بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
TOTO | ||||
رحيق الجنة | ||||
layaly | ||||
الشيماء | ||||
همس الحنين | ||||
محمد اليوسف | ||||
مسلمة وأفتخر | ||||
اسماء | ||||
صلاح الدين | ||||
اسيل |
عدد الزائرين للموقع
تاهيل الاقتصاد الجزائري للاندماج في الاقتصاد الدولي
صفحة 1 من اصل 1
تاهيل الاقتصاد الجزائري للاندماج في الاقتصاد الدولي
يشهد العالم
تحولات اقتصادية عميقة و سريعة ، فاقتصاد السوق و العولمة إلى جانب
الانضمام الوشيك للجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة يفرضون على
الاقتصاد الوطني تحديات كبيرة للتأقلم مع هذه المستجدات ، و ذلك بالتخلي
عن الأساليب القديمة لتسيير الاقتصاد الوطني و البحث عن الوسائل الكفيلة
لمواجهة ذلك بأساليب عصرية تنصب على دعم الاصلاحات الاقتصادية ، و تأهيل
الاقتصاد الوطني الشيء الذي يمكن من التخفيف من حدة الأزمات المتتالية
التي شهدها و يشهدها الاقتصاد الوطني و تمكنه من تعظيم مكاسب الانضمام و
تعلية عوائد التكامل الحقيقي و الشراكة المتوازنة بما يقضي الاندماج
الفعال في الحركية الدولية الاقتصادية .
سنتناول في هذا البحث العناصر التالية :
أولا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي قبل 1988
ثانيا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي بعد 1988 إلى وقتنا الحاضر
ثالثا : كيفية تأهيل الاقتصاد الوطني للاندماج في الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة
أولا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي قبل 1988 :
ارتأينا
أنه من البديهي قبل التطرق إلى كيفية تأهيل الاقتصاد الوطني للاندماج في
الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة اعطاء نظرة وجيزة للوضع
الاقتصادي و الاجتماعي قبل 1988 ، لأن التطرق إلى ذلك يمكننا من فهم طبيعة
و مسببات الاجراءات التي اتبعت بعد 1988 و ذلك وفق المراحل التالية :
1- الوضع الاقتصادي و الاجتماعي غداة الاستقلال :
نتج عن الاستعمار مباشرة اربع خاصيات للاقتصاد الجزائري :
أ- تخلف لم يحل : نتج عن هذا التخلف تشابك المعطيات التالية :
ثقل
وزن الزراعة في الاقتصاد الجزائري و ضعف التصنيع ، البطالة و التشغيل
الناقص ، انخفاض الدخل الفردي ، ضيق و ضعف انتشار التكنيك الحديث . لهذا
تتطلب عملية التنمية الاقتصادية الاستعمال السريع و الأقصى للتكنيك الحديث
، الذي يستدعي شراء أموال التجهيز الصناعي و مستوى كافيا من التعليم .
ب- ثنائية اقتصادية :
التي تعتبر أبرز نتيجة هيكلية عرفها الاقتصاد الجزائري من جراء ادخال
علاقات انتاج رأسمالية . تظهر هذه الثنائية بتعايش نظامين اقتصاديين
أحدهما متطور و الأخر متخلف (تقليدي) ، بدون علاقة بينهما لهما مظاهر
ثلاثة : فهي موجودة في القطاعات مجتمعة بين الزراعة و الصناعة ، و في
القطاع الواحد ، و التي تظهر أكثر في الزراعة حيث يوجد قطاع حديث (أخصب
الأراضي و استعمال التكنيك الحديث) و قطاع متخلف (تقليدي) يساهم بنسبة
ضعيفة في الدخل الوطني ، ثم تظهر هذه الثنائية اقليميا ، حيث توجد مناطق
اقتصادية نامية على الساحل تشكل جيوبا حقيقية لاتناسب بينها على الاطلاق و
بين باقي التراب المتخلف.
ت- اقتصاد مسيطر عليه : حيث تظهر التبعية الاقتصادية في أشكال مختلفة : تبعية تجارية و تكنيكية و مالية و بشرية .
ث- اقتصاد ضعيف
: و هو نتيجة للتبعية الاقتصادية ، و الذي يتمثل في ضعف هيكل المبادلات
الخارجية ، و في العلاقات المالية ، ميراث إدارة ثقيلة غير ملائمة .
أما
بالنسبة للوضع الاجتماعي ، عرفت تلك الفترة بالبطالة الشاملة ، التخريب
الشامل خاصة للتجهيزات الاقتصادية و الاجتماعية ، عدم وجود الاطارات ،
الفقر ، انتشار الجهل و الأمية انتشار الأمراض المعدية و الأوبئة .
كل
هذه العوامل المذكورة أعلاه ، أثرت سلبا على الانتاج و التسيير و التنظيم
، و انعاش الاقتصاد الجزائري من جديد ، الذي أصبح تقريبا مشلولا .
2 – المرحلة 1966/1978 :
مع الاستقلال السياسي بدأ يتعمق الفكر الاقتصادي الوطني الذي ظهر مع الحرب
التحريرية مرتكز حول مشاكل التخلف و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، و
الذي جاء في كل من ميثاق طرابلس عام 1962 ثم ميثاق الجزائر عام 1964 .
يتعمق
هذا التفكير أكثر فأكثر ليؤدي بدء من سنة 1966 إلى ميلاد نمودج جزائري
للتنمية ، الذي يعتمد على المخططات المتتالية و المتجسد في سياسة
استثمارية متناسقة ، كان هدف السلطة الجديدة هو إعادة استرجاع سلطة الدولة
، ووضع جهاز إداري فعال ، اعطى النمودج الاقتصادي المتبع دور مركزي لأجهزة
الدولة في تحقيق عملية التنمية ، و طرح ضرورة تطوير قطاع صناعي عمومي قوي
، حيث اعتبرت الصناعة الوسيلة الوحيدة التي تضمن اقتصاد مستقل و متكامل .
إذا
من خلال خطابات الرئيس بومدين ، و مختلف المواثيق (الميثاق الوطني ، ميثاق
الثورة الزراعية ... إلخ) تم توضيح و شرح و تبرير السياسة الاقتصادية و
الاجتماعية للمرحلة 1966 إلى 1978 .
تكوين
اقتصاد اشتراكي من خلال نمو سريع للانتاج ، الاستقلال الاقتصادي ، التكامل
الاقتصادي ، الزراعة ، الفوائد الاجتماعية للتصنيع شكلت محتوى استراتيجية
التنمية الاقتصادية 1966/1978 .
من
خلال تحليل نفقات الاستثمارات بالنسبة لكل مخطط نلاحظ أن المخطط الثلاثي
قام بتوجيه برنامج الاستثمارت نحو انشاء قطاع صناعي ، رغم أن المعامل
المتوسط لرأس المال (القطاعي) لتخصيص رأس المال يبين الاتجاه إلى التوازن
من أجل تحقيق نمو متوازن .
بينما
فيما يخص المخطط الرباعي الأول ، حصلت فيه الصناعات المنتجة لوسائل
الانتاج على مخصصات للاستثمار الأكثر أهمية ، أكثر حتى من قطاع المحروقات
. تأتي الاستثمارات الزراعية و التكوين في المرتبة الثالثة .
أكد
المخطط الرباعي الثاني الاستراتيجية الصناعية ، و لكن انتقل بعملية
التنمية إلى سلم و مستوى عام واسع . عرف قطاع الفلاحة و الري إعادة هيكلة
عميقة (الثورة الزراعية) ، تخصيص اعتمادات مهمة للاستثمارات و التي يجب أن
تنفق اساسا من أجل الحصول على تجهيزات و انشاء الهياكل كما اتجهت نفقات
قطاع النفط الاستثمارية إلى الارتفاع . يرجع ذلك إلى بنية السوق الدولية
للطاقة ، الذي دفع بالحكومة الجزائرية إلى اختيار صناعة عالية مرتفعة رأس
المال كشكل لتصدير الغاز الطبيعي
كان معدل نمو الاستثمارات أكثر من 50 % في نهاية المخطط الرباعي الثاني ، في حين أن المعدل المتوسط للفترة 1967/1978 بلغ حوالي 35 % و هذا يدل على معدل استثمار متزايد
أدت
هذه السياسة إلى انشاء العديد من المركبات الصناعية الضخمة ، امتصاص
البطالة ، تحسين مستوى المعيشة ، تحسين مستوى التعليم ، ارتفاع أمل الحياة
و انخفاض حدة انتشار الأمراض المعدية و الأوبئة بفعل سياسة الطب المجاني
.لكن كان هذا بتكاليف كبيرة إذ لم يتعدى معدل استعمال الطاقات الانتاجية
40 % في المتوسط .
أسباب هذا الاستعمال الضعيف لطاقات الانتاج ترجع إلى :
- أستعمال التقنيات الحديثة مع انعدام الكفاءات البشرية للتحكم فيها .
- تعقد المهام (نتيجة الحجم الكبير) مثل التكوين ، التسويق و التمويل و الصيانة .
- اختيارات
التكنولوجيا المستوردة غير ملائمة للبنية الاجتماعية و الاقتصادية
الجزائرية ، أي استراد تقنيات حديثة متكاملة و معقدة لم تكيف مع الواقع
الجزائري ، و لم تهيأ لها شروط النجاح في المجتمع الجزائري
3 -المرحلة 1979/1988 :
بموت
الرئيس هواري بومدين في نهاية 1978 ، و تعيين الشادلي بن جديد و انتخابه
كرئيس للجمهورية ، عقد المؤتمر الرابع للحزب ، أين انبثق عنه لجنة مركزية
التي حددت التوجهات الكبرى للتطور الإقتصادي و الإجتماعي ، خاصة خلال جلسة
ديسمبر 1979 اين ترى اللجنة المركزية بأنه خلال العشرية 1980/1990 :
- يجب أن ترتكز أعمال التنمية كأولوية حول الاشباع التدريجي للاحتياجات .
- اهتمام
خاص يجب أن يعطى للتخفيف من حدة التبعية اتجاه الاقتصاديات الخارجية عن
طريق مراقبة الموارد الخارجية ، و تشجيع الارتباط المباشر بين المؤسسات و
الجامعة لتحفيز البحث – التنمية
- يجب أن توضع خطط الانتاج للمؤسسات من أجل رفع الانتاجية ، تخفيض التكاليف و تحسين الجودة .
- خاصية المخطط هي ضمان التوازنات الكبرى و استغلال مجموع الموارد .
- الأهمية هي رفع كل العراقيل في وجه تعميم و كفأة التسيير الاشتراكي للمؤسسات من أجل ديمقراطية اقتصادية متزايدة .
- تقوية
المراقبات عند الاستراد التي يجب أن تؤدي إلى تخفيض المشتريات من السلع
غير الضرورية و تحفيز الانتاج المحلي في إطار مكافحة التضخم و سياسة
المداخيل .
- يجب الاتجاه نحو خلق مكثف للشغل لتطبيق مبدأ الميثاق الوطني الذي أكد على أن العمل هو حق و واجب.
- يجب تحديد دور و مكانة القطاع الخاص مع العمل على اقصاء نشاطات المضاربة لصالح النشاطات الانتاجية .
- مجهودات
ضرورية للتنظيم العام للاقتصاد من أجل أحسن استعمال للموارد و مردودية
نظام التكوين أين اللغة العربية يجب أن تحتل مكانة بارزة.
- نتيجة
حلهذه التوجيهات جاء المخطط الخماسي الأول الذي يرى بأنه يجب تحسين أداء
قطاع الفلاحة و ذلك بتوزيع الانتاج و تحسين الانتاجية
- انخفاض حصة الصناعة من حجم الاستثمارات الاجمالية .
- ارتفاع المخصصات الموجهة إلى الصناعات الخفيفة مقارنة بالصناعات القاعدية .
- اختيارات تتكنولوجية سهلة تمكن من التحكم في طرق الصنع .
- عرف قطاع المحروقات انخفاضا كبيرا 50 % بالمقارنة مع 1978/1980 و هذا راجع إلى الانتهاء من الخط الجديد للغاز الطبيعي .
- بالمقارنة مع المرحلة السابقة تم تخصيص حصة لا بأس بها للسكن 15 % ، في حين نجد الاستثمارات الموجهة للمنشأت و الهياكل الاقتصادية و النقل 12.8 % الري 5.7 % ، الهياكل و المنشأت الاجتماعية و الجماعية 6.5 % ، التربية و التكوين المهني 10.5%
و هذا يدل على إرادة الحكومة الجزائرية أنذاك لمواجهة الطلب المتزايد في
مجال السكن ، و لاشباع الاحتياجات الاجتماعية الصحة و التجهيز الجماعي
التي اهملت سابقا و لتلطيف التوترات الاجتماعية ، و في النهاية لتحسين
مستوى معيشة الجزائريين
ان
التقرير المتضمن المخطط الخماسي الأول ، شمل على انتقادات شديدة اتجاه
تسيير المؤسسات و فعالياتها ، حيث بين التشخيص النقائص و مواطن الضعف
الرئيسية للتنظيم الصناعي و تسيير المؤسسات مع اقتراح حلول يمكن أن تساهم
في علاج هذه النقائص و المتمثلة في :
- غياب الحوافز لانتاج فعال و عقوبات اقتصادية للمؤسسات و للأفراد .
- نقص الموارد البشرية المؤهلة و نقص التأطير ، عمال زائدون
- تكاليف انتاج زائدة .
- معدل استغلال الطاقات الانتاجية ضعيف.
- تسجيل عجز مالي كبير لعدد كبير من المؤسسات .
- هياكل
بيروقراطية ، الجهاز الانتاجي يعمل ببطأ ، تدخل الوزارات الوصية من أجل
القضاء على هذه النقائص يقترح علينا المخطط الخماسي أولا تجنب انشاء
مؤسسات كبيرة الحجم التي يصبح تسييرها صعبا و مكلفا . لهذا قامت السلطات
الجزائرية بتقسيم المؤسسة الواحدة إلى مؤسسات عديدة ، و هذا ما أطلق عليه
بإعادة هيكلة المؤسسات فمثلا سوناطراك قسمت إلى عدة مؤسسات مختصة (التكرير
، التوزيع ، الأبار و الاستغلال ، المطاط و البلاستيك ، البيروكيمياء ...)
. كانت تهدف عملية إعادة الهيكلة إلى التحكم في أداة الانتاج الموجودة ، و
تبسيط و تجانس التسيير على مستوى وحدات الانتاج ، نشر لا مركزية اتخاذ
القرار حيث ستجد الاطارات الفرصة لتقويم قدراتها في وحدات مهيكلة بطريقة
أفضل ، و هذا كله من أجل رفع الانتاج و تحسين الانتاجية . و لكن رغم هذه
الاجراءات فإن المؤسسات العمومية الاقتصادية قد واجهتها صعوبات بعد عملية
إعادة الهيكلة تتمثل في :
- أدت هذه العملية إلى تجزئة وظائف المؤسسة و بالتالي عدم الارتباط و عدم تكامل المؤسسات .
- نقص الاطارات و التقنيين الاكفاء .
- استثمارات إضافية .
- ظهور النزاعات نتيجة تقسيم الهياكل ، الاجهزة ، النقل و التخزين .
- الاحكام القانونية و التنظيمية تعتبر ثقيلة و غير متكيفة و معرقلة ، تحتمل تفسيرات عديدة .
رغم الاهداف
التي كانت ترمي إليها عملية إعادة هيكلة المؤسسات المذكورة أعلاه ، لم
يتحقق دلك ، حيث ساد في الجزائر فكر ريعي الذي يعني الاعتماد على النفط في
كل شيء سواء من قبل السلطات أو المواطنين ، حيث كان يتم استيراد كل ما
نحتاجه بدون تخطيط علمي منظم الشيء الذي أدى إلى تبذير جزء كبير من
مواردنا بالعملة الصعبة . إضافة إلى سيادة التسيير الاداري حيث كانت كل من
خطة الانتاج ، الاسعار ، حجم الاستثمار ، الأجور التموين و التسويق تحدد
مركزيا ، حيث لم تعطى المبادرة للمؤسسات الشيء الذي لم يسمح بتحريك
القدرات و الطاقات الانتاجية و إلى عدم اهتمام المسيرين حيث لم يصبحوا
مسؤولين عن نتيجة مؤسساتهم .
انخفاض عوائد نا من العملة الصعبة ابتداء من 1986 بحوالي 56 % أدى إلى انخفاض القوة الشرائية في سنة 1988 إلى 65 % مما كانت عليه في 1985 و 25 %
أقل مما كانت عليه في 1987 ، إضافة إلى انخفاض واضح في الاستثمار و
الاستهلاك و بالتالي الغاء مشاريع استثمارية هامة كانت مبرمجة ، كذلك
محاولة تنويع الصادرات أدت بدورها إلى احداث نذرة في السوق الوطنية على
حساب المستهلك و المواطن بشكل عام إلى جانب النمو الديمغرافي كل ذلك أدى
إلى حدوث اضطرابات اجتماعية عسيرة (أحداث أكتوبر 1988).
تحولات اقتصادية عميقة و سريعة ، فاقتصاد السوق و العولمة إلى جانب
الانضمام الوشيك للجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة يفرضون على
الاقتصاد الوطني تحديات كبيرة للتأقلم مع هذه المستجدات ، و ذلك بالتخلي
عن الأساليب القديمة لتسيير الاقتصاد الوطني و البحث عن الوسائل الكفيلة
لمواجهة ذلك بأساليب عصرية تنصب على دعم الاصلاحات الاقتصادية ، و تأهيل
الاقتصاد الوطني الشيء الذي يمكن من التخفيف من حدة الأزمات المتتالية
التي شهدها و يشهدها الاقتصاد الوطني و تمكنه من تعظيم مكاسب الانضمام و
تعلية عوائد التكامل الحقيقي و الشراكة المتوازنة بما يقضي الاندماج
الفعال في الحركية الدولية الاقتصادية .
سنتناول في هذا البحث العناصر التالية :
أولا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي قبل 1988
ثانيا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي بعد 1988 إلى وقتنا الحاضر
ثالثا : كيفية تأهيل الاقتصاد الوطني للاندماج في الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة
أولا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي قبل 1988 :
ارتأينا
أنه من البديهي قبل التطرق إلى كيفية تأهيل الاقتصاد الوطني للاندماج في
الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة اعطاء نظرة وجيزة للوضع
الاقتصادي و الاجتماعي قبل 1988 ، لأن التطرق إلى ذلك يمكننا من فهم طبيعة
و مسببات الاجراءات التي اتبعت بعد 1988 و ذلك وفق المراحل التالية :
1- الوضع الاقتصادي و الاجتماعي غداة الاستقلال :
نتج عن الاستعمار مباشرة اربع خاصيات للاقتصاد الجزائري :
أ- تخلف لم يحل : نتج عن هذا التخلف تشابك المعطيات التالية :
ثقل
وزن الزراعة في الاقتصاد الجزائري و ضعف التصنيع ، البطالة و التشغيل
الناقص ، انخفاض الدخل الفردي ، ضيق و ضعف انتشار التكنيك الحديث . لهذا
تتطلب عملية التنمية الاقتصادية الاستعمال السريع و الأقصى للتكنيك الحديث
، الذي يستدعي شراء أموال التجهيز الصناعي و مستوى كافيا من التعليم .
ب- ثنائية اقتصادية :
التي تعتبر أبرز نتيجة هيكلية عرفها الاقتصاد الجزائري من جراء ادخال
علاقات انتاج رأسمالية . تظهر هذه الثنائية بتعايش نظامين اقتصاديين
أحدهما متطور و الأخر متخلف (تقليدي) ، بدون علاقة بينهما لهما مظاهر
ثلاثة : فهي موجودة في القطاعات مجتمعة بين الزراعة و الصناعة ، و في
القطاع الواحد ، و التي تظهر أكثر في الزراعة حيث يوجد قطاع حديث (أخصب
الأراضي و استعمال التكنيك الحديث) و قطاع متخلف (تقليدي) يساهم بنسبة
ضعيفة في الدخل الوطني ، ثم تظهر هذه الثنائية اقليميا ، حيث توجد مناطق
اقتصادية نامية على الساحل تشكل جيوبا حقيقية لاتناسب بينها على الاطلاق و
بين باقي التراب المتخلف.
ت- اقتصاد مسيطر عليه : حيث تظهر التبعية الاقتصادية في أشكال مختلفة : تبعية تجارية و تكنيكية و مالية و بشرية .
ث- اقتصاد ضعيف
: و هو نتيجة للتبعية الاقتصادية ، و الذي يتمثل في ضعف هيكل المبادلات
الخارجية ، و في العلاقات المالية ، ميراث إدارة ثقيلة غير ملائمة .
أما
بالنسبة للوضع الاجتماعي ، عرفت تلك الفترة بالبطالة الشاملة ، التخريب
الشامل خاصة للتجهيزات الاقتصادية و الاجتماعية ، عدم وجود الاطارات ،
الفقر ، انتشار الجهل و الأمية انتشار الأمراض المعدية و الأوبئة .
كل
هذه العوامل المذكورة أعلاه ، أثرت سلبا على الانتاج و التسيير و التنظيم
، و انعاش الاقتصاد الجزائري من جديد ، الذي أصبح تقريبا مشلولا .
2 – المرحلة 1966/1978 :
مع الاستقلال السياسي بدأ يتعمق الفكر الاقتصادي الوطني الذي ظهر مع الحرب
التحريرية مرتكز حول مشاكل التخلف و التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، و
الذي جاء في كل من ميثاق طرابلس عام 1962 ثم ميثاق الجزائر عام 1964 .
يتعمق
هذا التفكير أكثر فأكثر ليؤدي بدء من سنة 1966 إلى ميلاد نمودج جزائري
للتنمية ، الذي يعتمد على المخططات المتتالية و المتجسد في سياسة
استثمارية متناسقة ، كان هدف السلطة الجديدة هو إعادة استرجاع سلطة الدولة
، ووضع جهاز إداري فعال ، اعطى النمودج الاقتصادي المتبع دور مركزي لأجهزة
الدولة في تحقيق عملية التنمية ، و طرح ضرورة تطوير قطاع صناعي عمومي قوي
، حيث اعتبرت الصناعة الوسيلة الوحيدة التي تضمن اقتصاد مستقل و متكامل .
إذا
من خلال خطابات الرئيس بومدين ، و مختلف المواثيق (الميثاق الوطني ، ميثاق
الثورة الزراعية ... إلخ) تم توضيح و شرح و تبرير السياسة الاقتصادية و
الاجتماعية للمرحلة 1966 إلى 1978 .
تكوين
اقتصاد اشتراكي من خلال نمو سريع للانتاج ، الاستقلال الاقتصادي ، التكامل
الاقتصادي ، الزراعة ، الفوائد الاجتماعية للتصنيع شكلت محتوى استراتيجية
التنمية الاقتصادية 1966/1978 .
من
خلال تحليل نفقات الاستثمارات بالنسبة لكل مخطط نلاحظ أن المخطط الثلاثي
قام بتوجيه برنامج الاستثمارت نحو انشاء قطاع صناعي ، رغم أن المعامل
المتوسط لرأس المال (القطاعي) لتخصيص رأس المال يبين الاتجاه إلى التوازن
من أجل تحقيق نمو متوازن .
بينما
فيما يخص المخطط الرباعي الأول ، حصلت فيه الصناعات المنتجة لوسائل
الانتاج على مخصصات للاستثمار الأكثر أهمية ، أكثر حتى من قطاع المحروقات
. تأتي الاستثمارات الزراعية و التكوين في المرتبة الثالثة .
أكد
المخطط الرباعي الثاني الاستراتيجية الصناعية ، و لكن انتقل بعملية
التنمية إلى سلم و مستوى عام واسع . عرف قطاع الفلاحة و الري إعادة هيكلة
عميقة (الثورة الزراعية) ، تخصيص اعتمادات مهمة للاستثمارات و التي يجب أن
تنفق اساسا من أجل الحصول على تجهيزات و انشاء الهياكل كما اتجهت نفقات
قطاع النفط الاستثمارية إلى الارتفاع . يرجع ذلك إلى بنية السوق الدولية
للطاقة ، الذي دفع بالحكومة الجزائرية إلى اختيار صناعة عالية مرتفعة رأس
المال كشكل لتصدير الغاز الطبيعي
كان معدل نمو الاستثمارات أكثر من 50 % في نهاية المخطط الرباعي الثاني ، في حين أن المعدل المتوسط للفترة 1967/1978 بلغ حوالي 35 % و هذا يدل على معدل استثمار متزايد
أدت
هذه السياسة إلى انشاء العديد من المركبات الصناعية الضخمة ، امتصاص
البطالة ، تحسين مستوى المعيشة ، تحسين مستوى التعليم ، ارتفاع أمل الحياة
و انخفاض حدة انتشار الأمراض المعدية و الأوبئة بفعل سياسة الطب المجاني
.لكن كان هذا بتكاليف كبيرة إذ لم يتعدى معدل استعمال الطاقات الانتاجية
40 % في المتوسط .
أسباب هذا الاستعمال الضعيف لطاقات الانتاج ترجع إلى :
- أستعمال التقنيات الحديثة مع انعدام الكفاءات البشرية للتحكم فيها .
- تعقد المهام (نتيجة الحجم الكبير) مثل التكوين ، التسويق و التمويل و الصيانة .
- اختيارات
التكنولوجيا المستوردة غير ملائمة للبنية الاجتماعية و الاقتصادية
الجزائرية ، أي استراد تقنيات حديثة متكاملة و معقدة لم تكيف مع الواقع
الجزائري ، و لم تهيأ لها شروط النجاح في المجتمع الجزائري
3 -المرحلة 1979/1988 :
بموت
الرئيس هواري بومدين في نهاية 1978 ، و تعيين الشادلي بن جديد و انتخابه
كرئيس للجمهورية ، عقد المؤتمر الرابع للحزب ، أين انبثق عنه لجنة مركزية
التي حددت التوجهات الكبرى للتطور الإقتصادي و الإجتماعي ، خاصة خلال جلسة
ديسمبر 1979 اين ترى اللجنة المركزية بأنه خلال العشرية 1980/1990 :
- يجب أن ترتكز أعمال التنمية كأولوية حول الاشباع التدريجي للاحتياجات .
- اهتمام
خاص يجب أن يعطى للتخفيف من حدة التبعية اتجاه الاقتصاديات الخارجية عن
طريق مراقبة الموارد الخارجية ، و تشجيع الارتباط المباشر بين المؤسسات و
الجامعة لتحفيز البحث – التنمية
- يجب أن توضع خطط الانتاج للمؤسسات من أجل رفع الانتاجية ، تخفيض التكاليف و تحسين الجودة .
- خاصية المخطط هي ضمان التوازنات الكبرى و استغلال مجموع الموارد .
- الأهمية هي رفع كل العراقيل في وجه تعميم و كفأة التسيير الاشتراكي للمؤسسات من أجل ديمقراطية اقتصادية متزايدة .
- تقوية
المراقبات عند الاستراد التي يجب أن تؤدي إلى تخفيض المشتريات من السلع
غير الضرورية و تحفيز الانتاج المحلي في إطار مكافحة التضخم و سياسة
المداخيل .
- يجب الاتجاه نحو خلق مكثف للشغل لتطبيق مبدأ الميثاق الوطني الذي أكد على أن العمل هو حق و واجب.
- يجب تحديد دور و مكانة القطاع الخاص مع العمل على اقصاء نشاطات المضاربة لصالح النشاطات الانتاجية .
- مجهودات
ضرورية للتنظيم العام للاقتصاد من أجل أحسن استعمال للموارد و مردودية
نظام التكوين أين اللغة العربية يجب أن تحتل مكانة بارزة.
- نتيجة
حلهذه التوجيهات جاء المخطط الخماسي الأول الذي يرى بأنه يجب تحسين أداء
قطاع الفلاحة و ذلك بتوزيع الانتاج و تحسين الانتاجية
- انخفاض حصة الصناعة من حجم الاستثمارات الاجمالية .
- ارتفاع المخصصات الموجهة إلى الصناعات الخفيفة مقارنة بالصناعات القاعدية .
- اختيارات تتكنولوجية سهلة تمكن من التحكم في طرق الصنع .
- عرف قطاع المحروقات انخفاضا كبيرا 50 % بالمقارنة مع 1978/1980 و هذا راجع إلى الانتهاء من الخط الجديد للغاز الطبيعي .
- بالمقارنة مع المرحلة السابقة تم تخصيص حصة لا بأس بها للسكن 15 % ، في حين نجد الاستثمارات الموجهة للمنشأت و الهياكل الاقتصادية و النقل 12.8 % الري 5.7 % ، الهياكل و المنشأت الاجتماعية و الجماعية 6.5 % ، التربية و التكوين المهني 10.5%
و هذا يدل على إرادة الحكومة الجزائرية أنذاك لمواجهة الطلب المتزايد في
مجال السكن ، و لاشباع الاحتياجات الاجتماعية الصحة و التجهيز الجماعي
التي اهملت سابقا و لتلطيف التوترات الاجتماعية ، و في النهاية لتحسين
مستوى معيشة الجزائريين
ان
التقرير المتضمن المخطط الخماسي الأول ، شمل على انتقادات شديدة اتجاه
تسيير المؤسسات و فعالياتها ، حيث بين التشخيص النقائص و مواطن الضعف
الرئيسية للتنظيم الصناعي و تسيير المؤسسات مع اقتراح حلول يمكن أن تساهم
في علاج هذه النقائص و المتمثلة في :
- غياب الحوافز لانتاج فعال و عقوبات اقتصادية للمؤسسات و للأفراد .
- نقص الموارد البشرية المؤهلة و نقص التأطير ، عمال زائدون
- تكاليف انتاج زائدة .
- معدل استغلال الطاقات الانتاجية ضعيف.
- تسجيل عجز مالي كبير لعدد كبير من المؤسسات .
- هياكل
بيروقراطية ، الجهاز الانتاجي يعمل ببطأ ، تدخل الوزارات الوصية من أجل
القضاء على هذه النقائص يقترح علينا المخطط الخماسي أولا تجنب انشاء
مؤسسات كبيرة الحجم التي يصبح تسييرها صعبا و مكلفا . لهذا قامت السلطات
الجزائرية بتقسيم المؤسسة الواحدة إلى مؤسسات عديدة ، و هذا ما أطلق عليه
بإعادة هيكلة المؤسسات فمثلا سوناطراك قسمت إلى عدة مؤسسات مختصة (التكرير
، التوزيع ، الأبار و الاستغلال ، المطاط و البلاستيك ، البيروكيمياء ...)
. كانت تهدف عملية إعادة الهيكلة إلى التحكم في أداة الانتاج الموجودة ، و
تبسيط و تجانس التسيير على مستوى وحدات الانتاج ، نشر لا مركزية اتخاذ
القرار حيث ستجد الاطارات الفرصة لتقويم قدراتها في وحدات مهيكلة بطريقة
أفضل ، و هذا كله من أجل رفع الانتاج و تحسين الانتاجية . و لكن رغم هذه
الاجراءات فإن المؤسسات العمومية الاقتصادية قد واجهتها صعوبات بعد عملية
إعادة الهيكلة تتمثل في :
- أدت هذه العملية إلى تجزئة وظائف المؤسسة و بالتالي عدم الارتباط و عدم تكامل المؤسسات .
- نقص الاطارات و التقنيين الاكفاء .
- استثمارات إضافية .
- ظهور النزاعات نتيجة تقسيم الهياكل ، الاجهزة ، النقل و التخزين .
- الاحكام القانونية و التنظيمية تعتبر ثقيلة و غير متكيفة و معرقلة ، تحتمل تفسيرات عديدة .
رغم الاهداف
التي كانت ترمي إليها عملية إعادة هيكلة المؤسسات المذكورة أعلاه ، لم
يتحقق دلك ، حيث ساد في الجزائر فكر ريعي الذي يعني الاعتماد على النفط في
كل شيء سواء من قبل السلطات أو المواطنين ، حيث كان يتم استيراد كل ما
نحتاجه بدون تخطيط علمي منظم الشيء الذي أدى إلى تبذير جزء كبير من
مواردنا بالعملة الصعبة . إضافة إلى سيادة التسيير الاداري حيث كانت كل من
خطة الانتاج ، الاسعار ، حجم الاستثمار ، الأجور التموين و التسويق تحدد
مركزيا ، حيث لم تعطى المبادرة للمؤسسات الشيء الذي لم يسمح بتحريك
القدرات و الطاقات الانتاجية و إلى عدم اهتمام المسيرين حيث لم يصبحوا
مسؤولين عن نتيجة مؤسساتهم .
انخفاض عوائد نا من العملة الصعبة ابتداء من 1986 بحوالي 56 % أدى إلى انخفاض القوة الشرائية في سنة 1988 إلى 65 % مما كانت عليه في 1985 و 25 %
أقل مما كانت عليه في 1987 ، إضافة إلى انخفاض واضح في الاستثمار و
الاستهلاك و بالتالي الغاء مشاريع استثمارية هامة كانت مبرمجة ، كذلك
محاولة تنويع الصادرات أدت بدورها إلى احداث نذرة في السوق الوطنية على
حساب المستهلك و المواطن بشكل عام إلى جانب النمو الديمغرافي كل ذلك أدى
إلى حدوث اضطرابات اجتماعية عسيرة (أحداث أكتوبر 1988).
TOTO- المدير العام
- تـــاريخ التسجيـــل : 12/04/2010
التقييـــــم : 60946
الموقع : هنا أنا أقيم الإقاامة الجبريه بين اسوار مدائن الوجع
الأوسمة :
رد: تاهيل الاقتصاد الجزائري للاندماج في الاقتصاد الدولي
ثانيا : الوضع الاقتصادي الاجتماعي بعد 1988 إلى وقتنا الحاضر
1- المرحلة 1988/1994
أظهرت
أحداث أكتوبر عيب الأسلوب التنموي المتبع ، حيث اجبرت السلطات على
الاعتراف علنية و لأول مرة بالصعوبات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعاني
منها الجزائر و بأخطاء الماضي الشيء الذي يحتم ادخال تغيرات و اصلاحات
عميقة تسمح بالقضاء على المشاكل المطروحة . أظهر انخفاض عائدتنا من العملة
الصعبة عيب أسلوب التنمية المتبع فإقامة الهياكل و بناء المصانع لا يكفي
لوحده إذا لم تكن هناك فعالية اقتصادية تؤكد على الاستخدام الحسن لعناصر
الانتاج و المحافظة عليها لا بد من اتخاذ اجراءات و أدوات تسمح بالانتقال
إلى أسلوب التنمية المكثف الذي يعني الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ، و
ذلك يتطلب لا مركزية في الاعمال و السلطات من أجل تحرير المبادرات و تسريع
النشاط .
لكن
هذه التغيرات و الاصلاحات برزت في الميدان السياسي أكثر منها في الميدان
الاقتصادي مما حتم على رئيس الجمهورية آنذاك تغيير الحكومة . جاءت حكومة
حمروش أساسا بتكريس و تجسيد استقلالية المؤسسات في الواقع ، و ادخال آليات
نظام السوق بالنسبة للمؤسسات ، و اعطاء المبادرات و الحريات للمؤسسات من
أجل التكيف مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي الجديد ، و استخدام مقاييس
التسيير السليم ، و تحرير قدرات الموارد البشرية ، من أجل الاستخدام
العقلاني للامكانيات و الطاقات المتاحة ، و بالتالي رفع المردودية و تحقيق
الفعالية ، مما يسمح بالقضاء على أساليب الرداءة في التسيير.
من
أجل تكريس ذلك ميدانيا تم صدور مجموعة من القوانين و التي كانت تهدف
إلى التوجه التدريجي نحو اقتصاد السوق ثم عزز ذلك بصدور قانون النقد و
القرض رقم 90/10 كالمؤرخ في 14/04/1990 ، و قانون توجيه الاستثمارات رقم
93/12 المؤرخ في 05/10/1993.
و
لكن رغم هذا ، فلقد واجهت هذه الاصلاحات صعوبات جمة يتمثل جوهرها في
المضاربين أي القطاع اللاشكلي الذي يسيطر على 180 مليار دج من مجمل 300
مليار دج و الذي أصبح له قوة اقتصادية ، و الذي أحس بالخطر من جراء تطبيق
هذه الاصلاحات و التي كانت تهدف إلى القضاء عليه بأساليب اقتصادية إلى
جانب مشاكل أخرى ظهرت عند التطبيق و هي الفهم الشيء لها من قبل مسيري
المؤسسات الاقتصادية العمومية و الذين قاموا برفع خيالي لاسعار المنتوجات
دون محاولة تقليل التكاليف و رفع الانتاجية الشيء الذي أدى إلى استياء في
وسط فئات الجماهير الواسعة التي لم تفهم المغزى الحقيقي للاصلاحات ، فبقت
متخوفة منها ، إلى جانب استمرار الذهنيات و العقليات السابقة في هذه
الفترة.
كما
صاحب هذه الاصلاحات تطورات أمنية خطيرة أدت إلى المساس بالكثير من
المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية العمومية ، الشيء الذي جعل الاقتصاد
الوطني يعاني من اختلالات كثيرة تتمثل في :
- معدل تضخم مرتفع 32 % سنة 1992 ، و 20.8 % سنة 1993 .
- استمرار ارتفاع الديون الخارجية ، و تدهور التبادل الخارجي و عدم توازن ميزان المدفوعات.
- ضعف
دائم في استعمال الطاقات الانتاجية ، و ضعف التكامل الصناعي تزايد عدد
السكان ، الذي يؤدي غلى زيادة حجم الطلب الشيء الذي أدى إلى عدم توازن بين
العرض و الطلب .
- تزايد حجم البطالة.
- عجز في مجال السكن و في المرافق الاجتماعية الأخرى .
- استيراد أكثر من 50 % من المواد الغذائية .
- انخفاض عوائد الصادرات .
عمقت
هذه الوضعية الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية مما حتم على السلطات
الاستمرار في الاتصال بالمؤسسات النقدية الدولية (صندوق النقد الدولي ، و
البنك الدولي ) و ذلك بابرام اتفاقي ستاند باي 1994 و برنامج التعديل
الهيكلي لسنة 1995.
المرحلة 1995 إلى وقتنا الحاضر :
بإمضاء
اتفاق ستاند باي ، تم الاتفاق في مرحلة موالية على برنامج التعديل الهيكلي
، دخل الاقتصاد في مرحلة جديدة حيث كان يهدف إلى القضاء على اللاتوازن
الاقتصادي ، تنمية الانتاج الصناعي ، الفلاحي ، و في مجال الخدمات :
فعزيمة الدولة الجزائرية على انتهاج سبيل اقتصاد السوق تتطلب قطيعة جدرية
مع أسس الاقتصاد الممركز و المسير اداريا للسعي تدريجيا إلى إعادة
الاعتبار لقوانين السوق و تشجيع مبادرات الاقتصاديين بهدف تحقيق فعالية
عوامل الانتاج
شمل هذا البرنامج اصلاح جميع القطاعت و امتد إلى جميع المتغيرات الاقتصادية منها :
- اصلاح المؤسسات العمومية و تنمية القطاع الخاص .
- السياسة النقدية و اصلاح القطاع المالي .
- المالية العامة .
- الاسعار .
- نظام الصرف..
- التجارة و المدفوعات الخارجية .
- قطاع الزراعة .
- سوق العمل .
- تدابير الحماية الاجتماعية و المسائل الاجتماعية .
- البيئة .
- الاحصائيات.
وفق
هذا البرنامج تمت إعادة جدولة الديون التي مست أكثر من 17 مليار دولار
بالاضافة إلى تقديم قروض اسثنائية بـ : 5.5 مليار دولار لتصحيح ميزان
المدفوعات .
في
شهر جويلية 1995 تتم إعادة جدولة الديون بمبلغ 7 ملايير دولار مع نادي
باريس للمرة الثانية بعد تلك التي تمت في نهاية ماي 1994 تبعا لاتفاق
ستاند باي بمبلغ 4.4 مليار دولار ، كما ذهبت الجزائر إلى نادي لندن بهدف
إعادة جدولة الديون الخاصة بمبلغ 3.2 مليار دولار من أجل ادخال التصحيحات
اللازمة للحفاظ على التوازنات الداخلية و الخارجية ، قامت الجزائر باتخاذ
عدة اجراءات تدخل ضمن برنامج التعديل تمس السياسة المالية و النقدية و
المعاملات مع الجزائر و إعادة تنظيم القطاع العام .
فبالنسبة
للسياسة المالية استهدف البرنامج تقليص عجز ميزانية الدولة ، و ذلك
بالتأطير على مجموعة من المتغيرات الاقتصادية الشيء الذي يمكن من زيادة
الايرادات و التقليص من النفقات حيث انخفضت مبالغ إعانات الاسعار التي
كانت تستوعب 4.9 % من الناتج الداخلي الاجمالي إلى 0.8 % سنة 1996 ، و هذا من أجل إيصال فائض ميزانية إلى 0.6 % قبل السنة الأخيرة من الاتفاق (13).
إلى جانب التحكم في مناصب العمل و عدد العمال في الوظيف العمومي و المؤسسات العمومية الشيء الذي يمكن من تخفيض النفقات الجارية .
اما
بالنسبة للسياسة النقدية فقد تمت إعادت هيكلة النظام المالي بما يستجيب و
متطلبات السوق ، حيث استفادت البنوك التجارية من مبلغ 217 مليار دج ما بين
1991 و 1996 كتعويض عن 80 %
من خسائر الصرف الناتجة عن تخفيض سعر الدينار ، و إعادة تمويل عدد من
البنوك كما سمحت أولا بدأ من سنة 1994 بفتح رأس المال البنوك التجارية إلى
الشركاء الأجانب ثم اعتماد عدة بنوك خاصة الشيء الذي يؤدي إلى المنافسة و
بالتالي تحسين الخدمات المصرفية .
كما قامت السلطات العمومية بتخفيض الدينار بـ 7.3 % في مارس 1994 و 40.19 % في أفريل 1994 ، حيث أن تسوية سعر الصرف هو من بين الاجراءات الأساسية لبرنامج التعديل الهيكلي و كان الهدف من ذلك هو :
- تضييق الفجوة بين السعر الرسمي و السعر الموازي.
- السماح بانشاء مكاتب للصرف تتعامل بالعملة الصعبة في ديسمبر 1996
- انشاء سوق ما بين البنوك للعملة الصعبة .
- ابتداء
من سنة 1994 بدأ في تحرير معظم الاسعار و الغاء نظام الاسعار المقننة بشكل
نهائي ، حيث ارتفعت اسعار المنتوجات الغذائية و البيترولية التي كانت
مدعمة ارتفاعا مذهلا فاق في بعض السلع 200 %
الشيء الذي كان له الأثر السلبي على مستوى معيشة شرائح اجتماعية واسعة ،
رغم أن السلطات لجأت إلى أحداث نظام تعويضات للحماية الاجتماعية إلا أن
هذا الأخير لم يكن محضرا له جيدا ، إضافة إلى استفادة اشخاص أخرين أحوالهم
لا بأس بها منه .
أما
فيما يخص إعادة تنظيم القطاع العام كلفت عملية تطهير المؤسسات 13 مليار
دولار خلال الفترة 1994 و 1999 غير أنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها ،
رغم أن الحكومة أنشأت وزارة كاملة لهذه العملية هي وزارة إعادة الهيكلة .
تم
تطهير الهيكل المالي كليا لـ 23 مؤسسة في نهاية 1996 كما تم وضع برنامج من
أجل تحسين الوضعية المالية للمؤسسات العمومية الكبرى و غلق تلك التي لا
يمكن انعاشها .
بفعل
المرسوم الرئاسي رقم 22/95 و المتعلق بخوصصة بعض المؤسسات الاقتصادية
العمومية ، بدأ في تنفيذ هذه العملية في أفريل 1996 ، حيث مست 200 مؤسسة
عمومية محلية صغيرة التي يعمل معظمها في قطاع الخدمات . في نهاية عام 1996
تسارعت عملية حل الشركات و خوصصتها بعد انشاء 5 شركات جهوية قابضة . حيث
تم خوصصت أو حل أكثر من 800 مؤسسة محلية و هذا في شهر أفريل 1998 . كما
اعتمد برنامج ثاني للخوصصة في نهاية 1997 يركز على المؤسسات العامة الكبرى
، يهدف إلى بيع 250 مؤسسة منها خلال الفترة 1998/1999 .
يعتبر قطاع الصناعة القطاع الأول المتضرر من عملية الحل . حيث أن 54 % من المؤسسات هي مؤسسات صناعية ، ثم يأتي في المرتبة الثانية قطاع البناء و الاشغال العمومية و الري بـ 30 % من المؤسسات المنحلة .
بلغ
عدد المسرحين إلى جوان 1998 حوالي 213 ألف عامل. من أجل تنمية القطاع
الخاص تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات التحفيزية مثل التخفيف من القيود
الضريبية لصالح الاستثمارات الانتاجية ، تشجيع الترقية العقارية ، انشاء
السوق المالي .
كما
تم انشاء الوكالة الوطنية للاستثمار الخاص سنة 1994 من أجل تسهيل
الاجراءات الادارية و التخفيف من العراقيل و التعقيدات الادارية التي عانى
منها المستثمرون الخواص إلا أن عمل هذه اللجنة و تشكيلاتها عرقلت مشاريع
استثمارية عديدة إلى جانب المسار الدي يجب أن يسلكه ملف الإستثمار طويل
جدا ، يستغرق في بعض الحالات أكثر من سنة ، الشيء الذي أدى إلى هروب
المستثمرين الجزائريين إلى الخارج ، فما بالك بالمستثمرين الأجانب .
بالنسبة لقطاع الزراعة ، تم اصدار قانون سنة 1995 القاضي بإعادة بعض الأراضي المؤممة إلى مالكيها بهدف تنمية فعالية هذا القطاع .
كما شمل
البرنامج ايضا اجراءات تهدف إلى دعم الاستغلال الزراعي و توفير الشروط
المحركة للانتاج الفلاحي ، إلى جانب تطوير الصيد البحري و ترقيته ، و
تحسين وسائل الصيد ، توسيع و تهيئة موانئ الصيد و توجيه الاستثمار الخاص
إلى هذا القطاع .
3 - الآثار الناجمة عن برنامج إعادة الهيكلة :
ترك هذا البرنامج أثارا على الجانب الاقتصادي و الاجتماعي نوجزها فيما يلي :
أ
– الاثار الاقتصادية : أدى تطبيق البرنامج إلى تحسين المؤشرات الاقتصادية
الكلية ، حيث انتقل معدل النمو في نهاية تطبيق البرنامج إلى 5 %
رغم أن معدل النمو لا يزال يحقق مؤشرات نمو سلبية فيزيائيا (14) . حيث سجل
على سبيل المثال فرع الحديد و المعادن انخفاظا في الانتاج قدر بـ 4.5 % .
إلى جانب ذلك فقد انخفض معدل التضخم إلى أقل من 1 % في مارس 2001 .
كما
أن الفجوة بين سعر الصرف الرسمي و الموازي تقلصت بشكل كبير ، كما أدت
سياسة تحرير الاسعار التي عرفت في الأول ارتفاعا مذهلا ، ثم استقرت حتى أن
بعض السلع انخفضت اسعارها نتيجة لانخفاض اسعارها دوليا ، إلى تقليص الطلب
الوطني و القضاء على التبذير.
أما بالنسبة للتجارة الخارجية ما زال النفط يشكل المادة المصدرة الرئيسية 96.82 %
من اجمالي الصادرات الجزائرية عام 2000 و هذا بفعل تفكك النسيج الصناعي ،
كما أن ثلثي (2/3) من المبادلات التجارية الجزائرية تمت مع الاتحاد
الأوربي ، حيث أن واردتنا من هذه الدول تتمثل في بعض المواد الأولية ، قطع
الغيار ، و المواد الاستهلاكية النهائية .
لم
تحقق الاجراءات المتخدة من أجل تشجيع الاستثمارات الاجنبية . و في الشراكة
الاهداف المرجوة منها و هذا بسبب سلبيات المحيط الاقتصادي و السياسي و
الأمني إلى جانب المنافسة في جلب المستثمرين الاجانب من قبل جيراننا تونس
و المغرب.
-
اما بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية العمومية و الخاصة فقد أدى إلى تفكيك
النسيج الانتاجي و حل عدد كبير من المؤسسات و خوصصة البعض منها ، نذكر
بنقطة مهمة و هي أن بعض المؤسسات تم حلها رغم أن وضعها المالي و الاقتصادي
غير متدهور بشكل كبير ، حيث أن الدراسات التي تمت من أجل ذلك لم تكن دقيقة
فتم حل أو خوصصة عدة مؤسسات من أجل حلها أو خوصصتها فقط و ليس بسبب وضعها .
كما
أن الكثير من المؤسسات العمومية التي مازالت تنشط و المؤسسات الخاصة ما
زالت بعيدة عن المعايير الدولية (التكنولوجيا المستخدمة ، الاسعار ،
الجودة ...).
كما
أن قطاع الزراعة عرف تذبذبا خفي الانتاج خاصة بالنسبة للحبوب باستثناء
سنوات 1994/1995/1996 و هذا لاعتماده كليا على المناخ ، إذ عرفت الجزائر
ضعف كبير و عدم انتظام الامطار المتساقطة .
ب
– الآثار على الجبهة الاجتماعية : كان لبرنامج إعادة الهيكلة نتائج وخيمة
على الجبهة الاجتماعية منها تزايد معدل البطالة حيث بلغ عام 1997 26.41% نتيجة لعدم وجود استثمارات جديدة معتبرة ، تدفق سنوي للشباب الحاملين للشهادات ، إلى جانب تسريح العمال بفعل حل مؤسساتهم.
بالاضافة
إلى ذلك عرف مستوى المعيشة تدهورا كبيرا ، نتيجة لتحرير الاسعار حتى عام
1996 ، ثم عرفت القدرة الشرائية نوع من الاستدراك بدء من سنة 1997 بفعل
انخفاض معدل التضخم . رغم ذلك و بفعل آثار التسريح فان 4 ملايين شخص
يعيشون ما دون الفقر (15).
أما فيما يخص الوضع الصحي فقد ظهرت أمراض معدية و وبائية تم القضاء عليها في الثمانينات و بداية التسعينات مثل مرض السل ، الجرب .
كما أن انخفاض و في بعض الحالات انعدام الدخل لعدد معتبر من الاسر الجزائرية ، ارغمها على توقيف ابناءها عن الدراسة.
ثالثا : كيفية تأهيل الاقتصاد الجزائري للاندماج في الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة :
كما
رأينا ذلك سابقا ان نتائج سياسة التعديل الهيكلي كانت محدودة و مكلفة
اجتماعيا . فلو أن مكنت هذه الاصلاحات الجزائر من تحقيق بعض التوازنات على
مستوى الاقتصاد الكلي فانها لم تثمر على صعيد النمو و الاستثمار ، حيث لم
تؤدي إلى تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني ، و من تم كانت هذه
الاجراءات محدودة الأثر على قدرة الاقتصاد الجزائري على التكيف .
لذلك
فان المسألة هنا هي مسألة ادراك طبيعة التحديات التي تفرضها العولمة
بمختلف مظاهرها و هياكلها ، و من تم ادراك طبيعة الوسائل الكفيلة اقتصاديا
بمواجهة فعالة لهذه التحديات ، و ذلك بصياغة البدائل الفعالة ، و اعداد
الاستراتيجيات الفعالة التي من شأنها تحضر و تأهل الاقتصاد الجزائري أن
يندمج في الاقتصاد الدولي وفق المستجدات الأخيرة بأحسن كيفية .
في هذا الاطار نقدم مجموعة من التصورات و الاقتراحات التي برأينا تمكن الجزائر من ذلك .
1
– جذب الاستثمارات الاجنبية ، و محاولة ارجاع الاستثمارات العربية و
الجزائرية الموجودة بالخارج ، و ذلك بالعمل على تهيئة بيئة استثمارية
مستقرة و ثابتة ، منها تبسيط الاجراءات الادارية و تحديد لجنة أو وكالة
واحدة لتوجيه و تقييم هذه الاستثمارات ، و بالتالي الرد الموضوعي السريع
على اصحاب الملفات ، إلى جانب تطوير التشريعات و القوانين المنظمة لعمليات
الاستثمار الاجنبي ، و أزالة القيود أمامها محاولين قدر الامكان أن تتجه
مشروعات هذا الاستثمار إلى المجالات الأكثر أهمية في الاقتصاد.
2
– تنشيط بورصة الجزائر ، و نهج سياسة اعلامية ناجحة و وضع برامج اعلامية
كاملة للترويج عن مجالات و أدوات الاستثمار في الجزائر ، و توفير
المعلومات المالية و الاحصائية اللازمة للمستثمرين .
3
– اصلاح المنظومة البنكية ، و ذلك بابتعادها عن التسيير الاداري و اتباعها
الادوات و قواعد التسيير البنكي المتعارف عليها دوليا ، فلا يعقل أن تبقى
2800 ملف طلب قروض مشاريع في البنك الوطني الجزائري معلقة بسبب أن دراسة
هذه الملفات يستغرق أكثر من سنة .
4
– بما أن أغلب مؤسساتنا الصناعية تعاني من اهتلاك و تقادم التجهيزات التي
تعود إلى السبعينات ، الشيء الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة منتاجاتها و انخفاض
جودتها ، لذلك يجب تأهيل هذه المؤسسات في اطار الشراكة مع مؤسسات اجنبية ،
الشيء الذي يؤذي إلى زيادة انتاجيتها ، تحسين جودتها ، و بالتالي قدرة هذه
المؤسسات في التوجيه للتصدير ، كما على الدولة أن تسهر على عملية تأطير و
تسهيل عقود الشراكة هذه.
5
– تقديم الدعم إلى بعض الصناعات ، حيث أن ترتيبات النظام الجديد للتجارة ،
تسمح بتقديم أنواع عديدة من الدعم الصناعية خاصة الدعم المقدم لبرامج
البحث و التطوير . حيث لا تتجاوز نسبة نفقات البحث و التطوير في الجزائر
إلى الناتج الوطني الاجمالي 0.3%
و هي نسبة ضعيفة جدا ، لذلك يجب تشجيع مشاريع البحث و التطوير و الابتكار
، و أن لا تبقى هذه المشاريع في ادارج المكاتب أو رفوف مكتبات الجامعات ،
بل لا بذ أن تلقى طريقها إلى التطبيق ، و ذلك بتوطيد العلاقة بين الجامعات
و مراكز البحث و المؤسسات و الادارة الاقتصادية ، الشيء الذي يمكننا من
التحكم و استعمال التكنولوجيا الحديثة .
6
– تشجيع انشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لما لهذه المؤسسات من أهمية في
عملية التنمية الاقتصادية و امتصاص البطالة إلى جانب قيام هذه المؤسسات
بإعادة تأهيل و تنمية مواردها البشرية لمواكبة متطلبات التكنولوجيا
الحديثة ، الشرط الأساسي لتطور هذه المؤسسات و تطور الاقتصاد الجزائري .
7
– يجب إعادة الاعتبار لقطاع الزراعة من خلال سياسة استثمارية جريئة ، و
ذلك بانشاء السدود الشيء الذي يساعد على تنشيط مختلف المنتجات الزراعية
خاصة الحبوب . إلى جانب تشجيع البحث الزراعي و زيادة الدعم المقدم لهذا
القطاع ، حيث أن الجزائر لا تقدم سوى 5% من الدعم إلى الزراعة ، في حين أن المنظمة العالمية للتجارة تسمح بدعم أقصى قدره 10% ، و أن بعض الدول اعضاء فيها تطبق نسب تجاوزت بكثير هذا المستوى ، وصلت في بعض الحالات 50% .
8
– أن يكون قرار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة مبنيا على ما نخسره
أو ما نجنيه في حالة الانضمام أو عدمه. و أن لا يكون ذلك تحت تأثير ضغط
كبار المضاربين (الطراباندو) ، و ان توظف لصالحها النصوص المعتمدة حديثا
من قبل المنظمة ، مثل اجراءات الانقاد برسم المادة 19 لحماية القطاعات
الحساسة و الضعيفة ، و تدابير الدعم و التعويض و اجراءات مكافحة الاغراق
برسم المادة الرابعة.
و
بما أن بعض التحديات التي يفرضها النظام الجديد للتجارة الدولية ذات بعد
اقليمي ، فان مواجهتها تفرض أن تكون السياسة الاقتصادية ذات بعد اقليمي ،
و ذلك بانشاء التكتلات الاقتصادية و التجارية الجهوية الاتحاد المغاربي ،
اتحاد الدول العربية ، الشيء الذي يمكن هذه الدول من زيادة التجارة فيما
بينها ، و خلق التكامل الاقتصادي بينها بشروط تفضيلية لا تتوفر في ظل
انضمام كل بلد على انفراد إلى المنظمة العالمية للتجارة.
7
– يجب إعادة الاعتبار لقطاع الزراعة من خلال سياسة استثمارية جريئة ، و
ذلك بانشاء السدود الشيء الذي يساعد على تنشيط مختلف المنتجات الزراعية
خاصة الحبوب . إلى جانب تشجيع البحث الزراعي و زيادة الدعم المقدم لهذا
القطاع ، حيث أن الجزائر لا تقدم سوى 5% من الدعم إلى الزراعة ، في حين أن المنظمة العالمية للتجارة تسمح بدعم أقصى قدره 10% ، و أن بعض الدول اعضاء فيها تطبق نسب تجاوزت بكثير هذا المستوى ، وصلت في بعض الحالات 50% .
8
– أن يكون قرار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة مبنيا على ما نخسره
أو ما نجنيه في حالة الانضمام أو عدمه. و أن لا يكون ذلك تحت تأثير ضغط
كبار المضاربين (الطراباندو) ، و ان توظف لصالحها النصوص المعتمدة حديثا
من قبل المنظمة ، مثل اجراءات الانقاد برسم المادة 19 لحماية القطاعات
الحساسة و الضعيفة ، و تدابير الدعم و التعويض و اجراءات مكافحة الاغراق
برسم المادة الرابعة.
و
بما أن بعض التحديات التي يفرضها النظام الجديد للتجارة الدولية ذات بعد
اقليمي ، فان مواجهتها تفرض أن تكون السياسة الاقتصادية ذات بعد اقليمي ،
و ذلك بانشاء التكتلات الاقتصادية و التجارية الجهوية الاتحاد المغاربي ،
اتحاد الدول العربية ، الشيء الذي يمكن هذه الدول من زيادة التجارة فيما
بينها ، و خلق التكامل الاقتصادي بينها بشروط تفضيلية لا تتوفر في ظل
انضمام كل بلد على انفراد إلى المنظمة العالمية للتجارة.
1- المرحلة 1988/1994
أظهرت
أحداث أكتوبر عيب الأسلوب التنموي المتبع ، حيث اجبرت السلطات على
الاعتراف علنية و لأول مرة بالصعوبات الاقتصادية و الاجتماعية التي تعاني
منها الجزائر و بأخطاء الماضي الشيء الذي يحتم ادخال تغيرات و اصلاحات
عميقة تسمح بالقضاء على المشاكل المطروحة . أظهر انخفاض عائدتنا من العملة
الصعبة عيب أسلوب التنمية المتبع فإقامة الهياكل و بناء المصانع لا يكفي
لوحده إذا لم تكن هناك فعالية اقتصادية تؤكد على الاستخدام الحسن لعناصر
الانتاج و المحافظة عليها لا بد من اتخاذ اجراءات و أدوات تسمح بالانتقال
إلى أسلوب التنمية المكثف الذي يعني الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة ، و
ذلك يتطلب لا مركزية في الاعمال و السلطات من أجل تحرير المبادرات و تسريع
النشاط .
لكن
هذه التغيرات و الاصلاحات برزت في الميدان السياسي أكثر منها في الميدان
الاقتصادي مما حتم على رئيس الجمهورية آنذاك تغيير الحكومة . جاءت حكومة
حمروش أساسا بتكريس و تجسيد استقلالية المؤسسات في الواقع ، و ادخال آليات
نظام السوق بالنسبة للمؤسسات ، و اعطاء المبادرات و الحريات للمؤسسات من
أجل التكيف مع الواقع الاقتصادي و الاجتماعي الجديد ، و استخدام مقاييس
التسيير السليم ، و تحرير قدرات الموارد البشرية ، من أجل الاستخدام
العقلاني للامكانيات و الطاقات المتاحة ، و بالتالي رفع المردودية و تحقيق
الفعالية ، مما يسمح بالقضاء على أساليب الرداءة في التسيير.
من
أجل تكريس ذلك ميدانيا تم صدور مجموعة من القوانين و التي كانت تهدف
إلى التوجه التدريجي نحو اقتصاد السوق ثم عزز ذلك بصدور قانون النقد و
القرض رقم 90/10 كالمؤرخ في 14/04/1990 ، و قانون توجيه الاستثمارات رقم
93/12 المؤرخ في 05/10/1993.
و
لكن رغم هذا ، فلقد واجهت هذه الاصلاحات صعوبات جمة يتمثل جوهرها في
المضاربين أي القطاع اللاشكلي الذي يسيطر على 180 مليار دج من مجمل 300
مليار دج و الذي أصبح له قوة اقتصادية ، و الذي أحس بالخطر من جراء تطبيق
هذه الاصلاحات و التي كانت تهدف إلى القضاء عليه بأساليب اقتصادية إلى
جانب مشاكل أخرى ظهرت عند التطبيق و هي الفهم الشيء لها من قبل مسيري
المؤسسات الاقتصادية العمومية و الذين قاموا برفع خيالي لاسعار المنتوجات
دون محاولة تقليل التكاليف و رفع الانتاجية الشيء الذي أدى إلى استياء في
وسط فئات الجماهير الواسعة التي لم تفهم المغزى الحقيقي للاصلاحات ، فبقت
متخوفة منها ، إلى جانب استمرار الذهنيات و العقليات السابقة في هذه
الفترة.
كما
صاحب هذه الاصلاحات تطورات أمنية خطيرة أدت إلى المساس بالكثير من
المؤسسات الاقتصادية و الاجتماعية العمومية ، الشيء الذي جعل الاقتصاد
الوطني يعاني من اختلالات كثيرة تتمثل في :
- معدل تضخم مرتفع 32 % سنة 1992 ، و 20.8 % سنة 1993 .
- استمرار ارتفاع الديون الخارجية ، و تدهور التبادل الخارجي و عدم توازن ميزان المدفوعات.
- ضعف
دائم في استعمال الطاقات الانتاجية ، و ضعف التكامل الصناعي تزايد عدد
السكان ، الذي يؤدي غلى زيادة حجم الطلب الشيء الذي أدى إلى عدم توازن بين
العرض و الطلب .
- تزايد حجم البطالة.
- عجز في مجال السكن و في المرافق الاجتماعية الأخرى .
- استيراد أكثر من 50 % من المواد الغذائية .
- انخفاض عوائد الصادرات .
عمقت
هذه الوضعية الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية مما حتم على السلطات
الاستمرار في الاتصال بالمؤسسات النقدية الدولية (صندوق النقد الدولي ، و
البنك الدولي ) و ذلك بابرام اتفاقي ستاند باي 1994 و برنامج التعديل
الهيكلي لسنة 1995.
المرحلة 1995 إلى وقتنا الحاضر :
بإمضاء
اتفاق ستاند باي ، تم الاتفاق في مرحلة موالية على برنامج التعديل الهيكلي
، دخل الاقتصاد في مرحلة جديدة حيث كان يهدف إلى القضاء على اللاتوازن
الاقتصادي ، تنمية الانتاج الصناعي ، الفلاحي ، و في مجال الخدمات :
فعزيمة الدولة الجزائرية على انتهاج سبيل اقتصاد السوق تتطلب قطيعة جدرية
مع أسس الاقتصاد الممركز و المسير اداريا للسعي تدريجيا إلى إعادة
الاعتبار لقوانين السوق و تشجيع مبادرات الاقتصاديين بهدف تحقيق فعالية
عوامل الانتاج
شمل هذا البرنامج اصلاح جميع القطاعت و امتد إلى جميع المتغيرات الاقتصادية منها :
- اصلاح المؤسسات العمومية و تنمية القطاع الخاص .
- السياسة النقدية و اصلاح القطاع المالي .
- المالية العامة .
- الاسعار .
- نظام الصرف..
- التجارة و المدفوعات الخارجية .
- قطاع الزراعة .
- سوق العمل .
- تدابير الحماية الاجتماعية و المسائل الاجتماعية .
- البيئة .
- الاحصائيات.
وفق
هذا البرنامج تمت إعادة جدولة الديون التي مست أكثر من 17 مليار دولار
بالاضافة إلى تقديم قروض اسثنائية بـ : 5.5 مليار دولار لتصحيح ميزان
المدفوعات .
في
شهر جويلية 1995 تتم إعادة جدولة الديون بمبلغ 7 ملايير دولار مع نادي
باريس للمرة الثانية بعد تلك التي تمت في نهاية ماي 1994 تبعا لاتفاق
ستاند باي بمبلغ 4.4 مليار دولار ، كما ذهبت الجزائر إلى نادي لندن بهدف
إعادة جدولة الديون الخاصة بمبلغ 3.2 مليار دولار من أجل ادخال التصحيحات
اللازمة للحفاظ على التوازنات الداخلية و الخارجية ، قامت الجزائر باتخاذ
عدة اجراءات تدخل ضمن برنامج التعديل تمس السياسة المالية و النقدية و
المعاملات مع الجزائر و إعادة تنظيم القطاع العام .
فبالنسبة
للسياسة المالية استهدف البرنامج تقليص عجز ميزانية الدولة ، و ذلك
بالتأطير على مجموعة من المتغيرات الاقتصادية الشيء الذي يمكن من زيادة
الايرادات و التقليص من النفقات حيث انخفضت مبالغ إعانات الاسعار التي
كانت تستوعب 4.9 % من الناتج الداخلي الاجمالي إلى 0.8 % سنة 1996 ، و هذا من أجل إيصال فائض ميزانية إلى 0.6 % قبل السنة الأخيرة من الاتفاق (13).
إلى جانب التحكم في مناصب العمل و عدد العمال في الوظيف العمومي و المؤسسات العمومية الشيء الذي يمكن من تخفيض النفقات الجارية .
اما
بالنسبة للسياسة النقدية فقد تمت إعادت هيكلة النظام المالي بما يستجيب و
متطلبات السوق ، حيث استفادت البنوك التجارية من مبلغ 217 مليار دج ما بين
1991 و 1996 كتعويض عن 80 %
من خسائر الصرف الناتجة عن تخفيض سعر الدينار ، و إعادة تمويل عدد من
البنوك كما سمحت أولا بدأ من سنة 1994 بفتح رأس المال البنوك التجارية إلى
الشركاء الأجانب ثم اعتماد عدة بنوك خاصة الشيء الذي يؤدي إلى المنافسة و
بالتالي تحسين الخدمات المصرفية .
كما قامت السلطات العمومية بتخفيض الدينار بـ 7.3 % في مارس 1994 و 40.19 % في أفريل 1994 ، حيث أن تسوية سعر الصرف هو من بين الاجراءات الأساسية لبرنامج التعديل الهيكلي و كان الهدف من ذلك هو :
- تضييق الفجوة بين السعر الرسمي و السعر الموازي.
- السماح بانشاء مكاتب للصرف تتعامل بالعملة الصعبة في ديسمبر 1996
- انشاء سوق ما بين البنوك للعملة الصعبة .
- ابتداء
من سنة 1994 بدأ في تحرير معظم الاسعار و الغاء نظام الاسعار المقننة بشكل
نهائي ، حيث ارتفعت اسعار المنتوجات الغذائية و البيترولية التي كانت
مدعمة ارتفاعا مذهلا فاق في بعض السلع 200 %
الشيء الذي كان له الأثر السلبي على مستوى معيشة شرائح اجتماعية واسعة ،
رغم أن السلطات لجأت إلى أحداث نظام تعويضات للحماية الاجتماعية إلا أن
هذا الأخير لم يكن محضرا له جيدا ، إضافة إلى استفادة اشخاص أخرين أحوالهم
لا بأس بها منه .
أما
فيما يخص إعادة تنظيم القطاع العام كلفت عملية تطهير المؤسسات 13 مليار
دولار خلال الفترة 1994 و 1999 غير أنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها ،
رغم أن الحكومة أنشأت وزارة كاملة لهذه العملية هي وزارة إعادة الهيكلة .
تم
تطهير الهيكل المالي كليا لـ 23 مؤسسة في نهاية 1996 كما تم وضع برنامج من
أجل تحسين الوضعية المالية للمؤسسات العمومية الكبرى و غلق تلك التي لا
يمكن انعاشها .
بفعل
المرسوم الرئاسي رقم 22/95 و المتعلق بخوصصة بعض المؤسسات الاقتصادية
العمومية ، بدأ في تنفيذ هذه العملية في أفريل 1996 ، حيث مست 200 مؤسسة
عمومية محلية صغيرة التي يعمل معظمها في قطاع الخدمات . في نهاية عام 1996
تسارعت عملية حل الشركات و خوصصتها بعد انشاء 5 شركات جهوية قابضة . حيث
تم خوصصت أو حل أكثر من 800 مؤسسة محلية و هذا في شهر أفريل 1998 . كما
اعتمد برنامج ثاني للخوصصة في نهاية 1997 يركز على المؤسسات العامة الكبرى
، يهدف إلى بيع 250 مؤسسة منها خلال الفترة 1998/1999 .
يعتبر قطاع الصناعة القطاع الأول المتضرر من عملية الحل . حيث أن 54 % من المؤسسات هي مؤسسات صناعية ، ثم يأتي في المرتبة الثانية قطاع البناء و الاشغال العمومية و الري بـ 30 % من المؤسسات المنحلة .
بلغ
عدد المسرحين إلى جوان 1998 حوالي 213 ألف عامل. من أجل تنمية القطاع
الخاص تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات التحفيزية مثل التخفيف من القيود
الضريبية لصالح الاستثمارات الانتاجية ، تشجيع الترقية العقارية ، انشاء
السوق المالي .
كما
تم انشاء الوكالة الوطنية للاستثمار الخاص سنة 1994 من أجل تسهيل
الاجراءات الادارية و التخفيف من العراقيل و التعقيدات الادارية التي عانى
منها المستثمرون الخواص إلا أن عمل هذه اللجنة و تشكيلاتها عرقلت مشاريع
استثمارية عديدة إلى جانب المسار الدي يجب أن يسلكه ملف الإستثمار طويل
جدا ، يستغرق في بعض الحالات أكثر من سنة ، الشيء الذي أدى إلى هروب
المستثمرين الجزائريين إلى الخارج ، فما بالك بالمستثمرين الأجانب .
بالنسبة لقطاع الزراعة ، تم اصدار قانون سنة 1995 القاضي بإعادة بعض الأراضي المؤممة إلى مالكيها بهدف تنمية فعالية هذا القطاع .
كما شمل
البرنامج ايضا اجراءات تهدف إلى دعم الاستغلال الزراعي و توفير الشروط
المحركة للانتاج الفلاحي ، إلى جانب تطوير الصيد البحري و ترقيته ، و
تحسين وسائل الصيد ، توسيع و تهيئة موانئ الصيد و توجيه الاستثمار الخاص
إلى هذا القطاع .
3 - الآثار الناجمة عن برنامج إعادة الهيكلة :
ترك هذا البرنامج أثارا على الجانب الاقتصادي و الاجتماعي نوجزها فيما يلي :
أ
– الاثار الاقتصادية : أدى تطبيق البرنامج إلى تحسين المؤشرات الاقتصادية
الكلية ، حيث انتقل معدل النمو في نهاية تطبيق البرنامج إلى 5 %
رغم أن معدل النمو لا يزال يحقق مؤشرات نمو سلبية فيزيائيا (14) . حيث سجل
على سبيل المثال فرع الحديد و المعادن انخفاظا في الانتاج قدر بـ 4.5 % .
إلى جانب ذلك فقد انخفض معدل التضخم إلى أقل من 1 % في مارس 2001 .
كما
أن الفجوة بين سعر الصرف الرسمي و الموازي تقلصت بشكل كبير ، كما أدت
سياسة تحرير الاسعار التي عرفت في الأول ارتفاعا مذهلا ، ثم استقرت حتى أن
بعض السلع انخفضت اسعارها نتيجة لانخفاض اسعارها دوليا ، إلى تقليص الطلب
الوطني و القضاء على التبذير.
أما بالنسبة للتجارة الخارجية ما زال النفط يشكل المادة المصدرة الرئيسية 96.82 %
من اجمالي الصادرات الجزائرية عام 2000 و هذا بفعل تفكك النسيج الصناعي ،
كما أن ثلثي (2/3) من المبادلات التجارية الجزائرية تمت مع الاتحاد
الأوربي ، حيث أن واردتنا من هذه الدول تتمثل في بعض المواد الأولية ، قطع
الغيار ، و المواد الاستهلاكية النهائية .
لم
تحقق الاجراءات المتخدة من أجل تشجيع الاستثمارات الاجنبية . و في الشراكة
الاهداف المرجوة منها و هذا بسبب سلبيات المحيط الاقتصادي و السياسي و
الأمني إلى جانب المنافسة في جلب المستثمرين الاجانب من قبل جيراننا تونس
و المغرب.
-
اما بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية العمومية و الخاصة فقد أدى إلى تفكيك
النسيج الانتاجي و حل عدد كبير من المؤسسات و خوصصة البعض منها ، نذكر
بنقطة مهمة و هي أن بعض المؤسسات تم حلها رغم أن وضعها المالي و الاقتصادي
غير متدهور بشكل كبير ، حيث أن الدراسات التي تمت من أجل ذلك لم تكن دقيقة
فتم حل أو خوصصة عدة مؤسسات من أجل حلها أو خوصصتها فقط و ليس بسبب وضعها .
كما
أن الكثير من المؤسسات العمومية التي مازالت تنشط و المؤسسات الخاصة ما
زالت بعيدة عن المعايير الدولية (التكنولوجيا المستخدمة ، الاسعار ،
الجودة ...).
كما
أن قطاع الزراعة عرف تذبذبا خفي الانتاج خاصة بالنسبة للحبوب باستثناء
سنوات 1994/1995/1996 و هذا لاعتماده كليا على المناخ ، إذ عرفت الجزائر
ضعف كبير و عدم انتظام الامطار المتساقطة .
ب
– الآثار على الجبهة الاجتماعية : كان لبرنامج إعادة الهيكلة نتائج وخيمة
على الجبهة الاجتماعية منها تزايد معدل البطالة حيث بلغ عام 1997 26.41% نتيجة لعدم وجود استثمارات جديدة معتبرة ، تدفق سنوي للشباب الحاملين للشهادات ، إلى جانب تسريح العمال بفعل حل مؤسساتهم.
بالاضافة
إلى ذلك عرف مستوى المعيشة تدهورا كبيرا ، نتيجة لتحرير الاسعار حتى عام
1996 ، ثم عرفت القدرة الشرائية نوع من الاستدراك بدء من سنة 1997 بفعل
انخفاض معدل التضخم . رغم ذلك و بفعل آثار التسريح فان 4 ملايين شخص
يعيشون ما دون الفقر (15).
أما فيما يخص الوضع الصحي فقد ظهرت أمراض معدية و وبائية تم القضاء عليها في الثمانينات و بداية التسعينات مثل مرض السل ، الجرب .
كما أن انخفاض و في بعض الحالات انعدام الدخل لعدد معتبر من الاسر الجزائرية ، ارغمها على توقيف ابناءها عن الدراسة.
ثالثا : كيفية تأهيل الاقتصاد الجزائري للاندماج في الاقتصاد الدولي في ظل المستجدات الأخيرة :
كما
رأينا ذلك سابقا ان نتائج سياسة التعديل الهيكلي كانت محدودة و مكلفة
اجتماعيا . فلو أن مكنت هذه الاصلاحات الجزائر من تحقيق بعض التوازنات على
مستوى الاقتصاد الكلي فانها لم تثمر على صعيد النمو و الاستثمار ، حيث لم
تؤدي إلى تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني ، و من تم كانت هذه
الاجراءات محدودة الأثر على قدرة الاقتصاد الجزائري على التكيف .
لذلك
فان المسألة هنا هي مسألة ادراك طبيعة التحديات التي تفرضها العولمة
بمختلف مظاهرها و هياكلها ، و من تم ادراك طبيعة الوسائل الكفيلة اقتصاديا
بمواجهة فعالة لهذه التحديات ، و ذلك بصياغة البدائل الفعالة ، و اعداد
الاستراتيجيات الفعالة التي من شأنها تحضر و تأهل الاقتصاد الجزائري أن
يندمج في الاقتصاد الدولي وفق المستجدات الأخيرة بأحسن كيفية .
في هذا الاطار نقدم مجموعة من التصورات و الاقتراحات التي برأينا تمكن الجزائر من ذلك .
1
– جذب الاستثمارات الاجنبية ، و محاولة ارجاع الاستثمارات العربية و
الجزائرية الموجودة بالخارج ، و ذلك بالعمل على تهيئة بيئة استثمارية
مستقرة و ثابتة ، منها تبسيط الاجراءات الادارية و تحديد لجنة أو وكالة
واحدة لتوجيه و تقييم هذه الاستثمارات ، و بالتالي الرد الموضوعي السريع
على اصحاب الملفات ، إلى جانب تطوير التشريعات و القوانين المنظمة لعمليات
الاستثمار الاجنبي ، و أزالة القيود أمامها محاولين قدر الامكان أن تتجه
مشروعات هذا الاستثمار إلى المجالات الأكثر أهمية في الاقتصاد.
2
– تنشيط بورصة الجزائر ، و نهج سياسة اعلامية ناجحة و وضع برامج اعلامية
كاملة للترويج عن مجالات و أدوات الاستثمار في الجزائر ، و توفير
المعلومات المالية و الاحصائية اللازمة للمستثمرين .
3
– اصلاح المنظومة البنكية ، و ذلك بابتعادها عن التسيير الاداري و اتباعها
الادوات و قواعد التسيير البنكي المتعارف عليها دوليا ، فلا يعقل أن تبقى
2800 ملف طلب قروض مشاريع في البنك الوطني الجزائري معلقة بسبب أن دراسة
هذه الملفات يستغرق أكثر من سنة .
4
– بما أن أغلب مؤسساتنا الصناعية تعاني من اهتلاك و تقادم التجهيزات التي
تعود إلى السبعينات ، الشيء الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة منتاجاتها و انخفاض
جودتها ، لذلك يجب تأهيل هذه المؤسسات في اطار الشراكة مع مؤسسات اجنبية ،
الشيء الذي يؤذي إلى زيادة انتاجيتها ، تحسين جودتها ، و بالتالي قدرة هذه
المؤسسات في التوجيه للتصدير ، كما على الدولة أن تسهر على عملية تأطير و
تسهيل عقود الشراكة هذه.
5
– تقديم الدعم إلى بعض الصناعات ، حيث أن ترتيبات النظام الجديد للتجارة ،
تسمح بتقديم أنواع عديدة من الدعم الصناعية خاصة الدعم المقدم لبرامج
البحث و التطوير . حيث لا تتجاوز نسبة نفقات البحث و التطوير في الجزائر
إلى الناتج الوطني الاجمالي 0.3%
و هي نسبة ضعيفة جدا ، لذلك يجب تشجيع مشاريع البحث و التطوير و الابتكار
، و أن لا تبقى هذه المشاريع في ادارج المكاتب أو رفوف مكتبات الجامعات ،
بل لا بذ أن تلقى طريقها إلى التطبيق ، و ذلك بتوطيد العلاقة بين الجامعات
و مراكز البحث و المؤسسات و الادارة الاقتصادية ، الشيء الذي يمكننا من
التحكم و استعمال التكنولوجيا الحديثة .
6
– تشجيع انشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة لما لهذه المؤسسات من أهمية في
عملية التنمية الاقتصادية و امتصاص البطالة إلى جانب قيام هذه المؤسسات
بإعادة تأهيل و تنمية مواردها البشرية لمواكبة متطلبات التكنولوجيا
الحديثة ، الشرط الأساسي لتطور هذه المؤسسات و تطور الاقتصاد الجزائري .
7
– يجب إعادة الاعتبار لقطاع الزراعة من خلال سياسة استثمارية جريئة ، و
ذلك بانشاء السدود الشيء الذي يساعد على تنشيط مختلف المنتجات الزراعية
خاصة الحبوب . إلى جانب تشجيع البحث الزراعي و زيادة الدعم المقدم لهذا
القطاع ، حيث أن الجزائر لا تقدم سوى 5% من الدعم إلى الزراعة ، في حين أن المنظمة العالمية للتجارة تسمح بدعم أقصى قدره 10% ، و أن بعض الدول اعضاء فيها تطبق نسب تجاوزت بكثير هذا المستوى ، وصلت في بعض الحالات 50% .
8
– أن يكون قرار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة مبنيا على ما نخسره
أو ما نجنيه في حالة الانضمام أو عدمه. و أن لا يكون ذلك تحت تأثير ضغط
كبار المضاربين (الطراباندو) ، و ان توظف لصالحها النصوص المعتمدة حديثا
من قبل المنظمة ، مثل اجراءات الانقاد برسم المادة 19 لحماية القطاعات
الحساسة و الضعيفة ، و تدابير الدعم و التعويض و اجراءات مكافحة الاغراق
برسم المادة الرابعة.
و
بما أن بعض التحديات التي يفرضها النظام الجديد للتجارة الدولية ذات بعد
اقليمي ، فان مواجهتها تفرض أن تكون السياسة الاقتصادية ذات بعد اقليمي ،
و ذلك بانشاء التكتلات الاقتصادية و التجارية الجهوية الاتحاد المغاربي ،
اتحاد الدول العربية ، الشيء الذي يمكن هذه الدول من زيادة التجارة فيما
بينها ، و خلق التكامل الاقتصادي بينها بشروط تفضيلية لا تتوفر في ظل
انضمام كل بلد على انفراد إلى المنظمة العالمية للتجارة.
7
– يجب إعادة الاعتبار لقطاع الزراعة من خلال سياسة استثمارية جريئة ، و
ذلك بانشاء السدود الشيء الذي يساعد على تنشيط مختلف المنتجات الزراعية
خاصة الحبوب . إلى جانب تشجيع البحث الزراعي و زيادة الدعم المقدم لهذا
القطاع ، حيث أن الجزائر لا تقدم سوى 5% من الدعم إلى الزراعة ، في حين أن المنظمة العالمية للتجارة تسمح بدعم أقصى قدره 10% ، و أن بعض الدول اعضاء فيها تطبق نسب تجاوزت بكثير هذا المستوى ، وصلت في بعض الحالات 50% .
8
– أن يكون قرار الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة مبنيا على ما نخسره
أو ما نجنيه في حالة الانضمام أو عدمه. و أن لا يكون ذلك تحت تأثير ضغط
كبار المضاربين (الطراباندو) ، و ان توظف لصالحها النصوص المعتمدة حديثا
من قبل المنظمة ، مثل اجراءات الانقاد برسم المادة 19 لحماية القطاعات
الحساسة و الضعيفة ، و تدابير الدعم و التعويض و اجراءات مكافحة الاغراق
برسم المادة الرابعة.
و
بما أن بعض التحديات التي يفرضها النظام الجديد للتجارة الدولية ذات بعد
اقليمي ، فان مواجهتها تفرض أن تكون السياسة الاقتصادية ذات بعد اقليمي ،
و ذلك بانشاء التكتلات الاقتصادية و التجارية الجهوية الاتحاد المغاربي ،
اتحاد الدول العربية ، الشيء الذي يمكن هذه الدول من زيادة التجارة فيما
بينها ، و خلق التكامل الاقتصادي بينها بشروط تفضيلية لا تتوفر في ظل
انضمام كل بلد على انفراد إلى المنظمة العالمية للتجارة.
TOTO- المدير العام
- تـــاريخ التسجيـــل : 12/04/2010
التقييـــــم : 60946
الموقع : هنا أنا أقيم الإقاامة الجبريه بين اسوار مدائن الوجع
الأوسمة :
مواضيع مماثلة
» مفاهيم في الاقتصاد الدولي
» ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك فى الاقتصاد خلال مارس
» تطور الاقتصاد المصري
» خبراء يحذرون من سيطرة البنوك الأجنبية علي الاقتصاد المصري
» الاقتصاديات الصاعدة تجر عجلة الاقتصاد العالمي
» ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك فى الاقتصاد خلال مارس
» تطور الاقتصاد المصري
» خبراء يحذرون من سيطرة البنوك الأجنبية علي الاقتصاد المصري
» الاقتصاديات الصاعدة تجر عجلة الاقتصاد العالمي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly
» حديث شريف
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly
» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly
» حكمة تشريع الصوم
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly
» سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly
» أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
السبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان و المترفون
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» من صام رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» فضائل الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» وصايا رمضانية
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» دروس من رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر
» تعلم فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر
» محفزات التغيير فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر
» فلسفة الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان وتجديد الذات
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر
» أحكام الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان والتليفزيون و ... انت
الخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة
» رمضان والمرأة المسلمة
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة
» رمضان طوال العام
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة
» رمضان الأخير
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة