سقوط أول شهيد بعد «الهدنة».. و«الداخلية» تعتذر

استشهد، صباح أمس، أول متظاهر بعد الهدنة التى تم التوصل إليها بين الداخلية والمعتصمين، على يد قوات الأمن المركزى فى شارع قصر العينى أثناء محاولة فض اعتصام المتظاهرين فى شارع مجلس الوزراء بالقوة، احتجاجاً على تعيين «الجنزورى» رئيساً للوزراء.

وقال شهود عيان إنهم فوجئوا بقوات الشرطة داخل ٦ سيارات أمن مركزى تحاول الدخول إلى مقر الاعتصام لفضه بالقوة، إلا أن المتظاهرين ألقوا بالحجارة عليهم لإجبارهم على التراجع فدهست إحدى السيارات شاباً أثناء عودتها إلى الخلف، فيما نفى مصدر أمنى فى وزارة الداخلية محاولة قوات الشرطة فض اعتصام المتظاهرين بالقوة، وقال إن السيارة اصطدمت بالشاب عن طريق الخطأ أثناء رجوعها للخلف.

وقال شهود عيان إن أحمد سيد سرور أصيب بجروح وكسور بالجزء الأسفل من الجسم وتم نقله إلى المستشفى الميدانى بمسجد عمر مكرم فى البداية، ولسوء حالته نقل بسيارة إسعاف إلى مستشفى المنيرة وأثناء محاولة إسعافه لفظ أنفاسه الأخيرة.

وداخل مشرحة زينهم خيم الحزن على المكان بعد حضور أسرته، وجلست والدته على باب المشرحة تبكى وتصرخ حزناً على ابنها الأصغر، الذى لم يكمل عامه الـ١٩ وهى تقول: «كأن باب السما مفتوح.. بقالى ٣ أيام بقولك ارجع خلاص الاشتباكات خلصت وإنت تقولى لأ مش راجع يمكن أستشهد.. آديهم داسوا عليك بالمدرعات».

وقالت الأم لـ«المصرى اليوم» إن ابنها أصيب من قبل فى أحداث السفارة الإسرائيلية بطلقة خرطوش فى قدمه اليسرى، ورفض أن يخرجها خوفاً من القبض عليه واتهامه باقتحام السفارة، وقال أحد أصدقاء الشهيد إن «أحمد» كان يقف ضمن اللجنة الشعبية المخصصة لحماية مدخل ميدان التحرير من شارع قصر العينى وعند ظهور سيارات الأمن المركزى أسرع وصرخ فى وجه الجميع: «الناس هناك عددها قليل وهتضرب، يلّا نساعدهم»، وكان يحمل الحجارة لمنعهم من التقدم واقتحام الشارع وفض الاعتصام، لتأتى سيارة أمن مركزى من خلفه ودهسته وفرت هاربة. وأكد أسامة، شقيق الشهيد، أن رجال المباحث تجمعوا أمام المشرحة وحاولوا إقناعى بعدم تشريح الجثة والاكتفاء بالتقرير الطبى، وعدم ذكر أنه توفى فى التحرير، وأغرونى بمقابل مادى كبير ورفضته، وأكدت لهم إصرارى على التقدم ببلاغ إلى النائب العام وتشريح الجثة لإثبات جريمة الدهس.

وقالت مصادر بالطب الشرعى إن المعاينة المبدئية للجثة أظهرت آثار سحجات وكدمات بالجزء الأسفل من الجسم، إضافة إلى كسر بالحوض وآثار عجلات المدرعة على ملابسه وجسده.

وتجمع عشرات النشطاء من الذين كانوا مع الضحية فى الاعتصام داخل المشرحة أثناء عملية التشريح، وأكدوا أن بيان وزارة الداخلية يستخف بعقولهم، لأن الاعتصام كان فى شارع مجلس الوزراء وليس فى حارة أو شارع جانبى، وفى ظل وجود ضباط من الجيش لتأمين مبنى مجلس الشعب. ولفتوا إلى أنه من المؤكد أنهم أبلغوا قياداتهم بالاعتصام. وقررت أسرة الشهيد التوجه به لمنطقة شبرا، حيث تم الصلاة على جثمانه قبل أن يدفن.

ونفى مصدر أمنى فى وزارة الداخلية ما رددته بعض وسائل الإعلام، صباح أمس، حول محاولة قوات الشرطة فض اعتصام المتظاهرين أمام مقر مجلس الوزراء بالقوة، الذى أسفر عن وفاة أحمد سرور.

وقال المصدر إن حقيقة ما حدث جاء نتيجة سير بعض سيارات الأمن المركزى، التى كانت تقل قوات الشرطة المتجهة إلى ديوان وزارة الداخلية لتغيير الخدمات الليلية الموجودة فى محيط الوزارة بشارع قصر العينى، وأن القوات فوجئت بقيام بعض المعتصمين الموجودين فى شارع قصر العينى باستيقاف السيارات وطلب عودتها وتغيير خط سيرها.

وأضاف أن الضابط المسؤول والمرافق للقوات نزل والتقى عدداً من المعتصمين، وأخبرهم بأنهم لم يأتوا لفض الاعتصام، وأنهم فى طريقهم لوزارة الداخلية لتغيير الخدمات الليلية وتفهموا ذلك، وقامت السيارات بالسير إلى الخلف تمهيداً لعودتها من الطريق نفسه بالاتجاه المعاكس، وأنه فى تلك اللحظات قامت مجموعات من الشباب بإلقاء زجاجات المولوتوف المشتعلة والحجارة على السيارات والقوات ما أدى إلى إصابة بعض القوات وحدوث حالة ارتباك شديد واصطدام إحدى السيارات بطريق الخطأ بأحمد سرور أثناء رجوعها إلى الخلف. وأكد المصدر أن وزارة الداخلية تعرب عن عميق الأسى والأسف لما حدث وتتقدم بخالص العزاء والاعتذار لأسرة «سرور».