بحـث
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
TOTO | ||||
رحيق الجنة | ||||
layaly | ||||
الشيماء | ||||
همس الحنين | ||||
محمد اليوسف | ||||
مسلمة وأفتخر | ||||
اسماء | ||||
صلاح الدين | ||||
اسيل |
عدد الزائرين للموقع
أنتم لاتعرفونني !!
Arab-Venus :: :: مقهى فينوس
صفحة 1 من اصل 1
أنتم لاتعرفونني !!
أنتم لاتعرفونني !!
لا أحد يحس بالبركان الذي يغلي فى صدرك،حتى أقرب الناس إليك لا يرى أن
ابتسامتك ربما تخفى كهفاً من الأحزان لا يراه ولا يحسه غيرك...لا يعرفون
أن نكاتك التى تلقيها
يمينا وشمالا ربما هى قناع لنفسك المكسورة
الحزينة ...قناع يرسمه كبرياؤك الذي يأبي أن يراه أي إنسان فى موقف ضعف...عيناك لم تتوقف عن الدموع ولكنها دموع لا يراها أحد...فعيناك تدمع
داخلك...تتجنب النظر إلى المرآة وأنت تصفف شعرك...تخشى أن تفضحك المرآه
فتظهر ما بداخلك...تحس أنك ريشة فى مهب رياح الحياة المجنونة التى لا تأبه
لصرخاتك المكبوتة و تأخذك بعيداً عن أحلامك ...بعيدا عن الحياة التى حلمت
بها وخططت لها...تحس أن أقرب الناس إليك لا يعرفونك!.
من منا لم تجتاحه هذه الأحاسيس يوما ما...من منا لم يحس أن كل شئ حوله
يتحرك وهو متجمد فى مكانه...تنير الشمس كل مكان على وجه الأرض إلا قلبه
وروحه...يحس أنه شبح لا يراه أحد ولا يحس بوجوده أحد...تعذبه الوحدة حتى
وإن عاش فى بيت مزدحم... فلا أحد يفهمه أو (يراه) حتى أقرب الناس إلى قلبه.
إذا مرت بك تلك الأحاسيس المرعبة – وحتماً ستمر بك - فلا تخاف!... كل هذه
الأحاسيس هى جزء من طبيعتك البشرية التى فطرك الله عليها؛ هى أحاسيس
إنسانية تجتاح قلوب كل البشروتجرى فى شرايين روحك تماما كما يجري الدم فى
شرايين جسدك.
وعندما تحتل هذه الأحاسيس المؤلمة أرجاء قلبك فاعلم أنك لست وحدك...
الملايين على هذه الأرض يشعرون فى نفس هذه اللحظة بنفس ما تحس به ولكنك لا
تراهم يتألمون، تماما مثل عدم قدرتهم على رؤيتك تتألم... فمنذ طفولتنا
ونحن فى تدريب عملى يومي على استخدام تلك الأقنعة النفسية التى نغطى بها
جراح أرواحنا حتى لا يرى الناس منك إلا ما تريد أن تريه أنت لهم.
ليس هناك إنسان معصوم من هذه المشاعر المخيفة التى تجتاح قلوب الجميع ولا
تفرق بين البسطاء والعلماء وحتى الأنبياء... الفرق الوحيد أنه كلما ارتقى
مستوي الإنسان روحيا أو علميا كلما ازدادت إجادته لاستخدام تلك الأقنعة
النفسية، والقرآن يحدثنا عن أناس فقراء يعتقد المجتمع أنهم أغنياء لأنهم
يجيدون فن التعفف، وربما يبيتون جوعى تئن بطونهم بينما يحسبهم جيرانهم أنهم أصحاب أموال وأطيان.
حتى الأنبياء رضوان الله عليهم لم يكونوا معصومين من أن تجتاح تلك المشاعر
المؤلمة لقلوبهم الطاهرة حتى ولو لثوان معدودة...فموسى عليه السلام الذي
بلغت قوته الجسدية أن دفعة من يده تقتل رجلا، وبلغت قوته النفسية أن يقف
لفرعون ويتحداه فى عقر داره ،نراه يجلس وحيداً بجانب صخرة فى الصحراء وقد
تكلمت روحه المتألمة من تحت القوة التى يراه الناس بها مناجياً ربه بإحساسه أنه ضعيف فقير... فقير فى تأثيره على الناس... فقير فى وحدته
العاطفية بلا زوجة ولا أولاد... فقير فى غربته بلا وظيفة ولا صديق فى بلد بعيدة.
قرأت كتابات لأطباء نفسيين فى الغرب عن تجاربهم وأكثر الحالات التى أثرتفى حياتهم فوجدت فى كتاباتهم قاسما مشتركا عن الاختلاف الرهيب بين رؤيتنالإنسان وبين رؤية هذا الإنسان لنفسه، وعن هذه الأقنعة التى يغطى الناس بهاآلامهم ولا يحس بها أحد...فهذه نجمة سينمائية هوليودية لا يختلف اثنان علىجمالها ولكنها كانت تتجنب النظر العميق فى المرآة لإحساسها بدمامتهاوفشلها فى الحياة... وهذا ملياردير اقتصادي ناجح يملك شركات فى كل أنحاءالعالم ويؤثر فى اقتصاد دول بأكملها لكنه فى الحقيقة إنسان حزين يتألمداخلياً لأنه يعتقد أنه أضاع حياته فى جمع المال وأخذته الحياة بعيداً عنحلمه أن يكون مؤرخاً ومكتشفاً للآثار والحضارات، ورغم نجاحه الساحق فىمجاله إلا أن هذا النجاح ما هو إلا قناع يغطى به آلام الفشل التى احتلتقلب روحه وجعلته إنسانا حزينا رغم أن صورته على غلاف مجلة (فوربس) تحملابتسامة يظن من يراها أن هذا الرجل هو أسعد إنسان فى العالم.
وربما يفسر هذا ظاهرة انتحار أوحوادث موت أناس يظن كل منا أنهم فى غايةالسعادة والنجاح فى حياتهم إلا أن تحقيقات الشرطة والطب الشرعي تثبت أننالم نكن نعرفهم فهم كانوا محطمين داخليا وكل هذا النجاح والشهرة والمالوالضحكات على شاشات التلفاز لم تكن إلا أقنعة نفسية تغطى أمواجا كالجبالمن مشاعر الألم والوحدة والفشل تغرق فيها أرواحهم ولا يحس بهم أحد...فمايكل جاكسون الذي كان ملء السمع والبصر والذي ظن الناس أنه ملك كل شئ فىالدنيا لم يكن يملك أن ينام ليلة واحدة نوما عميقا طبيعيا مثل أي إنسانفقير فى أفقر مكان فى العالم ، وكان (جاكسون) لا يمكنه النوم إلا بالتخديرالكلي عن طريق طبيب وظل ذلك سراً لا يعرفه أحد عن (مايكل جاكسون) الذيارتدى قناع النجاح الساحق حتى مات بسبب جرعة تخدير زائدة وكان كل أمله بضعساعات من النوم كي ينسى أحزانه.
وربما أراد الممثل الشهير (هيث ليدجر) بطل فيلم (Dark Knight) أن يلفتأنظارنا إلى تلك القضية حين جسد دور )الجوكر( الذي يرسم على وجهه شفاةمبتسمة و وجها ضاحكا لكنها فى الحقيقة ما هى إلا ألوان وقناع يغطى جراحاغائرة على الوجه وداخل الروح...(ليدجر) نفسه كنا نراه شاباً فى ريعانالشباب وقد ملك الدنيا بيديه فها هو الذي مازال فى سن العشرينات إلا أنهتصدر قائمة أعلى الأجور فى العالم، ولا يشارك فى أي فيلم إلا ويرشحللأوسكار، واعتبر النقاد أنه سيصبح ممثل القرن الواحد والعشرين إلا أن كلهذا النجاح لم يكن إلا قناعا يغطي به (ليدجر) آلامه النفسية التى جعلتهيعيش على العقاقيرالنفسية لمحاربة الإكتئاب الذي يعتصره ويحوله إلى بقاياإنسان ثم يموت نتيجة جرعة زائدة من هذه العقاقير وكأنه يقول لنا...أنتم لاتعرفونني...تظنون أنني إنسان سعيد ناجح وتتمنون أن تكونوا مثلي...ولكنكملا تعرفونني...فأنتم ترونى أبتسم وأضحك وأنا اتسلم الجوائز... أنتم ترونىأقود أغلى السيارات وأعيش فى أفخم القصور وربما منكم من يعلق صورتى فىغرفته أو خلفية كومبيوتره...تقرؤون فى الصحف عن أدق تفاصيل حياتي وتتحدثالبرامج الحوارية عن علاقاتي العاطفية ونوع الطعام الذي أحب وحتى نوعملابسي الداخلية ولكنكم مازلتم لا تعرفونني... أنتم لا ترون إلا القناعالذي يغطى شخصاً آخراً يصارع الآلام والأحزان فى كل لحظة... وربما ستعرفونمن أنا...(أنا) الحقيقي..عندما تشاهدون صورتي ميتا وحيدا فى غرفتى بدونأصدقاء أو صحافة أو أضواء وحولى علب الأدوية الفارغة وكوب الماء النصفممتلء.
نعم لست وحدك من يشعر بهذه المشاعر...ولست وحدك من ينظر حوله ويصرخ بصوت
غير مسموع فى وجه أصدقائه وأهله قائلا أنتم لا تعرفونني... فالجميع يصرخ
هذه الصرخة غير المسموعة طوال الوقت، وكما أنهم لا يسمعونك فأنت أيضا لا تسمعهم.
الحقيقة التى لن تتغير أن الغالبية العظمى من الناس فى هذه الحياة لا يعرفونك حتى ولو كنت أشهر إنسان على وجه الأرض...فلماذا إذا تهتم برأي
الناس فيك؟ ولماذا يؤرقك كلامهم وأحكامهم؟ ولماذا تريد أن تقهر نفسك وتغير
أسلوب حياتك من أجل أن ترضيهم؟ ولما تحزن أو تفرح إن ظن الناس أنك فاشل أو
ناجح أو كسلان أو نشيط أو منحل أو متدين أو فقير أو غني؟ أحكام الناس عليك
كلها أحكام باطلة لأنهم لا يعرفونك!
الحقيقة أننا مجرد بشر ولا نملك التكنولوجيا التى تجعلنا نصور أرواح الناس
بآشعة لنرى آلام أو أفراح أرواحهم ونتفهمها... الحقيقة أنه يمكنك أن تقضى سنوات كاملة فى صحبة صديق ولكنك فى الحقيقة لا تراه ولا يراك من الداخل...
الحقيقة أنه يمكنك أن تعيش مع زوجتك لسنوات وسنوات وأنت لا ترى آلامها
الداخلية ولا تسمع هى صرخاتك المكتومة... و إذا كنا حتى لا نستطيع أن نحكم
على أقرب الناس إلينا فكيف تأخذنا عزتنا بالإثم لنحكم على أناس لا نعرفهم.
نرى إنسانا قد أخطأ مرة فى حياته فنقذفه بأحجار أحكامنا القاسية عليه ونحن لا نعرفه...نرى إنساناً يعاني من البدانة فنلومه فى عقولنا على كسله وضعفه
أمام الطعام ونسخر منه ونحن لا نعرفه... نرى طالبا قد رسب فى امتحان فنحكم
عليه بالفشل واللامبالاة ونحن لا نعرفه ...نرى فتاة قد تأخر زواجها فنحكم
عليها بالفشل الإجتماعي ونحن لا نعرفها... نرى إنساناً تعثر فى حياته العملية فنلومه ونحكم عليه أنه فاشل ونحن لا نعرفه...نري إنساناً يخالفنا
أسلوب الحياة الذي اعتدنا عليه فنسخر منه ونأخذ منه موقفاً ونعاديه ونحن لا نعرفه.
هناك فرد واحد فقط هو الذي يملك أن يري أرواحنا على حقيقتها بدون الأقنعة
التى نرسمها على وجوهنا وأفعالنا...هذا الفرد هو الله الأحد الذي يغفر كل
شئ إلا أن ينازعه أحد فى ملكه وألوهيته...وكل منا يخطأ هذا الخطأ وينازع
الله فى حكمه ويحول نفسه إلى نصف إله ليحكم على الناس ويقيمهم ويصنفهم
وينسى أن روحه مازالت تصرخ غاضبة فى صمت فى وجه كل من يرتكب نفس الشئ فى
حقه ويحكم عليه قائلة: أنتم لا تعرفونني.
د.أحمد غانم
لا أحد يحس بالبركان الذي يغلي فى صدرك،حتى أقرب الناس إليك لا يرى أن
ابتسامتك ربما تخفى كهفاً من الأحزان لا يراه ولا يحسه غيرك...لا يعرفون
أن نكاتك التى تلقيها
يمينا وشمالا ربما هى قناع لنفسك المكسورة
الحزينة ...قناع يرسمه كبرياؤك الذي يأبي أن يراه أي إنسان فى موقف ضعف...عيناك لم تتوقف عن الدموع ولكنها دموع لا يراها أحد...فعيناك تدمع
داخلك...تتجنب النظر إلى المرآة وأنت تصفف شعرك...تخشى أن تفضحك المرآه
فتظهر ما بداخلك...تحس أنك ريشة فى مهب رياح الحياة المجنونة التى لا تأبه
لصرخاتك المكبوتة و تأخذك بعيداً عن أحلامك ...بعيدا عن الحياة التى حلمت
بها وخططت لها...تحس أن أقرب الناس إليك لا يعرفونك!.
من منا لم تجتاحه هذه الأحاسيس يوما ما...من منا لم يحس أن كل شئ حوله
يتحرك وهو متجمد فى مكانه...تنير الشمس كل مكان على وجه الأرض إلا قلبه
وروحه...يحس أنه شبح لا يراه أحد ولا يحس بوجوده أحد...تعذبه الوحدة حتى
وإن عاش فى بيت مزدحم... فلا أحد يفهمه أو (يراه) حتى أقرب الناس إلى قلبه.
إذا مرت بك تلك الأحاسيس المرعبة – وحتماً ستمر بك - فلا تخاف!... كل هذه
الأحاسيس هى جزء من طبيعتك البشرية التى فطرك الله عليها؛ هى أحاسيس
إنسانية تجتاح قلوب كل البشروتجرى فى شرايين روحك تماما كما يجري الدم فى
شرايين جسدك.
وعندما تحتل هذه الأحاسيس المؤلمة أرجاء قلبك فاعلم أنك لست وحدك...
الملايين على هذه الأرض يشعرون فى نفس هذه اللحظة بنفس ما تحس به ولكنك لا
تراهم يتألمون، تماما مثل عدم قدرتهم على رؤيتك تتألم... فمنذ طفولتنا
ونحن فى تدريب عملى يومي على استخدام تلك الأقنعة النفسية التى نغطى بها
جراح أرواحنا حتى لا يرى الناس منك إلا ما تريد أن تريه أنت لهم.
ليس هناك إنسان معصوم من هذه المشاعر المخيفة التى تجتاح قلوب الجميع ولا
تفرق بين البسطاء والعلماء وحتى الأنبياء... الفرق الوحيد أنه كلما ارتقى
مستوي الإنسان روحيا أو علميا كلما ازدادت إجادته لاستخدام تلك الأقنعة
النفسية، والقرآن يحدثنا عن أناس فقراء يعتقد المجتمع أنهم أغنياء لأنهم
يجيدون فن التعفف، وربما يبيتون جوعى تئن بطونهم بينما يحسبهم جيرانهم أنهم أصحاب أموال وأطيان.
حتى الأنبياء رضوان الله عليهم لم يكونوا معصومين من أن تجتاح تلك المشاعر
المؤلمة لقلوبهم الطاهرة حتى ولو لثوان معدودة...فموسى عليه السلام الذي
بلغت قوته الجسدية أن دفعة من يده تقتل رجلا، وبلغت قوته النفسية أن يقف
لفرعون ويتحداه فى عقر داره ،نراه يجلس وحيداً بجانب صخرة فى الصحراء وقد
تكلمت روحه المتألمة من تحت القوة التى يراه الناس بها مناجياً ربه بإحساسه أنه ضعيف فقير... فقير فى تأثيره على الناس... فقير فى وحدته
العاطفية بلا زوجة ولا أولاد... فقير فى غربته بلا وظيفة ولا صديق فى بلد بعيدة.
قرأت كتابات لأطباء نفسيين فى الغرب عن تجاربهم وأكثر الحالات التى أثرتفى حياتهم فوجدت فى كتاباتهم قاسما مشتركا عن الاختلاف الرهيب بين رؤيتنالإنسان وبين رؤية هذا الإنسان لنفسه، وعن هذه الأقنعة التى يغطى الناس بهاآلامهم ولا يحس بها أحد...فهذه نجمة سينمائية هوليودية لا يختلف اثنان علىجمالها ولكنها كانت تتجنب النظر العميق فى المرآة لإحساسها بدمامتهاوفشلها فى الحياة... وهذا ملياردير اقتصادي ناجح يملك شركات فى كل أنحاءالعالم ويؤثر فى اقتصاد دول بأكملها لكنه فى الحقيقة إنسان حزين يتألمداخلياً لأنه يعتقد أنه أضاع حياته فى جمع المال وأخذته الحياة بعيداً عنحلمه أن يكون مؤرخاً ومكتشفاً للآثار والحضارات، ورغم نجاحه الساحق فىمجاله إلا أن هذا النجاح ما هو إلا قناع يغطى به آلام الفشل التى احتلتقلب روحه وجعلته إنسانا حزينا رغم أن صورته على غلاف مجلة (فوربس) تحملابتسامة يظن من يراها أن هذا الرجل هو أسعد إنسان فى العالم.
وربما يفسر هذا ظاهرة انتحار أوحوادث موت أناس يظن كل منا أنهم فى غايةالسعادة والنجاح فى حياتهم إلا أن تحقيقات الشرطة والطب الشرعي تثبت أننالم نكن نعرفهم فهم كانوا محطمين داخليا وكل هذا النجاح والشهرة والمالوالضحكات على شاشات التلفاز لم تكن إلا أقنعة نفسية تغطى أمواجا كالجبالمن مشاعر الألم والوحدة والفشل تغرق فيها أرواحهم ولا يحس بهم أحد...فمايكل جاكسون الذي كان ملء السمع والبصر والذي ظن الناس أنه ملك كل شئ فىالدنيا لم يكن يملك أن ينام ليلة واحدة نوما عميقا طبيعيا مثل أي إنسانفقير فى أفقر مكان فى العالم ، وكان (جاكسون) لا يمكنه النوم إلا بالتخديرالكلي عن طريق طبيب وظل ذلك سراً لا يعرفه أحد عن (مايكل جاكسون) الذيارتدى قناع النجاح الساحق حتى مات بسبب جرعة تخدير زائدة وكان كل أمله بضعساعات من النوم كي ينسى أحزانه.
وربما أراد الممثل الشهير (هيث ليدجر) بطل فيلم (Dark Knight) أن يلفتأنظارنا إلى تلك القضية حين جسد دور )الجوكر( الذي يرسم على وجهه شفاةمبتسمة و وجها ضاحكا لكنها فى الحقيقة ما هى إلا ألوان وقناع يغطى جراحاغائرة على الوجه وداخل الروح...(ليدجر) نفسه كنا نراه شاباً فى ريعانالشباب وقد ملك الدنيا بيديه فها هو الذي مازال فى سن العشرينات إلا أنهتصدر قائمة أعلى الأجور فى العالم، ولا يشارك فى أي فيلم إلا ويرشحللأوسكار، واعتبر النقاد أنه سيصبح ممثل القرن الواحد والعشرين إلا أن كلهذا النجاح لم يكن إلا قناعا يغطي به (ليدجر) آلامه النفسية التى جعلتهيعيش على العقاقيرالنفسية لمحاربة الإكتئاب الذي يعتصره ويحوله إلى بقاياإنسان ثم يموت نتيجة جرعة زائدة من هذه العقاقير وكأنه يقول لنا...أنتم لاتعرفونني...تظنون أنني إنسان سعيد ناجح وتتمنون أن تكونوا مثلي...ولكنكملا تعرفونني...فأنتم ترونى أبتسم وأضحك وأنا اتسلم الجوائز... أنتم ترونىأقود أغلى السيارات وأعيش فى أفخم القصور وربما منكم من يعلق صورتى فىغرفته أو خلفية كومبيوتره...تقرؤون فى الصحف عن أدق تفاصيل حياتي وتتحدثالبرامج الحوارية عن علاقاتي العاطفية ونوع الطعام الذي أحب وحتى نوعملابسي الداخلية ولكنكم مازلتم لا تعرفونني... أنتم لا ترون إلا القناعالذي يغطى شخصاً آخراً يصارع الآلام والأحزان فى كل لحظة... وربما ستعرفونمن أنا...(أنا) الحقيقي..عندما تشاهدون صورتي ميتا وحيدا فى غرفتى بدونأصدقاء أو صحافة أو أضواء وحولى علب الأدوية الفارغة وكوب الماء النصفممتلء.
نعم لست وحدك من يشعر بهذه المشاعر...ولست وحدك من ينظر حوله ويصرخ بصوت
غير مسموع فى وجه أصدقائه وأهله قائلا أنتم لا تعرفونني... فالجميع يصرخ
هذه الصرخة غير المسموعة طوال الوقت، وكما أنهم لا يسمعونك فأنت أيضا لا تسمعهم.
الحقيقة التى لن تتغير أن الغالبية العظمى من الناس فى هذه الحياة لا يعرفونك حتى ولو كنت أشهر إنسان على وجه الأرض...فلماذا إذا تهتم برأي
الناس فيك؟ ولماذا يؤرقك كلامهم وأحكامهم؟ ولماذا تريد أن تقهر نفسك وتغير
أسلوب حياتك من أجل أن ترضيهم؟ ولما تحزن أو تفرح إن ظن الناس أنك فاشل أو
ناجح أو كسلان أو نشيط أو منحل أو متدين أو فقير أو غني؟ أحكام الناس عليك
كلها أحكام باطلة لأنهم لا يعرفونك!
الحقيقة أننا مجرد بشر ولا نملك التكنولوجيا التى تجعلنا نصور أرواح الناس
بآشعة لنرى آلام أو أفراح أرواحهم ونتفهمها... الحقيقة أنه يمكنك أن تقضى سنوات كاملة فى صحبة صديق ولكنك فى الحقيقة لا تراه ولا يراك من الداخل...
الحقيقة أنه يمكنك أن تعيش مع زوجتك لسنوات وسنوات وأنت لا ترى آلامها
الداخلية ولا تسمع هى صرخاتك المكتومة... و إذا كنا حتى لا نستطيع أن نحكم
على أقرب الناس إلينا فكيف تأخذنا عزتنا بالإثم لنحكم على أناس لا نعرفهم.
نرى إنسانا قد أخطأ مرة فى حياته فنقذفه بأحجار أحكامنا القاسية عليه ونحن لا نعرفه...نرى إنساناً يعاني من البدانة فنلومه فى عقولنا على كسله وضعفه
أمام الطعام ونسخر منه ونحن لا نعرفه... نرى طالبا قد رسب فى امتحان فنحكم
عليه بالفشل واللامبالاة ونحن لا نعرفه ...نرى فتاة قد تأخر زواجها فنحكم
عليها بالفشل الإجتماعي ونحن لا نعرفها... نرى إنساناً تعثر فى حياته العملية فنلومه ونحكم عليه أنه فاشل ونحن لا نعرفه...نري إنساناً يخالفنا
أسلوب الحياة الذي اعتدنا عليه فنسخر منه ونأخذ منه موقفاً ونعاديه ونحن لا نعرفه.
هناك فرد واحد فقط هو الذي يملك أن يري أرواحنا على حقيقتها بدون الأقنعة
التى نرسمها على وجوهنا وأفعالنا...هذا الفرد هو الله الأحد الذي يغفر كل
شئ إلا أن ينازعه أحد فى ملكه وألوهيته...وكل منا يخطأ هذا الخطأ وينازع
الله فى حكمه ويحول نفسه إلى نصف إله ليحكم على الناس ويقيمهم ويصنفهم
وينسى أن روحه مازالت تصرخ غاضبة فى صمت فى وجه كل من يرتكب نفس الشئ فى
حقه ويحكم عليه قائلة: أنتم لا تعرفونني.
د.أحمد غانم
TOTO- المدير العام
- تـــاريخ التسجيـــل : 12/04/2010
التقييـــــم : 60956
الموقع : هنا أنا أقيم الإقاامة الجبريه بين اسوار مدائن الوجع
الأوسمة :
Arab-Venus :: :: مقهى فينوس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 25 يوليو 2015 - 16:14 من طرف layaly
» حديث شريف
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 15:49 من طرف layaly
» لا داعى للحــــزن علي خـــــادع مفقـــ ــود
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:42 من طرف layaly
» حكمة تشريع الصوم
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:38 من طرف layaly
» سجل عندك هذه بطاقتى الشخصية
الثلاثاء 7 يوليو 2015 - 9:34 من طرف layaly
» أحدث ديكورات جبس 2015 للأسقف
السبت 27 يونيو 2015 - 6:15 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان و المترفون
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» من صام رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:09 من طرف مصرى وأفتخر
» فضائل الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» وصايا رمضانية
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:06 من طرف مصرى وأفتخر
» دروس من رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:04 من طرف مصرى وأفتخر
» تعلم فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:03 من طرف مصرى وأفتخر
» محفزات التغيير فى رمضان
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:02 من طرف مصرى وأفتخر
» فلسفة الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:01 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان وتجديد الذات
الجمعة 19 يونيو 2015 - 15:00 من طرف مصرى وأفتخر
» أحكام الصيام
الجمعة 19 يونيو 2015 - 14:59 من طرف مصرى وأفتخر
» رمضان والتليفزيون و ... انت
الخميس 18 يونيو 2015 - 14:02 من طرف رحيق الجنة
» رمضان والمرأة المسلمة
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:42 من طرف رحيق الجنة
» رمضان طوال العام
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:37 من طرف رحيق الجنة
» رمضان الأخير
الخميس 18 يونيو 2015 - 13:32 من طرف رحيق الجنة