بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
TOTO | ||||
رحيق الجنة | ||||
layaly | ||||
الشيماء | ||||
همس الحنين | ||||
محمد اليوسف | ||||
مسلمة وأفتخر | ||||
اسماء | ||||
صلاح الدين | ||||
اسيل |
عدد الزائرين للموقع
الخطاب القرآني وتحديات العصر
Arab-Venus :: :: القرءان الكريم
صفحة 1 من اصل 1
الخطاب القرآني وتحديات العصر
توجه الله إلى الإنسان بخطابه الإلهي منذ البداية· فلقد خاطب الله آدم، أول إنسان خلقه على هذه الأرض·
واستمر الله يخاطب الإنسان نبياً بصورة مباشرة أم جماعات بلسان هذا النبي وذاك· ولم ينقطع الخطاب الإلهي إلا يوم أن اختار الله حبيبه صلى الله عليه وسلم إلى جواره·
إلا أن انقطاع الخطاب الإلهي لم يوجب القطيعة بين الله ومن خلق ليعبده· فلقد أبقى الله حبل صلة بينه وبين خلقه المكلفين بعبادته تكفل بها القرآن العظيم· إن القرآن العظيم خطاب إلهي خالد اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمةً للعالمين·
وهذا ما جعل من البعثة المحمدية مهمةً خالدةً لا انقضاء لها إلا بحلول يوم القيامة·
فلماذا اختص سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة الخالدة التي أوجبت جَبَّ حبل النبوة والرسالة بقوله صلى الله عليه وسلم >لا نبي من بعدي<؟
ولماذا كان القرآن العظيم الخطاب الإلهي الخالد أبداً؟
ولماذا تحتم ألا يبقى على وجه الأرض كتاباً إلهياً إلا القرآن الكريم؟
وما هي مفردات الخطاب الإلهي الذي توجه به الله إلى الإنسان بوساطة هذا القرآن آخر الكتب الإلهية المخاطبة للنوع الإنساني فرداً فرداً؟
هذه وغيرها من الاسئلة لن يتكفل بحلها إلا ما ضمنه الله كتابه العزيز من حقائق قرآنية بوسعها أن تعين المتدبر لهذا القرآن على معرفة السبب الذي جعل من الخطاب القرآني خالداً أبد الدهر· فالمهمة المحمدية تميزت بما جعل منها تتوجه بالخطاب القرآني المبين لكل عاقل مكلف بالعبادة دونما تحديد لزمان ومكان·
لقد كفل الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكون لهذا القرآن اطلاق وتعميم يطالان خلقه الذين خلقهم ليعبدوه فلا يغادران منهم أحداً·
ولكن لماذا هذا الاطلاق والتعميم المتعاليان على الزمان والمكان والعرق والحضارة بتجاوزهما للعصور كلها جميعاً؟ لقد استهدف الخطاب القرآني كل البشر كما استهدف خلقاً لله آخرين لا نعلم عنهم شيئاً، والمهمة المحمدية لم تكن موجهة لعصر ظهور القرآن العظيم حتى تُحدد بزمان ومكان هذا الظهور العظيم المعجز·
فالرسالة المحمدية استهدفت، منذ البداية، كل فرد من أفراد النوع الإنساني بلغه هذا القرآن· (وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) الأنعام:19، إن الخطاب القرآني، بتعاليه على الزمان والمكان، يجعل من المحتم على المتدبر له أن يجده بحق كتاب الإنسانيةجمعاء دونما اختصاص بعرق دون آخر أو بحضارة دون أخرى، فبداية يؤكد هذا القرآن على أنه كتاب الله الذي لا ريب فيه·
ويبرهن على إلهيته بمنطق إلهي مفحم لا قدرة لأحد على بزه حجة وجدالاً· فالقرآن العظيم كتاب إلهي لا ريب فيه، ويبرهن على ألهيته بمنطق إلهي مفحم لا قدرة لأحد على بزّه حُجَّةً وجدالاً ـ فالقرآن العظيم كتاب إلهي لا ريب فيه صادق صلته بالله عائدية ومرجعية لا شك فيهما مادام هذا القرآن قد تعهده الله فجعل منه معجزة خالدة لا تنقضي عجائبها بانقضاء الوقت·
فهو، وكما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب لا تنقضي عجائبه، وهذا كفيل بجعله خطاباً إعجازياً بتكفل هذه العجائبية الملازمة له بالشهادة له بأنه كتاب الله حقاً وحقيقة· ولقد طالب الخطاب الإلهي المحتوى في هذا القرآن كل عاقل يروم الاستيقان من إلهيته بتدبره (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) النساء:82·
فإحدى أهم ميزات الخطاب القرآني كونُه خطاب لا صعوبة فيه تقتضي الاستعانة بسواه تبييناً لغوامض مفرداته، هذه المفردات التي تعهد الله بجعلها آيات بينات بمستطاع كل عاقل تدبرها والاتعاظ بذكرها تذكراً واعتباراً· إن هذا القرآن مُيسَّرٌ للذكر باحث عمن يذكر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) القمر:17، فالقرآن العظيم خطاب إلهي مبين لا حاجة معه لكتاب آخر، استعانة به عليه، فهماً وفقهاً لما تضمنه من واضح المفردات وبيَّن الآيات·
وهذا البيان المبين جعل من الخطاب القرآني يتوجه للكل دونما استثناء توجيه ضرورات من هنا وهناك! فلا حاجة لمراجع وغيرها من وسائل التبيان والتبيين! فالقرآن العظيم بلاغٌ مبين لا يتطلب مزيد إيضاح وتبيين·
واستمر الله يخاطب الإنسان نبياً بصورة مباشرة أم جماعات بلسان هذا النبي وذاك· ولم ينقطع الخطاب الإلهي إلا يوم أن اختار الله حبيبه صلى الله عليه وسلم إلى جواره·
إلا أن انقطاع الخطاب الإلهي لم يوجب القطيعة بين الله ومن خلق ليعبده· فلقد أبقى الله حبل صلة بينه وبين خلقه المكلفين بعبادته تكفل بها القرآن العظيم· إن القرآن العظيم خطاب إلهي خالد اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمةً للعالمين·
وهذا ما جعل من البعثة المحمدية مهمةً خالدةً لا انقضاء لها إلا بحلول يوم القيامة·
فلماذا اختص سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة الخالدة التي أوجبت جَبَّ حبل النبوة والرسالة بقوله صلى الله عليه وسلم >لا نبي من بعدي<؟
ولماذا كان القرآن العظيم الخطاب الإلهي الخالد أبداً؟
ولماذا تحتم ألا يبقى على وجه الأرض كتاباً إلهياً إلا القرآن الكريم؟
وما هي مفردات الخطاب الإلهي الذي توجه به الله إلى الإنسان بوساطة هذا القرآن آخر الكتب الإلهية المخاطبة للنوع الإنساني فرداً فرداً؟
هذه وغيرها من الاسئلة لن يتكفل بحلها إلا ما ضمنه الله كتابه العزيز من حقائق قرآنية بوسعها أن تعين المتدبر لهذا القرآن على معرفة السبب الذي جعل من الخطاب القرآني خالداً أبد الدهر· فالمهمة المحمدية تميزت بما جعل منها تتوجه بالخطاب القرآني المبين لكل عاقل مكلف بالعبادة دونما تحديد لزمان ومكان·
لقد كفل الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكون لهذا القرآن اطلاق وتعميم يطالان خلقه الذين خلقهم ليعبدوه فلا يغادران منهم أحداً·
ولكن لماذا هذا الاطلاق والتعميم المتعاليان على الزمان والمكان والعرق والحضارة بتجاوزهما للعصور كلها جميعاً؟ لقد استهدف الخطاب القرآني كل البشر كما استهدف خلقاً لله آخرين لا نعلم عنهم شيئاً، والمهمة المحمدية لم تكن موجهة لعصر ظهور القرآن العظيم حتى تُحدد بزمان ومكان هذا الظهور العظيم المعجز·
فالرسالة المحمدية استهدفت، منذ البداية، كل فرد من أفراد النوع الإنساني بلغه هذا القرآن· (وأوحي إليَّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) الأنعام:19، إن الخطاب القرآني، بتعاليه على الزمان والمكان، يجعل من المحتم على المتدبر له أن يجده بحق كتاب الإنسانيةجمعاء دونما اختصاص بعرق دون آخر أو بحضارة دون أخرى، فبداية يؤكد هذا القرآن على أنه كتاب الله الذي لا ريب فيه·
ويبرهن على إلهيته بمنطق إلهي مفحم لا قدرة لأحد على بزه حجة وجدالاً· فالقرآن العظيم كتاب إلهي لا ريب فيه، ويبرهن على ألهيته بمنطق إلهي مفحم لا قدرة لأحد على بزّه حُجَّةً وجدالاً ـ فالقرآن العظيم كتاب إلهي لا ريب فيه صادق صلته بالله عائدية ومرجعية لا شك فيهما مادام هذا القرآن قد تعهده الله فجعل منه معجزة خالدة لا تنقضي عجائبها بانقضاء الوقت·
فهو، وكما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كتاب لا تنقضي عجائبه، وهذا كفيل بجعله خطاباً إعجازياً بتكفل هذه العجائبية الملازمة له بالشهادة له بأنه كتاب الله حقاً وحقيقة· ولقد طالب الخطاب الإلهي المحتوى في هذا القرآن كل عاقل يروم الاستيقان من إلهيته بتدبره (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) النساء:82·
فإحدى أهم ميزات الخطاب القرآني كونُه خطاب لا صعوبة فيه تقتضي الاستعانة بسواه تبييناً لغوامض مفرداته، هذه المفردات التي تعهد الله بجعلها آيات بينات بمستطاع كل عاقل تدبرها والاتعاظ بذكرها تذكراً واعتباراً· إن هذا القرآن مُيسَّرٌ للذكر باحث عمن يذكر (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) القمر:17، فالقرآن العظيم خطاب إلهي مبين لا حاجة معه لكتاب آخر، استعانة به عليه، فهماً وفقهاً لما تضمنه من واضح المفردات وبيَّن الآيات·
وهذا البيان المبين جعل من الخطاب القرآني يتوجه للكل دونما استثناء توجيه ضرورات من هنا وهناك! فلا حاجة لمراجع وغيرها من وسائل التبيان والتبيين! فالقرآن العظيم بلاغٌ مبين لا يتطلب مزيد إيضاح وتبيين·
مسلمة وأفتخر- تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53322
رد: الخطاب القرآني وتحديات العصر
إن الخطاب القرآني لا يُطالب إلا بتدبُّر هذا القرآن من دون أن يتكلف المتدبِّر له عناء الاستعانة بغيره كتاباً· فهو متكفِّل بتبيان ذاته جلية واضحة فلا تحتاج وصاية من أحد! إن هذه الميزة التي تفرد بها القرآن العظيم على الكتب الإلهية الأخرى جعلت منه بحق كتاب كل إنسان دونما حاجة لآخر أو آخرين كما كان الحال مع غيره من الكتب: (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) المائدة:44، (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) المائدة:63·
لقد جعل الله خطابه القرآني يستوعب الإنسانية قاطبة دونما استثناء زماناً أو مكاناً، حضارة أو عرقاً، وهذا الاستيعاب القرآني لأفراد النوع الإنساني كلهم أجمعين قد تجلى بتميز الخطاب القرآني بكل ما من شأنه أن يؤمِّن لهذا القرآن مخاطبة الإنسان أينما كان وفي كل آن· فالقرآن العظيم بلاغ مبين بشهادة ما ورد فيه من حقائق بينه لا تحتاج مزيد بلاغة ولا مزيد تبيين· لنتدبر الآيات الكريمة التالية:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) (المائدة: 92)·
(هذا بلاغ للناس وليتذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب) (إبراهيم: 52)·
(فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) (النحل: 82)·
(وما على الرسول إلا البلاغ المبين) (النور: من 54)·
(وما علينا إلا البلاغ المبين) (يس: 17)·
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) (التغابن: 12)·
ألا يتضح لنا بتدبرنا هذه الآيات البينات ما حبا الله به خطابه القرآن من قدرة فذة على التغلغل في أعماق الزمان طياً للأزمان كلها حتى يوم القيامة؟
أفلا يتجلى واضحاً ما يتميز به هذا الخطاب الإلهي من تعال على حدود المكان تجاوزاً لكل ما يجعل منه محدوداً بقوم دون آخرين وببلدة دون أخرى؟ ألسنا نرى هذا الخطاب يكفل لكل إنسان، سليم العقل والقلب، الحق في تدبره والخروج من بعد ذلك عاجزاً عن الإعراض عنه كما يفعل الحمقى والجاهلون؟
إن بلاغة الخطاب القرآني المبين قد تعهدها الله فجعل منها تشهد لهذا القرآن بإلهيته ما دام هذا الخطاب ملازماً بإعجاز يتضمنه وجوباً فلا يفارقه لحظة واحدة·
فالقرآن العظيم بلاغ إلهي مبين، لا بكلماته التي ضمنها الله خطابه المحتوى فيه فحسب ولكن بمعجزاته أيضاً، هذه المعجزات التي تكفل الله بجعلها تلازمه لتشهد له بأنه كتابه حقاً فيكون بذلك بحق كتاباً لا يعجز عن بلوغ هدفه تبياناً لما يريد وبرهاناً إلهياً على هذا التبيان المبين· لذا فلقد صرح الله في كتابه العزيز هذا بأنه كتاب يستهدف كل من بلغ (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) (الأنعام: 19)·
كما وقد أبان عن مديات وآفاق المهمة المحمدية التي تكلف بها الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن· فالخطاب القرآني خطاب إلهي استدعى ضرورة ألا تكون هناك حدود أمام المهمة المحمدية تعجز عن تخطيها· إن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى كل من كلف بالعبادة من إنس وجن·
فلقد بينت الآية الكريمة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات: 56) إن الله لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه· كما أن الآية الكريمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء: 107) تبين وبما لا يقبل الشك أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على خلق دون آخر إنساً كانوا أم جناً أم غير ذلك، سواء كانوا أرضيين من أهل هذه الأرض أم فضائيين من أهل السموات وذلك ما دام الكل مطالب بالعبادة فلا استثناء منها لأحد·
لقد جعل الله خطابه القرآني يستوعب الإنسانية قاطبة دونما استثناء زماناً أو مكاناً، حضارة أو عرقاً، وهذا الاستيعاب القرآني لأفراد النوع الإنساني كلهم أجمعين قد تجلى بتميز الخطاب القرآني بكل ما من شأنه أن يؤمِّن لهذا القرآن مخاطبة الإنسان أينما كان وفي كل آن· فالقرآن العظيم بلاغ مبين بشهادة ما ورد فيه من حقائق بينه لا تحتاج مزيد بلاغة ولا مزيد تبيين· لنتدبر الآيات الكريمة التالية:
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) (المائدة: 92)·
(هذا بلاغ للناس وليتذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب) (إبراهيم: 52)·
(فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين) (النحل: 82)·
(وما على الرسول إلا البلاغ المبين) (النور: من 54)·
(وما علينا إلا البلاغ المبين) (يس: 17)·
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين) (التغابن: 12)·
ألا يتضح لنا بتدبرنا هذه الآيات البينات ما حبا الله به خطابه القرآن من قدرة فذة على التغلغل في أعماق الزمان طياً للأزمان كلها حتى يوم القيامة؟
أفلا يتجلى واضحاً ما يتميز به هذا الخطاب الإلهي من تعال على حدود المكان تجاوزاً لكل ما يجعل منه محدوداً بقوم دون آخرين وببلدة دون أخرى؟ ألسنا نرى هذا الخطاب يكفل لكل إنسان، سليم العقل والقلب، الحق في تدبره والخروج من بعد ذلك عاجزاً عن الإعراض عنه كما يفعل الحمقى والجاهلون؟
إن بلاغة الخطاب القرآني المبين قد تعهدها الله فجعل منها تشهد لهذا القرآن بإلهيته ما دام هذا الخطاب ملازماً بإعجاز يتضمنه وجوباً فلا يفارقه لحظة واحدة·
فالقرآن العظيم بلاغ إلهي مبين، لا بكلماته التي ضمنها الله خطابه المحتوى فيه فحسب ولكن بمعجزاته أيضاً، هذه المعجزات التي تكفل الله بجعلها تلازمه لتشهد له بأنه كتابه حقاً فيكون بذلك بحق كتاباً لا يعجز عن بلوغ هدفه تبياناً لما يريد وبرهاناً إلهياً على هذا التبيان المبين· لذا فلقد صرح الله في كتابه العزيز هذا بأنه كتاب يستهدف كل من بلغ (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) (الأنعام: 19)·
كما وقد أبان عن مديات وآفاق المهمة المحمدية التي تكلف بها الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن· فالخطاب القرآني خطاب إلهي استدعى ضرورة ألا تكون هناك حدود أمام المهمة المحمدية تعجز عن تخطيها· إن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى كل من كلف بالعبادة من إنس وجن·
فلقد بينت الآية الكريمة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات: 56) إن الله لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه· كما أن الآية الكريمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء: 107) تبين وبما لا يقبل الشك أن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على خلق دون آخر إنساً كانوا أم جناً أم غير ذلك، سواء كانوا أرضيين من أهل هذه الأرض أم فضائيين من أهل السموات وذلك ما دام الكل مطالب بالعبادة فلا استثناء منها لأحد·
مسلمة وأفتخر- تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53322
رد: الخطاب القرآني وتحديات العصر
فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله للناس كلهم جميعاً وللجن كلهم أجمعين ولباقي من خلق في عوالم بعيدة كانت أم قريبة· فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة للعالمين·
إن هذا الاطلاق والتعميم المميزين للمهمة المحمدية يستدعيان وجوب أن يكون الخطاب القرآني متعالياً على الزمان والمكان متجاوزاً لكل الحدود التي تفرضها الضرورات· فلا عرق ولا حضارة ولا زمان ولا مكان بل هو القرآن العظيم يطال الكل فلا يستثنى من خطابه الإلهي أحداً·
قد بعث الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بمهمة خالدة أبداً لا تنقضي بانقضاء زمان دون آخر· فالدين المحمدي بعث ليظهر على الدين كله· (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33)، (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) (الفتح: 28)· والكتاب المحمدي أنزل مهيمناً على الكتاب كله (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) (المائدة: 48)·
لذا فواحدة أخرى من أهم ميزات الخطاب القرآني تفرده بحفظ الله له فلا تطاله يد التغيير إضافة أو حذفاً أو غير ذلك مما سبق وإن تعرضت له كتب الله جميعاً· فالقرآن العظيم كتاب إلهي تكفله الله بحفظه بشهادة الآية الكريمة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9)·
وهذا الحفظ ضرورة أوجبها الاطلاق والتعميم اللذان تفردت بهما المهمة المحمدية تبليغاً عاماً للخطاب القرآني لا يستثني من الخلق المكلفين بالعبادة أحداً· فلأن الخطاب القرآني غير محدد بزمان ولا مكان كان حقيقاً على الله أن يتعهده بالحفظ والحماية فلا يصار إلى تضمينه ما ليس بمحتوٍ فيه ولا يُصار إلى اطراح ما هو محتوى فيه، فيبقى بذلك كتاباً محفوظاً بحق كما هو كل كتاب حقيقي (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ) (ق: 4)· إن الخطاب القرآني معجزة لا ريب فيها بشهادة هذا القرآن بأنه كتاب الله حقاً·
هذه الشهادة الملازمة له تكفل من الله له بالبلاغة والبيان فلا يعجزه معهما أحد وإن استعان بخلق الله كلهم جميعاً (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) (الإسراء: 88)· وهذه ميزة أخرى تفرد بها الخطاب القرآني·
فالقرآن العظيم معجزة على الدوام خالدةٌ أبد الدهر· ولأنه كذلك كان حقيقاً على الله أن يطلق هذا الاعجاز فلا يجعله منوطاً بهذا الوجه أو ذاك، بل جعله متعالياً على كل تحديد يروم حصر إعجازيته في هذا القالب أو ذاك· فالقرآن العظيم خطاب الله لأفراد النوع الإنساني فرداً فرداً، وهذا ما يجعل منه خطاباً واجب التفرد بإعجاز مبين بوسعه الزام الكل بإلهيته وتحقق انتمائه لله·
وهنا تكمن واحدة أخرى من أهم مفردات الخطاب القرآني، وهذه هي تفرد القرآن العظيم بسيادة مطلقة على الزمان كفلتها له معاصرة لا قدرة لزمان على الافلات منها لفرط موافقتها لكل ما هو صائب من معارفه التي تأتَّى لأهله الاحاطة بها وشديد تفوقها على كل هذه المعارف·
فهذه >المعاصرة القرآنية< لكل الأزمان حقيقة لا ريب فيها ما دام القرآن العظيم وثيق صلة بعالم الحقيقة، هذا العالم المتسلط على الواقع الإنساني استيعاباً تاماً لمفرداته كلها جميعاً، وتحديداً دقيقاً لأصوله الضاربة بجذورها في عمق الزمان، واستخلاصاً صائباً لكل ما من شأنه أن يؤمن لهذا القرآن التفرد بالقول الفصل في أية >مشادة معرفية< بالامكان افتعالها تبياناً للتسلط القرآني المبين هذا·
إن الخطاب القرآني معاصر لكل زمان، وهذا لا يعني غير أنه خطاب يستوعب >العصور المعرفية< لحضارة النوع الإنساني قاطبة دونما تحدد بعصر دون آخر·
فلأنه معاصر لهذا العصر الذي نعيش كان حقيقاً على معاصرة هذا الخطاب، لعصرنا هذا، أن تتجلى في تفوقه المعرفي المبين على أية منظومة معرفية تسنى للإنسان نظمها حتى يومنا هذا·
وهذه حقيقة بالامكان استبيانها بتدبر هذا القرآن العظيم وقوعاً على إعجازه المعرفي الذي أبداً لن يكون بوسع أحد من الخلق العجز عن استخلاص مفردات له تيسر له التيقن من أن هذا القرآن بحق هو كتاب الله عالم الغيب والشهادة، فإذا كان عصرنا هذا يوصف، بحق، بأنه عصر الانفجار المعلوماتي، لفرط ما تسنى للإنسانية فيه الحصول على معلومات لم تسبقها إليها أية حضارة إنسانية سابقة، فإن القرآن بإعجازه المعرفي المبين قادر على تبيين سيادته على هذا العصر بعيداً عن أي شك·
إن تفرد القرآن العظيم بهذا التفوق المعرفي المبين قد كفلتها له إرادة الله التي سبق وأن قضت بأن يكون هذا القرآن الكتاب الإلهي الذي لا كتاب من بعده يتعين على الله أن ينزله لئلا يكون للناس حجة عليه بعده (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً) (النساء: 165)·
فعصر الانفجار المعلوماتي هذا هو عصر القرآن العظيم قبل أن يكون أي شيء آخر!
إن هذا الاطلاق والتعميم المميزين للمهمة المحمدية يستدعيان وجوب أن يكون الخطاب القرآني متعالياً على الزمان والمكان متجاوزاً لكل الحدود التي تفرضها الضرورات· فلا عرق ولا حضارة ولا زمان ولا مكان بل هو القرآن العظيم يطال الكل فلا يستثنى من خطابه الإلهي أحداً·
قد بعث الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بمهمة خالدة أبداً لا تنقضي بانقضاء زمان دون آخر· فالدين المحمدي بعث ليظهر على الدين كله· (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33)، (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً) (الفتح: 28)· والكتاب المحمدي أنزل مهيمناً على الكتاب كله (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) (المائدة: 48)·
لذا فواحدة أخرى من أهم ميزات الخطاب القرآني تفرده بحفظ الله له فلا تطاله يد التغيير إضافة أو حذفاً أو غير ذلك مما سبق وإن تعرضت له كتب الله جميعاً· فالقرآن العظيم كتاب إلهي تكفله الله بحفظه بشهادة الآية الكريمة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9)·
وهذا الحفظ ضرورة أوجبها الاطلاق والتعميم اللذان تفردت بهما المهمة المحمدية تبليغاً عاماً للخطاب القرآني لا يستثني من الخلق المكلفين بالعبادة أحداً· فلأن الخطاب القرآني غير محدد بزمان ولا مكان كان حقيقاً على الله أن يتعهده بالحفظ والحماية فلا يصار إلى تضمينه ما ليس بمحتوٍ فيه ولا يُصار إلى اطراح ما هو محتوى فيه، فيبقى بذلك كتاباً محفوظاً بحق كما هو كل كتاب حقيقي (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ) (ق: 4)· إن الخطاب القرآني معجزة لا ريب فيها بشهادة هذا القرآن بأنه كتاب الله حقاً·
هذه الشهادة الملازمة له تكفل من الله له بالبلاغة والبيان فلا يعجزه معهما أحد وإن استعان بخلق الله كلهم جميعاً (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) (الإسراء: 88)· وهذه ميزة أخرى تفرد بها الخطاب القرآني·
فالقرآن العظيم معجزة على الدوام خالدةٌ أبد الدهر· ولأنه كذلك كان حقيقاً على الله أن يطلق هذا الاعجاز فلا يجعله منوطاً بهذا الوجه أو ذاك، بل جعله متعالياً على كل تحديد يروم حصر إعجازيته في هذا القالب أو ذاك· فالقرآن العظيم خطاب الله لأفراد النوع الإنساني فرداً فرداً، وهذا ما يجعل منه خطاباً واجب التفرد بإعجاز مبين بوسعه الزام الكل بإلهيته وتحقق انتمائه لله·
وهنا تكمن واحدة أخرى من أهم مفردات الخطاب القرآني، وهذه هي تفرد القرآن العظيم بسيادة مطلقة على الزمان كفلتها له معاصرة لا قدرة لزمان على الافلات منها لفرط موافقتها لكل ما هو صائب من معارفه التي تأتَّى لأهله الاحاطة بها وشديد تفوقها على كل هذه المعارف·
فهذه >المعاصرة القرآنية< لكل الأزمان حقيقة لا ريب فيها ما دام القرآن العظيم وثيق صلة بعالم الحقيقة، هذا العالم المتسلط على الواقع الإنساني استيعاباً تاماً لمفرداته كلها جميعاً، وتحديداً دقيقاً لأصوله الضاربة بجذورها في عمق الزمان، واستخلاصاً صائباً لكل ما من شأنه أن يؤمن لهذا القرآن التفرد بالقول الفصل في أية >مشادة معرفية< بالامكان افتعالها تبياناً للتسلط القرآني المبين هذا·
إن الخطاب القرآني معاصر لكل زمان، وهذا لا يعني غير أنه خطاب يستوعب >العصور المعرفية< لحضارة النوع الإنساني قاطبة دونما تحدد بعصر دون آخر·
فلأنه معاصر لهذا العصر الذي نعيش كان حقيقاً على معاصرة هذا الخطاب، لعصرنا هذا، أن تتجلى في تفوقه المعرفي المبين على أية منظومة معرفية تسنى للإنسان نظمها حتى يومنا هذا·
وهذه حقيقة بالامكان استبيانها بتدبر هذا القرآن العظيم وقوعاً على إعجازه المعرفي الذي أبداً لن يكون بوسع أحد من الخلق العجز عن استخلاص مفردات له تيسر له التيقن من أن هذا القرآن بحق هو كتاب الله عالم الغيب والشهادة، فإذا كان عصرنا هذا يوصف، بحق، بأنه عصر الانفجار المعلوماتي، لفرط ما تسنى للإنسانية فيه الحصول على معلومات لم تسبقها إليها أية حضارة إنسانية سابقة، فإن القرآن بإعجازه المعرفي المبين قادر على تبيين سيادته على هذا العصر بعيداً عن أي شك·
إن تفرد القرآن العظيم بهذا التفوق المعرفي المبين قد كفلتها له إرادة الله التي سبق وأن قضت بأن يكون هذا القرآن الكتاب الإلهي الذي لا كتاب من بعده يتعين على الله أن ينزله لئلا يكون للناس حجة عليه بعده (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً) (النساء: 165)·
فعصر الانفجار المعلوماتي هذا هو عصر القرآن العظيم قبل أن يكون أي شيء آخر!
مسلمة وأفتخر- تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53322
رد: الخطاب القرآني وتحديات العصر
فالاعجاز المعرفي لهذا القرآن يتكفل بمناجزة العصور الإنسانية كلها جميعاً وبما يكفل له تحقيق الغلبة المعرفية عليها ما دام الحق قرآنياً لا محالة وما دامت الحقيقة قرآنية بالضرورة·
وهذا الانتصار القرآني على عصرنا المعلوماتي هذا حقيقة لا ريب فيها ما دام هذا العصر، بمعلوماته قاطبة، عاجزاً عن الاحاطة المعرفية الصائبة بالكثير جداً من >القضايا الشائكةالمعاصرة المعجزة< يتعارض والقول بوجود إله حكيم خبير أنزل القرآن العظيم وتكفل بجعله خطاباً إلهياً لا يغادر عصراً من العصور التالية لعصر ظهوره المعجز·
لذا فإن عصرنا هذا، إذ يعاصره القرآن العظيم متسلطاً عليه بإعجازه المعرفي المبين، بوسعه أن يكفل لكل من يستعين بانفجاره المعلوماتي على تدبر هذا القرآن والخروج من تدبره هذا موقناً بـ >قرآنية الحقيقة< التي بمقدور >الحقيقة القرآنية< أن تجليها واضحة جلية دون لبس·
فالمعلومات الصائبة التي تأتَّى للإنسانية الحصول عليها بوساطة التقنيات المتقدمة التي تفرد بها هذا العصر هي مادة خصبة بالإمكان على الدوام الاستعانة بها لتبيان أوجه الإعجاز المعرفي المميز للخطاب القرآني الموجه لهذا العصر توجهه لكل عصر· إلا أن موافقة هذا الخطاب القرآني لعصرنا هذا لا ينبغي أن تجعلنا نتوهم هذا التوافق المعرفي المبين بالشكل الذي يجعلنا نظن بهذا العصر أنه >العصر المقصود< بهذا القرآن! فموافقة القرآن العظيم لعصرنا هذا، تسلُّطاً معرفياً لخطابه عليه وتوافقاً مبيناً لمفردات هذا الخطاب مع انفجاره المعلوماتي، لا تعني غير أن هذا القرآن إذ يعاصر هذا العصر فإنه معاصر لكل عصر آخر غيره·
غير أن هذا لا يعني أن السيادة القرآنية المطلقة على كافة العصور المعرفية المكونة للحضارة الإنسانية ليس لها أن تتجلى في عصرنا هذا تجلياً يجعل من المرء ينظر إلى موافقة الخطاب القرآني لهذا العصر، معاصرةً وتطابقاً واتفاقاً وتفوقاً، كما لو أن هذا القرآن قد استهدفه هو بالذات دون باقي العصور تحديداً وحصراً! فالتسلط المعرفي على العصور الإنسانية قاطبة قد تأتى للقرآن العظيم التفرد به بسبب من معاصرته لكل عصر من هذه العصور تفوقاً معرفياً عليه هو بالذات وعلى وجه التحديد! لذا كان الخطاب القرآني الموجه لعصرنا هذا موافقاً ومعاصراً له بتفوقه عليه·
إن هذا الخطاب القرآني المعاصر لعصرنا هذا خطاب فريد وذلك نظراً لتفرد هذا العصر بمفردات تعجز العصور الأخرى عن التميز بها وبالتالي عن التمتع بما يؤمن لها أن يستهدفها هذا الخطاب استهدافه لعصرنا هذا· فعصرنا هذا، إذ يستهدفه هذا الخطاب القرآني المعاصر له، هو غير كل العصور وهو، بهذا الاستهداف لا بغيره، عصر القرآن العظيم كما كان كل عصر آخر غيره عصر هذا القرآن! لذا كان هذا العصر المستهدف هو بالذات، استهداف القرآن العظيم لكل العصور الأخرى عصراً عصراً هو بالذات، قادر على الكشف عن أوجهٍ للإعجاز القرآني يعجز كل عصر آخر قبله عن كشفها وتبيانها·
سبحان الله العلى العظيم
وهذا الانتصار القرآني على عصرنا المعلوماتي هذا حقيقة لا ريب فيها ما دام هذا العصر، بمعلوماته قاطبة، عاجزاً عن الاحاطة المعرفية الصائبة بالكثير جداً من >القضايا الشائكةالمعاصرة المعجزة< يتعارض والقول بوجود إله حكيم خبير أنزل القرآن العظيم وتكفل بجعله خطاباً إلهياً لا يغادر عصراً من العصور التالية لعصر ظهوره المعجز·
لذا فإن عصرنا هذا، إذ يعاصره القرآن العظيم متسلطاً عليه بإعجازه المعرفي المبين، بوسعه أن يكفل لكل من يستعين بانفجاره المعلوماتي على تدبر هذا القرآن والخروج من تدبره هذا موقناً بـ >قرآنية الحقيقة< التي بمقدور >الحقيقة القرآنية< أن تجليها واضحة جلية دون لبس·
فالمعلومات الصائبة التي تأتَّى للإنسانية الحصول عليها بوساطة التقنيات المتقدمة التي تفرد بها هذا العصر هي مادة خصبة بالإمكان على الدوام الاستعانة بها لتبيان أوجه الإعجاز المعرفي المميز للخطاب القرآني الموجه لهذا العصر توجهه لكل عصر· إلا أن موافقة هذا الخطاب القرآني لعصرنا هذا لا ينبغي أن تجعلنا نتوهم هذا التوافق المعرفي المبين بالشكل الذي يجعلنا نظن بهذا العصر أنه >العصر المقصود< بهذا القرآن! فموافقة القرآن العظيم لعصرنا هذا، تسلُّطاً معرفياً لخطابه عليه وتوافقاً مبيناً لمفردات هذا الخطاب مع انفجاره المعلوماتي، لا تعني غير أن هذا القرآن إذ يعاصر هذا العصر فإنه معاصر لكل عصر آخر غيره·
غير أن هذا لا يعني أن السيادة القرآنية المطلقة على كافة العصور المعرفية المكونة للحضارة الإنسانية ليس لها أن تتجلى في عصرنا هذا تجلياً يجعل من المرء ينظر إلى موافقة الخطاب القرآني لهذا العصر، معاصرةً وتطابقاً واتفاقاً وتفوقاً، كما لو أن هذا القرآن قد استهدفه هو بالذات دون باقي العصور تحديداً وحصراً! فالتسلط المعرفي على العصور الإنسانية قاطبة قد تأتى للقرآن العظيم التفرد به بسبب من معاصرته لكل عصر من هذه العصور تفوقاً معرفياً عليه هو بالذات وعلى وجه التحديد! لذا كان الخطاب القرآني الموجه لعصرنا هذا موافقاً ومعاصراً له بتفوقه عليه·
إن هذا الخطاب القرآني المعاصر لعصرنا هذا خطاب فريد وذلك نظراً لتفرد هذا العصر بمفردات تعجز العصور الأخرى عن التميز بها وبالتالي عن التمتع بما يؤمن لها أن يستهدفها هذا الخطاب استهدافه لعصرنا هذا· فعصرنا هذا، إذ يستهدفه هذا الخطاب القرآني المعاصر له، هو غير كل العصور وهو، بهذا الاستهداف لا بغيره، عصر القرآن العظيم كما كان كل عصر آخر غيره عصر هذا القرآن! لذا كان هذا العصر المستهدف هو بالذات، استهداف القرآن العظيم لكل العصور الأخرى عصراً عصراً هو بالذات، قادر على الكشف عن أوجهٍ للإعجاز القرآني يعجز كل عصر آخر قبله عن كشفها وتبيانها·
سبحان الله العلى العظيم
مسلمة وأفتخر- تـــاريخ التسجيـــل : 25/10/2010
التقييـــــم : 53322
مواضيع مماثلة
» زيد بن الخطاب ( رجال حول الرسول )
» الفاروق عمر بن الخطاب رضى اللة عنة
» من نصائح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
» روميو العصر
» فضل سورة العصر
» الفاروق عمر بن الخطاب رضى اللة عنة
» من نصائح سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
» روميو العصر
» فضل سورة العصر
Arab-Venus :: :: القرءان الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly
» حديث شريف
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly
» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly
» حكمة تشريع الصوم
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly
» سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly
» أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
السبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان و المترفون
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» من صام رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» فضائل الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» وصايا رمضانية
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» دروس من رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر
» تعلم فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر
» محفزات التغيير فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر
» فلسفة الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان وتجديد الذات
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر
» أحكام الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان والتليفزيون و ... انت
الخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة
» رمضان والمرأة المسلمة
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة
» رمضان طوال العام
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة
» رمضان الأخير
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة