سرك فى بئر نصف متر

عزيزاتى نساء العالم كلنا يقال لنا بعد أن نفشى سراً ما لأحد النساء تقال لنا هذه العبارة ماتخفيش سرك فى بير ولكن هذا البئر لا يتعدى عمقه النصف متر .

نعم نحن نساء وكلنا نعلم هذه الحقيقة ومع ذلك لا نستطيع أن نكتم ما بداخلنا فهذه طبيعتنا نحب الفضفضة والشكوى مما يحدث لنا كل ما يحدث لنا أن كان شئ تافه أو شئ جاد .

بالطبع كلنا نتفق أن معظم الرجال ليس لديهم طاقة لسماع الشكوى وخاصة إذا كانت بأستفاضة فتذهب معظم النساء لنساء مثيلتهن وتبدأ فى الشكوى من الحياة ومن الأزواج ومن الحماة ومن الأولاد ألخ ... وهنا تبدأ دائرة ليس لها بداية ولا نهاية من تداول هذه الشكوى ومع أنتقالها يزيد كل فرد فيها لمساته الخاصة فعندما قالت لك هذه السيدة سرك فى بئر


أسألى ياترى كم عمق هذا البئر ؟

حبيبتى كل سيدة متزوجة أو عروس جديدة كونى حكيمة فقبل أن تفشى أسرار بيتك أنظرى لمن تفشيها لأن أنتقال الكلام والقيل والقال ظاهرة لا تنتهى أبداً من حياتنا .

طبعاً من الصعب علينا جميعاً ألا نشكو لبعضنا البعض ونفضفض سوياً أنا أعلم ولكن قبل أن أفتح فمى لأن الكلمة التى تخرج لا ترجع نهائياً مرة أخرى أفتح عقلى .


وسأقول لكن بعض التنبيهات

أولا وقت ما تكونى غاضبة هو أكثر وقت تريدين فيه أى أحد أو بمعنى أصح أى أذن لتلقى بداخلها ما يتعبك نعم كلنا نحن النساء كذلك ولكن حاولى أن تتكلمى مع إنسانة أمينة حتى لا تندمين وهنا يأتى السؤال
كيف أعرف أنها إنسانة أمينة ؟

ستجديها تشكو لكى كما تشكو أنتى لها أن لم تشكو لكى وتلتزم دائماً الصمت وتأخذ فقط منك ولا تعطيكى فأعلمى جيداً أنها تنقل كلامك كله ولا تشكو معك لأنها تظن أنك مثلها وستنقلين كلامها إذا أشتكت لكى هذه نقطة .

ثانياً الصديقة دائما تحب أن تشاركك ولكن لا تتدخل أى لا تكون فضولية فأن وجدتيها كثيرة الأسئلة فى أشياء تشعرين أنها خاصة فأعلمى أنها وجدتك مادة جيدة لتشبع بها فضولها أى لمجرد التسلية وملء وقت فراغها .

ثالثاً قبل أن تشكو من شئ أعلمى جيداً أن سؤال سيطرح عليكى دائما هاه عملتى أيه فى موضوعك اللى حكيته لى فأذن كونى مستعدة لإجابة هذا السؤال كلما تراكى بلا ملل ولا كلل.

رابعاً أن حكيتى وشكوتى ولم تفيدك بشئ بل وأسوأ من ذلك من الممكن أن تنصحك نصيحة ضارة لكى فماذا ستفعلى وقتها ؟ خامساً أن وجدتيها كثيرة العلاقات والمعارف فأعرفى أن كل ما حكيتيه سيكون معلوم لدى هؤلاء جميعاً فأن وجدتى تعاملهم معك أختلف فأفهمى أنهم يعلمون والله أعلم ماذا وصل إليهم بالضبط فكما قلنا لكل فرد لمساته الخاصة .


حبيبتى لا أريد أن أتركك فى حيرة من أمرك ولكن أنصحك كونى حكيمة عندما تشتكى أختارى أذن تخاف عليكى وتريد الصالح لكى وتكون أذن معروفة بحكمتها أذن تخاف الله وتتقيه .

بطبيعتنا نرتاح عندما نخرج ما بصدورنا ولكن يحل محله أحساس بالقلق من أن يصل كلامنا بشكل خاطئ أو بشكل مبالغ فيه وهنا يصدق قول الشكوى لغير الله مذلة .

أشكى إلى الله أولاً وإذا لم تتحسن حالتك أشكى لوالدتك وأعذرينى فيما سأقول بشرط أن تكون والدتك حكيمة وذات رأى حيادى غير متحيز لكى لأنك أبنتها وأن لم تجدى فى أمك فمن الممكن والدك أو أخيك أو أختك كما قلت من يريد صالحك ويحبك ويخاف عليك وعلى صورتك وسيرتك فأنتبهى عزيزتى من فخ الفتانات .