خالد الفيصل المركز الثقافي السعودي الفرنسي مطلب مُلح

من طرف ???? السبت 13 مارس 2010 - 2:22

خالد الفيصل: المركز الثقافي السعودي الفرنسي مطلب مُلح

في كلمته أمام مجلس الشيوخ الفرنسي
تصدرت الدعوة إلى إنشاء مركز ثقافي سعودي-فرنسي حديث الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي أمس الخميس 11-3-2010 وذلك في كلمة تحت عنوان "نظرات إلى المجتمع السعودي"، معتبراً أن إنشاء هذا المركز من شأنه أن يكون ميداناً حياً في مجال الإبداع الخلاق، ومطالباً بتحالف للقيم "يجمع الإنسانية بسائر أطيافها، خصوصاً حضارة الإسلام وحضارة أوروبا الغربية"، ومؤكداً أن هذا التحالف موجود وهو واقع فعلي "لولا الغشاوة على عيون البعض، وأن الحضارتين الإسلامية والغربية تؤمنان بالإخاء الإنساني والعدالة مثلها مثل الإسلام الذي يؤمن بالعدل والإنسان، وأن الإيمان بالتعدد والتنوع قاسم مشترك بين الحضارتين".

وأضاف الفيصل في كلمته "حضارتنا تجعل الاشتغال بالعلم عبادة وقربى إلى الله. وإن مكة المكرمة هذه المدينة المقدسة التي أشرُف بخدمتها في إمارتها وأحلم بأن تكون من أجمل مدن العالم قد شهدت قبل ظهور الإسلام بقليل قيام (حلف الفضول) الذي يمكن أن نعتبره واحداً من أقدم الأحلاف الإنسانية".

وتابع: "من عاصمة الإسلام (مكة) إلى عاصمة النور (باريس)، جئت لأتحدث إلى هذا البرلمان العريق الذي أرسى ثلاثية الفكر الحقوقي المعاصر: الحرية، الإخاء والمساواة، وحفل تاريخه بقرارات مضيئة، ونماذج مشرفة للعقلانية والمنطق. وأثمن جهوده في تفعيل هذه القيم الإنسانية العليا، والتي تبناها الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا".

كما تطرق الفيصل للمبادئ المشتركة بين البلدين واعتبر أنهما تغرفان من معين واحد وأن الحضارة الغربية تنتهج قيما يقارب أكثرها قيم الإسلام، مستشهداً بالآية الكريمة "ولقد كرمنا بني آدم"، وأنها لا تفرق على أساس اللون أو العرق ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم "أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة".

واستعرض تطابق الحضارات التي تدعو للتسامح والرضا بالآخر وتوافقها مع تعاليم الإسلام "ولو ذهبت استقصي لأوردت الكثير من القيم المشتركة، بما يعزز دعوتي إلى (تحالف للقيم)، يجمع الإنسانية بسائر أطيافها، وخاصة حضارة الإسلام المشرقة، بحضارة أوروبا الغربية. منطلقاً بدعوتي من فرنسا التي يقول رئيسها: إن الحقيقة المتواجدة في جميع الديانات والمعتقدات والثقافات تتسم بشيء من الكونية، التي تتيح لكل البشر أن يدركوا أنهم جزء من هذه البشرية، وأن يتحاوروا مع بعضهم البعض ويفهموا ويحترموا ويحبوا بعضهم البعض".

من جهته وصف رئيس المجموعة البرلمانية الفرنسية - السعودية - الخليجية فيليب ماريني زيارة الفيصل إلى مجلس الشيوخ الفرنسي، وهي الأولى لوفد من مكة، بأنها حدث تاريخي للمجلس ولباريس وللحياة الثقافية. وقال بحسب ما أوردته صحيفة الحياة اليوم الجمعة، إن "المملكة العربية السعودية تشكل قوة أساسية لها وزنها في الشرق الأوسط وفي العلاقات الدولية"، داعياً إلى محاربة الجهل القائم في شأن السعودية في فرنسا، وتطوير المعرفة حول سياستها وحداثتها وانفتاحها والإصلاحات التي تطبق فيها.

ولفت إلى أن فرنسا أنشأت علاقات مع مجلس الشورى السعودي، وأنها استقبلت أخيراً وفداً من قضاة المحكمة العليا المستحدثة في المملكة، مشيداً بالإصلاح القضائي المعتمد حالياً "لتحديث المؤسسات القضائية من دون إنكار مبادئ المملكة وتاريخها". وأضاف أن مجلس الشيوخ استقبل أيضاً وفداً من الشخصيات النسائية السعودية، مشدداً على أهمية "هذه الزيارة التي تظهر روح الانفتاح الذي تتسم به علاقاتنا".

من ناحية أخرى، رحب رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، بالأمير خالد الفيصل مؤكداً على الدور المركزي الذي تلعبه المملكة على صعيد الشرق الأوسط وعملية السلام، فيما قال رئيس غرفة التجارة الفرنسية العربية، وزير الخارجية السابق هيرفي دو شاريت، خلال جلسة الافتتاح أن هناك "مكانة متزايدة للإسلام في فرنسا وهي قيمة مضافة لبلدنا ومصدر فخر وحافز على تعزيز إشعاعنا".