بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
TOTO | ||||
رحيق الجنة | ||||
layaly | ||||
الشيماء | ||||
همس الحنين | ||||
محمد اليوسف | ||||
مسلمة وأفتخر | ||||
اسماء | ||||
صلاح الدين | ||||
اسيل |
عدد الزائرين للموقع
لماذا لا نرى الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لماذا لا نرى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا نرى الله
سؤال يطرح نفسه على كل إنسان.
أما الكافر فلا سبيل للخوض معه في هذا الموضوع، لأن طلب
الرؤية مبني على الإيمان بالوجود، والمفترض به أنه غير مؤمن
بوجود الله.
وإنما سبيلنا معه أن نعود إلى ما ذكرناه في المباحث السابقة
للاستدلال على وجود الله ، وبالأساليب المناسبة .
وأما المؤمن أو المشكك فسبيلنا معه سهل وبسيط.
إن رؤية الله في الدنيا ـ وبغض النظر عن إمكانها أو استحالتها
للخلاف بين العلماء فيها ـ إن رؤية الله في الدنيا شيء جميل ،
يتمناه كل إنسان ، ولذلك سأل موسى ربه أن يراه فقال : ] رَبِّ
أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ [ {الأعراف/143}
ولكن ليس الخطأ في هذا السؤال أو الأمنية. . لأن تصورات الإنسان
الساذجة عن حقيقة الألوهية تطرح عليه هذا السؤال أو الأمنية، كما
يتمنى الإنسان أن يحمل الصخرة العظيمة، أو أن يزيل الجبل من
مكانه، لكنها أمنية ساذجة. . تدل على بساطة في التفكير . .
إننا آمنا بالله ، وآمنا بأنه خالق كل شيء ، وليس بمخلوق ، وأنه لا
شريك له ولا ولد . . ] لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {الإخلاص/3} وَلَمْ يَكُن
لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [{الإخلاص/4}
ومادام الأمر كذلك . . فقبل أن نبحث عن رؤية الله ، يجب علينا أن
نبحث عن رؤية الأشياء التي هي من خلق الله . . فإذا استحال
علينا رؤية بعض هذه الأشياء مع أنها من خلق الله . . فيجب علينا
أن لانترقى إلى البحث في رؤية خالقها ونحن لما نتمكن من رؤيتها
بعد . .
إن جميع طاقات الإنسان وبدون استثناء محدوده ، حتى خياله وفكره
، فإنها محدودان ، ولهما نطاق لا يتجاوزانه .
إننا إذا أخذنا الشوكة الرنانة ، وطرقناها طرقا خفيفا ، أو أخذنا
الملقط الذي نلتقط به النار ، وطرقناه طرقا خفيفا ، فإننا نجد طرفا
الشوكة أو الملقط يتحركان يمنه ويسره محدثان صوتا مترددا متقطعا
. . فإذا ما طرقناهما طرقا أشد من الأول ، فإننا نجد الحركة في
الأطراف أسرع ، ونجد أن الصوت قد زاد حدة وخف تقطيعه ، فإذا
ما طرقناهما طرقا عنيفا ، فإننا في هذه الحالة لا نرى حركة
الأطراف وإنما نرى خطا منحنيا أو ثابتا ، كما أننا لا نسمع صوتا
متقطعا ، وإنما نسمع صوتا متواصلا . . لماذا . . . ؟
إننا نقطع بأن طرفا الشوكة يتحركان يمنة ويسرة . . ولكننا لم نعد
نرى هذه الحركة المترددة ، كما أننا نقطع بأن الصوت الناتج عن
هذه الحركة متقطع ، ولكننا لم نعد ندرك تقطعه ، وصرنا نسمعه
طنينا متواصلا . . لماذا . . والحقيقة لم تتغير . . ؟
الجواب على هذا يتولاه العلم الذي يقول : إن طاقتنا في الإبصار
محدودة ، كما أن طاقتنا في السمع محدودة ، شأنها في ذلك شأن
بقية الحواس .
وذلك إذا زادت الحركة أمام أعيننا عن عدد معين في الثانية ، فإننا
لا نستطيع أن نرى الأشياء المتحركة متحركة ، وإنما نراها ثابتا أو
لا نراها مطلقا.
وكذلك إذا زادت الذبذبات الصوتية عن حد معين في الثانية ، فإننا
في هذه الحالة لا نستطيع أن نسمع الصوت متقطعا لعجز السمع عن
التمييز في هذه الحالة ؟
وذلك لأن طاقاتنا في السمع والأبصار محدودة ، فإذا ما خرجت
المرئيات عن طاقة البصر ، والمسموعات عن طاقة السمع ، وقعا
في الحيرة واضطربا في الإدراك .
ومثال ذلك أيضا إذ جلسنا أمام المروحة الكهربائية وأوصلناها بالتيار
الكهربائي ، فإننا في بداية الأمر نرى حركة الأجنحة ، وذلك لخفة
الحركة ، ولكننا لا نلبث أن نفقد سيطرتنا على رؤية الأجنحة متميزة
، فإذا ما زادت دوراتها خيل إلينا أن الأجنحة قد اختفت ، وأصبحنا
قادرين على رؤية الأشياء من خلفها ، مع أننا نقطع بوجودها وأنها
تتحرك وتبعث بالهواء إلينا . . ؟ وربما خيل إلينا أنها تتحرك بحركة
معاكسة لحركتها الأولى، وكل هذا تابع لشدة دورانها وخفته ،
وبقوانين معروفة . .
والسبب في هذا عجز بصرنا عن متابعة هذه الحركة السريعة ،
ولذلك عجز عن إدراكها مع أنها أجسام صلبة ، صنعها الإنسان بيده
، وحركها بقدرته وطاقته وهي في سمت بصره ، يرى الهواء
ينبعث منها ويحرك كل شيء في الغرفة ، إلا أنه عاجز عن رؤيتها
. . ؟
فإذا كان الإنسان عاجزا عن رؤية الأشياء التي صنعها بيده ، مع أنها
ماثلة أمامه . . أو يمكن له أن يرى الله وهو خالق لكل كائن حي .
. ليس من قبيل المادة التي يعرفها البشر] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ البَصِيرُ [{الشورى/11} . . . . ؟ أظن أن أي عاقل في
الدنيا يؤمن باستحالة هذه الرؤيا مادمنا بهذه الطاقات العاجزة عن
إدراك الأجسام الصلبة التي هي بين أيدينا ومن مخترعاتنا . .
إن جميع الأوساط العلمية في العالم ـ بما في ذلك الملاحدة ـ آمنوا
بالأثير يوما ما الذي افترضوه أنه يملأ الكون . . بل أصل الحياة .
. ولكن ما هو الأثير؟ وهل رآه أحد ؟ الجواب لا . لأن طاقاتنا لم
تتأهل بعد لإدراكه . . إذن أليس من العبث أن نسأل لماذا لا نرى الله
؟ ونحن لما نتمكن بعد من رؤية بعض مخلوقاته . . ؟
إن العالم بأسره اليوم يؤمن بالروح . . سوى بعض المعاندين . .
وإن النوادي الروحية في العالم الغربي اليوم أكثر من أن تحصى . .
ولكن ما هي الروح . . ؟ ما وزنها . . ؟ ما لونها . . ؟ ما طولها
. . ؟ وكيف تدخل الجسد في الحياة الجنينية . . ؟ وكيف تخرج
منه عند الموت . . ؟ إننا جميعا نؤمن بالروح التي بين جنبينا . .
ولكننا جميعا عاجزون عن إدراك حقيقتها أو رؤيتها . . ؟ إنها سر
الله في هذه الأرض . . ولقد أجاب القرآن الكريم عن السؤال الذي
طرح وسيطرح . . ما هي الروح . . ؟ ولماذا لا نراها . . ؟ بأن
طاقاتكم في الحواس والعلوم دون إمكانية الرؤية والإدراك . .والتي
تحتاج لطاقات أكبر من طاقاتكم فقال تعالى :] وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ
الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ
قَلِيلاً[{الإسراء/85} أي وهذا العلم القليل والحواس العاجزة
المحدودة لا يمكنانكم من رؤية الروح أو معرفة حقيقتها . . ولذلك لا
زال العالم بأسره اليوم حائر في أمر الروح وحقيقتها ، وسيبقى
لعجز طاقاته وإمكانياته .
فإذا كنا عاجزين عن إدراك الروح التي بين جنبينا ، والتي هي سبب
حياتنا . . أيمكننا أن نرى خالقها . .
إن أي عاقل يدرك مثل هذه الحقائق يقطع باستحالة رؤية الله في هذه
الحياة،وبهذه الطاقات والإمكانيات ، ومع إيمانه بوجوده .
وهذا الكلام يمكن أن يقال فيها لو كان الله من نوع هذه المخلوقات
كالروح مثلا ، فما بالنا إذا عرفنا أن الله يخالف كل مخلوقاته ، فلا
يحيط به المكان ، ولا يجري عليه الزمان ، أزلي ، ابدي وليس
كالأجسام ، ولا كالأعراض ، ] لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
البَصِيرُ[ {الشورى/11} ] لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَا
رَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[{الأنعام/103}
وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك . . نؤمن به كما وصف به
نفسه من خلال هذه المفاهيم . . إن من يدرك هذه الحقيقة يعلم أين
يكمن الخطأ في قولنا : لماذا لا نرى الله . . ؟
إن الإنسان عندما يعجز عن حمل حجر وزنه خمسين كيلوغراما ،
فإنه من الخطأ أن يتساءل لماذا لا أستطيع أن أحمل حجرا وزنه
ألف كيلوغراما . . أن مثل هذا السؤال خطأ عند كل عاقل في
الأرض .
إن الإنسان عندما يخلق أعمى لا يجوز له أن يقول لماذالاأعرف
الألوان ،وعندما يخلق أصم ، لا يجوز له أن يقول : لماذا لا أميز
المسموعات .
إن الإنسان الذي يريد أن يرى الروح يجب أن يتأهل أو لا بطاقات
وإمكانيات وحواس تمكنه من هذه المشاهدة .
وإن الذي يريد أن يرى الله يجب عليه أيضا أن يتأهل بمثل هذا . .
ولذلك لما كان من كرامة المؤمن يوم القيامة أن يرى الله . .]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {القيامة/22} إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ[{القيامة/23}.
كان من حكمة الله أن يبدل جسده وحواسه ، ويغير طوله وعرضه
،ويعطيه من الطاقات والإمكانيات ما يتناسب مع هذا الأمر العظيم
وإلا لما كان بإمكانه أن يرى الحواس التي كان عليها في الدنيا .
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن
تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا
تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [{الأعراف/143}
اللهم اجعل صدورنا خزائن أسرارك ، وألسنتنا مفاتيح تمجيدك
،وجوارحنا خدم طاعتك ، فإنه لا عز إلا بالذل لك ، ولا غنى إلا
بالفقر إليك ،ولا حياة ولا استقرار ولاسعادة إلا بالتزام منهجك ،
ولاحول ولا قوة إلا بك ، آمنا بك عن قناعة ورضا ، وأسلمنا لك
اعترافا بعبوديتنا بين يديك ، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .
-------------------------------
الشيماء- تـــاريخ التسجيـــل : 14/07/2010
التقييـــــم : 55354
العمــــر : 37
تعاليق : ان مصر وطن يعيش فينا
وليس وطن نعيش فيه
رد: لماذا لا نرى الله
موضوع هام و مهم
بارك الله فيك
بارك الله فيك
همس الحنين- تـــاريخ التسجيـــل : 16/06/2010
التقييـــــم : 55211
رد: لماذا لا نرى الله
وبورك فيكى
رمله
رمله
الشيماء- تـــاريخ التسجيـــل : 14/07/2010
التقييـــــم : 55354
العمــــر : 37
تعاليق : ان مصر وطن يعيش فينا
وليس وطن نعيش فيه
مواضيع مماثلة
» لماذا نحب رسول الله عليه الصلاة و السلام؟؟؟
» لماذا نتحمس و لماذا نستغرب
» الله شاهدي.. الله ناظري.. الله راقبي
» حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
» لماذا نتحمس و لماذا نستغرب
» الله شاهدي.. الله ناظري.. الله راقبي
» حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly
» حديث شريف
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly
» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly
» حكمة تشريع الصوم
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly
» سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly
» أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
السبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان و المترفون
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» من صام رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» فضائل الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» وصايا رمضانية
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» دروس من رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر
» تعلم فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر
» محفزات التغيير فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر
» فلسفة الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان وتجديد الذات
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر
» أحكام الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان والتليفزيون و ... انت
الخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة
» رمضان والمرأة المسلمة
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة
» رمضان طوال العام
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة
» رمضان الأخير
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة