في (خزانة الألم) .. الأمريكيون يدمنون الحرب كالمخدرات!

من طرف ???? الخميس 15 أبريل 2010 - 12:19

في (خزانة الألم) .. الأمريكيون يدمنون الحرب كالمخدرات!

كتب محمد رفعت - شاهدت فيلم "خزانة الألم" أو "The hurt locker" الذى رشح لتسع جوائز أوسكار حصل منها على ست جوائز هى: أفضل فيلم، وأفضل سيناريو، وأفضل مخرج، وأفضل مونتاج، وأفضل مونتاج صوت، وأفضل مكساج صوت.
وكان انطباعى عنه أنه عمل متقن الصنع ولكنه يفتقد لمسة الإبداع والابتكار، مجرد فيلم حربى يحاول تمجيد الجنود الأمريكيين خارج حدود الوطن مثل أفلام كثيرة قدمتها هوليوود فى نفس الاتجاه منذ الحرب العالمية الثانية.
أما من ناحية المقارنة مع الأفلام المنافسة على جائزة أفضل فيلم فإن عملاً مثل "أوغاد صعاليك" يتفوق عليه فى كل العناصر.
كما أنه يتميز عنه بأنه مزيج بين الإتقان والابتكار المختلف، ويبدو أن أعضاء الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما أرادوا هذه المرة أن يمنحوا الجوائز لفيلم وطنى يرفع الروح المعنوية للجنود وأسرهم، أما الأفلام الأكثر إبداعاً فقد تتسع لها الساحة فى السنوات القادمة!
الفيلم الذى كتبه "مارك بول" وأخرجته "كاترين بيجلو" التى أصبحت أول سيدة تفوز بأوسكار أفضل مخرجة فى التاريخ، يتناول مغامرات فرقة أمريكية فى العراق متخصصة فى إبطال مفعول القنابل والمتفجرات.
وتقريباً ليس لدينا طول زمن الفيلم سوى تحرك العرِّيف "جيمس" وسط فريق لحمايته إلى أماكن زرعت فيها القنابل فى شوارع بغداد البائسة التى تبدو مثل أطلال مدينة، ويظهر "جيمس" مثل بطل هوليودى "سوبر" ومحترف وشجاع، إنه أيضاً محترف فى فك القنابل ويحتفظ بأجزاء منها للذكرى وللتاريخ.
وجيمس كذلك هو البرهان الساطع على أن الجندى الأمريكى يؤدى عمله وواجبه بمتعة، بل إن الفيلم يبدأ بعبارة مكتوبة تؤكد أن الحرب إدمان كالمخدر، وهذا ما سيفعله "جيمس" حرفياً، فبعد مغامراته "البغدادية" التى استمرت لمدة 39 يوماً، سيعود إلى مطلقته الشابة وابنه الجميل فى الولايات المتحدة، ولكن عندما يستمع إلى وسائل الإعلام وهى تتحدث عن عملية انتحارية جديدة فى بغداد يقرر على الفور العودة من جديد لإبطال مفعول المتفجرات والقنابل!
شخصيات الجنود الآخرين تم تقديمها بسرعة وبسطحية شديدة، هناك مثلاً "سانبورن" قائد "جيمس" الذى يرفض تهوره ثم يصبح صديقاً له، وهناك "والدربرج" الذى يقوم بحماية "جيمس" من الهجوم أثناء عمليات إبطال القنابل، وجندى ثالث هو "أوين" الذى يصبح صديقاً لطفل عراقى يلعب معه الكرة ويبيع له الأفلام الإباحية مقابل 5 دولارات!
وكل هذه النماذج تتسم بالشجاعة وأداء الواجب رغم أنهم يتساءلون أحياناً عن لعبة الحياة والموت فى كل لحظة، "جيمس" أيضاً يتساءل فى حوار له مع "سانبورن" داخل عربتهم المدرَّعة: "لماذا أنا على هذا الطريق؟" ورغم ذلك فإن الجندى الأمريكى بالنسبة لصناع الفيلم لا يتردد فى تنفيذ الأوامر، بل إن لديه القدرة على تحويل الحرب إلى متعة مثل لعبة "البلاى ستيشن"!
الفيلم- رغم رؤيته السطحية والمحدودة- فيه الكثير من العناصر المتقنة أبرزها بالطبع إخراج "كاترين بيجلو" التى نجحت من خلال الصورة وشريط الصوت فى خلق جو المعارك، وقد تم تصوير الفيلم فى الأردن.
كما نجحت مع المونتير فى تقديم مشاهدة جيدة ومحسوبة لعمليات متكررة لإبطال مفعول القنابل، كانت الكاميرا ذكية ويقظة تنقل كل التفصيلات من مختلف الزوايا الذاتية والموضوعية وبتكنيك يذكرك باللقطات الحربية فى النشرات الإخبارية، ولكن ظلت الرؤية ضيقة لأن مَنْ يُمجِّدون أولئك الذين يبطلون مفعول القنابل نسوا أن يمجدوا أولئك الذين يحاولون إبطال الحروب من الأصل