البكاء من خشية الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

العيون واحدة ..والدمع مختلف

سبحان الله..خلق الله سبحانه وتعالى كافة البشر بزوج من العيون ..فلا تجد احدا بعين واحدة او بثلاثة عيون ..بل الكل بعينين اثنين..

ومع ذلك ..فالدموع والبكاء مختلفان .

من الناس من يبكى على فراق حبيبه او ضياع صفقه او موت ولد ومنهم من يبكى لضياع صلاة فى المسجد او لاستيقاظ بعد صلاة فجر

من الناس من قلبه قاسى فاقسى معه عينيه فلاتبكى لسماع اية او تذكر عبادة ..ومنهم من قلبه لين اذا ذكر بالله ذكر واذا سمع تذكرة رق قلبه وبكت عينه .

فلما هذا التفاوت بين الناس؟

هذا التفاوت ليس سببه العين ..بل سببه القلب ..فمن كان قلبه حى سالت دمعته على وجنته ..ومن كان قلبه قاس فليرحم الله قساوة عينه.

فضل البكاء من خشية الله
البكاء من خشية الله فضل عظيم يظهر فى ثناء المولى على بعض انبيائه قائلا:اذا تتلى عليهم ءايات الرحمن خروا سجدا وبكيا

البكاء ثمن الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن فى الضرع
عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله
دموع اثقل من الذهب

يقول ابن عمر (لان ادمع من خشية الله احب الى من ان اتصدق بالف دينار).
ولهذا فعلى المسلم ان يبحث عن حال قلبه هل هو رقيق يخشع فتدمع العين ام قاسى فجعل العين قاسية مثله .

لماذا يبكون ولا ابكى ؟

حين تقف فى صلاة التراويح او الفجر وراء امام يتلو بصوت جميل تجد بعض من حولك يبكى خوفا من الله وخشية منه ..بل تجد الاثار تثنى على البكائين من خشية الله تحذر قساة القلوب ..ومع ذلك فانا لاابكى ولااذرف الدمع فما السبب؟

السبب اخى هو الذنوب الكثيره التى احاطت بقلبك فصنعت حجبا كثيره عليه:
كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون

اما الصالحون فيبكون على ذنوبهم وان كانت صغيرة فهم لا ينظرون الى صغر معصيتهم ولكن ينظرون الى عظم من عصوا :

تمر ساعات ايامى بلاندم
ولابكاء ولاخوف ولاحزن

ياذلة كتبت فى غفلة ذهبت
ياحسرة بقيت فى القلب تحرقنى

دعنى اسم دموعا لا انقطاع لها
فهل عسى عبرة منها تخلصنى

فتذكر ذنبك وتذكر حلم الله عليك واعتذر لربك واجعل دموعك كطابع على رسالة الندم
اسهل باب لدخول الجنه

الجنة سلعة الله ثمنها ليس هينا او بسيطا بل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الا ان سلعة الله غالية ..الا ن سلعة الله هى الجنة)

فالكل يطلب الجنة الكافرون والمسلمون الطائعون والعاصون الكل يامل فى دخولها ولذلك فكل يعمل على شاكلته حتى المؤمنين يسعون لدخولها بكل وسيلة فمن المؤمنين يسعى لدخولها بكثرة تلاوة

القران ومنهم من يسعى لدخولها بكثرة الصلاة ومنهم من يسعى لدخولها بكثرة الصدقات ومنهم من يسعى لدخولها بكثرة الحجات والعمرات .

يقول ابن القيم :دخلت على الله من ابواب كثيرة فوجدتها كلها ملئى الاباب واحد لم اجد احدا عليه الا القليل وهو باب الذل اليه والافتقار بين يديه

عرفت فالزم
عرفت السر فاياك ان تنساه فكل الابواب مزدحمة الاباب التذلل والبكاء بين يديه وقل من يعرف كيف

يدخل من هذا الباب فهل انت ممن عرف فالتزم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رمضان يساعدك

اخى ان كنت ممن منحهم الله تلك النعمة فاشكره عليها واستفد من رمضان فى سكب الدموع الغزيرة لحظه بعد لحظة وليلة بعد ليلة بين يدى الله عز وجل.

اما ان كنت ممن جفت الدموع فى عيونهم فلم تذرف دمعة واحدة منذ شهور فرمضان يسهل عليك ان تبكى وتتذلل وتزرف الدمع الغالى بين يدى ربك

فلحظة اذان المغرب واعلان الافطار تلك اللحظة التى يغفر الله فيها لمن يشاء لحظة يمكن فيها البكاء
واللحظة التى يتلو فيها الامام اية عن الجنة واية عن النار فى صلاة الترايوح لحظة يمكن فيها البكاء

واللحظة التى يرفع الامام صوته بالدعاء سائلا المولى عز وجل رحمته وجنته مستعيذا من عذابه لحظه يمكن فيها البكاء

واللحظة التى تاتى عليك وحيدا بين يدى ربك تناجيه فى الثلث الاخير تساله من فضله لحظة يمكن فيها البكاء

ابك اليوم حبا وشوقا قبل ان تبكى غدا ندما وحسرة
وان لم تبكى فتباكى

قد تقول :فعلت كل ماسبق ولم ابك ولم اذرف الدمع بين يدى الله ..فما الحل؟؟؟؟؟؟؟؟
اقول لك اخى كما قال الرسول الحبيب (ياايها الناس ابكوا فان لم تستطيعوا فتباكوا فان اهل النار يبكون

فى النار حتى تسيل دموعهم فى وجوههم كانها جداول حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتقرح العيون فلو ان سفننا ازجيت فيها لجرت )

اسباب ميسرة
وحتى تخطو خطوة فى هذا الباب من ابواب الدخول على الله عليك:

بكثرة التوبة والاستغفار والندم على مافات
زيارة المقابر وشهود الجنازات خاصة وهى توضع فى الالحاد

زيارة المرضى واصحاب العاهات والابتلاءات لتدرك فضل الله عليك
استمع للقران من اصوات طيبة فالقران مفتاح القلوب

منقول

بوركتى رملة على مانقلتيه لنا

جزاكى الله عنا خيرا الجزاء
وجعل بميزان حسناتك

البكاء من خشية الله

البكاء من خشية الله

رد: البكاء من خشية الله