همة واستعداد لشهر رمضان المعظم

مضى رجبٌ وما أحسنت فيه ... وهذا شهر شعبان المبارك

فيا من ضيَّع الأوقات جهلاً ... بحرمتها أفق واحذر بَوارك

فسوف تفارق اللذات قسراً ... ويُخلي الموت كرهاً منك دارك

تدارك ما استطعت من الخطايا ... بتوبة مخلص واجعل مدارك

على طلب السلامة من جحيم ... فخير ذوي الجرائم من تدارك

فوائد الإستعداد :

1/ تعود خيرا

فمن شعبان الانطلاقة ، فيتعود الإنسان فعل الخيرات وهجر المنكرات ، فتتكون بذرة الانقلاب المنشود والتغير المحمود ، والعادة مشتقة من العود إلى الشئ مرة بعد أخرى ، فإذا اعتاد الإنسان فعل الخير وداوم عليه وصل إلى ما وصل إليه غير واحد من السلف اللذين كان يوصف أحدهم بأنه ( لا يُحسن أن يعصي الله ) .

وفي اعتياد الإنسان للخير يقول النبي صلى اله عيه وسلم : الخير عادة والشر لجاجة ....

2/ اسبق غيرك

قال أبو بكر البلخي : شهر رجب شهر الزرع .. وشهر شعبان شهر سقي الزرع .. وشهر رمضان شهر حصاد الزرع

البركة فى البكور ومن نهض قبل غيره سبق إلى نيل الأرباح وإدراك الفلاح ، وقد يسبق العبد غيره فى الآخره بفارق عمل يوم واحد بل بعمل ساعة بل بعمل لحظة ، وحسرة المسبوق يوم القيامة قاتلة ، حين يرى من فاقة نعيماً وحوراً وسعادة وسروراً .

أيها المستعدون من سبق اليوم منكم إلى الخيرات كان السابق لغيره غداً فى درجات الجنات ، وتقدَّم الصفوف يوم القيامة ناحية الحوض ليكون أول من يحظى برؤية نبي المكرمات .

من كلام شعبان الذي لو كان له لسان لنطق به : أسرع في السير الحثيث فقد سبقتك قوافل المجتهدين

3/ ارفع أفضل عملك

عن أسامة بن زيد رضي اله عنه قال : قلت يا رسول الله .. لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان !! قال : ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال فيه إلى رب العالمين فأحبُ أن يرفع عملي وأنا صائم ....

ولاشك أنك إذا جمعت مع عملك الصالح في شعبان شفيعاً آخر كالصيام كان هذا أدعى لقبول عملك وصلاح قلبك ....

4/ انسحب من حزب الغافلين

أبان النبي أن شهر شعبان شهر يغفل فيه الناس (ذلك شهر يغفل الناس عنه ) فأكثر الناس عنه غافلون ، لكنك سنكون أول من يخرق هذه الغفلة ويسبح عكس التيار ، القوم كلهم نيام وأنت وحدك منتبه ، بل وتنبه من نام حولك أو كسل .

والعمل وقت الغفلة محبوب عند الله تعالى ، لذا حثَّ عليه رسول الله فاستحب القيام وسط الليل فى غفلة الناس ، فقال لبعض أصحابه ( إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) ...

وأخيرا قبل أن نغادر فوائد الاستعداد .. بقي لك عاطفتان :

بشرى :

استبشر أخى المبكر فى الاستعداد لـ رمضان جديد هذا العام ذي طعم لذيذ فقد تهيأت جيدا وبدأت فى تحديد الإيمان مبكرا ، ولا شك أن الله سيكافؤك ومجازيك خير الجزاء على سبقك ومبادرتك ، والشرى ساقها ابن القيم كل طائع حين قال ( من ثواب الهدى الهدى بعده )

إذا وفقك ربك لـ طاعة فأبشر ، أول الغيث قطرُ ثم ينكسب

نية :

وانوِ بعملك الصالح في شعبان تعجيل توبتك لان تأخير التولة ذنبُ تجب له التوبة ، وتوبتك اليوم يا فارس الايمان ليست ككل توبة ، بل هي :

 توبة لا انتكاسة بعدها

 توبة تسابق بها جموع الصالحين فتسبقهم

 توبة تزاحم بها أكتاف الصحابة على أبواب الفردوس

 توبة لم تتب مثلها قبل اليوم