي الـمسلمين ولا تـردد بادي

خرجوا إلى الصلوات كل جماعة

تـدعو لـصاحبها عـلى الأعواد

والـصوم بـاق والـصلاة مقيمة

والـحج ينشط في عناق الحادي

والـفطر والأضـحى كـعادتيهما

يـتـرديان بـشـاشة الأعـياد

إن الـحضارة في اطراد جديدها

خـصم الـقديم وحرب كل تلاد

لا تـحفظ الأشـياء غـير ذخائر

لـلـعبقرية غـيـر ذات نـفاد

هـي حـسن كل زمان قوم رائح

وجـمال كـل زمـان قوم عادي

تـمشي الـقرون بنور كل مكرر

مـنها كـمصباح الـسماء مـعاد

كـم مـن محاسن لايلاث عتيقها

فـي الهجرة اجتمعت وفي الميلاد

أخذت أحاسنها الحضارة واقتنت

روح الـبيان وقـول كـل سداد

لم تحرم البؤس العزاء ولا الأولى

ضـلوا الرجاء من الشعاع الهادي

الـقيد أفـسح من عقول عصابة

زعـموا فـكاك العقل في الإلحاد

سنن الزمان إذا جرت في وجهها

ظـفـرت بـكل بـلادة وعـناد

فـاشفوا الـممالك من قضاة صيّد

قـعـدوا لـصيد ولايـة أو زاد

وتـداركوها مـن عمائم صادفت

مـرعى مـن الأوقاف والأرصاد

وخـذوا سبيل المصلحين وأقبلوا

روح الـزمان هـوامد الأجـساد

ردوا إلـى الإيـمان أجمح عِلية

وإلـى مـراشده أضـل سـواد

أمـم كـملموم الـقطيع ترى لهم

شـمل الـجميع وفـرقة الآحـاد

يـدعون أبـناء الـزمان وإنـما

جـمدوا ولـيس أبـوهم بـجماد

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:21

قــم للمعلم


قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا"
" كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي"
" يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟
سـبـحانكَ اللهمَّ خـيـرُ مـعلّمٍ"
" عـلَّمتَ بـالقلمِ الـقرونَ الأولى
أخـرجتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ"
" وهـديتَهُ الـنورَ الـمبينَ سبيلا
أرسـلتَ بالتوراةِ موسى مرشداً"
" وابـنَ الـبتولِ فـعلّمَ الإنـجيلا
وفـجّرتَ يـنبوعَ البيانِ محمّداً"
" فـسقى الـحديثَ وناولَ التنزيلا
إنَّ الـذي خـلقَ الـحقيقةَ علقماً"
" لـم يُـخلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا
أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ افتنى"
" عـندَ الـسَّوادِ ضغائناً وذحولا؟
لـو كنتُ أعتقدُ الصليبَ وخطبَه"
" لأقـمتُ من صلبِ المسيحِ دليلا
تـجدُ الـذين بنى "المسلّةَ" جدُّهم"
" لا يُـحسنونَ لإبـرةٍ تـشكيلا!
الـجهلُ لا تـحيا عـليهِ جماعةٌ"
" كـيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا؟
ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمى"
" تـجدوهمُ كـهفَ الحقوقِ كهولا
فـهوَ الـذي يبني الطباعَ قويمةً"
" وهـوَ الذي يبني النفوسَ عُدولا
وإذا الـمعلّمُ لم يكنْ عدلاً، مشى"
" روحُ الـعدالةِ في الشبابِ ضئيلا
وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى"
" ومـن الـغرورِ، فسَمِّهِ التضليلا
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ"
" فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وإذا الـنساءُ نـشأنَ فـي أُمّيَّةٍ"
" رضـعَ الـرجالُ جهالةً وخمولا
لـيسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من"
" هــمِّ الـحياةِ، وخـلّفاهُ ذلـيلا
إنَّ الـيتيمَ هـوَ الـذي تلقى بهِ"
" أمّـاً تـخلّتْ أو أبَـاً مـشغولا


مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:22

آية هذا الزمان

لـكـل زمــان مـضى آيـة"
" وآيـة هـذا الـزمان الصحفْ
لـسانُ الـبلاد ونـبض الـعبا"
" د وكهفُ الحقوق وحرب الجنف
تـسيرُ مسير الضحى في البلا"
" دِ ، إذا الـعلمُ مزّق فيها السدف
وتـمـشي تُـعـلمُ فـي أمـةٍ"
" كـثير بـها لا يـخُط الألـفْ
فـيا فـتية الصحف صبراً إذا"
" نـبا الـرزقُ فيها بكم واختلف
فـإن الـسعادة غـيرُ الـظهو"
" ر ، وغير الثراء ، وغير الترف
ولـكنها فـي نـواحي الـضم"
" يـر إذا هـو بـاللؤم لم يكنتفْ
خـذوا الـقصدَ واقـتنعوا بالكفا"
" ف وخلوا الفضول يغلها السرف
ورومُـوا الـنُّبوغ فـمن نـاله"
" تـلقى مـن الحظ أسنى التحف
ومـا الـرزق مـجتنب حرفة"
" إذا الـحظ لـم يهجُر المحترف
إذا آخـت الـجوهريّ الـحظو"
" ظُ كـفلنَ الـيتيمَ له في الصدف
وإن أعـرضت عنه لم يحلُ في"
" عُـيونِ الـخرائد غيرُ الخزف

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أمير الشعراء .. أحمد شوقى Empty رد: أمير الشعراء .. أحمد شوقى

مُساهمة من طرف مسلمة وأفتخر الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 8:24

داو المتيم دواه


داوِ المُتَيَّمَ داوِهِ
مِن قَبلِ أَن يَجِدَ الدَوا
إِنَّ النَواصِحَ كُلَّهُم
قالوا بِتَبديلِ الهَوا
فَتَحتُموا باباً عَلى صَبِّكُم
لِلصَدِّ وَالهَجرِ وَطولِ النَوى
فَلا تَلوموهُ إِذا ما سَلا
قَد فُتِحَ البابُ وَمَرَّ الهَوا

مسلمة وأفتخر
مسلمة وأفتخر

تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53332

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى