الرئيس اليمني يجدد دعوته للحوار مع المعارضة

استمرت المظاهرات الشعبية في عدة مدن يمنية يوم الثلاثاء 22 فبراير وذلك بعد يوم على تجديد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعوته للحوار مع المعارضة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتأتي دعوة صالح بعد أقل من 24 ساعة على إعلان المعارضة التحاقها بثورة الشباب التي إنطلقت منذ 12 يوماً.

وقال صالح خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين "لن أرحل إلاّ عبر صناديق الاقتراع"، معلناً أن المعارضة البرلمانية المنضوية تحت أحزاب اللقاء المشترك "ترفع سقف مطالبها وبعضها غير مشروع".

واعتبر صالح أن "ما يجري في اليمن مجرد عدوى انتقلت من تونس ومصر" وأنها أشبه بـ"إنفلونزا"، موضحاً أنه أصدر توجيهاته وتعليماته للأجهزة الأمنية بعدم التعرض للصحافيين والمحتجين الذين يطالبون برحيله.

وكانت المعارضة قد أعلنت يوم الأحد الماضي رفضها للحوار وانضمامها للشارع بسبب وقوع ضحايا في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، رافضة الحوار في ظل وجود قتلى وجرحى بين المتظاهرين.

وعن خطاب الرئيس اليمني، قال الدكتور محمد قباطي الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك للشرفة، إن الخطاب "لا جدوى منه في ظل الأحداث الجارية التي تعرض لها المتظاهرون السلميون المطالبون بإسقاط النظام والتي أدت إلى وقوع جرحى وقتلى من قبل قوات الأمن وبلاطجة الحزب الحاكم".

وأشار قباطي إلى أن مبادرة الرئيس جاءت متأخرة وأنه "ليس لديه سوى خيارين، إما أن يكون رئيساً مخلوعاً أو رئيساً سابقاً ولا توجد فرصة للحوار إلا لترتيب رحيل هذا النظام".

من جانبه، قال طارق الشامي الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الحاكم للشرفة إن الحزب يأمل أن تستجيب أحزاب المشترك للدعوات المتكررة للحوار، "وتجنيب جر اليمن للهاوية والتي ستكون عواقبها وخيمة ليس على الحزب الحاكم فحسب بل على الوطن بأكمله"، على حد تعبيره.

من جانب آخر، طالبت هيئة علماء اليمن في مؤتمرها الثاني الذي عقدته أمس الإثنين بمحاسبة كل من أمر أو نفذ الاعتداء على المتظاهرين والصحافيين، وبإلغاء كل الإجراءات الإنفرادية التي أدت إلى تفاقم الأزمة.

وفي هذا السياق، قال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي حمود الهتار للشرفة إن مؤتمر العلماء شكل لجنة من العلماء والقضاة لزيارة كافة الأطراف السياسية في اليمن للخروج بحلول للأزمة الحالية.

هذا وكان العلماء قد تقدموا بمقترح الخميس الماضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم المعارضة حقائب وزارية سيادية للخروج من الأزمة والعودة للحوار.

المظاهرات مستمرة في أنحاء اليمن
ولا تزال المظاهرات مستمرة لليوم الثاني عشر على التوالي في أنحاء عدة في اليمن. وأدت المواجهات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس اليمني إلى سقوط عدد من الجرحى خاصة أمام جامعة صنعاء حيث تنظم مظاهرات منتظمة ضد صالح.

ويشهد ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء مظاهرات مؤيدة للحكم. بينما تستمر الاعتصامات المناوئة للنظام في محافظة تعز في ميدان الحرية الذي تعرض يوم الجمعة لإلقاء قنبلة على المتظاهرين أدت إلى مقتل متظاهر وجرح العشرات.

وقد أعلنت أجهزة الأمن ضبط المسؤولين عن هذه الحادثة.

كما شهدت محافظة تعز مظاهرة مليونية مؤيدة للرئيس يوم الجمعة.

وتشهد محافظة عدن الجنوبية أعنف المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وبعضها يطالب بالإنفصال، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً منذ الخميس الماضي، حسب مصادر إعلامية.

وأحرق المتظاهرون في عدن مباني حكومية وسيارات تابعة للحكومة، كما تعطل العمل بالمرافق الحكومية والدراسة والمواصلات منذ يوم السبت 12 فبراير

وقد شهدت المظاهرات في اليمن أيضاً ضحايا في صفوف الشرطة، حيث قتل ستة من عناصر الشرطة حتى الآن، بحسب تصريح الرئيس اليمني في المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني يوم السبت الماضي.